خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
أعلنت القناة التليفزيونية الإسرائيلية؛ (KAN)، أن مجلس الوزراء الأمني يعكف حاليًا على إعداد خطة بشأن خيارات إخلاء أكثر من نصف مليون شخص من “قطاع غزة” تمهيدًا للعملية البرية على مدينة “رفح”. ولم يتطرق تقرير القناة الإسرائيلية إلى الخيارات البديلة.
لكن من جهة أخرى كشف مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي؛ (رفضوا الكشف عن هوياتهم)، عن تهديد “القاهرة” بتعليق معاهدة (كامب ديفيد)؛ حال هجوم “الكيان الصهيوني” على “رفح”، جنوب “غزة”.
بدورها؛ حذرت الأنظمة القطرية والسعودية من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة “رفح”. في المقابل؛ تُصّر القيادات الصهيونية على تنفيذ الهجوم.
وفي هذا الصّدد أجرت صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية؛ الحوار التالي مع: “قاسم محب علي”، الدبلوماسي الإيراني السابق…
الصدام المسلح بين مصر وإسرائيل مستبعد..
“ستاره صبح” : في رأيك ما هي أهداف “إسرائيل” من الهجوم على “رفح” ؟.. وكيف ستكون تداعيات هذا الهجوم ؟
“قاسم محب علي” : لو تقوم “إسرائيل” بتنفيذ هجوم على “رفح” يُشّبه ما حدث في شمال “غزة” أو “خان يونس”، فسيكون علينا انتظار كارثة إنسانية أكبر وأوسع مقارنة بما حدث حتى الآن.
وقد أعلنت “إسرائيل” عن مجموعة من الأسباب والدفاع تبريرًا للهجوم على “رفح”، هي: تحرير الأسرى ثم القضاء على (حماس)، واستعادة السّيطرة على “قطاع غزة” من خلال إدخال قوات إسرائيلية.
من ثم؛ فإن الهجوم على “رفح” يأتي في إطار تحقيق هذه الأهداف. وردود الفعل العالمية على هذا القرار سلبية، بل إن حلفاء “إسرائيل” قد حذروا أيضًا من عقبات هكذا هجوم. وتطلب هذه الدول إلى رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، عدم الإقدام على هذه الخطوة.
في المقابل؛ أعلنت “القاهرة” أن محاولة تهجير الفلسطينيين إلى “سيناء” خط أحمر، ويبدو أن هناك بالفعل مسّاعي بين “مصر” و”إسرائيل”، وكذلك “إسرائيل” والدول الغربية على كيفية إدارة هذه الخطوة.
وسوف تشهد “القاهرة” أيضًا عقد اجتماعات؛ خلال الأيام المقبلة، ستُفضي عن نتائج هامة. لكن لا يمكن القول بانتفاء إمكانية دخول “مصر” في صراع مسّلح مع “إسرائيل”، لكنه مسّتبعد. ذلك أن “مصر” تتبنى سياسة التعاون تجاه “إسرائيل”، وكذلك تتعاون أجهزة المخابرات في “مصر وإسرائيل”.
وبالنظر إلى اتفاقية (كامب ديفيد) لا تسمح “مصر” بتواجد قوات عسكرية أو معدات حربية ثقيلة على حدودها مع “إسرائيل”، لكن إذا حدث ذلك فإنما يتطلب إلغاء اتفاقية السلام أولًا، مع العلم أن إلغاء الاتفاقية سيكون له تداعيات ثقيلة على الطرفين؛ لا سيما “مصر”، التي لن تسمح لـ”الكيان الإسرائيلي” بتنفيذ عمليات عسكرية داخل حدودها.
وعليه؛ إذا تفشل الجهود الدبلوماسية والسياسية؛ فإن علينا انتظار كارثة إنسانية جديدة.
لا يعني انتهاك لـ”كامب ديفيد”..
“ستاره صبح” : هل دخول “إسرائيل” البري إلى “رفح” يعني انتهاك اتفاقية (كامب ديفيد) ؟
“قاسم محب علي” : لا هذا الموضوع لا يتعلق بـ (كامب ديفيد). وحتى على الحدود بين “إسرائيل” و”غزة” لم تكن هناك قوات مصرية حتى انسّحبت “إسرائيل” من “غزة”.
وحاليًا تُسيّطر القوات الأمنية الإسرائيلية على معبر (فيلادلفيا)، وحتى بعد خروج “إسرائيل” من معبر (رفح) لم يُسمح للشرطة المصرية بالتواجد في هذه المنطقة. ودخول “إسرائيل” الأرض المصرية هو ما يعني إلغاء (كامب ديفيد)، لكن في حال قررت الحكومة المصرية إدخال قوات قتالية ودبابات إلى حدودها مع “إسرائيل”، فسيكون بمثابة انتهاك للاتفاقية.
عمليات المقاومة أفادت “إسرائيل” !
“ستاره صبح” : برأيك ما هو الردع الذي قد يُثنّي “إسرائيل” عن القيام بهذه الخطوة ؟.. ولماذا فشلت عمليات (محور المقاومة) حتى الآن في إجبار “إسرائيل” على التراجع ؟
“قاسم محب علي” : ما يقوم به اليمنيون وفصائل المقاومة أفضى عمليًا في صالح “إسرائيل”؛ إذ دفع “الولايات المتحدة، وبريطانيا”، والدول الصناعية، بل وحتى الـ (ناتو) إلى الدخول في الحرب.
وهذا الموضوع جعل موازنة القوة بالمنطقة تتغيّر لصالح “إسرائيل”. في حين أن مشاركة فصائل (محور المقاومة) لم تُحقق مكاسّب بالنسبة للغزاويين، وإنما أدى دخول (الحوثيين)؛ في “البحر الأحمر” إلى اضطراب حركة الملاحة والاقتصاد العالمي وحسّاسية الرأي العام العالمي تجاه (محور المقاومة).
كذلك أدى مقتل الأميركيين في “الأردن” إلى دخول “الولايات المتحدة” في الحرب. والحقيقة أن الطرف الوحيد الذي يتملك القدرة على ردع “إسرائيل” عن تنفيذ هجوم على “رفح” هو “الولايات المتحدة”، حتى أن التهديدات المصرية لن تُثنّي “إسرائيل” عن هذه الخطوة، وإنما ستُسّاهم في توسيّع نطاق الحرب بالمنطقة؛ حيث ستتدخل المزيد من الدول الغربية في الحرب.
