19 أبريل، 2024 12:14 م
Search
Close this search box.

في قضية “خاشقجي” .. الأحداث تدفع بإتجاه الاستفادة الكاملة لإيران من توتر العلاقات “الأميركية-السعودية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم سيطرة قضية الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، على الرأي العام العالمي في هذه الفترة؛ إلا أن رد الفعل الرسمي لـ”إيران” كان مختلف، حيث فضلت الإبتعاد عن المشهد بصورة شبه كاملة ولم تحرك ساكنًا حيال الحادثة التي مر عليها قرابة الأسبوعين، مكتفية بمتابعة الأحداث من بعيد، حسبما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”.

وفرض التساؤل حول أسباب الغياب الإيراني نفسه على المشهد من قِبل المحللين ووسائل الإعلام المختلفة،  حيث قالت شبكة (CNBC) الأميركية إن “إيران” هي المستفيد الرئيس من الأزمة الحالية بشأن اختفاء الصحافي، “جمال خاشقجي”، خاصة وأنها تنتظر مرحلة جديدة من العقوبات الاقتصادية التي ستفرضها “الولايات المتحدة” مع مطلع الشهر المقبل.

وأشارت إلى أن المزاعم التي حاولت الزج باسم “المملكة السعودية” في أزمة اختفاء الصحافي صبت بشكل رئيس في صالح “إيران”، والتي تسعى لإشغال الرأي العام العالمي عن سياساتها الإرهابية في الوقت الحالي.

تعول على إشعال الموقف..

وأوضحت الشبكة الأميركية أن “إيران” تعول على إشعال الموقف وإحداث فتنة عالمية، خاصة وأن “المملكة السعودية” تعد محور السياسة الأميركية الخارجية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن “الرياض” العنصر الحاسم في خطة الرئيس، “دونالد ترامب”، لعزل “إيران” وإنهاء تأثيرها إقليميًا.

ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن “إيران” تعي جيدًا أهمية المملكة، حيث إنها الوحيدة القادرة على تعويض أي نقص في السوق العالمي للنفط؛ بسبب العقوبات التي سيتم توقيعها على “طهران”، والتي تستهدف القطاعات الاقتصادية الأكثر حيوية لـ”طهران”، مشيرة إلى أن “طهران” تسعى لتحريك تلك الفتنة للاستفادة السياسية من الموقف.

وقال “سانام فاكيل”، وهو زميل أبحاث استشاري رفيع المستوى في مركز أبحاث “تشاتام هاوس” في “المملكة المتحدة”، خلال مذكرة هذا الأسبوع: “الآثار المترتبة على اختفاء، جمال خاشقجي، تُفيد إيران جيوسياسيًا”، مؤكدًا على أن تصاعد الخلافات العالمية يظل رغبة إيرانية، خاصة وأن ذلك قد يعني عدم مساهمة “الرياض” في إحداث توازن السوق العالمي للنفط.

“ترامب” يرفض التضحية بعلاقاته مع السعودية..

ووضع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حدًا لبعض الأصوات التي طالبت بتغيير السياسات التي تتبعها الإدارة تجاه المملكة، استنادًا إلى تكهنات لا أساس لها حول اختفاء الصحافي، “جمال خاشقجي”، في “تركيا”.

قائلاً: “لن أكون مع إيقاف صفقات بقيمة 110 مليارات دولار، وهو رقم قياسي على الإطلاق – وأدع روسيا أو الصين تحصد هذه الأموال”، لافتًا إلى أن هذا النوع من الصفقات الضخمة والعلاقات المتميزة مع “المملكة” تسهم بشكل رئيس في خلق وظائف جديدة في المجتمع الأميركي.

قد تعرقل محاصرة إيران..

فيما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن مسؤولي “البيت الأبيض”، يشعرون بقلق بالغ من أن اختفاء “خاشقجي”، ورواية السعودية المتغيرة عن مصيره، قد يؤديان إلى عرقلة محاصرة “إيران”.

وفي مقال نشرته الصحيفة الأميركية، الثلاثاء الماضي، تحت عنوان “اختفاء خاشقجي قد يعرقل خطط ترامب لحصار إيران”؛ أن التطورات المتعلقة بقضية الصحافي السعودي، لا سيما الرواية السعودية المتغيرة عن مصيره.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، لم يرغبوا في الكشف عن هوياتهم، أنه “من أجل جعل إستراتيجية معاقبة إيران ناجحة، تعتمد إدارة ترامب على علاقتها مع السعوديين للحفاظ على تدفق النفط العالمي دون ارتفاع الأسعار، والعمل معًا على وضع سياسة جديدة لإحتواء إيران في منطقة الخليج”.

مضيفة أنه: “إذا سارت هذه الخطة المنسقة بعناية، فمن المرجح أن يشهد السعوديون زيادة كبيرة في عائدات النفط؛ في اللحظة التي يتحدث فيها الكونغرس عن معاقبة المملكة بسبب قضية خاشقجي”.

وذكرت الصحيفة الأميركية أيضًا أن “ذلك، (معاقبة المملكة)، هو أحد الأسباب التي دفعت لإرسال وزير الخارجية، مايك بومبيو، للملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي”.

وقال مسؤولون أميركيون إن “جزءًا من المشكلة هو صورة السعودية التي تبدو كحليف وحشي، بما في ذلك قيادتها حملة عسكرية مميتة باليمن، تمامًا كما كان ترامب وبومبيو يتهمان إيران بأنها البلطجي في المنطقة”.

خدعة رائعة..

وقال “ريتشارد هاس”، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، الذي عمل مع عدد من الرؤساء الجمهوريين: “إنها خدعة رائعة إذا كان بإمكانك معاقبة بلد والقيام بشراكة معه في نفس الوقت”.

وتابع قائلاً: “ليس من السهل إبقاء التركيز على سلوك إيران عندما يقوم السعوديون بأمور رهيبة ضد الصحافيين والمعارضين، وقصف الأطفال في اليمن”.

وقالت (نيويورك تايمز) إنه في مقابلات أجرتها هذا الأسبوع مع مسؤولين في إدارة “ترامب” وخبراء خارجيين، قالوا إن التداعيات المحتملة على الخطة المفصلة لحصار الإيرانيين قد سيطرت على المناقشات الداخلية الأميركية حول ما حدث لـ”خاشقجي”.

مبيعات الأسلحة الأميركية أهم..

وأضافوا أن قضية الحد من مبيعات الأسلحة الأميركية لـ”السعودية”، والتي قال “ترامب” أنها قد تهدد الوظائف الأميركية، تكتسب أهمية بالغة، مقارنة بقضية “خاشقجي”.

وكتبت الصحيفة: “ذلك من شأنه أن يقدم جبهة مشتركة مع السعوديين، ويجعل إيران كمصدر لجميع حالات عدم الاستقرار تقريبًا في الشرق الأوسط”.

بدوره قال “نورمان تي. رولي”، الذي أشرف على دراسة “إيران” لعقود؛ قبل أن يغادر وكالة الاستخبارات الأميركية، (CIA)، العام الماضي، في مقابلة من “الرياض”، إن السعوديين بحاجة إلى التعامل بسرعة وبشفافية مع موضوع “خاشقجي”.

إخراج الدور السعودي من العناوين الرئيسة للإعلام..

وقال خبراء في شؤون الشرق الأوسط، للصحيفة، إن هدف طترامب” والسعوديين واضحًا حاليًا: “إخراج الدور السعودي في اختفاء خاشقجي من العناوين الرئيسة للإعلام والتركيز من جديد على الإيرانيين”.

من جانبه؛ قال “غاري سامور”، مدير مركز “كراون” لدراسات الشرق الأوسط في جامعة “براندي”، وهو مساعد كبير سابق في “البيت الأبيض” للرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، في القضايا النووية: “أعتقد أن لديهم حافزًا قويًا لطبخ بعض القصص التي ستخرجنا من هذا الوحل”.

مضيفًا أنه: “لا يمكنهم الذهاب مع قصة أن محمد بن سلمان قد أمر بتسليم خاشقجي. لذلك عليهم أن يجدوا قصة أخرى ذات مصداقية، وقد تكون القصة أن عملية التسليم قد تحولت إلى سيئة للغاية، أو إلى عملية مارقة”.

واستطرد: “والنتيجة هي أنه في الوقت الذي يتحدث فيه الكونغرس عن فرض عقوبات اقتصادية أو عسكرية على الحكومة السعودية، فإن عائدات النفط في الرياض قد ترتفع بالفعل، في الوقت الذي تعوض فيه الرياض الإنتاج الذي كانت تقوم به إيران في السابق”.

إيران المستفيدة من الإضرار بالعلاقات “السعودية-الأميركية”..

من جانبها؛ أكدت صحيفة (ذا نيويورك صن) الأميركية على أن “نظام الملالي”، الحاكم في “إيران”، هو المستفيد من نجاح أي محاولة للإضرار بالعلاقات بين “السعودية” و”الولايات المتحدة”، على خلفية واقعة اختفاء “خاشقجي”.

داعية الصحيفة إلى توخي الحذر من الدور الإيراني في الواقعة، التي تحاول بعض الأصوات ووسائل الإعلام، ذات الصلات المشبوهة بـ”قطر” و”جماعة الإخوان المسلمين” الإرهابية، استغلالها للنيل من المملكة ودورها الإقليمي والدولي، رغم عدم وجود أي دليل يثبت – ولو على نحوٍ واهٍ – وقوف “الرياض” وراءها.

وحذرت (ذا نيويورك صن)، في هذا السياق، من أن أي إجراء أميركي سلبي حيال “السعودية”، سيصب في صالح قوى إقليميةٍ ذات تأثيرٍ مُخربٍ “خاصة الدول المعادية للولايات المتحدة مثل إيران”، التي تتخذ إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، مواقف صارمةً إزاءها، تختلف عن تلك التي كانت تتبناها إدارة “باراك أوباما”، وهو ما تجلى في قرار “ترامب” الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي الذي كان قد أُبْرِمَ مع “طهران” قبل سنوات، وإعادته فرض عقوباتٍ على “نظام الملالي”.

أصعب معضلة سياسية أمام “ترامب”..

وفي مقال يحمل عنوان: “فلنأخذ الحذر من إيران في قضية خاشقجي”، قال الكاتب، “بيني أفيني”، إن الرئيس الأميركي يواجه “معضلته الدبلوماسية الأصعب” على صعيد التعامل مع هذا الملف، الذي وافقت “السعودية” على أن تشكل بشأنه فريق تحقيقٍ مشتركًا مع “تركيا” لكشف غموضه.

وأبرز “أفيني” العداء الصارخ الذي يضمره النظام الإيراني سواء لدول الجوار الخليجي أو للغرب، خاصةً “الولايات المتحدة”، مُشيرًا إلى ما تشهده الشوارع الإيرانية من ترديد هتافاتٍ من قبيل “الموت لأميركا”، وشدد الكاتب على أنه ينبغي ألا تخرج “طهران رابحةً” من الأزمة الحالية بأي شكلٍ من الأشكال.

وشبّه حكام النظام الإيراني بـ”أسماك القرش” التي تثيرها رائحة الدماء لتنهش ضحاياها، مؤكدًا على أن ما يُروى حول حادثة فقدان آثر “خاشقجي” في “إسطنبول”؛ “ليس القصة كاملةً، فبينما تشتم إيران رائحة الدماء في الماء، يدافع مناصروها الغربيون عن إنهاء التحالف القائم بين واشنطن والرياض”.

وفي تحذيرٍ ضمنيٍ من التفكير في إتخاذ أي إجراءاتٍ متهورةٍ ضد المملكة، أكد المقال عمق العلاقة التي تربط بين القيادة السعودية ومواطنيها وقوتها، قائلاً إنه “قد يكون من الصعب الفصل” بين الوطن والأفراد في هذه الحالة. وشدد على أنه يتعين تجنب الإقدام على كل ما يؤثر بالسلب على استقرار هذا البلد.

وقال “أفيني”، إنه لن تكون هناك دولة أكثر سعادة من “إيران” حال حدوث هذا الاحتمال، لاسيما في ظل استمرار القلاقل والفوضى التي تضرب أنحاءً مختلفةً من منطقة الشرق الأوسط.

قفز أسعار النفط ستؤدي إلى التخلي عن العقوبات الأميركية ضد إيران..

وشددت (ذا نيويورك صن) على المخاطر البالغة التي قد تنجم عن أي إضرار بمكانة “السعودية”، قائلةً إن ذلك سيؤدي إلى حدوث قفزة في أسعار النفط، وهو ما قد يقود إلى تعرض “أميركا” لضغوط للتخلي عن العقوبات النفطية، التي يفترض أن يعاد فرضها على “إيران” في غضون أسابيع قليلة من الآن.

بجانب ذلك؛ حذرت الصحيفة الأميركية من أن إضعاف العلاقات بين “واشنطن” و”الرياض”، سيفضي إلى إحداث ضرر بالغ بالجهود الرامية لمواجهة محاولات التوسع الإقليمي التي تقوم بها “إيران”، وهي المحاولات التي تضطلع “السعودية” بدور محوري في التصدي لها، باعتبار أنها أحد أبرز الحلفاء العرب لـ”أميركا” في هذا الصدد، وأبرز “أفيني” الجهود المحمومة التي يبذلها البعض في الغرب ممن يتخذون مواقف منحازة لـ”إيران”، من أجل استغلال الضجة المُثارة حاليًا بشأن اختفاء “خاشقجي”، لدفع الرئيس الأميركي لإعادة النظر في قراره الانسحاب من “الاتفاق النووي” الذي تم التوصل إليه في عهد سلفه “أوباما” مع “طهران”.

وأشار الكاتب إلى المزاعم التي يروجها هؤلاء من أن نبذ هذا الاتفاق ناجمٌ عن تحالفات “ترامب” الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط؛ وليس عن مصالح “الولايات المتحدة” واعتبارات أمنها القومي، وقال إن من يتبنون هذه الإدعاءات ويرددون الأكاذيب بشأن “السعودية” ودورها الإقليمي، هم أنفسهم من كانوا وراء غض إدارة “أوباما” الطرف عن الفظاعات والجرائم التي إرتكبتها “إيران” خلال الصراع الدموي الدائر في “سوريا” منذ منتصف آذار/مارس 2011.

الأزمة تخرج عن نطاق السيطرة..

ونقل مقال (ذا نيويورك صن) عن مسؤولي مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” – وهو مركز أبحاثٍ معني بشؤون الأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة يتخذ من واشنطن مقرًا له – تأكيدهم على أن الكثيرين ممن “كانوا يلتزمون الصمت، (في أميركا)، حيال إنتهاكات إيران لحقوق الإنسان أو استخدامها للإرهاب في دول أخرى، حريصون الآن على رؤية أزمةٍ مع شركائنا في الخليج” تخرج عن نطاق السيطرة.

من جهةٍ أخرى، لم يغفل “بيني أفيني” الإشارة إلى الإزدواجية الصارخة التي تتعامل بها “تركيا” – وهي الدولة التي اختفى فيها الصحافي السعودي – مع الأزمة الناجمة عن هذا الاختفاء، قائلاً إن ذلك البلد هو إحدى أكثر دول العالم زجًا للصحافيين في السجون، وأضاف أن “أنقرة” تورطت كذلك في “اختطاف – وفي بعض الأحيان – قتل شخصيات معارضة” لسياسات النظام الحاكم فيها على مدار سنوات طويلة.

تقويض مساع “ترامب” تجاه إيران..

ورأت صحيفة (آي) البريطاينة أن “​السعودية​ تقوض السياسة​ الأميركية”، مشيرة إلى أن “قضية خاشقجي​ أضعفت حملة الرئيس الأميركي، ​دونالد ترامب،​ لفرض عقوبات صارمة على ​إيران​ بهدف الحد من تأثير القوى الحاكمة فيها”.

وذكرت الصحيفة أنه “في الخامس من شهر تشرين ثان/نوفمبر ستفرض ​الولايات المتحدة​ قيودًا صارمة على الصادرات الإيرانية التي اقتطعت بمعدل النصف منذ انسحاب ترامب من ​الاتفاق النووي​ الموقع مع ​إيران​ والدول الكبرى”، لافتة إلى أنه “للمرة الأولى، يغطي الإعلام الأميركي تقارير سلبية عن السعودية، وهذا من شأنه أن يقوض مساعي ترامب لتمرير سياسة المواجهة تجاه إيران بوصفها على الدوام بأن نظامها إرهابي وإجرامي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب