26 أبريل، 2024 5:49 ص
Search
Close this search box.

في ميزان المراقبون .. النتائج الأولية للانتخابات التونسية .. مفاجأة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مفاجأة مدوية لم تكن متوقعة؛ بصدور نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية للجولة الأولى، التي وصل فيها أستاذ القانون، “قيس سعيد”، إلى جولة ثانية من الانتخابات رغم أن الأضواء لم تكن أبدًا مُسلطة عليه، وأيضًا وصول المرشح، “نبيل القروي”، إلى الجولة الثانية، وهو الذي يقبع خلف القضبان في قضايا تهرب ضريبي وتبييض أموال.

وعكست النتيجة حالة من الرفض الشعبي للطبقة السياسية التي حكمت “تونس”، خلال السنوات الماضية، كحالة من التصويت العقابي؛ بحسب مراقبون ومتابعون.

ضربة قاصمة لـ”الإخوان”..

وفي قراءة لنتائج الجولة الأولى، أكد الدكتور “إكرام بدرالدين”، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة “القاهرة”، أن وصول المرشح السجين، “نبيل القروي”، إلى المرحلة النهائية، وجولة الإعادة، في الانتخابات التونسية يُعد دليلًا واضحًا على رفض الشعب التونسي لـ”الإخوان المسلمين”، وإصراره على عدم تمكينهم من كرسي الحكم في “تونس”.

قائلًا إن نتائج الانتخابات الرئاسية في “تونس”، تمثل ضربة قاصمة لـ”الإخوان”، وتنظيمهم الدولي، لأنها تؤكد أن الشعوب العربية، باتت واعية بألاعيبهم، وقادرة على مواجهتهم وإسقاط خططهم للسيطرة والأخونة.

ولفت إلى أن التراجع الكبير في شعبية “حركة النهضة” التونسية، الممثلة لـ”جماعة الإخوان المسلمين”، ألقى بظلاله على نتائج الانتخابات، بشكل يوضح بجلاء، أن الشعب التونسي يلفظ الجماعة، ووعودها المزيفة، التي كانت تنطلي على الجماهير في أوقات سابقة، مشددًا على أن الكشف عن تفاصيل تورط “التنظيم السري”، التابع للجماعة، في جرائم الاغتيالات السياسية، التي شهدتها الساحة التونسية، في الفترة الماضية، كان له أثر كبير، في شعور هذا الشعب بخطورة هذا التنظيم، وميله إلى العنف والإرهاب.

وشدد “بدرالدين” أيضًا، على أن نجم جماعة “الإخوان”، آخذ في الأفول، بكل البلدان العربية، بعد الخطايا التي إرتكبوها في حق شعوب المنطقة، خلال وبعد فترة “الربيع العربي”، المزعوم، التي كشفت عن التواطؤ الكبير من قِبل الجماعة، مع كل من هو عدو للعرب، من أجل الإستيلاء على كراسي الحكم في البلاد العربية، أو إشعالها وإسقاط أركانها عند فشلهم.

تصويت عقابي..

كما قال الخبير في الشؤون المغاربية، “أبوبكر الأنصاري”، أن ما حصل من تراجع في شعبية قطبي السلطة في “تونس”، يعكس فشلهما في ترجمة شعارات “ربيع تونس” إلى واقع ملموس.

واعتبر أن: “نتائج التصويت على المرشحين الجدد؛ هو تصويت عقابي ضد المحاور الإقليمية والدولية، ومن يمرر سياساتها في الداخل التونسي”.

وإشار إلى أن الربيع الجديد في البلاد يجب أن يكون وطنيًا، ولا يتبع الأجندات الخارجية، وهو المزاج الشعبي الذي التقطه كل من “سعيد” و”القروي”، ويفسر نجاحهما في تجاوز الأحزاب والقوى التقليدية في البلاد.

عملية غضب من النظام..

في هذا السياق؛ قال “مسعود الرمضاني”، رئيس “المرصد التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية”، إن نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، في جولتها الأولى، كشفت عن حالة غضب لدى التونسيين حيال السياسيين الموجودين على الساحة السياسية، سواء أحزاب سلطة أو أحزاب معارضة، مضيفًا: “هي عملية غضب من النظام القائم ككل بكل جوانبه، ورأينا أن الناخبين كانوا منقسمين، الشيوخ والكهول كانوا مع نبيل القروي الذي لديه قناة تليفزيونية وعنده مفهوم خاص للمساعدة وعمل الخير”.

وتابع “الرمضاني”: “في المقابل، قيس سعيد جاء كشخص مستقل ومن عامة الشعب، لكن في الوقت ذاته محافظ؛ وهو يعكس رؤية أغلب الشباب التونسي الذي لم يجد حظه في النظام الموجود، وانتظر لثماني سنوات أو أكثر أن تتغير أوضاعه، هؤلاء الشباب يروا أن السياسيين الموجودين على الساحة بينهم صراعات وهذه الصراعات ليست في مصلحتهم، كما أن هؤلاء السياسيين مهتمون بتحسين أوضاعهم المادية ولم يفعلوا الكثير لاستعادة الثقة لدى هؤلاء الشباب”.

البرامج الانتخابية لم يكن لها تأثير !

وحول ما إذا كانت البرامج الانتخابية عاملًا حاسمًا في هذه الانتخابات، قال “الرمضاني”: “في تقديري الشخصي أن الناس لم تقرأ كثيرًا البرامج السياسية، قيس سعيد على سبيل المثال ليس لديه برنامج يتجول به في جهات الدولة ولم يكن لديه القدرة اللوجيستية والمادية ليجول البلاد، هو أستاذ قانون يمثل شريحة من الشعب، إنسان لديه سيارة قديمة ولم يستعمل إمكانيات الدولة ولم يأخذ حتى تمويلًا من الدولة المخصص للمرشحين، وقاد حملته ببساطة، هو يشبه نوعًا من التيارات الشعبوية، وهذه التيارات تجذب الناس وتعكس نظرات طبقة معينة من الشعب، هل هو قادر على تحقيق ما يصبو إليه الشعب ؟.. هذا سؤال مطروح”.

وقال رئيس “المرصد التونسي”: “بالنسبة لنبيل القروي هو يشبه شخصية، سيلفيو برليسكوني، في إيطاليا، هو نتاج النظام القائم، وفي غياب حل الدول للإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المواطن التونسي؛ كان هو لديه من الأموال ما يمكنه من التبرع ولديه قناة تليفزيونية هواها يتماشى معه كبار السن نسبيًا”.

محاولة لرد الاعتبار..

وأضاف: “ليس الأمر فقط عقابًا للطبقة السياسية، بل محاولة لردة الاعتبار لنوع من الأشخاص الآخرين لاستجابتهم لحاجات بعض أطراف الشعب، وهناك أيضًا من يرون في قيس سعيد خصال سياسية كبساطة اللغة وغياب الفساد؛ مقارنة بعديد من السياسيين ولديه الجدية والصرامة في الكلام، ولكن كذلك لديه بعض المحافظة التي تجمع عديد من الشباب التونسي كرفض المساواة في الإرث وجدلية الإلتزام بالنصوص القرآنية أم الدستور ورفض إلغاء عقوبة الإعدام”.

ننتظر انتقام الأحزاب..

وحول التوقعات بشأن نتائج الجولة الثانية، قال “الرمضاني”: “أكيد أن الأحزاب ستثأر لنفسها، الإتجاه الأقرب سيرجح كفة قيس سعيد، لأنه الأقرب للناس والأقرب للمعقول في تقديري، وربما وجود الشخص الآخر، نبيل القروي، في السجن لا يمثل طبقة سياسية نزيهة، فهو متهرب من الضرائب كما أجمعت كثير من آراء منظمات المجتمع المدني؛ واستغل وسيلة إعلامية لخدمة حملته الانتخابية ومتهرب من الضرائب”، مضيفًا: “أعتقد سيثأرون من نبيل القروي”.

حالة من التمرد..

بدورها قالت عضو مجلس نواب الشعب التونسي، “فاطمة المسدّي”، أنها حالة من التمرد الشعبي على الطبقة التي كانت تحكم، وهذه كانت إجابة من الشعب التونسي بأن هناك قطيعة بين القيادة الحاكمة والشعب التونسي، بدليل الانتخابات التونسية أن هناك مرشحًا مستقلًا ذهب للجولة الثانية، وهذا المرشح المستقل كان لديه خلفية إسلامية متشددة، وهذا يعني أن هناك نوع من التمرد حول وجود بعض النقاشات التي استفزت المحافظين، كما أن صعود التيار المحافظ إرتبط بحالة الانقسام بين المرشحين الليبراليين.

وأضافت “المسدّي” أن: “نبيل القروي؛ الذي جاء ثانيًا، دليل كان متوقعًا صعوده، نتائج الانتخابات دليل أن المساعدات التي قام بها لمدة 3 سنوات أثرت في الشعب ووجوده في السجن حوله إلى سجين سياسي حسب رأي مؤيديه”.

وتابعت: “وهذا درس لليبراليين والطبقة الوطنية؛ أن الانشقاقات تخدم الشعبوية والتيارات المحافظة، ويجب أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار وأن يكون التمثيل في البرلمان لليبراليين له وجود قوي لخلق حالة من التوازن ما يتطلب تقديم تنازلات متبادلة”.

دليل على أن الشعب في وادٍ آخر..

وبسؤالها حول أسباب عدم التصويت للمرشح الإخواني، “عبدالفتاح مورو”، إذا كان الأمر مسألة تصويت لتيار محافظ، أجابت “المسدّي”: “مورو جزء من الطبقة الحاكمة والمواطنين الغاضبين من الطبقة الحاكمة قرروا معاقبتها ككل، رأوا حتى معاقبة، يوسف الشاهد، رئيس الحكومة، ولم يمنحوه أصواتهم، وهذا دليل على أن الشعب في وادٍ والحكومة في وادٍ”.

وعن توقعاتها بشأن التصويت في الجولة الثانية؛ قالت عضو البرلمان التونسي: “أعتقد أن التيار المحافظ سيصوت لقيس سعيد، وتيار الإسلام السياسي بما في ذلك النهضة الإخوانية والمستقلين والتيار الديمقراطي سيصوت لنبيل القروي رغم تحفظه”.

ضربة لأحزاب وشخصيات..

صحيفة (الشرق الأوسط) عنونت: “رئاسة تونس بين قانوني وسجين بعد انتخابات فاترة”، في إشارة إلى المرشحين “قيس سعيد” و”نبيل القروي”؛ المتِأهلين إلى الدور الثاني من هذه الانتخابات المبكرة، واعتبرت الصحيفة مرورهما إلى الدور الثاني مفاجأة، حيث كتبت إن التونسيين قد فاجأوا المراقبين باختيارهم مرشحين من خارج الأحزاب الرئيسة لخوض جولة الحسم المقررة، قبل منتصف الشهر المقبل.

هذه النتائج، إن تأكدت، تُشكل ضربة من الناخبون التونسيون لأحزاب وشخصيات رئيسة شكلت الحياة السياسية في البلاد بعد ثورة العام 2011.

زلزال سياسي أسقط العائلة الوسطية..

صحيفة (الشروق) التونسية اعتبرت، بدورها، مرور المرشحين، “قيس سعيد” و”نبيل القروي”، إلى الدور الثاني، اعتبرته زلزالُا سياسيُا. قالت الصحيفة إن نتائج الانتخابات الرئاسية أكدت سقوط العائلة الوسطية.

بداية لمرحلة من الضبابية..

صحيفة (لوموند) الفرنسية؛ كتبت إنها صاعقة تشطب الطبقة السياسية التونسية التي بقيت في السلطة، منذ ثورة العام 2011.. هذه النتائج تعتبر بمثابة بداية لمرحلة من الضبابية في هذا البلد الذي كان من البلدان الأوائل التي ضربتها موجة “الربيع العربي”.

كرست مبدأ الإحتكام للصندوق..

صحيفة (العربي الجديد)؛ كتبت إن “تونس” تكرس الصندوق حكمًا، وأضافت الصحيفة إن التونسيين أدلوا بأصواتهم للمرة الرابعة بعد الثورة في موعد حمل اختلافات سياسية كبيرة عن المواعيد السابقة.

غير أنه أكد، مرة أخرى، أن “تونس” قطعت نهائيًا مع الماضي؛ وأسست لمبدأ الإحتكام إلى الصندوق في حسم التنافس الحزبي والسياسي.

وأضافت صحيفة (العربي الجديد)؛ إن إستحقاق الأمس شكل إجماعًا وطنيًا على دفع البلاد نهائيًا إلى إرساء التقاليد الديمقراطية ودخول مرحلة جديدة تقوم على تحقيق أحلام الناس والإلتفات إلى قضاياهم الأولوية أي القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما ميز الحملات الانتخابية للمترشحين الذين ركزوا على المسألة التنموية بشكل كبير هذه المرة.

نتيجة قاتمة..

مقال من موقع (بيزنس نيوز) التونسي؛ يرى أن نسبة المشاركة المتمثلة في خمسة وأربعين فاصلة إثنين في المئة عند إغلاق مكاتب التصويت؛ مقابل ثلاثة وستين في المئة المسجلة، في العام 2014، تعكس قلة اهتمام أو بالأحرى إمتعاض التونسيين من السياسة، وهو ما أعطى هذه النتيجة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية المبكرة، نتيجة وصفتها كاتبة المقال بالصورة القاتمة والمخيفة لعدد من التونسيين الذي لا زالوا يؤمنون بإمكانية تحقيق الديموقراطية. نتيجة تعطي تقدمًا للتيارين الشعبوي والمحافظ.. والخيار بينهما سيكون صعبًا ومؤلمًا.

تكريس رؤية جديدة للحكم..

كما يقول “الحبيب الأسود”، في جريدة (العرب) اللندنية، إن: “الفوز الذي حققه أستاذ القانون الدستوري، قيس سعيد، في الدور الأول … فاجأ المراقبين والمحللين، ولكنه قبل ذلك زلزل الساحة السياسية وأقتلع منظومة الحكم الكلاسيكية من قصر قرطاج، وأكد فشل الأحزاب والائتلافات، وأطاح بكهنة السياسة ومحترفي التخطيط والإستشراف، وشرّع الأبواب والنوافذ على مستقبل يستبشر به البعض ويخشى عواقبه البعض الآخر”.

وعزا “الأسود”، صعود “السعيد”، إلى مساندة عدد من الشباب له عبر موقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك).

يقول الكاتب: “تم إحداث صفحات تحمل اسمه وصورته وبعض مقولاته، ومقولات أخرى تُنسب إليه تتعلق بالقضايا الساخنة؛ مثل السيادة والثروات والقرار الوطني والعدل الاجتماعي والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية والحقوق العامة والخاصة، وهي مقولات صادرة في الحقيقة عن ضمير أولئك الشبان الذين يتبنون خيارًا ثالثًا لا هو خيار السلطة ولا خيار المعارضة، ولا هو خيار يساري ولا يميني، ولا ديني ولا مدني، ولا سلفي ولا حداثي، ولا رجعي ولا تقدمي”.

ويتابع: “خيار متمرد على كل التعبيرات السائدة والمتداولة، يهدف إلى تكريس رؤية جديدة للحكم والدولة والمجتمع”.

“الشباب” هو الخزان الانتخابي..

وفي السياق ذاته؛ يقول “محمد جويلي”، في جريدة (المغرب) التونسية؛ إن: “الشباب هو الخزان الانتخابي للمترشح، قيس سعيد، وهو على الأغلب من الشباب الجامعي والمتعلم؛ والذي يرى في مرشحه تجسيدًا لقطيعة مع المنظومة الحالية بأخلاق سياسية جديدة. وهو الشباب الذي تولى القيام بالحملة الانتخابية في تحمل واضح للمسؤولية دون أن يكون ذلك من صنف الزبونية الانتخابية التي تعتمدها الأحزاب السياسية في حملاتها الانتخابية”.

ويضيف: “هناك نوع من الإلتزام الشبابي الذي تحركه جملة مباديء وقناعات ولا ننسى أن الشعار الانتخابي، لقيس سعيد، هو (الشعب يريد)؛ في إشارة وتذكير واضح بشعارات الثورة. هناك رغبة في استعادة الثورة بعد أن رأى صنف من الشباب أنها سُرقت منه بطريقة أو بأخرى. وهو شباب تصرف بمنطق المريد المعجب أيما إعجاب بشيخ يحمل مشروعًا للتغيير وفق نظرهم”.

أما “حسن مدن”؛ فيقول في جريدة (الخليج) الإماراتية، إن: “الشباب التونسي الناقم اختار العزوف عن المشاركة في الانتخابات تعبيرًا عن يأسه ومن شاركوا منهم صوتوا للأستاذ الجامعي، قيس سعيد، لأنهم رأوا فيه صوتًا مختلفًا، ودفعت به أصواتهم إلى تبوء المركز الأول”.

انقلاب شعبي على الأحزاب..

يقول “حسن أبوطالب”، في جريدة (الوطن) المصرية؛ إن: “قيس سعيد، أستاذ أكاديمى … هو الرجل الذي قالت استطلاعات الرأي إنه محافظ مستقل غير حزبي لا فرصة لديه للفوز، فإذا به يأتي في المرتبة الأولى بنسبة تقارب خُمس عدد الذين توافرت لديهم إرادة المشاركة وتحديد من يرونه الأفضل”.

ويتابع: “هذا الفوز، وإن تضمن دهشة واستغراب البعض، خاصة الإعلام الفرنسي وذوي الميول الغربية في المجتمع التونسي، لا يخلو من درس سياسي وعملي في آن واحد … أن الأحزاب لم تعد مؤثرة في الشارع التونسي، وأن رغبة الانقلاب الشعبي عليها كبيرة للغاية. الأحزاب التونسية بدورها بحاجة إلى قراءة متعمقة لهذا الدرس، درس يتعلق بعدم قدرتها على الحشد، وعدم قدرتها على تقديم ما ينفع الناس، وعدم قدرتها على بلورة حلول ودراسات للمشكلات الضاغطة على كل مواطن تونسي”.

الدروس المستفادة من الانتخابات..

وفي سياق متصل؛ يطرح “غلبير الأشقر”، في جريدة (القدس) اللندنية: “أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التونسية”.

فيقول “الأشقر”: “فلنبدأ إذاً بنسبة الإقتراع. من المعروف أنها جاءت شديدة الانخفاض، لا تزيد عن 40 في المئة من الناخبين القاطنين في تونس … فهذا يعني أن ثلاثة أخماس الناخبين المقيمين في تونس (60 في المئة منهم)، أي غالبيتهم الواسعة، فضلوا الإمتناع عن التصويت في انتخابات مصيرية بالنسبة لمستقبل بلدهم”.

ويتابع: “هذا يشير إلى علة أساسية في النظام الدستوري الذي إعتمدته كلٌ من مصر وتونس، بعد ثورتيهما، والذي يستوحي من الأنظمة الرئاسية، الفرنسي منها على الأخص، فهذه صيغة قليلة الوفاء لشروط الديمقراطية الفعلية. وقد كان أحرى بالبلدين أن يعتمدا نظامًا برلمانيًا مصحوبًا بآليات ديمقراطية حقيقية تتيح للناخبين استبدال نوابهم لو حاد أيًا من هؤلاء عن الأهداف التي تم انتخابهم من أجلها”.

ويضيف الكاتب؛ أن نسبة المقترعين القليلة، كما وصفها، “تعني أن ما من مرشح بين الذين خاضوا المعركة الانتخابية يحوز على مصداقية في تمثيل التغيير الجذري الذي تصبو إليه غالبية التونسيين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب