19 أبريل، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

في عهد “ترامب” .. نظام “إردوغان” يزداد قوة ونفوذًا إقليميًا ودوليًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

رغم ما نراه في كثير من الأحيان من قرارات عنترية تُصدر عن إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ضد “تركيا” بقيادة الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، إلا أن واقع الحال يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن “إرغان” أصبح يمثل رقمًا صعبًا على الساحتين الإقليمية والدولية.

إذ أصبح الرئيس التركي يهين نظيره الفرنسي ويهدد “أوروبا” ويتحالف مع “روسيا”؛ ولا يقبل التهديدات الأميركية ويرسل قواته العسكرية إلى شمال “سوريا” وشمال “العراق”؛ ويوقع اتفاقية أمنية مع “ليبيا” في استفزاز واضح لدول المنطقة، دون أي خطوة فعلية لتحجيم نفوذ “إردوغان”.

واشنطن تخشى إغضاب تركيا..

بفضل ضغوط مارسها “البيت الأبيض”، منع السناتور الجمهوري، “كيفن كرامر”، “مجلس الشيوخ” الأميركي، أول أمس الخميس، من التصويت على مشروع قانون يعترف بالقتل الجماعي للأرمن قبل 100 عام، قائلًا: “إن الوقت غير مناسب لإصدار تشريع سيثير غضب تركيا”.

وكان “مجلس النواب”، بقيادة الديمقراطيين، قد أقر مشروع القانون بأغلبية 405 أصوات، في تشرين أول/أكتوبر الماضي، لكن لم يتم التصويت عليه في “مجلس الشيوخ”، الذي يسيطر عليه الموالون للرئيس، “دونالد ترامب”، من الحزب الجمهوري.

وقال مساعدون في “الكونغرس”، إن “البيت الأبيض” لا يريد إقرار التشريع بينما يتفاوض مع “أنقرة” بشأن قضايا حساسة؛ مثل هجوم “تركيا” على المقاتلين الأكراد في شمال “سوريا”؛ وشراء الدولة الحليفة في “حلف شمال الأطلسي” لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية، (إس-400)، والتي قد تؤدي إلى فرض عقوبات أميركية.

واشنطن تتمسك بالأتراك في حلف “الناتو” !

يُذكر أن “واشنطن” قامت بسحب قواتها من شمال “سوريا” بالتنسيق مع “أنقرة”. ومؤخرًا أعلن وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، إتمام انسحاب القوات الأميركية من شمال شرقي “سوريا”.

وتطرق “إسبر” إلى مسألة إقتناء “تركيا” منظومات (إس-400) الروسية المتطورة للدفاع الجوي؛ والتوتر بينها وبين “واشنطن” بهذا الشأن، مقرًا بأن “أنقرة” لم تغير موقفها حول هذا الموضوع حتى بعد اللقاء الجديد الذي عُقد على هامش قمة (الناتو) بين الرئيسين الأميركي، “ترامب”، والتركي، “إردوغان”.

وأشاد وزير الدفاع الأميركي بتراجع “تركيا” عن تهديدها بإعاقة تبني خطط (الناتو) الدفاعية؛ الخاصة بـ”دول البلطيق” و”بولندا”، ما لم يصنف الحلف الوحدات الكُردية في “سوريا” تنظيمًا إرهابيًا.

ووصف “إسبر”، هذا القرار، بأنه: “تحرك إيجابي إلى الأمام”، مضيفًا أن الأتراك “ظلوا جزءًا ثمينًا من حلف شمال الأطلسي على مدى عقود، منذ أيامه الأولى. ولهذا عملنا على أن يظلوا معنا”.

استفزاز دول الجوار !

في ظل انتقادات حادة وغضب من دول الجوار، نشر موقع (نورديك مونيتور) الأميركي، وثائق مسربة للاتفاقية البحرية الأخيرة بين “تركيا” و”ليبيا”، والتي حددت إحداثيات المنطقة الاقتصادية بين البلدين وأثارت غضب دول الجوار.

وأعلن الموقع، أول أمس الخميس، أنّ الاتفاق الذي يحمل عنوان “مذكرة التفاهم”، بين “تركيا” و”ليبيا”، بشأن تعيين حدود المناطق البحرية في “البحر المتوسط”، يواجه انتقادات حادة، خاصة من “مصر واليونان وقبرص”.

وينص الاتفاق على أن “تركيا” و”ليبيا” حددتا تحديدًا، “دقيقًا وعادلًا”، المناطق البحرية لكل منهما في “البحر الأبيض المتوسط”، حيث “يمارس الطرفان الحقوق السيادية والولاية القضائية؛ وفقًا لقواعد القانون الدولي المعمول بها مع مراعاة جميع الظروف ذات الصلة”.

ويأتي الاتفاق المذكور على الرغم من دعوة أطلقتها “الجامعة العربية”، للدول الأعضاء، بوقف التعاون مع “تركيا” وخفض تمثيلها الدبلوماسي لدى “أنقرة”.

اليونان لم تعاقب سوى ليبيا !

لقد كان من المفترض أن تتخذ “اليونان” إجراءات ضد “تركيا” و”ليبيا” معًا، بعد إبرام الاتفاقية الثنائية بينهما، إلا أن “آثينا” أعلنت طرد السفير الليبي؛ ولم تتخذ إجراء مشابها ضد “تركيا”.

ولجأت “اليونان” للإستعانة بالخارج لردع الرئيس، “إردوغان”، حيث قال رئيس وزرائها، “كيرياكوس ميتسوتاكيس”، إن “آثينا” ستطلب الدعم من “حلف شمال الأطلسي”، وأضاف أن: “الحلف لا يمكنه أن يبقى غير مبالٍ عندما ينتهك أحد أعضائه القانون الدولي ويسعى إلى إلحاق الضرر بعضو آخر”.

من جانبه؛ رفض “إردوغان”، الانتقادات الموجة للاتفاق البحري مع “حكومة الوفاق” الليبية، مؤكدًا أن: “تلك الخطوة حق سيادي لليبيا وتركيا”.

“إردوغان” : كل المكائد ضدنا تنهار !

كان الرئيس التركي، “إردوغان”، قد أكد، يوم الأربعاء الماضي، عدم وجود أية مطامع لبلاده في الأراضي السورية، قائلًا: “إن كل المكائد ضدنا تنهار”.

وقال “إردوغان”، في كلمة ألقاها أمام حشد من أبناء الجالية التركية في “بريطاينا”؛ التي زارها للمشاركة في قمة “حلف شمال الأطلسي”، (الناتو): “نحن لا نطمع بالأراضي السورية، لكن على الطامعين أن يخرجوا من هذا البلد”.

وتابع قائلًا: “الذين كانوا يظنون بأنهم سيؤدبون تركيا عبر الإرهاب والإبتزاز أصيبوا بخيبة أمل عندما فشلوا في تحقيق أهدافهم”، مضيفًا أن: “جميع المكائد التي حيكت ضد بلدنا تنهار”.

وأوضح أن: “الذين قدموا للتنظيمات الإرهابية آلاف الشاحنات من الأسلحة والذخائر مجانًا إمتنعوا عن بيع السلاح لتركيا”.

أنقرة والتنسيق المستمر مع أوروبا..

نقلت وسائل الاعلام، أول أمس، عن الرئيس التركي قوله إن قمة جديدة حول “سوريا” تضم قادة “تركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا”؛ ستعقد في “إسطنبول”، في شباط/فبراير المقبل.

وكان اجتماع أول من هذا النوع بين المسؤولين الأربعة عقد، الثلاثاء، في “لندن” على هامش قمة “حلف شمال الأطلسي”، التي شاركوا فيها.

وأعلن “إردوغان”، كما ذكرت وكالة أنباء (الأناضول): “اتفقنا على عقد قمة رباعية من هذا النوع مرة في السنة على الأقل. وستعقد القمة الثانية في إسطنبول في شباط/فبراير”.

وكان التوتر قد تأجج بين “تركيا” والغرب بسبب الهجوم التركي على شمال “سوريا”، وخصوصًا على “وحدات حماية الشعب” الكُردية؛ التي تعتبرها أنقرة، “إرهابية”، وتلعب دورًا أساسيًا في محاربة الجهاديين في “تنظيم الدولة الإسلامية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب