في وجه “داعش” .. مركز بحثي مصري: آن للجيوش الوطنية في العراق وسوريا الاعتماد على نفسها !

في وجه “داعش” .. مركز بحثي مصري: آن للجيوش الوطنية في العراق وسوريا الاعتماد على نفسها !

وكالات – كتابات :

تناولت دراسة حديثة صادرة عن “المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية”؛ فرص تصاعد وانكماش التنظيمات “الإرهابية”؛ في “سوريا” و”العراق”؛ في ضوء الانسحاب المحتمل للقوات الأميركية من “العراق”.

وأشارت الدراسة، إلى 04 تداعيات محتملة قد يتسبب فيها انسحاب القوات الأميركية من “العراق”، مشددة أن على: “الجيوش الوطنية الاستعداد” لهذه التداعيات التي رصدتها على النحو التالي…

تعزيز النشاط الإرهابي..

من المحتمل أن يُنتج عن الانسحاب الأميركي فراغًا أمنيًا يتم استغلاله من قِبل التنظيمات الإرهابية، سيما تنظيم (داعش)؛ الذي ما يزال يمتلك مساحات للمناورة والحركة خاصة في “العراق”، مما ينعكس على تعزيز نشاطه وإتاحة حرية الحركة له لتوسيع نفوذه مره أخرى.

وفي هذا السياق، تُجدرُ الإشارة إلى أنه فى أعقاب الانسحاب الأميركي من “أفغانستان”؛ بلغت عمليات تنظيم (داعش) هناك حوالي: 333 عملية، خلال الفترة من: 01 كانون ثان/يناير 2021 إلى: 30 تشرين ثان/نوفمبر 2021، مقارنة: بـ 71؛ في الفترة ذاتها لعام 2020، مما يُمثل زيادة بحوالي: 04 أضعاف عملياته خلال عام واحد.

رفع الروح المعنوية للمتطرفين..

يُمثّل الانسحاب الأميركى محفزًا لرفع الروح المعنوية للمتطرفين، على اعتبار أن هذا المشهد يُعد انتصارًا لهم، سيما أنه يتزامن مع الانسحاب الأميركي من “أفغانستان”، ونجاح حركة (طالبان) في الصعود إلى الحكم.

كما يتزامن مع عدم الاستقرار الفرنسي على إستراتيجية واضحة فى منطقة الساحل. وفي ضوء تلك المعطيات يُساهم إرتباك الإستراتيجيات الدولية؛ المتعلقة بمكافحة الإرهاب، في تخفيف الضغط الأمني والعسكرى على التنظيمات الإرهابية، ورفع الروح المعنوية لعناصرها المتطرفة.

ويمكن القول أن رفع المعنوية للمتطرفين لا تنعكس آثاره على: “العراق وسوريا وأفغانستان” فقط، بل يمكن أن تتمدد إلى مختلف مناطق الصراع.

إعادة تكرار سيناريو 2011..

جادلت بعض التحليلات؛ بأن قرار الانسحاب الأميركي من “العراق”؛ عام 2021 ما هو إلا تكرار لسيناريو الانسحاب الأميركي من “العراق”؛ عام 2011، وما ترتب عليه من خلق فراغ إستراتيجي أسفر عن صعود تنظيم (داعش) وتدشين خلافته المزعومة، وتهديده الأمن والسلم الدولي والإقليمي، وبالتالي هناك احتمالية لإتاحة الفرصة للتنظيمات الإرهابية مرة أخرى من أجل تعزيز نفوذها ومد نطاقها الجغرافي خارج حدود “العراق”، سيما وأن تنظيم (داعش) ما يزال يحتفظ بعددٍ من الخلايا النائمة داخل الأراضي السورية.

التعويل على الجيوش الوطنية..

ربما ينعكس المشهد سالف الذكر؛ على التوسع في الاعتماد على الجيوش الوطنية في مكافحة الإرهاب، وذلك في ضوء عاملين يتعلق أولهما؛ بالتحولات التي تشهدها إستراتيجيات الدول الغربية والمتعلقة بتقليص تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط و”إفريقيا”.

وينصرف ثانيهما؛ إلى عجز التدخلات الخارجية عن تحقيق نجاحات فعلية ضد التنظيمات الإرهابية. ومن ثم تُمثل تلك المعطيات مؤشرات هامة نحو احتمالية تعزيز المقاربات الداخلية من أجل تقويض نفوذ التنظيمات الإرهابية. ومن ثم هناك حاجة ماسة إلى رفع كفاءة الجيوش الوطنية من خلال توفير الدعم والتدريب لها، وتأهيلها للعمل مع تكتيكات: “حروب العصابات”، التي دائمًا ما تلجأ لها التنظيمات الإرهابية.

وذكرت الدراسة، التي نشرتها وسائل إعلام مصرية، أن الانسحاب الأميركي يُمثل فرصةً لتصاعد التنظيمات الإرهابية في: “العراق” و”سوريا”، سيما فى ضوء محاولات الأولى لتأكيد نفوذها في معاقلها التقليدية؛ إلا أن هذا الطرح لا يعني العودة إلى واقع التنظيمات في مرحلة عام 2014، حيث التحول لتهديد إستراتيجي فى منطقة الشرق الأوسط.

ويمكن القول إن تصاعد النشاط الإرهابي المحتمل في: “العراق” و”سوريا”، في أعقاب الانسحاب الأميركي مرتبط بجملة من العوامل؛ يتعلق أولها بمدى قوة التنظيمات الإرهابية وتماسكها داخلى داخل الأراضي العراقية والسورية، وينصرف ثانيها إلى توافر السياقات والبيئات الحاضنة لنشاط التنظيمات الإرهابية، ويتصل ثالثها بقدرة الدولة على تقويض نفوذ التنظيمات الإرهابية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة