في واشنطن وبروكسل .. تقرير أميركي يفضح الخطط الغربية لـ”تقسيّم” إيران

في واشنطن وبروكسل .. تقرير أميركي يفضح الخطط الغربية لـ”تقسيّم” إيران

وكالات- كتابات:

كشفت تقارير صحافية غربية عن تصاعد الدعوات في مراكز أبحاث أميركية وأوساط برلمانية أوروبية لتفكيك “إيران”؛ عبر إثارة النزعات العرقية داخل البلاد، في خطوة وصفها مراقبون بأنها: “متهورة” وتُهدّد بإشعال اضطرابات كارثية في المنطقة، وسط التصعيد المتواصل بين “طهران” و”تل أبيب”.

وأشار موقع (Responsible Statecraft) الأميركي؛ إلى أن مراكز أبحاث تابعة للمحافظين الجدَّد، وعلى رأسها “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”؛ (FDD)، بدأت تروّج علنًا لما وصفته: بـ”خيار تقسيّم إيران”، استنادًا إلى ما تعتبره: “نقطة ضعف” في التركيبة السكانية متعدَّدة الأعراق داخل “إيران”.

الموقع نقل عن المحللة في (FDD)؛ “بريندا شافر”، قولها إن: “التركيبة العرقية لإيران تُمثّل نقطة ضعفٍ يُمكن أن تُستغل لإضعاف الدولة”.

وسلّطت “شافر” تركيزها على الدعوة لانفصال منطقة “أذربيجان” الإيرانية، حيث يُشكل الأذريون أكبر جماعة غير فارسية في “إيران”، كما شجعت – بحسّب التقرير – على ضربات جوية إسرائيلية تستهدف “تبريز”، عاصمة الإقليم الثقافية والاقتصادية، رُغم كونها معقلًا للتماسك الوطني الإيراني.

وتتوافق آراء “شافر” مع مقال افتتاحي نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية مؤخرًا، دعا إلى تبنّي الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، علنًا لخيار: “تفكيك إيران”، مقترحًا إنشاء: “تحالف شرق أوسطي لتقسيّم الجمهورية الإسلامية”، مع تقديم ضمانات أمنية: “للمناطق ذات الأقليات السَّنية والكُردية والبلوشية الراغبة في الانفصال”، على حد تعبيره.

أوروبيًا؛ نقل الموقع عن جلسة عُقدت في “البرلمان الأوروبي”، بعنوان: “مستقبل إيران”، أن المتحدثين الإيرانيين الوحيدين الذين دُعوا للمشاركة كانوا من دعاة الانفصال العرقي في منطقتي “الأهواز وأذربيجان”، في مؤشر على تحوّل البرلمان إلى منصة لجماعات معارضة متطرفة منفيّة، من بينها الملكيون ومنظمة (مجاهدي خلق الطائفية)، والانفصاليون العرقيون، وفق التقرير.

ويُشير (Responsible Statecraft) إلى أن هذا التوجه السياسي في “واشنطن وبروكسل” يتجاهل الواقع القومي المتجذّر في “إيران”، التي تُعدّ موطنًا لأكثر من: (90) مليون نسمة، تجمعهم: “هوية وطنية عميقة وتاريخية، تُعززها التحديات الخارجية المستمرة منذ عقود”، من العقوبات الاقتصادية إلى الضغوط العسكرية والتي عززت التماسك الداخلي، بدلًا من تفكيكه.

وفي هذا السياق؛ كتب الباحث الإيراني الأميركي؛ “شرفين مالك زاده”، في صحيفة (لوس أنجلوس تايمز)؛ أنّ: “هناك إجماع قوي بين الباحثين على أنّ السياسة في إيران تبدأ بفكرة، أن إيران شعب ذو تاريخ متواصل وغير منقطع، أمة تلوح في الأفق من ماضٍ سحيق”.

وأكد التقرير أن الرهان على التفكيك العرقي لـ”إيران” يعكس: “سوء تقدير استراتيجي” مشَّابه لتجارب المحافظين الجدَّد في “العراق وسورية”؛ والتي أتت بنتائج عكسية انتهت بفوضى مدمّرة بدلًا من الاستقرار، محذرًا من أن هذا المسّار يُعيد إنتاج ذات الأوهام السياسية.

ويختم الموقع بالتشدّيد على أن شخصيات رفيعة في الدولة الإيرانية، مثل المرشد الأعلى؛ السيد “علي خامنئي”، والرئيس المنتخب؛ “مسعود بزشكيان”، ينحدرون من أصول أذربيجاني، ما يبَّرز مدى اندماج الأقليات في النسيج الوطني الإيراني، ويُفنّد الادعاءات الغربية حول ضعف البُنية الداخلية لـ”إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة