26 يوليو، 2025 10:17 ص

في نداء بعد تنصيبه : ساكو يدعو مسيحيي العراق لوقف هجرتهم  ‏

في نداء بعد تنصيبه : ساكو يدعو مسيحيي العراق لوقف هجرتهم  ‏

‏ ‏في اول كلمة بعد تنصيبه بطرياركا للعراق والعالم دعا البطريارك مارلويس رافائيل الاول ساكو ‏بطرياك بابل مسيحيي العراق الى تحدي محاولات تهجيرهم من العراق والتمسك ببيلدهم محذرا من ‏ان هذه الهجرة ستجعل مسيحيي الشرق مجرد ذاكرة واكد انه سيعمل على تجديد الكنيسة والتعاون مع ‏علماء الدين الشيعة والسنة لنشر ثقافة الاعتدال ونبذ العنف .. فيما دعا المالكي والنجيفي المسيحيين ‏الى تحدي محاولات ترويعهم واجبارهم على مغادرة العراق مؤكدين انهم اصل البلاد.‏

جاء ذلك خلال تنصيب البطريارك ساكو بطرياركا للكلدان في العراق والعالم في حفل ببغداد اليوم ‏الاربعاء بحضور رئيسي الوزراء نوري المالكي ومجلس النواب اسامة النجيفي وسفير الفاتيكان في ‏العراق وعدد من الوزراء والنواب ورجال الدين المسلمين والمسيحيين وجمع غفير من مواطني ‏العاصمة وذلك وسط اجراءات امنية مشددة قطعت فيها القوات الامنية الشوارع المحيطة بكنيسة مار ‏يوسف وسط العاصمة التي جرت فيها مراسم التنصيب. ‏

ساكو يرفض هجرة مسيحيي العراق
وقال البطريارك ساكو في كلمة له بعد انتهاء مراسم تنصيبه انه ترعرع في الموصل وكركوك ثم ‏غادر العراق وها هو اليوم يعود اليه فاتحا قلبه وعقله وفكره للجميع ولخدمة كل العراقيين وشعاره ‏‏”الاصالة والوحدة والتجدد” لان العالم يتغير وعلى الكنيسة ان تتجدد ايضا وتعهد قائلا “ساقوم بتجديد ‏وتوحيد طقوسنا ليفهمها المؤمنون وينشدون للمسيح وللكنيسة وللوطن”. ‏
واكد انه يشعر بالمخاطر والتحديات والمسؤوليات الجسيمة والثقيلة التي تواجهه في مهمته لكنه شدد ‏بالقول ” اني ساواجه الوضع بجرأة ووضوح واسعى الى توحيد الكنيسة الشرقية”. ‏
واكد البطريارك ساكو انه سيعمل مع “أخوتي” المسلمين والصابئة  اجل العيش الكريم والعدالة ‏والحرية والمساواه والالتزام بالحوار مع علماء المسلمين شيعة وسنة وقال انه على صلة مستمرة بهم ‏لنشر تقافة السلام والاحترام المتبادل. ودعا السياسيين العراقيين الى الحوار والاعتدال ونبذ التعصب ‏والكراهية والعنف وحيث لايزال شبح الخوف والموت يسيطر على العراقيين الامر الذي يجب مواهته ‏لوقف نزيف الدم والدمار. وعبر عن الامل في عودة السلام والامن الى العراق لينهض في مختلف ‏المجالات.‏
وخاطب البطريارك ساكو مسيحيي العراق قائلا “افهم مخاوفكم ولكن عليكم ترك الخوف لانكم لستم ‏اقلية على العراق فأنتم هنا منذ الف عام وانتم اصل البلاد وساهمتم في بناء الحضارة العربية .. فوحدوا ‏صفوفكم لتكونوا جماعة حية فاعلة ولاتهاجروا البلاد تحت اي ظرف كان فهذه بلدكم وموطنكم لان ‏الهجرة  اذا استمرت فسيكون مسيحيو الشرق مجرد ذاكرة وهذ مسؤولية العرب والمسلمين”.‏

المالكي والنجيفي يدعوان المسيحيين لموجهة محاولات تهجيرهم
وفي كلمة له قال المالكي ان حديث البطريارك ساكو يشكل برنامج عمل لعيش العراقيين بكل ‏انتماءاتهم الدينية والطائفية والقومية بحب وسلام. واضاف ان العراق يبحث عن هويته الوطنية وليس ‏عن الاحتراب لان العراقيين يلتقون على وطنيتهم برغم اختلاف انتماءاتهم. واشار الى ان العنف ‏والارهاب مشكلة غزت العراق وتقتل على الهوية وعلى المسيحيين ان لايخافوا لانهم ليسوا طارئين ‏على البلد فهم اصله وساهموا ببنائه واذا كانت شرذمة من الارهابيين والمتطرفين من القاعدة ‏والطائفيين تتبنى العنف فهم لايمثلون العراقيين وانما طارئين عليهم الامر الذي يدعو المسلمين ‏والمسيحيين الى مواجهتهم.‏
وشدد المالكي على ضرورة عدم هجرة المسحيين من العراق وانما التمسك بالعيش فيه احرارا وقال ‏‏”انها لوحشة ان يغار المسيحيون العراق نتيجة التهديدات التي يتعرضون لها”. واشار الى ان المنطقة ‏تغلي الان على مرجل من النار بسبب الارهاب والتطرف لكناه ستتمكن من تجاوز ذلك كما استطاع ‏العراق طي صفحة العنف وتحقيق الامن والاستقرار.‏
اما رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي فقد اشار الى ان استهداف المسيحيين في العراق مؤامرة ‏ممنهجة تهدف الى ترحيلهم عن بلدهم ارض اجدادهم. وشدد على ضرورة مواجهة هذه المؤامرة ‏والدفاع عن وحدة الشعب والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي العراقي.    ‏

اختيار البطرياك ساكو
وكان البابا بنديكتس السادس عشر قد اصدر في الاول من شهر شباط (فبراير) الماضي مرسوما اعلن ‏فيه المطران لويس ساكو بطريركا للكنيسة الكلدانية وقد اطلق البابا اسم (مار لويس روفائيل الاول ‏ساكو) بطريرك بابل على الكلدان وقد قرعت اجراس الكنائس للابرشيات الكلدانية إبان اعلان البابا ‏هذا المرسوم احتفاءً بالبطريرك الجديد.‏
وجاء هذا الاختيار اثر انتخاب اساقفة الكنيسة الكلدانية المطران لويس ساكو بطريركا جديدا للكنيسة ‏في 28 من كانون الثاني (يناير) الماضي خلفا للبطريرك السابق مار عمانوئيل الثالث دلي الذي كان قد ‏استقال من منصبه.‏
والبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث دلي من مواليد قضاء تلكيف في محافظة نينوى عام 1927 ‏ويتقن اللغات السريانية والعربية والفرنسية والإيطالية واللاتينية والإنكليزية ويلّم بالألمانية واليونانية ‏وأعلن بطريركاً عام 2003 في سينودس أساقفة الكلدان في روما خلفاً لمار روفائيل الأول بيداويد.‏

الارهاب يرغم مسيحيي العراق على الهجرة  ‏
وقد بدأت اعداد المسيحيين في العراق بالتناقص بعد عام 2003 بسبب الهجرة التي يلجأ اليها اعداد ‏كبيرة منهم نتيجة الوضع الامني، واستهدافهم المباشر من قبل جماعات مسلحة. 
ويقول ديوان الوقف المسيحي ان اكثر من نصف مليون مسيحي ترك العراق منذ عام 2003 وهذا ‏الرقم يقترب من نصف عدد المسيحيين الذين كانوا يعيشون في العراق قبل ذلك العام . واشار الى ان ‏عدد المسيحيين في العراق حاليا يتراوح ما بين 400 ألف و500الف في حين كان عددهم قبل سقوط ‏نظام صدام بحدود مليون و200 الف حيث ان الاوضاع الامنية واستهدافهم المباشر من قبل الميليشيات ‏والجماعات المتطرفة دفعهم الى الهجرة بهذا العدد سواء الى دول الجوار او الولايات المتحدة واوربا.
واكد يونادم كنا النائب المسيحي العراقي ان الارهاب وسياسة التهميش وقلة فرص العمل للمسيحيين ‏لعدم انتمائهم الى ما وصفها بالاحزاب الحاكمة دفع باعداد كبيرة منهم الى مغادرة البلاد بحثا عن ‏فرص أفضل للحياة والعمل ودعا الكتل السياسية الى الايفاء بوعودها تجاه الاقليات والعمل بمبدأ ‏العدالة. 

‏  البطرياك الجديد .. سيرة حافلة في خدمة الكنيسة‏
ولد البطرياك ساكو عام 1948 في بلدة زاخو العراقية الشمالية من روفائيل موشي ومريم توما واكمل ‏دراسته الابتدائية في الموصل (375 كم شمال بغداد). ودخل معهد مار يوحنا الحبيب في 1963 ‏ورسم كاهنا في 1 ايار (مايو) عام 1974 في الموصل. حاصل على شهادة الدكتوراة في علم اباء ‏الكنيسة من روما عام 1983 وعلى الماجستير في الفقه الاسلامي من روما عام 1984 وعلى ‏الدكتوراه في تاريخ العراق القديم من باريس عام 1986 . ‏
خدم في كنيسة ام المعونة في الموصل مدة 11عاما وعين مديرا للمعهد البطريركي واستاذا في كلية ‏بابل الحبرية في بغداد بين عامي1997 و2001 . ثم رسم اسقفا على ابرشية كركوك في 14 تشرين ‏الثاني (نوفمبر) عام 2003 .. وهو مستشار المجلس البابوي للحوار بين الاديان .‏
وللبطرياك ساكو اصدارات ومقالات وبحوث كثيرة في مجالات محلية وعالمية فضلا عن المحاضرات ‏العديدة التي القاها في مختلف الاندية الدينية والثقافية وفي الدورات اللاهوتية في الموصل التي ادارها ‏لزمن . واشترك في عدة محافلا ومؤتمرات دولية وكان عضوا في الهيئة السريانية في المجمع العلمي ‏العراقي وعضوا في هيئة تحرير مجلة بين النهرين ومجلة نجم المشرق . كما عمل في كلية اللاهوت ‏بالمعادي في القاهرة عام 1988 وهو ايضا عضو في مؤسسة برواورينتي من اجل الشرق ومقرها ‏النمسا. ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة