9 أبريل، 2024 9:48 م
Search
Close this search box.

قائمة العار لإمبراطورية الديمقراطية العالمية .. آلاف المدن التي دكتها أميركا ودفنت ملايين البشر تحت أنقاضها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

منذ عملية (طوفان الأقصى)؛ التي انطلقت في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023، وحتى 25 كانون أول/ديسمبر من العام نفسه، أرسلت “الولايات المتحدة” أكثر من: (230) طائرة عسكرية تحمل الذخائر إلى الاحتلال لتدمير “غزة”، بالإضافة إلى: (20) سفينة، فيما بلغ وزن الذخائر والأسلحة التي تم إرسالها أكثر من: (10) ملايين كيلوغرام، وبلغت تكلفة الجسّر الجوي أكثر من: (17.5) مليار دولار.

في فترة قصيرة جدًا قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير البُنية التحتية لـ”قطاع غزة”، إذ تجاوز حجم الدمار فيها: (68%) من المباني، كما تم تدمير كل المؤسسات الحكومية والبُنية التحتية للتعليم كالجامعات والمدارس، وكذلك الصحة كالمستشفيات وشبكات الصرف الصحي، وكذلك الاتصالات والكهرباء وتحلية المياه، ومسّتودعات تخزين الأغذية، وهو سلوك ابتدعته “الولايات المتحدة” لتدمير المدن واستنسّخته “إسرائيل” فيما عرف: بـ”عقيدة الضاحية”، لتدمير الحاضنة الشعبية للمقاومة بتدمير مقدراتها.

بذلك تنضم “غزة” إلى قائمة كبيرة من المدن التي شاركت “الولايات المتحدة” في تدميرها، إذ بنت “أميركا” إمبراطوريتها على تدمير المدن الأخرى، حيث رُصد أن “الولايات المتحدة” قامت بتدمير: (43) مدينة في العام الأخير للحرب العالمية الثانية، النصيب الأكبر كان لـ”اليابان وألمانيا”، كذلك استهدفت “الفلبين وفرنسا” لطرد القوات الألمانية، وقد بلغ تدمير بعض المدن: (100%) مثل: “هيروشيما وناغازاكي”.

حتى لو توقفت الحرب فأثرها العميق لا ينتهي، بل إن نهايتها لا تبعث على الفرحة؛ فآثار الدمار المادي والاجتماعي يظل عميقًا ومحفورًا، حيث تعتمد سياسة التدمير الأميركية على عمق التدمير وأثره، إذ يتشكل انتصارها وتفوقها بتدمير الآخرين، فقد استمرت سياسة التدمير الأميركية بشكلٍ مباشر بعد الحرب العالمية الثانية كما حدث في “لاوس وكمبوديا”، أو في معركة “الفلوجة والموصل” في “العراق”، أو في “الرقة”؛ بـ”سورية”، وهي اليوم تدعم “إسرائيل” لكي تُمارّس السلوك العدواني نفسه ضد الحضر وتدمير المدن، فهو جزء من استراتيجية عسكرية وسياسية تتعمد ذلك الفعل وليس من قبيل الآثار الجانبية.

اليابان” غابة من الدمار..

من المعروف قصة “هيروشيما وناغازاكي”؛ لكن من غير المعروف أن أغلب مدن “اليابان” تعرضت إلى تدمير ممنهج يستهدف إعادة “اليابان” إلى العصر الحجري، وقد كان؛ فبعد التدمير الذي تعرضت له مدن “اليابان” أصبحت تحت رحمة “الولايات المتحدة” كما هي اليوم.

تعرضت العاصمة اليابانية للتدمير بنسّبة: (51%)، وقُتل فيها جراء القصف الأميركي أكثر من: (124) ألف شخص، إذ قصفت بالقنابل الحارقة، وذلك في آذار/مارس 1945. كما تعرضت “يوكوهاما” لتدمير بنسّبة: (58%)، وهوجمت المدينة في وقتٍ سابق من قبل “الولايات المتحدة”؛ في 18 نيسان/إبريل 1942، فيما يُسّمى بغارة “دوليتل”، ردًا على الهجوم الياباني على “بيرل هاربور”.

تعرضت مدينة “كوتشي” اليابانية لتدمير بلغت نسّبته: (55.2%)، كما دُمرت “كوبي”؛ في تموز/يوليو 1945، بنسّبة: (55.7%)، وقُتل فيها ما يقرب من: (09) آلاف شخص، ودُمرت مدينة “إيشينوميا” بنسّبة تتجاوز: (56.3%)، وبعد تعرض “ناغازاكي” للضربة النووية بأيام هوجمت مدينة “إيسيساكي” ودُمرت بنسّبة: (56.7%)، ودُمرت مدينة “هاماماتسو” بنسّبة: (60.3%)، ومدينة “تويوهاشي” بنسّبة: (61.9%)، وقد كان نصيب مدينة “كاغوشيما” من التدمير أكثر من: (63.4%)، وهي نفس نسّبة التدمير الذي تعرضت له مدينة “جيفو”.

وينضم للقائمة مدن أخرى مثل “إمباري”: (63.9%)، “ماتسوياما”: (64%)، “مايباش”: (64.2%)، “ناغاوكا”: (64.9%)، وقد ألقي على المدينة في يومٍ واحد: (163) ألف قنبلة حارقة بلغ وزنها: (925) طنًا. بل إن القصف استمر لساعتين إلا ثُلث.

ودُمرت مدينة “هاتشيوجي” بنسّبة: (65%)، و”تسوروجا” بنسّبة: (65.1%)، و”شيزوكا” بنسّبة: (66.1%)، و”تاكاماتسو” بنسّبة: (67.5%)، و”ميتو” بنسّبة: (68.9%)، و”أوكاياما” بنسّبة: (68.9%)، و”نارا” بنسّبة: (69.3%)، و”تسو” بنسّبة: (69.3%)، و”هيتاشي” التي كانت تحتوي على مصانع الكهرباء بنسّبة: (72%)، وقد فشلت الغارات الأميركية في تدمير المصانع بقدر ما قتلت المدنييّن.

كما دمرت مدينة “كوانا” بنسّبة: (75%)، ومدينة “فوكوياما” التابعة لمقاطعة “هيروشيما” بنسّبة تجاوزت: (80.9%)، وذلك بعد يومين من استهداف “هيروشيما” بالنووي، كما دمرت “فوكوي” بنسّبة: (84.8%)، و”توكوشيما” بنسّبة: (85.2%).

وخارج “اليابان”؛ في “شرق آسيا”، كانت “الفلبين” حاضرة؛ إذ استهدفها الجيش الياباني الذي احتل مدينة “مانيلا” الفلبينية، حيث قتل من المدنييّن: (140) ألفًا، ودُمرت المدينة بنسّبة: (90%).

أما مدينة “توياما” فدُمرت بنسّبة: (99%)، وكانت مدينة “ناغازاكي” في شرق “اليابان” – موقع الهجوم الثاني بالقنابل الذرية في التاسع من آب/أغسطس – قد دُمرت بنسّبة: (100%)، وتُعادل مساحتها مدينة “أكرون” بولاية “أوهايو” الأميركية. وقد دمر الهجوم المدينة بالكامل وقُتل: (39) ألف شخص. وكان الهجوم النووي الثاني عاملاً في حث “اليابان” على الاستسلام بعد خمسة أيام.

وقع أول هجوم بالقنابل الذرية في العالم على “هيروشيما” في السادس من آب/أغسطس عام 1945، عندما مُحيت المدينة فعليًا من الخريطة، ولقي: (66) ألف شخص حتفهم.

ألمانيا” دمار في كل شبر..

استمر قصف “نورمبرغ” على شكل سلسلة من الغارات الجوية التي نفذتها القوات المتحالفة من سلاح الجو الملكي والقوات الجوية للجيش الأميركي، إذ دمرت المدينة بنسّبة: (90%). وكما “مانيلا” في طالفلبين”؛ فقد دُمرت مدينة “سان لو” الفرنسية، والتي كان يحتلها الجيش النازي، وقُتل فيها ألف فرنسي على الأقل، ودُمرت المدينة بنسّبة: (95%)، كما دُمرت مدينة “يوليش” بنسّبة تجاوزت: (97%)، وتُعتبر من أبرز المدن التي أعيد بناؤها من الصفر.

دُمرت مدينة “هامبورغ” بنسّبة: (75%)، وقُتل فيها أكثر من: (37) ألف شخص في 07 أيام فقط. كانت مدينة “كولنز” تحوي قيادة الجيش النازي (ب)، وحصلت على نصيب كبير من التدمير للمدينة بنسّبة تتجاوز: (80%). وقد كانت “كاسل” موقعًا لمصانع الطائرات والدبابات وغيرها من الأهداف الصناعية الألمانية المهمة، تم قصف هذه المدينة حتى دُمرت بنسّبة: (69%)، وقُتل أكثر من: (10) آلاف قتيل من أصل: (150) ألفًا من سكان المدينة.

أدت غارتا يومي 22 و23 تشرين أول/أكتوبر 1943؛ إلى حدوث عاصفة نارية. اشتعلت النيران في أشد الغارات الجوية لمدة سبعة أيام.

تعرضت “هايلبرون”؛ الواقعة في جنوب غرب “ألمانيا” على طول “نهر نيكار”، للهجوم عدة مرات من قبل الحلفاء. وقع الهجوم الأكثر فتكًا في 04 كانون أول/ديسمبر 1944. وفي الفترة ما بين 27 كانون أول/ديسمبر 1944 و31 آذار/مارس 1945، ضُربت (139 غارة جوية مدينة “هايلبرون”، ودُمرت بنسّبة: (62%)، وقُتل فيها أكثر من: (07) آلاف شخص.

كانت مدينة “بريمن” الساحلية الألمانية؛ هدفًا متكررًا لقصف الحلفاء، حيث تعرضت للهجوم: (173) مرة خلال الحرب. وفي 34 دقيقة، أسقطت: (274) طائرة؛ (1120) طنًا من القنابل على الجزء الغربي من المدينة، ما أسّفر عن مقتل: (1059) شخصًا وتدمير: (8248) مبنى سكنيًا. وترك: (50) ألفًا بلا مأوى، ودُمرت المدينة بنسّبة: (60%).

قُتل أكثر من: (25) ألفًا، وبنسّبة: (59%) دُمرت مدينة “دريسدن” الواقعة في ولاية “ساكسونيا” في “ألمانيا”، والتي تشتهر بتاريخها وهندستها المعمارية في العصور الوسطى، وتعرضت لأضرار جسّيمة من قبل الطائرات الأميركية في عام 1945. وفي أربع غارات في منتصف شباط/فبراير، ألقيت على المدينة: (772) قاذفة ثقيلة تابعة للقوات الجوية الملكية، و(527) من قاذفات القنابل الثقيلة من القوات الجوية الملكية، إذ أسقطت القوات الجوية للجيش الأميركي أكثر من: (3900) طن من المتفجرات شديدة الانفجار والأجهزة الحارقة على المدينة، ودُمر القصف والعاصفة النارية الناتجة عنه أكثر من: (6.5) كم مربع في وسط المدينة.

أدى قصف مدينة “فرانكفورت” إلى مقتل حوالي: (5500) من السكان، ومحو أكبر مركز لمدينة باقية من العصور الوسّطى في “ألمانيا”، ودُمرت المدينة بنسّبة: (52%).

القصف الأميركي على “لاوس”..

لم تُفكر “الولايات المتحدة” في دخول “لاوس” بريًا، إذ قال الرئيس الأميركي؛ “جون كينيدي”، إنها منطقة: “غير مضيافة لشّن حملة فيها”، وكانت تُعتبر “لاوس” نقطة على خطوط إمداد الشيوعية في “فيتنام”، ووُضعت لها استراتيجية خاصة بتدميرها وقصفها بصورة دائمة، إذ تحولت لأكثر مدينة سقطت عليها قنابل على مدار (09) أعوام من (1964-1973).

سقط على “لاوس”: مليونا طن من القنابل العنقودية عبر طائرات (إيه. سي-130) و(بي-52)، قتلت آلافًا وقتها من المدنيين والمقاومين الفيتناميين، إلا أن بعض تلك القنابل لم تنفجر وتحولت إلى ألغام تحصد عشرات الأرواح سنويًا حتى يومنا هذا.

العراق” و”سورية”.. النقمة والإبادة..

في أحداث “الفلوجة الثانية”؛ عام 2004، تقدم أكثر من: (15) ألف و(500) جندي إلى وسط مدينة “الفلوجة” الصغيرة، وقد سبقتها الطائرات إلى هناك، كانت المدينة الصغيرة بعدد سكانها: الـ (400) ألف تحوي مقاومة قُدر عددها: بـ (03) آلاف شخص.

خلّفت “الولايات المتحدة” المدينة وراءها في دمار لا يقل عن: (50%)، كما كشفت التقارير استخدام قوة نيرانية كثيفة بغير داعٍ، إذ ذكر أحد قادة سّرية الدبابات البحرية أنه خلال (08) أيام من القتال العنيف، أطلقت دباباته ما يقرب من: (1600) طلقة مدفع رئيس، وأكثر من: (121) ألف طلقة مدفع رشاش عيار (7.62) ملم، وأكثر من: (49) ألف طلقة مدفع رشاش عيار (50)، مع أن معظم أهدافهم تقع ضمن نطاق (200) متر. كما أسقطت الطائرات: (318) قنبلة، وأطلقت: (391) صاروخًا و(93) ألف طلقة مدفع رشاش لدعم القوات البرية.

الموصل”..

إلا أن التدمير الأكبر الذي سُجل في “العراق” كان عام 2017؛ عندما استمرت حرب “التحالف الدولي” ضد (داعش) لأكثر من: (09) أشهر، حيث تقدم ما يقرب من: (100) ألف جندي أغلبهم عراقيون لاستئصال (داعش) الإرهابي، حيث دُمرت المدينة بنسّبة: (80%)، وقُتل ما لا يقل عن: (11) ألف مدني. كما شُرد أكثر من نصف السكان البالغ عددهم: مليونيْ نسّمة، وما زالت المدينة عبارة عن جبال من الخرسانات المدمرة.

أما مدينة “الرقة” السورية، والتي كانت تحوي قيادة تنظيم (داعش) الإرهابي، فقد دمرت العمليات ما يقرب من: (85%) منها، وهُجِّر: (200) ألف من سكانها، إذ كشف تقرير مؤسسة (راند) أن الخطة الأميركية اقتضت تهجير المدنييّن، وعلى الرُغم من ذلك فقد وقع عشرات المدنيّين. وصفت (NPR) مدينة “الرقة” بأنها: “أرض قاحلة من المباني المشّوهة بسبب الحرب والخرسانة المحطمة”. ووصفتها صحيفة (نيويورك تايمز)؛ بمدينة الأشباح.

وتعتمد الاستراتيجية الأميركية على نقاط أساسية تُسّمى باحتفاء ساحة المعركة، حيث يصعب عزل مدينة حديثة، وأصعب منها عزل المقاتلين فيها عن الحضر، وإن الأمر يزداد صعوبة كلما توغلت القوات البرية داخل الحضر، حيث تفتقر للمبادرة العسكرية عندما تدخل القوات البرية، لذا يجب تدمير المدينة قبل الدخول.

هذه الاستراتيجيات لا تتوقف عند الحدود العسكرية، بل تتجاوز ذلك إلى جعل التدمير سلاحًا ضد المقاوم أو المقاتل داخل تلك المدينة ليُنهي على وجوده لسنوات، إذ من المحتم أن ينشغل المدنيون والمقاومون فترة في تأمين الحياة اليومية، وبذلك تجعل التدمير أداة ردع لكل مجتمع يُفكر في المقاومة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب