وكالات – كتابات :
“الجوع” هو الضيق المرتبط بنقص الغذاء؛ والحد الأدنى للحرمان من الطعام أو نقص التغذية أقل من: 1800 سُعّر حراري في اليوم.
في وقت تواجه فيه دول العالم تحديات متصاعدة بسبب وفرة الغذاء وقدرة الكوكب على إطعام السكان؛ الآخذ عددهم بالارتفاع، يعيش الجوعى حول العالم في أزمات أخرى مرتبطة بتوفير الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة.
ويُصادف اليوم الأحد 16 تشرين أول/أكتوبر، “يوم الغذاء العالمي”، وفيه تُصدر مؤسسات ومنظمات أممية تحذيراتها بشأن الهدر الغذائي وقدرة البشرية على استدامة الكوكب وجعله قادرًا على توفير أكبر قدر ممكن من الغذاء.
هذا العام، يأتي بينما تسببت الحرب “الروسية-الأوكرانية”؛ في عدة أزمات مرتبطة بالتضخم، الأولى لها علاقة بتذبذب إمدادات الحبوب والأسمدة، والثانية لها علاقة بارتفاع أسعار الغذاء على مستوى العالم، والحمائية التي تُمارسها الدول لتعزيز الإكتفاء الذاتي؛ بحسب الآلة الدعائية الأميركية والتابعة لها الغربية والعربية.
أرقام مرعبة..
في جميع أنحاء العالم، يتم إنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام سكان العالم؛ ولكن ما يصل إلى: 828 مليون شخص ما زالوا يُعانون من الجوع؛ بحسب بيانات “الأمم المتحدة” 2022.
وبعد التراجع المطرد لعقد من الزمان، بدأ الجوع في العالم في الارتفاع مما أثر على ما يقرب من: 10% من الناس على مستوى العالم.
من عام 2019 إلى عام 2022، ارتفع عدد الأشخاص الذين يُعانون من نقص التغذية بما يصل إلى: 150 مليونًا، وهي أزمة مدفوعة إلى حدٍ كبير بالصراع وتغير المناخ ووباء جائحة (كورونا).
قبل هذه الزيادة في السنوات الأخيرة، كان العالم يحرز تقدمًا كبيرًا في الحد من الجوع. في الواقع، في عام 2000، انضم قادة العالم إلى “الأمم المتحدة” والمجتمع المدني في الإلتزام بتحقيق ثمانية أهداف إنمائية للألفية بحلول عام 2015، كان أولها: “القضاء على الفقر المدقع والجوع”.
ونشرت “الأمم المتحدة” تقريرًا يوضح التقدم الذي أحرزه العالم تجاه تحقيق هذا الهدف؛ إذ انخفضت نسبة الأشخاص الذين يُعانون من نقص التغذية في العالم من: 15% في (2000 – 2004)؛ إلى: 9.9% في 2019.
وانخفض معدل التقزم؛ (الأطفال أقصر من سنهم نتيجة لسوء التغذية المزمن)، من: 33% من الأطفال دون سن الخامسة في عام 2000؛ إلى: 21.3% في عام 2019.
ما الذي يُسبب الجوع ؟
يرتبط الجوع ارتباطًا وثيقًا بالفقر، وينطوي على تفاعلات بين مجموعة من العوامل الاجتماعية، والسياسية، والديموغرافية، والمجتمعية.
غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين يعيشون في فقر انعدام الأمن الغذائي الأسري، ويستخدمون ممارسات رعاية غير ملائمة، ويعيشون في بيئات غير آمنة ذات فرص منخفضة للحصول على المياه الجيدة، والصرف الصحي، والنظافة الصحية، وعدم كفاية الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليم أو توافرها، وكل ذلك يُساهم في الجوع؛ بحسب التقارير الأممية الغربية المضللة.
يعتبر الصراع أيضًا محركًا رئيسًا لأزمات غذائية حادة، بما في ذلك المجاعة – وهي حقيقة اعترف بها “مجلس الأمن”؛ التابع لـ”الأمم المتحدة”، رسميًا في آيار/مايو 2018.
يكون الجوع ونقص التغذية أسوأ بكثير عندما تطول النزاعات وتكون المؤسسات ضعيفة؛ ويتزايد عدد النزاعات وبعضها يزداد سوءًا بسبب الصدمات المرتبطة بالمناخ.
كما أثر الانكماش الاقتصادي في البلدان التي تعتمد على عائدات تصدير السلع ذات الطلب المرتفع، والسلع الأساسية الأخرى على توافر الغذاء وقلل من قدرة الناس على الحصول على الغذاء.
حقائق سريعة عن الجوع..
هناك ما يكفي من الغذاء المنتج في العالم لإطعام كل فرد على هذا الكوكب.
ينام ما يصل إلى: 829 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وهم جائعون كل ليلة.
يُنتج صغار المزارعين والرعاة والصيادين حوالي: 70% من الإمدادات الغذائية العالمية، ومع ذلك فهم معرضون بشكلٍ خاص لانعدام الأمن الغذائي.
الصراع سبب ونتيجة للجوع.. في عام 2020 كان الصراع هو المحرك الرئيس للجوع؛ بالنسبة: لـ 99.1 مليون شخص في: 23 دولة.
يُعاني ما يُقّدر: بـ 14 مليون طفل دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم من سوء التغذية الحاد الوخيم، المعروف أيضًا باسم الهزال الشديد، إلا أن: 25% فقط من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد يحصلون على العلاج المنقذ.