26 أبريل، 2024 2:10 م
Search
Close this search box.

في غفلة من إيران .. “كورونا” يصالح نظام الأسد مع دول الخليج بعد سنوات من العزلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

بدا فيروس “كورونا” وكأنه مارد قادر على تغيير الأحداث العالمية، وإحداث تقلبات سياسية واقتصادية واجتماعية مدهشة، وبالرغم من غرابة بعض الوقائع؛ إلا أن السياسة على وجه التحديد عالم متغير لا يعرف المستحيلات، حيث أعادت الأزمة التي أحدثها وباء “كورونا” المُستجد؛ التواصل بين “الإمارات العربية المتحدة” و”سوريا”، وذلك في اتصال هاتفي أجراه ولي عهد “أبوظبي”، الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان”، مع الرئيس السوري، “بشار الأسد”، وبحثا معًا مستجدات فيروس “كورونا” وتداعياته في المنطقة والعالم، بحسب ما أوردت وكالة أنباء “الإمارات”، مع توقعات باستعادة العلاقات “السورية-السعودية”.

الإمارات: لن نترك سوريا وحيدة في هذه الظروف..

التواصل “الإماراتي-السوري” تطرق إلى الإجراءات والتدابير الإحترازية المُتخذة في البلدين للتصدي للوباء، وإمكانية مساعدة “سوريا” ودعمها بما يضمن التغلب على الوباء وحماية شعبها الشقيق.

وأكد ولي عهد “أبوظبي”، في تعليق له على المحادثة؛ عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى: “ضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية في هذه الظروف الاستثنائية وتغلب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك الذي نواجهه جميعًا”.

وشدد على أن: “سوريا البلد العربي الشقيق لن يكون وحده في هذه الظروف الدقيقة والحرجة”.

من جانبه؛ رحب “الأسد” بمبادرة الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان”، مثمنًا موقف دولة “الإمارات العربية المتحدة” الإنساني، في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من هذا التحدي المُستجد، مشيدًا بهذه المبادرة بكل معانيها السامية.

وتشهد العلاقات “السورية-العربية”، تحسنًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، بعد إنقطاع دام سنوات بسبب الحرب السورية.

وكانت “الإمارات”، أول من أعاد فتح سفارتها في “دمشق”، عام 2018، بعد سبع سنوات على إغلاقها، عام 2011، على خلفية الاحتجاجات في “سوريا”.

سوريا تترقب إنفراجة بعد عُزلة..

وتترقب “سوريا” إنفراجة في علاقاتها مع الدول العربية؛ بعد أن ظلت “دمشق” تُعاني عزلة دبلوماسية على الصعيدين، العربي والدولي، منذ اندلاع الثورة السورية التي تحولت إلى نزاع مسلح، وتُرجح السياسة السورية، أن تقاربًا لابدّ أنه سيحصل مع الدول الخليجية، يُعيد دفء العلاقات كما كانت قبل سنوات، بعد أن  أدى النزاع داخل “سوريا” إلى إغلاق غالبية الدول العربية والغربية سفاراتها في “سوريا”.

وعلقت “جامعة الدول العربية”، في تشرين ثان/نوفمبر 2011، عضوية “سوريا” فيها، وأعلنت أن موقفها تجاه هذا التعليق لم يتغير. في حين قال الأمين العام المساعد للجامعة، “حسام زكي”، في مؤتمر صحافي في “القاهرة”: “لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية”.

البداية من الإمارات..

إشارات وصفها مراقبون بالنوعية، بدأت تجلياتها منذ حفل الاستقبال الذي أقامته “السفارة الاماراتية”، بـ”دمشق”، بمناسبة الذكرى 48 للعيد الوطني، ومثّلت إنعطافةً ثانية في تاريخ العلاقات بين البلدين إبان الحرب السورية عام 2011، بعد عودة المياه إلى مجاريها، في 27 كانون أول/ديسمبر 2018، من باب الدبلوماسية خلال فتح أبواب السفارة.

وكان لـ”القاهرة” أيضًا رد فعل مشابه، باعتبارها حليف للنظامين، الإماراتي والسعودي، منذ تولي الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، زمام الحكم في “مصر”، حيث قام رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، “علي المملوك”، بزيارة نادرة تُعد الأولى لمسؤول سوري أمني بارز إلى “مصر”، منذ اندلاع النزاع في “سوريا”، داعيًا “البرلمان العربي” إلى “إعادة ​سوريا​ إلى العمل العربي المشترك”. وقال وزير الخارجية المصري الأسبق، “أحمد أبوالغيط”، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في نيسان/أبريل 2018، إن قرار تعليق عضوية “سوريا” كان متسرعًا.

وتؤشر هذه الخطوات المتلاحقة إلى بدء انفتاح عربي على “سوريا”؛ بعدما قطعت العديد من الدول العربية علاقاتها معها أو خفضت تمثيلها الدبلوماسي فيها.

ويبدو أن مد جسور التواصل بين الدول العربية و”سوريا”، بما فيها الدول الخليجية، بدأت تتبلور بعد زيارة الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، في 14 تشرين أول/أكتوبر 2019.

تراجع الدور الإيراني بعد مقتل “سليماني”..

وطوال السنوات الماضية كانت هناك قوّتين متصارعتين داخل “إيران”.. الأولى؛ بقيادة “حسن روحاني”، رئيس الجمهورية، وزملائه الذين يرون أن المشكلة تكمن في الإصلاحات الاقتصادية وتحرير الاقتصاد من قبضة “الحرس الثوري” والعودة إلى محاورة الغرب، والتحالف معه، أما القوة الثانية؛ فكانت بقيادة “قاسم سليماني” و”الحرس الثوري”، الذي يرى أن على “إيران” أن تكون قوية خارجيًا، لذلك يجب مساندة “بشار الأسد” في “سوريا”، و”الحوثي” في “اليمن”، و(الحشد الشعبي) في “العراق”، و(حزب الله) و(حماس) و(الجهاد) و”فنزويلا”؛ وجهات أخرى إفريقية وفي “أميركا اللاتينية”، لأن إستراتيجية “سليماني” تعني أنه عندما تكون “إيران” قوية في الخارج يخافها الآخرون ويأتون لمفاوضتها.

وكان المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، يتخبّط بين القوتين، إلا أنه كان يميل إلى “قاسم سليماني”، لذلك ترك “روحاني” وزملاءه يلعبون في الهامش، ويستغلهم لإظهار صورة الإصلاح أمام الغرب. فهو يستطيع في أيّ لحظة أن يتخلّص من “روحاني” و”ظريف” وزملاءهما؛ إلا أنه يُصغي لنبض الشارع الإيراني الذي بدأ يضيق ذرعًا بتسلّط “الحرس الثوري” على كل شيء وتحويل مليارات الدولارات سنويًا إلى أتباعه في “سوريا” والميليشيات في “اليمن” و”العراق” و(حزب الله) والتنظيمات الأخرى؛ على حساب الشعب الإيراني. وبعد مقتل “قاسم سليماني”، في غارة أميركية بـ”العراق” خسرت “إيران” خسارة فادحة ولم تستطع إيجاد بديل يُدير مخططات “إيران” بالخارج.. وهنا يبرز السؤال: هل يستبدل “الأسد” الدعم الإيراني بـ”الحلف العربي”.. أم أنها مجرد وقفة بريئة من أجل حصار فيروس “كورونا”؛ كما تزعم التصريحات السياسية ؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب