قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ان الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي ستستغرق ما لا يقل عن ثلاث سنوات لتحقيق نقطة تحول ضد هذه الجماعة. وقال الجنرال جيمس تيري قائد القوات الامريكية المشاركة في الحرب ضد التنظيم في مؤتمر صحفي انه ” لقلب موازين القوى على الارض واستعادة مناطق اساسية مثل مدينة الموصل ، فان الامر سيستغرق ما لا يقل عن ثلاث سنوات على الأقل “.
واكد ” ان القوات العراقية والكردية حققت مكاسب ميدانية واسعة خلال الفترة المنصرمة من ضمنها تحرير بيجي وسد الموصل وسد حديثة ومنطقة زمار “.
واشار تيري الى ان القوات الكردية استعادت منطقة واسعة من العراق بالقرب من الحدود السورية وتمكنت من المناورة والهجوم على التنظيم في بلدة سنجار بمساعدة طائرات التحالف التي شنت نحو 50 غارة جوية.
واوضح ان تنظيم داعش يواجه صعوبات كبيرة في الاتصال وايصال الامدادات وتوقف عن التمدد وخسر الكثير من الاراضي التي سيطر عليها في العراق ، مبينا ان التحالف الدولي سيعمل على حرمان تنظيم داعش من ايجاد ملاذات امنة ، وتوفير القدرات القتالية للقوات الامنية العراقية واعادة الثقة اليها.
وعلى الصعيد نفسه تتقدم قوات البشمركة الكردية مدعومة بقصف مكثف لطيران التحالف الدولي داخل مناطق سيطرة تنظيم داعش في شمال العراق، ضمن هجوم واسع بدأته الاربعاء لاستعادة منطقة سنجار قرب الحدود السورية.
وفي اطار العملية العسكرية الواسعة، تقوم المدفعية الكردية بقصف مواقع التنظيم تزامنا مع غارات للتحالف بقيادة واشنطن. وتمكن الاكراد من استعادة ثماني مناطق الخميس بعد تمهيد جوي منذ الاثنين. وقال منسق حملة التحالف الدولي الجنرال الاميركي جيمس تيري ان القوات الكردية استعادت خلال الايام الماضية “قرابة 100 كلم مربع”. وقال للصحافيين ان طائرات التحالف الدولي شنت خلال الايام الأخيرة اكثر من خمسين ضربة جوية “اسفرت عن السماح لهذه القوات بالمناورة واستعادة قرابة 100 كيلومتر مربع من الاراضي” قرب سنجار.
وشنت المقاتلات الخميس غارات جديدة قرب منطقة تلعفر في شمال العراق، وهي من اولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم خلال هجومه الكاسح في العراق في حزيران/يونيو، بحسب مسؤول كردي. وقال مدير قوات الامن الكردية (الاسايش) في زمار انور ابراهيم لوكالة فرانس برس “منذ الساعة السابعة (4,00 تغ)، قصفت طائرات التحالف ناحية العياضية على مسافة 15 كلم شمال غرب تلعفر”. واضاف ان البشمركة تقصف المنطقة نفسها “بالمدافع وراجمات الصواريخ”، متحدثا عن وجود “قوات كبيرة تهيىء نفسها للهجوم على سنجار”.
وجال مراسل لوكالة فرانس برس برفقة البشمركة في المناطق التي استعادتها، حيث رأى جثثا مشوهة لعناصر التنظيم المتطرف، قال عناصر البشمركة انهم اضطروا لتغطيتها بالتراب للحد من رائحتها الكريهة. وفي قرية الحنكة، رأى المراسل جسرا تعرض للتفجير على يد تنظيم داعش، في حين امكن رؤية اربع اسطوانات مفخخة على جسر ثان. وقال عناصر البشمركة ان عناصر التنظيم كانوا يعتزمون تفجير الجسر، لكنهم لم يحظوا بالوقت الكافي للقيام بذلك.
وكان الجيش الاميركي اعلن الاربعاء ان طيران التحالف شن منذ الاثنين 61 غارة في العراق معظمها في شمال البلاد ما يشكل زيادة مضطردة عن معدل الغارات التي نفذت ضد التنظيم في الاسابيع الماضية. وافاد بيان لمجلس الامن الكردي مساء الاربعاء ان قوات البشمركة تمكنت من استعادة ثماني مناطق في الهجوم الذي انطلق من محورين، احدهما منطقة ربيعة الحدودية مع سوريا، والثاني منطقة زمار التي استعادتها البشمركة من “داعش” في 25 تشرين الاول/اكتوبر. ورجح بيان مجلس الامن الكردي “سقوط اكثر من 80 قتيلا” من عناصر التنظيم. وعرض عناصر من البشمركة صورا لعدد من الجثث على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. في المقابل، قتل سبعة من عناصر البشمركة واصيب 34 آخرون، في تفجير انتحاري استهدفهم بعيد دخولهم قرية قسريج. واشار عناصر من البشمركة الى ان زملاء لهم اطلقوا النار على السيارة الرباعية الدفع التي تقدمت نحوهم، الا انهم لم يتمكنوا من قتل الانتحاري الذي يقودها.
وتهدف العملية العسكرية الى استعادة منطقة سنجار التي سيطر عليها التنظيم المتطرف في آب/اغسطس. وكانت هذه المنطقة موطن الاقلية الايزيدية التي تعرضت الى “ابادة” على يد التنظيم، بحسب الامم المتحدة، شملت قتل المئات من ابنائها وخطف آخرين، وسبي النساء والفتيات. وكان الهجوم على مناطق الايزيديين والمعاناة التي تعرضوا لها، احدى الاسباب المعلنة لتشكيل واشنطن لتحالف دولي يقوم بشن ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم منذ الصيف الماضي. واعلن المتحدث باسم الجيش الفرنسي الكولونيل جيل جارون الخميس ارسال ثلاث مقاتلات اضافية من نوع “ميراج 2000” الى الاردن للمشاركة في الغارات ضد التنظيم.
وبذلك، بات لفرنسا 15 مقاتلة تشارك في العمليات العسكرية، ست منها في الاردن، وتسع في الامارات. ودفع هجوم الجهاديين على مناطق سنجار بعشرات الآلاف من الايزيديين الى مغادرة مناطقهم، ولجأ العديد منهم الى جبل سنجار حيث لا تزال مئات العائلات محاصرة من “داعش”.
وتقوم قوات كردية ومتطوعون ايزيديون بالدفاع عن الجبل القريب من الحدود السورية. ويمكن لاعادة قوات البشمركة السيطرة على منطقة سنجار، التضييق على مدينة الموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في حزيران/يونيو. واتخذ التنظيم خلال الاسابيع الماضية سلسلة اجراءات في المدينة ومحيطها، شملت قطع شبكات الهاتف الخليوي وبناء تحصينات في محيطها تحسبا لاي هجوم محتمل، والحد من حرية سكانها في مغادرتها.
وتعد المدينة ذات رمزية كبيرة ضمن اراضي “الخلافة” التي اعلن التنظيم اقامتها على مناطق سيطرته في العراق وسوريا نهاية حزيران/يونيو. وبث التنظيم مطلع تموز/يوليو، شريطا مصورا هو الاول لزعيمه ابو بكر البغدادي، يؤم الصلاة في مسجد بالموصل بعد ايام من تنصيبه “خليفة”. كما يمكن لاستعادة سنجار التضييق على خطوط امداد التنظيم بين العراق لا سيما الموصل، ومناطق سيطرته في شمال سوريا وشرقها. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد الاربعاء عن العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 230 شخصا من عشيرة الشعيطات السنية التي قاتلت ضد “داعش” في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، ما يرفع عدد قتلى العشيرة على يد التنظيم الى 900 منذ آب/اغسطس. وواجهت عشائر سنية حملت السلاح ضد التنظيم في العراق المصير نفسه، لا سيما في محافظة الانبار (غرب) وصلاح الدين شمال بغداد. وقام التنظيم الخميس بذبح “ساحر” في ناحية العلم شمال مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين، بحسب صور نشرت على منتديات الكترونية جهادية وشهود عيان.