خاص : ترجمة – محمد بناية :
عبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، “صادق زيباكلام”، عن إعتقاده في تأثير إدراج “الولايات المتحدة الأميركية”، الحرس الثوري، على قائمة الإرهاب، على أوضاع حقوق الإنسان في “إيران”، وكتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): “القرار الأميركي ضد الحرس الثوري؛ كان محل اهتمام على مدى الأيام الماضية من نواحي مختلفة: سياسية، واقتصادية، وعسكرية، وإقليمية وغيرها. لكن لم يُلتفت إلى تأثيره على أوضاع حقوق الإنسان في إيران. لم يطرح ترامب مطلقًا مسألة حقوق الإنسان، ومن ثم فهو لا يهتم لمسألة أن قراره قد يجعل حقوق الإنسان في إيران أسوأ”.
وعليه؛ فقد أجرت “شيما شهرائي”، مراسل موقع (إيران واير) الإيراني المعارض، الحوار التالي مع، “صادق زيباكلام”، لمناقشة تداعيات القرار الأميركي…
العلاقات الخارجية بالغرب وحقوق الإنسان..
“إيران واير” : ذكرتم أن تصنيف “الحرس الثوري”، كتنظيم إرهابي، قد يؤثر سلبًا على أوضاع حقوق الإنسان في “إيران”، هلا تفضلتم بتقديم المزيد من التفاصيل حول هذه المسألة ؟
“صادق زيباكلام” : لو لا نقول إن القرار لن يزيد أوضاع حقوق الإنسان في “إيران” سوءً، فالمقطوع به أنه لن يبعث على تحسينها.
فكلما تأزمت العلاقات الخارجية وارتفعت وتيرة العداء مع الغرب، تزداد حقوق الإنسان في “إيران” تدهورًا.. والعكس صحيح. وهذا الأمر لا يقتصر على “إيران” فقط، وإنما مشهود في باقي الدول.
على سبيل المثال؛ حين كانت العلاقات الروسية مع أوروبا جيدة تحسنت أوضاع حقوق الإنسان في “روسيا”.
تأثير القرار الأميركي..
“إيران واير” : تعني أن أوضاع حقوق الإنسان، في الدول ذات العلاقات القوية مع أوروبا وأميركا، أفضل ؟

“صادق زيباكلام” : لا.. لا أقول على الإطلاق بتحسن أوضاع حقوق الإنسان في دولة ما إذا كانت علاقات هذه الدولة مع أوروبا تتسم بالدفء.
لم أقل ذلك مطلقًا؛ لأن هناك حالات مثل “السعودية” و”البحرين” و”مصر” وغيرها؛ تنقد هذه النظرية. لكن على كل حال، بالنسبة لدول مثل “إيران” و”روسيا” اللتان تعيشان حالة من العداء مع الغرب، تزداد أوضاع حقوق الإنسان تدهورًا كلما إزدادت معدلات العداء.
بعبارة أخرى، لم تعد لتلك الأنظمة عزيمة على التعامل مع مسألة حقوق الإنسان بالشكل الذي يقلل من الانتقادات الغربية. في حين لو تحسنت العلاقات، ولو بمقدار بسيط، تسعى هذه الأنظمة للحيلولة دون تخريب هذه العلاقات بسبب ملف حقوق الإنسان.
ونتيجة للقرار الأميركي وبلورة دور التيارات المتشددة في “إيران” على صعيد التطورات الداخلية، فإن هذا لن يخدم ملف حقوق الإنسان في “إيران”.
تصدير صورة مغايرة لـ”الحرس الثوري”..
“إيران واير” : لماذا تلعب التيارات المتشددة دورًا مهمًا في فترات العقوبات والأجواء المشابهة ؟
“صادق زيباكلام” : تابعنا في الأيام الأخيرة إنتعاش وحيوية الكثير من التيارات المتشددة، وهذه التيارات تتمتع بالقوة وأتصور أن تنامي قدرة التيارات المتشددة لا يبشر بتحسين أوضاع حقوق الإنسان.
“إيران واير” : ربما تشير لدعم الإصلاحيين لـ”الحرس الثوري”، إذا تحول نقاد “الحرس الثوري” إلى مناصرين. على سبيل المثال أرتدى نواب الإصلاحيين في البرلمان زي “الحرس الثوري” كنوع من الدعم.
“صادق زيباكلام” : أنظر.. ظهرت في غضون الأشهر الأخيرة العديد من الانتقادات بشأن دور “الحرس الثوري” على الساحة الاقتصادية، لدرجة أن المرشد قال: “لا يجب على القوات المسلحة التدخل في الشأن الاقتصادي. لقد تقدمنا حتى هذه المرحلة بواسطة الانتقادات المطروحة بشأن تدخل الحرس الثوري في الشأن الاقتصادي”.
لكن حين يرتدي نواب البرلمان زي “الحرس الثوري”، ويتدافع الإصلاحيون على دعم “الحرس الثوري” الواحد تلو الآخر، آنذاك تكون الأجواء ثقيلة، بحيث لا يكون بمقدور أحد انتقاد “الحرس الثوري” ويتساءل عن أسباب تدخل “الحرس الثوري” في الشأن الاقتصادي، بعبارة أخرى سوف يظهر “الحرس الثوري” بوجه أسطوري، وطني. وبالتالي وصف من ينتقدون “الحرس الثوري” بالعداء للوطن والخيانة والتواطؤ مع “دونالد ترامب”..
“إيران واير” : ما هي وصيتك في ظل الظروف الراهنة للإصلاحيين باعتباركم أستاذ في العلوم السياسية ؟
“صادق زيباكلام” : حين تثور الموجة يظن الأفراد أن التكلفة السياسية لعدم مسايرة الموجة ستكون باهظة. البعض يريد التراجع عن الموجة والبعض الآخر يعتقد أن يكون كما “محمود صادقي”، الذي كان من نقاد “الحرس الثوري”، لكنه ظهر في البرلمان يرتدي زي “الحرس الثوري”؛ ولسان حاله: “أنا لا أتحرك مع الموجة، لكن أعتقد رغم انتقاداتي للحرس الثوري أن الموقف يتطلب التضامن ضد العدو الأجنبي.. لكن في الحقيقة لا يجب أن نساير الموجة. فلو تغيير الولايات المتحدة على إيران، فأنا “صادق زيباكلام” سوف أرتدي زي “الحرس الثوري” دفاعًا عن بلادي. وكلام للإصلاحيين الذين أرتدوا زي “الحرس الثوري” أن التوحد ضد العدو الأجنبي لا يعني التغاضي عن الأخطاء.