25 أبريل، 2024 10:12 ص
Search
Close this search box.

في مواجهة مؤتمر “وارسو” .. “خامنئي” يوجه رسائله للشباب الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

نشر الموقع الرسمي لمكتب مرشد الجمهورية الإيرانية رسالة، آية الله “علي خامنئي”، بالتفصيل.. تلك الرسالة التي حظيت بزخم إعلامي باعتبارها “مهمة”.

والسؤال: ما هي أهمية هذه الرسالة في ضوء الأوضاع الراهنة ؟.. الواقع إن السبب الرئيس وراء إصدار الرسالة هو: “الذكرى الأربعين لانتصار الثورة”، لكنها صدرت بالتوازي مع إنطلاق أعمال “مؤتمر وارسو الدولي”.

ومن ثم؛ قد يكون الهدف من إصدار الرسالة هو الضجة الإعلامية للتشويش على أخبار المؤتمر، ولكن هل تتمتع الرسالة بهذه القدرة ؟.. الحقيقة أن المخاطب الرئيس بالرسالة هي “فئة الشباب”، حيث حلت مخاطبة الشباب، في السنوات الأخيرة، على جدول أعمال، آية الله “خامنئي”. بحسب ما نشره موقع راديو (الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

ومن النماذج على مساعي، آية الله “خامنئي”، المستمرة الرامية إلى التواصل المؤثر مع أجيال الشباب الإيراني، الحرص على لقاء الطلبة، وتعيين وجوه شبابية، والتأكيد المستمر على الشباب واستحداث كلمات مفتاحية من قبيل “الشباب المؤمن”، والإصرار على الاستفادة من إمكانيات الشباب في الإدارة.

الخطط الخمسية والشعارات الدالة..

ويمكن إستخلاص مضمون الرسالة في التوصية بإتخاذ “الخطوة الثانية”؛ إعتمادًا على “الإدارة الجهادية” واستمرار “المقاومة”.. والمعروف أن المرشد كان قد وضع قبلاً خريطة طريق من خمسة مراحل هي “الثورة الإسلامية” و”الحكم الإسلامية” و”الحكومة الإسلامية” و”المجتمع الإسلامي” و”الحضارة الإسلامية”.

وقد سعى، في الرسالة الأخيرة، إلى طرح خريطة طريق جديدة، ووصفها بـ”المرحلة الثانية من بناء النفس، وبناء المجتمع، وصناعة الحضارة”. وهذا التوجه من الأعمال المتكررة لآية الله “خامنئي” في العقد الأخير. ومن الكلمات المفتاحية المستخدمة في ذلكم التوجه، “الناتو الثقافي” و”الفتنة” و”اقتصاد المقاومة” و”النفوذ والاختراق” و”الشباب المؤمن” و”أسلوب الحياة الإسلامية” و”التقدم والعمران”.

والحقيقة أنه، (أي علي خامنئي)، متخصص في استحداث الكلمات المفتاحية وتكرارها في خطاباته المختلفة. ومعظم هذه الكلمات، رغم التكرار والدعاية الواسعة، لا تحظى بإمكانية التحول إلى نموذج أو خطاب، ولكن هذا لا يمنع تكرار هذه الرؤية. وكان المرشد في هذه الرسالة الجديدة حريصًا بعناده الخاص على الوفاء للأسس الثورية التي يتطلع إليها، والتي هي من منظور المعارضين جذور الإنغلاق في السياسات الداخلية والخارجية الإيرانية.

شعارات نمطية لم تجيب أي سؤال !

لذلك هو يؤكد أن الثورة الإسلامية “تستعصي على المراجعة وتجديد النظر”، وأنه سوف يدافع إلى الآبد عن “نظرية النظام الثوري”.

وقال بإصرار مصحوب بالأكليشات القديمة: “تتحسس، (الجمهورية الإسلامية)، بشدة لحدودها الفاصلة بینها وبین منافسیها وأعدائها”. ورفض المفاوضات مع “الولايات المتحدة الأميركية”، وأكد على االسلوك الممتزج بالمقاومة والهجوم في التعاطي مع السياسات والثقافات الغربية.

حتى هذا الجزء؛ لم يقدم آية الله كلام جديد للمخاطب. وطبقًا لإدعاءاته المتكررة التي لا تقوم على وثائق أو مستندات؛ مثل أن الجمهورية الإسلامية “النظام الأنجح للسلطة حول العالم؛ نقلت السلطة والثروة من المركز إلى كل مكان بالدولة”، وإزدهرت السلوكيات المذهبية “في كل مكان، لاسيما بين الشباب، وتزداد وتتحسن يوميًا”..

كذلك أكد “خامنئي” على “الفجوة العميقة” بين “ما كان حتى الآن” و”ما يجب أن يكون”؛ مع التركيز على التبيض المطلق للوضع الراهن وإنجازات “الجمهورية الإيرانية”، وأبتعد عن لهجة المعارضة إلى حد كبير، وأكد من التقليل من شأن خلافاتها مع الحكومة؛ “لم تكن الثورة الإسلامية عدیمة الرحمة ولا دموية” ولم “ترتكب ممارسات متطرفة وإنحرافیة سببت العار لكثیر من النهضات والحركات”.

والجزء الأهم في رسالة مرشد “الجمهورية الإيرانية”؛ هو المتعلق بوصاياه بخصوص خريطة طريق و”الخطوة الثانية”، وطالب بالاستمرار الممزوج “بالأمل والتفاؤل تجاه المستقبل”. وقد ركز في هذا الجزء على محاور مثل العلم والبحث، والمعنويات والأخلاق، والاقتصاد، والعدالة ومكافحة الفساد، وأسلوب الحياة، وصيانة الاستقلال، والحرية والعزة الوطنية.

وطالب مجددًا من خلال استحضار “الحدود مع العدو” بالجهاد العلمي والأخلاقي وتبني اقتصاد المقاومة.

أخيرًا يمكن القول؛ تضارع قوة ونفوذ وثقل وأهمية رسالة “خامنئي” اليوم للشباب الإيراني، نظيراتها للشباب الغربي. وجولة صغيرة في فضاء الشبكات الاجتماعية تعكس بشكل جيد كيف لم تلبي الرسالة أسئلة واستفتسارات الشباب المعروف بالثوري أو “حزب الله”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب