في عيد الميلاد .. “البابا فرانسيس” يدين معاناة المهاجرين ويدعو إلى حسن ضيافتهم !

في عيد الميلاد .. “البابا فرانسيس” يدين معاناة المهاجرين ويدعو إلى حسن ضيافتهم !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

ترأس “البابا فرانسيس” قداس ليلة عيد الميلاد في ساحة “القديس بطرس”، وألقى كلمة أدان خلالها المعاناة التي يلاقيها المهاجرون حول العالم، مشيراً إلى أنهم في أغلب الأحوال يتم إقصاؤهم من بلدانهم، بسبب قادة مستعدون إلى إراقة الدماء البريئة، ودعا إلى التحلي بالرحمة تجاههم وحسن ضيافتهم، وفقاً لما أوردته صحيفة (البايس) الإسبانية.

وينتمي الأرجنتيني، “خورخي ماريو بيرغوليو” – البابا فرانسيس-، (81 عاماً)، إلى أسرة مهاجرة، إذ هاجر والده من إيطاليا إلى الأرجنتين، قبل مولده، هرباً من النظام الفاشي، الذي كان متحكماً في إيطاليا آنذاك، لذا فهو يولي ملف المهاجرين أهمية كبيرة منذ توليه الباباوية بداية من عام 2013.

هجرة العذراء ويوسف النجار..

قال البابا في كلمته إن الإنجيل ذكر أن “مريم العذراء” و”يوسف النجار” هاجرا بسبب مرسوماً رومانياً أجبرهم على ترك أرضهما، فخطا خطوات مليئة بالريبة والشك حتى وصلا إلى “بيت لحم” ولم يجدا مكاناً يبيتان فيه، ولم يكن “المسيح” وقتها قد ولد.

وأضاف: “وراء تحركاتهما تختبئ عدة أسرار، ونرى اليوم خطوات عائلات بأكملها تضطر إلى ترك أماكنها، كما نرى هجرة ملايين الأشخاص الذين لم يختاروا النزوح لكنهم أضطروا إلى الإنفصال عن ذويهم، وتم إقصاؤهم من أراضيهم”.

وشدد البابا على أنه رغم أن “المسيح” ولد في “بيت لحم”، وهي مدينة لم تكن أرضاً لأبويه الذين هربوا، إلا أن الرب أراد إرسال رسالة مواطنة للجميع، ومن خلال رحلة العائلة المقدسة يدعونا الرب إلى أن نصبح حراساً للكثيرين ممن أستسلموا تحت وطأة هذا الخراب.

هيرودس الأول..

أشار بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى أنه في كثير من الأحوال يكون الإنتقال من بلد إلى بلد محملاً بالكثير من الآمال للمستقبل، وتحمل هذه الهجرة اسماً وهدفاً واحداً هو البقاء على قيد الحياة في ظل حكم قادة يسعون إلى فرض جبروتهم وزيادة ثرواتهم ولا يجدون مشكلة في قتل الأبرياء، وشبه البابا هؤلاء الحكام بـ”هيرودس الأول”، إذ أطلق عليهم لقب “هيرودسات”.

يشار إلى أنه وفقاً للديانة المسيحية، فإن “هيرودس الأول” فرض سلطته وحصل على الثروات، ولم يكن لديه أدنى مشكلة في إراقة دماء بريئة، وأنه أمر بالبحث عن “المسيح” من أجل قتله.

فرصة لتحويل قوة الخوف إلى قوة الرحمة..

لفت البابا إلى أن “عيد الميلاد يعد فرصة لتحويل قوة الخوف إلى قوة الرحمة”، ودافع عن الحاجة إلى خيال مجتمعي جديد، بحيث لا يوجد شخص على هذه الأرض يشعر بأن ليس لديه مكان.

ودعا “فرانسيس” المؤمنين إلى التخلص من التفرقة والتعامل بحسن الضيافة والرقة، محذراً من خطابات بعض البلدان المضيفة، التي تتحدث عن خطر تعريض الأمن العام للخطر ولا تهتم بكرامة هؤلاء المهاجرين.

وأشار إلى أن أطفال سوريا طبعتهم الحرب، لكن لا يزال هناك أمل في أن تستعيد سوريا الكرامة لكل أبنائها من خلال الإلتزام ببذل الجهود من أجل إعادة بناء النسيج الاجتماعي، دون النظر إلى الإنتماء الإثني والديني.

وتابع: “نرى يسوع في أطفال العراق، الذي لا يزال مقسماً بسبب الأعمال العدائية التي شهدها خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وفي أطفال اليمن حيث يدور صراع منسي يحمل جوانب خطيرة على السكان الذين يعانون من الجوع وتفشي الأمراض، ونراه في أطفال إفريقيا، لاسيما أولئك المتألمين في جنوب السودان والصومال وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا”.

السلام في “القدس”..

دعا “البابا فرنسيس” في كلمته أيضاً، إلى السلام في “القدس” وكافة المناطق المقدسة، مشيراً إلى  ضرورة استئناف الحوار من أجل الوصول إلى حل يسمح بالتعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة