8 أبريل، 2024 10:12 م
Search
Close this search box.

في عيون الصحافة العربية والعالمية .. “ماي” التي هزمها حلمها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطاب مليء بالحزن، إنهمرت دموع، “تريزا ماي”، سيدة “بريطانيا” الحديدية، بإعلانها استقالتها، محددة جدولًا زمنيًا لخروجها من الحكومة والحزب الحاكم، مشيرة إلى أنها ستبقى في المنصب، حتى 7 تموز/يونيو المقبل، حتى تتيح الفرصة أمام “حزب المحافظين”، الذي تنتمي له، لاختيار زعيم جديد للحزب، يتولى تلقائيًا رئاسة الحكومة.

استقالة “ماي” اهتمت لها الصحف العربية والأجنبية، حيث كشفت مدى الفشل والخسائر التي وصلت إليها بسبب تشبسها برأيها الخاص بضرورة الخروج من (البريكست).

إعتراف بالفشل..

في تعليقات الصحف العربية، تقول صحيفة (القدس العربي) اللندنية، في افتتاحيتها؛ إن استقالة “ماي” تعكس “إعترافًا بفشلها في إخراج بلادها من الاتحاد الأوروبي، وبالخسائر التي ألحقها هذا الفشل بحزبها”.

وتضيف أنه: “إذا كانت استقالة ماي مؤشرًا على الإنسداد السياسي الذي أدّى إليه قرار البريطانيين الخروج من أوروبا، في استفتاء عام 2016، فإن هذا لا يعني أن الإنسداد خاصّية بريطانية، فنتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، التي ستعلن اليوم الأحد، ستكشف في الحقيقة عن أشكال من الإنسداد الأكبر بدأ يظهر على الكيانات السياسية للقارّة الأوروبية”.

أسوأ رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا..

ويرى “عدلي صادق”؛ في (العرب) اللندنية، أن ماي “لم تدرك خطأها، ولم تصل إلى قناعة بأن أصدقاءها وغلاة مؤيديها والمحرضين على الانفصال عن أوروبا ليسوا إلا مخطئين، وأن قطاعًا عريضًا من البريطانيين يراهم مجموعة من البدائيين”.

مضيفًا أن: “هؤلاء هم الذين جعلوا من تيريزا ماي، بحسب تقييم النخبة السياسية البريطانية، أسوأ رئيس وزراء في تاريخ البلاد، منذ عهد اللورد فريدريك نورث، رئيس الوزراء الذي شهد عصره إندلاع حرب الاستقلال الأميركية في العام 1775”.

ويلفت الكاتب إلى أن ماي “لم تفعل سوى القيام بمحاولة لإفساد علاقة بريطانيا بالقارة الأوروبية… وأنها أشعلت عن عمد، وبخطابها الديماغوغي، ما يشبه الحرب الثقافية التي تُهدد المناخ الاجتماعي البريطاني، وتفتح طريقًا للبغضاء بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي”.

تداعيات كبيرة..

من جانبه؛ يتوقع “صادق”؛ ناشر في (الخليج) الإماراتية؛ أن تكون لاستقالة ماي “تداعيات كبيرة” على الأزمة القائمة بين “بريطانيا” و”الاتحاد الأوروبي”، وأن ذلك سوف ينعكس في مواقف رئيس الوزراء الجديد “الذي سيسعى، على الأرجح، إلى اتفاق أكثر حسمًا، مما يزيد احتمالات الصدام مع المعارضين، وبالتالي إجراء انتخابات عامة مبكرة، من المتوقع أن تشكل خسارة لحزب المحافظين، الذي يواجه منافسة شرسة من حزب العمال، الذي كان بمثابة شوكة في مواجهة مساعي تيريزا ماي خلال السنوات القليلة الماضية”.

ويقتبس “سمير عطاالله”؛ في (الشرق الأوسط) اللندنية؛ مقولة رئيس الوزراء البريطاني الراحل، “تشرشل”، التي قال فيها إن “للديمقراطية عيوبًا كثيرة”.

ويرى الكاتب أن أحد هذه العيوب هي أن سيدة مثل ماي “ربما قد تكون اضطرت إلى الاستقالة مبكرًا، وأن بريطانيا قد تعيش بعد اليوم في ظل، (وزير الخارجية السابق)، بوريس غونسون، الذي يشكك الكثيرون في قدرته على الزعامة، ولكن هذه الديمقراطية غيرت رئاسة الحكومة في لندن”.

ماذا سيحدث بعد الاستقالة ؟

وتقول (الأهرام) المصرية، في افتتاحيتها، إن استقالة ماي “جاءت بعد معارضة واسعة من الأغلبية البرلمانية على الخطة الشهيرة التي تقدمت بها وتهدف إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسجلت اعتراضات كبيرة من خصومها السياسيين ومن أعضاء في حزب المحافظين دفعت البعض إلى التقدم بالاستقالة من الحكومة احتجاجًا على هذا النهج الذي تتمسك به وعلى مدى سنوات لم تقتنع بغير خطتها وتمسكت بها حتى النهاية”.

وتتساءل الصحيفة القاهرية: “هل تنتهى قصة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد رحيل ماي ؟.. أم يأتي رئيس حكومة جديدة يكمل نفس السيناريو ؟”.

هزمها “البريكست”..

فيما تناولت الصحف البريطانية، استقالة “ماي” بشكل مختلف، حيث سلطت الضوء على بكائها أثناء خطابها، حيث نشرت (الغارديان) صورة لها، بافتتاحتها، وهي تبكي بتعليق: “هُزمت بالبريكست”.

استخدمت الصحف البريطانية، الصور التي التقطتها عدسات المصورين لـ”ماي” وهي تبكي مُعلنة الرحيل، وقالت صحيفة (ديلي تيلغراف)؛ إن “بوريس غونسون”، وزير الخارجية السابق، يحاول استخدام (البريكست) من أجل الوصول إلى “10 داونينغ ستريت”، حيث يُقيم رؤساء حكومة “بريطانيا”.

فيما استخدمت صحيفة (ديلي ميرور)، صورة لـ”ماي” وهي تبكي وكتبت مُعلقة عليها: “المرأة الباكية”.

وربطت بين هذه الواقعة؛ وواقعة رحيل رئيسة الوزراء السابقة، “مارغرت تاتشر”، في التسعينيات. واستخدمت صحيفة (ذا صن)، الصورة نفسها، وقالت إن رئيسة الوزراء، “تيريزا”، غادرت المجلس في سيارتها بعينين مليئتين بالدموع، مُشيرًة إلى أنها الآن منعزلة ووحيدة في “10 داونينغ ستريت”.

تلصق نفسها في “داونينغ ستريت”..

ولخصت صحيفة (تليغراف)، الأزمة، في أن “ماي” محاصرة في “10 داونينغ ستريت”، بعد استقالة “ليدسوم” وإندلاع ثورة داخل حكومتها. وقالت الصحيفة البريطانية إن “ماي” باتت هشة ومنتهية ومثيرة للشقفة؛ تحاول إلصاق نفسها في “داونينغ ستريت”.

وعلقت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية؛ على صورة “ماي”، قائلة: “دموع الندم”.

انقلاب بحزب “ماي”..

ووصفت صحيفة (آي) البريطانية، ما جرى في “حزب المحافظين”، الذي تتزعمه “ماي”، بـ”الانقلاب”، ونقلت عبارة قالها المسؤول البريطاني المحافظ، “إيان دنكان سميث”، أن: “ماي وضعت الأريكة أمام الباب”، في إشارة إلى أن الأمور خرجت عن السيطرة فيما يتعلق بـ (بريكست)، وبأنها وصلت إلى درجات التعقيد.

مشوار سياسي إنتهى بالدموع..

وقالت (تايمز) إن رئيسة الوزراء مشوارها السياسي إنتهى بالدموع.

وركزت تغطية الصحيفة على ثلاث قضايا، هي: مغادرة “ماي”، و”تهديد” الاتفاق لـ”بوريس غونسون”، ودعوة “غيرمي كوربين” لانتخابات عامة.

وبمجلة (ميرور) البريطانية، كتبت تحت عنوان: “السيدة الباكية”، مشيرة إلى الإهانة التي تعرضت لها رئيسة الوزراء.

وتطرقت الصحيفة إلى تلميح “غونسون” ليحل محلها.

وجاء العنوان بصحيفة (آي) البريطانية، نقلًا عن كلمة وداع “ماي”: “بذلت قصارى جهدي”.

سياستها الخارجية كانت مائعة !

وكشفت صحيفة (​الإندبندنت​) البريطانية، في مقال تناول سياسات رئيسة الوزراء البريطانية، ​”تيريزا ماي​”، التي أعلنت عزمها الاستقالة وتأثيرها على علاقات بلادها الخارجية، وقالت الصحيفة إن: “ماي ليست أول رئيسة وزراء، من حزب المحافظين” تفشل وتغادر منصبها بسبب الانقسامات الداخلية المريرة في الحزب، لكنها كانت أقل تأثيرًا على العلاقات الخارجية لبريطانيا من كل من سبقوها في هذا المنصب”.

وتابعت الصحيفة البريطانية أن: “سياسة ماي الخارجية كانت مائعة، وأنها لم تتخذ أي مواقف جدية بهذا الصدد؛ مقارنة بمارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء السابقة، التي تحب ماي مقارنة نفسها بها، والتي كانت رائدة في مجال الوطنية”.

لكن حكومة “ماي” تصرفت كأنها تسعى فقط للحصول على صفقات تجارية جيدة في ظل الأوضاع المقلقة في الداخل بسبب الخروج من “​الاتحاد الأوروبي”،​ (​بريكست​).

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي، “​رجب طيب إردوغان”،​ عندما اختار “لندن” كوجهة لزيارته الخارجية بعد الدعوة لانتخابات مبكرة، قبل نحو عام، كان محقًا، خاصة في ظل تأكده من أن “ماي”، أو أي مسؤول في حكومتها، لن يقدم على انتقاده أو التطرق إلى ذكر ملف حقوق الإنسان أو أوضاع عشرات الآلاف من المعتقلين في بلاده.

لا اتفاق بشأن “بريكست”..

و في الصحف الأميركية؛ فجاء المانشيت الرئيس لصحيفة (واشنطن بوست)؛ متحدثًا حول احتمالية التوصل لعدم اتفاق بشأن (بريكست)؛ مع استقالة رئيسة الوزراء البريطانية.

وفي صحيفة (نيويورك تايمز)، جاء عنوان الصفحة الأولى: “استقالة تيريزا ماي تلقي ببريطانيا الممزقة في مزيد من الاضطرابات”.

لا تحل شيئًا..

حول رأي الصحافة الفرنسية، تقول صحيفة (لوتومب) إن استقالة “تيريزا ماي”، “لا تحل شيئًا”، وأعلنت “ماي” استقالتها بالدموع وبنبرة طغى عليها طابع الحزن، لكن ذلك ليس مفتاح الأزمة بل أنه يسلط الضوء مرة أخرى على العلاقة المعقدة بين “بريطانيا” و”الاتحاد الأوروبي”، إذ أن الخلاف بين “لندن” و”بروكسل” أطاح بـ 4 وزراء آخرين من المنصب؛ مثل “إدوارد هيث” و”مارغريت تاتشر” و”جون ماغور” و”دافيد كاميرون”؛ الذي إرتكب خطأ فادح بإجراء استفتاء خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”.

وأضافت أن “تيريزا ماي” تولت المنصب في فترة صعبة، وكان هدفها الأول “تحقيق إرادة الشعب”، بالخروج من “الاتحاد الأوروبي”، ودفعها الشعور بواجبها لترأس “حزب المحافظين” وتولي المسؤولية، وتقول الصحيفة إن “ماي” صدقت الحلم بأن الخروج من “أوروبا” لن يكون له عواقب، لكنها “اصطدمت بالواقع”، حيث أدركت بعد فوات الأوان أن الخطة تهدد الاقتصاد والسلام في “إيرلندا” مثلًا.

وتضيف، في تقرير لها، أن استقالة ماي “لا تحل شيئًا”؛ إذ أن “مجلس العموم” البريطاني لا يوجد فيه أغلبية قادرة على التوصل لاتفاق، وإذا وصل “بوريس غونسون” للمنصب فسيواجه نفس الاحتمالات والسيناريوهات التي أطاحت بـ”تيريزا ماي”.

وأشارت إلى أن إجراء انتخابات جديدة أمر لا مفر منه، دون ضمان الخروج من الأزمة، فمثلًا قد يفوز “غيرمي كوربين”، زعيم “حزب العمال” المعارض، بالمنصب ما يفتح الباب لإجراء استفتاء ثان على (بريكست)، ما يجعل دخول مفاوضات “بريطانيا” للخروج من “الاتحاد الأوروبي” في طريق مسدود.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب