29 مارس، 2024 11:20 ص
Search
Close this search box.

في عيون إيرانية .. وفاة “مرسي” تشبه فضيحة “خاشقجي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

من المضحك في إحدى أهم الدول بالعالم العربي، أن تتم تبرئة الديكتاتور المصري، “حسني مبارك”، بحيث ينعم بالطقس وحمامات الشمس، بينما يموت في السجن رئيس الجمهورية المنتخب، “محمد مرسي”، والذي وصل إلى السلطة عبر صناديق الإقتراع، إنها قصة إتخذت شكل الواقعية منذ أيام.. هكذا علق، “كاميار”؛ مراسل صحيفة (خراسان) الإيرانية الأصولية، على نبأ وفاة الرئيس المصري السابق، “محمد مرسي”.

وفاة “مرسي” تشبه حادث “خاشقجي”..

وأضاف “كامبار”: “مرسي؛ هو أول وآخر رئيس للجمهورية في مصر بعد الثورة يُصاب بسكتة قلبية داخل قاعة المحكمة ويموت. حيث فقد، مرسي، البالغ من العمر 68 عامًا، الوعي فجأة ومات بعد أن أجازه القاضي بالحديث والدفاع عن نفسه في اتهامه بالتجسس لصالح قطر”.

في المقابل أكدت حكومة الانقلاب بقيادة، “عبدالفتاح السيسي”، وفاة “مرسي”؛ أثناء جلسة المحاكمة، دون المزيد من التفاصيل حول حقيقة الوفاة.

لكن، ونقلاً عن تقرير فضائية (الجزيرة) القطرية، كان “مرسي” قد أكد أثناء جلسات المحاكمة السابقة أن حياته في خطر. وكذلك وصف نشطاء مصريون، وفاة “مرسي”، بالقتل العمد، نتيجة الحرمان من الأدوية والخدمات الطبية داخل السجن.

كذلك شبه البعض وفاة “مرسي”، بالنسبة لـ”السيسي”، بحادث اغتيال الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”.. والواقع لم يكن “مرسي” رئيس جمهورية مثالي، فلقد إرتكب الكثير من الأخطاء، ولا يمكن الدفاع عن سياساته الداخلية أو الخارجية، وخاض اختبارًا سيئًا حين أقبل غالبية الشعب المصري على صناديق الإقتراع دعمًا للإسلام السياسي، لكن الشيء المؤكد أن الشعب المصري ذاق للمرة الأولى طعم الديمقراطية بفضل “مرسي”.

ومن نماذج عدم خبرته أيضًا، أثناء رئاسته الجمهورية، الحديث عن الاختلافات خلال زيارته إلى “طهران”؛ للمشاركة في “مؤتمر دول عدم الإنحياز”، لكن ثقته بـ”الولايات المتحدة” والتحول صوب الدول الرجعية بالمنطقة، بل والعلاقات المعلنة والسرية مع “تل أبيب”، تسبب في تنامي السخط الشعبي وعدم الاستقرار والإطاحة بـ”مرسي” عن السلطة بانقلاب عسكري.. والطريف أن “رجب طيب إردوغان” وصف “مرسي”، بـ”الشهيد”، في حين كان يتطلع إلى تشكيل تحالف يشمل الدول الإخوانية.

اغتيال الرمز الانتخابي المصري الوحيد..       

في السياق ذاته؛ وصف الباحث الإيراني، “صابر جل عنبري”، وفاة رئيس المصري السابق؛ بـ”الاغتيال”.

وقال: “وفاة مرسي؛ لا تمثل فقط وفاة الرئيس المصري المحبوس، وإنما هي عملية اغتيال رمز كان الخيار الوحيد للجمهورية المصرية على مدى تاريخها”.

كان “مرسي” رئيس مصر المنتخب، الذي حكم لمدة عام واحد قبل الإطاحة به في انقلاب وزير دفاعه، “عبدالفتاح السيسي”.

وبغض النظر عن الاعتراضات على حكم “الإخوان المسلمين”، قي “مصر”، مدة عام واحد، لكن التاريخ سيذكر أن الرئيس الوحيد المنتخب خرج من هذا التيار الفكري.

والخطأ الأكبر الذي وقع فيه “الإخوان” كان تقديم مرشح للرئاسة؛ في حين لم تكن موازين القوة، لا في الداخل ولا بالمنطقة، في صالحهم.

ورغم وجود “مرسي” في السجن، لكنه لطالما هدد، (باعتباره رمز انتخابي في ضوء شعار “الإخوان المسلمين” والطيف المؤيد)، قوة “عبدالفتاح السيسي” بالتأكيد على “عودة الشرعية”، من ثم كان “السيسي” ينظر إلى “مرسي” باعتباره مزعجًا وإن غيبته السجون.

لذا لا يمكن القبول بالرواية المصرية الرسمية بهذه البساطة؛ والتي تؤكد وفاة “مرسي” جراء أزمة قلبية. فالوفاة، وإن لم تكن اغتيالاً بالمعنى المعروف، فإن وفاته من قبيل “الاغتيال الصامت” جراء الإهمال الطبي.

فلطالما شكت أسرة “مرسي”، ومؤسسات حقوق الإنسان المصرية والعالمية، الإهمال الطبي بحق “مرسي” خلال سنوات محبسه وتعرضه للتعذيب النفسي وتهديد حياته. وكنتيجة للاعتراضات الدولية على أحكام الإعدام الصادرة ضد قيادات المعارضة المصرية، ومن بينها تيار “الإخوان المسلمين”، تبنت حكومة “السيسي” أسلوبًا جديدًا لإنهاء حياة هؤلاء الأفراد يدفع بإتجاه الموت التدريجي من خلال تطبيق سياسة الإهمال الطبي الكامل، الذي أودى حتى الآن بحياة الكثير من الضحايا وأشهرهم، “محمد مهدي عاكف”، مرشد “جماعة الإخوان المسلمين” سابقًا.

الآن وبعد اغتيال “مرسي” بشكل صامت؛ من المتوقع أن تشهد الأشهر والسنوات المقبلة وفاة قيادات “الإخوان المسلمين”، “بشكل مريب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب