10 أبريل، 2024 3:51 ص
Search
Close this search box.

في مواجهة “روسيا” .. واشنطن تزود أوكرانيا بمنظومة “القبة الحديدية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

نشرت مجلة (بوليتيكو) الأميركية؛ تقريرًا أعدَّه، “باول ماكليري”، مراسل المجلة لشؤون برامج الدفاع وسياسة الاستحواذ، سلَّط فيه الضوء على مشروع القانون الذي قدَّمه بعض نواب “الكونغرس” الأميركي لدعم “أوكرانيا”؛ في مواجهتها ضد “روسيا”.

تزويهم بـ”القبة الحديدية”..

وفي مستهل تقريره، يُشير المراسل إلى أن الإدارة الأميركية واصلت، منذ تولي الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، منصبه؛ إرسال شحنات من الأسلحة إلى الجيش الأوكراني وتدريبه، بما في ذلك حزمة من الدعم والمعدات العسكرية؛ تُقدَّر قيمتها: بـ 275 مليون دولار، منذ آذار/مارس 2021.

غير أن بعض المشرعين في “الكونغرس” الأميركي؛ يتطلعون إلى تقديم مزيد من المساعدات العسكرية إلى “أوكرانيا”، فقدموا تعديلًا يُدمج بمشروع “قانون ميزانية الدفاع لعام 2022″، والذي سيؤدي إلى الضغط على إدارة “بايدن”؛ لبيع أو تزويد “أوكرانيا” ببعض من أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الجديدة، ومنها احتمالية تزويد الأوكرانيين ببطارية: “القبة الحديدية”.

يُوضِّح التقرير؛ أن نسخة لجنة القوات المسلحة بـ”مجلس النواب”، لمشروع قانون السياسة الدفاعية للعام المالي، 2022، تتضمن تعديلًا يُطالب “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، بتزويد “الكونغرس”؛ بتقرير يُحدد الخيارات الممكنة لبيع أو إرسال: “أنظمة الدفاع الحالية”؛ إلى “أوكرانيا”، والتي من المحتمل ألا تُنشر في المدى القريب.

وأردف التقرير أن اقتراح بيع أو تزويد “كييف” بأنظمة جديدة للدفاع الجوي؛ قد يؤدي إلى تصاعد التوترات مع “موسكو”، التي تخوض حربًا بالوكالة في شرق “أوكرانيا”، منذ عام 2014، وسوف تنظر إلى التزويد بالمنظومة الدفاعية الجوية، بالقرب من حدودها؛ على أنه استفزاز. وكانت “روسيا” قد اشتكت كثيرًا من نظام الدفاع الصاروخي (الباليستي) الأميركي في “رومانيا”، مدعية أن النظام يُمكن استخدامه في أغراض هجومية، وهو الاتهام الذي نفته “الولايات المتحدة” و”حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو)، على حد سواء.

“القبة الحديدية” الأكثر فعالية في الدفاع الصاروخي !

يُشير التقرير إلى أن منظومة “القبة الحديدية”، التي أنتجتها شركة “رافائيل” الإسرائيلية الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتقدمة؛ بالشراكة مع شركة “رايثيون” الأميركية المتخصصة في أنظمة الدفاع، أثبتت، منذ نشرها في “إسرائيل”، عام 2011، أنها أحد أكثر الصواريخ قصيرة المدى فتكًا وفاعلية في العالم. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن “القبة الحديدية”، الخاصة بها؛ أسقطت حوالي: 90% من الصواريخ التي أُطلقت على “إسرائيل”، خلال السنوات العديدة الماضية.

وينوّه التقرير إلى أن “الولايات المتحدة” ليس لديها حاليًّا كثير من البطاريات الدفاعية الجوية والصاروخية الإضافية الجاهزة للإرسال. لكن الجيش الأميركي يحاول معرفة كيفية تشغيل نظامي “القبة الحديدية”؛ اللذين أمر “الكونغرس”، بشرائهما من “إسرائيل”، عام 2019، بوصفهما بديلًا مؤقتًا للجهود المتأخرة للحصول على أنظمة الدفاع الجوي والأنظمة الصاروخية الجديدة الخاصة بها وتشغيلها.

وكان الجيش الأميركي قد اشترى بطاريتي “القبة الحديدية” لتشغيلها في العام المقبل. لكنه واجه صعوبات كبيرة في سعيه لدمج “القبة الحديدية” داخل أنظمة الدفاع الصاروخي: ولم تُصمم “القبة الحديدية” للعمل ضمن منظومة القيادة والتحكم الخاص بالجيش الأميركي، نظرًا لأن مواصفات “القبة الحديدية” تقضي بالحد من فعاليتها عند نشرها خارج “إسرائيل”.

“القبة الحديدية” هي الخيار الأنسب..

يلفت التقرير إلى أن نسخة مشروع “قانون ميزانية الدفاع لعام 2022″، الذي جرت الموافقة عليه، في 02 أيلول/سبتمبر الجاري، الخاصة بلجنة القوات المسلحة بـ”مجلس النواب”؛ لا تحدد نظام أسلحة يُسلَّم إلى “أوكرانيا”. لكن أحد موظفي “الكونغرس” أكدَّ أن: “بطاريتي (القبة الحديدية) من الخيارات الأولية المرشحة للإرسال، لأن الجيش الأميركي ليس لديه سوى عدد قليل من الأنظمة المناسبة التي يمكنها التصدي للتهديد الذي تواجهه أوكرانيا من روسيا”.

ويضيف التقرير أن الجيش الأميركي كان له الريادة دومًا في مجال الدفاع الصاروخي الأرضي، لكن العقدين الماضيين من الصراع مع المجموعات المسلحة التي لا تمتلك قدرات صاروخية متطورة أو طائرات من دون طيار أدّت إلى تقليص حجم الاستثمار في أنظمة أسلحة الدفاع الجوي قصيرة المدى. وهذا بدوره أدَّى إلى أن يكون العدد البسيط من بطاريات (باتريوت)؛ وأنظمة (ثاد) للدفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية؛ من أكثر الوحدات انتشارًا في الجيش الأميركي، خلال السنوات الأخيرة، في الشرق الأوسط.

وألقى التقرير الضوء على موقف الحكومة الأوكرانية، في “كييف”، والتي ألمحت خلال الأشهر الأخيرة؛ إلى أنها تسعى للحصول على مزيد من الأسلحة المتطورة. وبعد إعلان “أوكرانيا”، في آيار/مايو 2021، أنها ستبدأ في زيادة ميزانياتها الدفاعية السنوية، صرَّح “أندري تاران”، وزير الدفاع الأوكراني، أنه يُريد إنفاق بعض من الميزانية لإقتناء أنظمة دفاع جوي جديدة، موضحًا أن بطاريات “القبة الحديدية” من بينها.

ويبدو أن “الكونغرس”، في “واشنطن”، التقط هذه الرسائل. ويوضح موظف في “الكونغرس”، تحدث دون الإفصاح عن هويته لأن مشروع القانون لا يزال معلقًا، إنه: “بالنظر إلى رغبة الحزبين وإدراكهم ضرورة القيام بكثير من الأمور؛ بشأن جبهة الدفاع الجوي المتكاملة لصالح أوكرانيا، ونظرًا لبعض قرارات الإدارة المتعلقة بالسياسة تجاه أوكرانيا مؤخرًا، هناك رغبة أميركية تحاول بذل مزيد من الجهود لمساعدة الأوكرانيين أكثر من الجهود التي يبذلها بايدن وإدارته”.

ما مدى فعالية “القبة الحديدية” في أوكرانيا ؟

يستدرك التقرير؛ أن هناك تساؤلات بشأن فعالية “القبة الحديدية”، في “أوكرانيا”؛ إذ يُوضح، “مايكل كوفمان”، المحلل العسكري ومدير الدراسات الروسية في وكالة الأنباء المركزية، أنه: “من الناحية التكتيكية، لن يكون هذا النظام فعّالًا على المدى القصير، أو على طول خط التماس، لأن أنظمة الصواريخ الروسية متعددة الإطلاق؛ ستطلق النار على هذا النظام بسرعة كبيرة وتسقطه. لكنها قد تكون قادرة على اعتراض الصواريخ بعيدة المدى، مما قد يسمح لبطارية القبة الحديدية بالدفاع عن موقع إستراتيجي أو مركز للقيادة في شرق أوكرانيا”.

وذكر التقرير أن النائب الجمهوري، “سكوت فرانكلين”، (عن ولاية فلوريدا)، هو من قدَّم مشروع القانون وصوَّت عليه الحزبين بالموافقة. ويطالب مشروع القانون بتخصيص: 275 مليون دولار، من المساعدات العسكرية لـ”أوكرانيا”، حتى قبل أي إرسال جديد لأنظمة الدفاع الصاروخي.

وأفادت بعض التقارير الأوكرانية والإسرائيلية؛ أن “كييف” كانت تتطلع لشراء “القبة الحديدية” من “إسرائيل”، لكن عملية شراء كهذه قد تكون معقدة؛ إذ تحتاج الحكومة الإسرائيلية إلى موافقة “واشنطن” على بيع “القبة الحديدية” إلى دولة ثالثة نظرًا لاتفاقية التنمية المشتركة مع شركة “رايثيون” الأميركية، بالإضافة إلى وجود حساسيات في “تل أبيب” بشأن العلاقة مع “موسكو”. وكان البلدان قد اتفقا في السنوات الأخيرة على عدم بيع الأسلحة إلى أطراف أخرى مثل: “أوكرانيا” و”إيران”.

فجوة أميركية في أنظمة الدفاع الصاروخي..

ينقل التقرير عن “توم كاراكو”، مدير مشروع الدفاع الصاروخي؛ التابع لمركز الأمن الإستراتيجي والدولي، قوله إنه: “بعد تصدي الولايات المتحدة لعدد من التهديدات الصاروخية المعقدة من المتمردين، في العراق وأفغانستان، طيلة عقدين من الزمان، يواجه الجيش الأميركي أوجه نقص كبيرة في قذائف المدفعية الصاروخية المضادة وقذائف (الهاون) والدفاع الصاروخي. والسبب في تبنيهم شراء (القبة الحديدية)، بتشجيع من الكونغرس، كان انعكاسًا في الحقيقة لهذه الفجوة في الإمكانيات”.

وفي حزيران/يونيو الماضي، ذكرت مجلة (بوليتيكو)؛ أن إدارة “بايدن” وضعت حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة: 100 مليون دولار لـ”أوكرانيا”، لكن الخطة عُلقت فقط؛ بعد إبتعاد القوات الروسية عن الحدود الأوكرانية، هذا الربيع. وتضمنت الحزمة أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى وأسلحة صغيرة وأسلحة مضادة للدبابات، مما يُمثل خروجًا عن الأسلحة غير الفتاكة التي قدمتها إدارة “بايدن”، هذا العام، في حزمتين منفصلتين، أحدهما أعلن، في آذار/مارس، والثاني في حزيران/يونيو.

ويختتم المراسل تقريره بالقول؛ إن التعديل المقترح لا يزال قيد النظر في “مجلس النواب” الأميركي، ولا يعرف ما هو مصيره الأخير بعد أن يُطرح التعديل أو مشروع القانون على “الكونغرس” الأميركي بكامل هيئته، وتنظر فيه لجان مجلسي: “النواب” و”الشيوخ” في وقت لاحق من هذا العام للوصول إلى صيغة نهائية لمشروع القانون.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب