في كربلاء.. مقدار نقودك يحدد موقع قبرك!

في كربلاء.. مقدار نقودك يحدد موقع قبرك!

بعدما تربعّت مدينة كربلاء على عرش العقارات في العراق نالت المقابر نصيبا من هذا العرش، حيث شكى عدد كبير من أهالي المدينة من أرتفاع أسعار المقابر في مقبرة المدينة.
عواد العادلي اشترى مقبرة لاتتجاوز 40متراً بسعر سبعة ملايين دينار تقع في نهاية المقبرة تقريبآ، يقول العادلي إنه اشترى المكان لسهولة الأستدلال على قبر زوجته التي توفيت بسبب مرض عضال قبل شهر تقريبآ وهذه المقبرة ستكون خاصة لأسرته مستقبلآ، فقبره وقبر أفراد عائلته بات مضموناً.
أم أحمد اشترت هي الأخرى قبوراً لعائلتها في نهاية المقبرة في موقع متاخم للحزام الأخضر الذي يحيط بالمدينة بسعر أربعة ملايين دينار ودفنت فيها ولدها أحمد الذي قُتل خلال معركة بين قوات الجيش وتنظيمات القاعدة في الأنبار.
أبو سجاد أحد أصحاب مكاتب العقار الواقعة بالقرب من المقبرة قال إن سبب ارتفاع أسعار المقابر يعود إلى توزيع دائرة بلدية كربلاء عددا من قطع الأراضي كمقابر على المواطنين وقد سيجت من قبل أصحابها خشية التجاوز عليها ثم أقدّم أصحابها على بيعها لاحقاً بأسعار مرتفعة.
ويضيف لموقع “نقاش” الإلكتروني “في السنوات الأخيرة ارتفعت أعداد الموتى بشكل خطير نتيجة حوادث الأرهاب وضحايا حوادث السيارات والأمراض الوبائية والسرطانية مما زاد الطلب على أراضي المقبرة نتيجة الدفن العشوائي ولذلك ارتفعت أسعار المقابر”. ويؤكد أن بعض المواطنين اتخذوا من ارتفاع هذه الأسعار تجارة رابحة بسبب امتلاكهم عددا من هذه المقابر.
وقول عبدالله الخيكاني (عامل دفن) أن أسعار المقابر تختلف من حيث المساحة والموقع “فكلما كانت قريبة من الشارع المرصوف ومحاذية للبوابة الرئيسة للمقبرة كان سعرها أضغاف القطع الواقعة في وسط ونهاية المقبرة، فهناك مقابر قريبة جدا وسهلة الوصول والاستدلال وصل سعرها إلى أكثر من ثلاثين مليون”.
من جانبه أكد السيد ماجد ناجي مدير أعلام بلدية كربلاء وجود مقطع في المقبرة ستقوم دائرة البلدية بفرزه وتوزيعه على المواطنين الراغبين بشراء القطع خلال هذا العام، مشيرا إلى أن دائرته وزعت 1633قطعة على المواطنين خلال عام 2011 إلا أن أرتفاع حالات الوفيات أدى الى نفاذ هذه المقابر.
وقال الخبير الاقتصادي محمد الياسري إن سبب ارتفاع أسعار المقابر ونفاذ عدة أماكن في المقبرة هي بسبب قيام معظم سكان المحافظات المجاورة لكربلاء عدا النجف بدفن موتاهم في مقبرة كربلاء مما تسبب في ارتفاع الأسعار مع عدم توفر الأماكن الجيدة والواسعة لأغراض الدفن.
الحاجة أم ياسين ترغب بنقل رفات ولدها وزوجته اللذيّن توفيا بانفجار في كربلاء بعد سقوط النظام إلى مكان آخر نتيحة فتح شارع وسط القبوركان مخطط له مسبقآ لغرض فك الازدحام خلال الزيارات، فأم ياسين كانت واحدة من ضحايا الدفن العشوائي من قبل مكاتب الدفن التي لا ترى الا فائدتها المادية من عوائل الضحايا في أوقات الحروب، حيث تقوم بدفن الموتى بشكل عشوائي دون الأخذ بالاعتبار لخارطة المقبرة وتقسيماتها وشوارعها.
وأكد عدد من المواطنين على ضرورة استحداث دائرة خاصة تهتم بأمور المقبرة بالتنسيق مع مديرية البلدية والوقف الشيعي يقع على عاتقها مسؤولية الدفن والأشراف على المقبرة من حيث التصميم والتطوير لتكون مكانا لائقا للزيارات من قبل المواطنين.
ودعا الشيخ هادي الموسوي إلى نصب لوحات تعريفية باروقة المقبرة وإيصال أعمدة الإنارة وزراعتها بأشجار معمرة وتسمية الشوارع والمفترقات لتسهيل الاستدلال على القبور أسوة بالمقابر النموذجية في دول الجوار. وأضاف “بالإمكان جعل هذه المقبرة كمعلَم ديني وتاريخي من خلال تشييد سياج وفق الزخارف الأسلامية لتكون جزءآ من الفلكلور الديني لمدينة كربلاء”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة