10 أبريل، 2024 6:39 ص
Search
Close this search box.

في عهد “السيسي” .. لا مكان للمعارضة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

سريعة هي وتيرة الأحداث السياسية في مصر فيما يبدو مع حلول عام 2018، إذ فجأة يتحول المشهد ويتأزم وتتسع دائرة التباعد ما بين رفقاء الأمس.. السياسيون والنشطاء الذين طالما دعموا الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”، عندما كان وزيراً للدفاع في عهد الرئيس الأسبق “محمد مرسي”، حتى تمكن بمساعدتهم في الحشد الجماهيري لعزل الأخير في تموز/يوليو 2013.

تحالفات الأمس لم يعد لها مكان !

فالمشهد اليوم يشي بأن ثمة خلافات كبرى بين مجموعة من أطلق عليهم في يوم ما، “جبهة الإنقاذ”، لتخليص مصر من حكم جماعة “الإخوان المسلمين”، والرجل الذي وعدهم كثيراً بأنه لا يسعى لسلطة أو منصب؛ وأن هدفه في النهاية مصلحة بلده والمصريين.

تبدلت الأحوال ووقف من رأوا فيه يوماً زعيماً وطنياً يصطف معهم، على الجانب الآخر يهدد ويتوعد ويتحدث كأن لم يتحدث من قبل.. ويعلنها صراحة “حياتي مقابل مصر”.. ولسان حاله يقول “رقبتي قبل زوال منصبي” !

حركات جسد هي الأعنف منذ تولى السلطة..

كلمات شديدة اللهجة وحركات جسد أشد إنفعالية بدت واضحة على “السيسي”، الذي يدخل الانتخابات الرئاسية في آذار/مارس 2018، وقد أزاح أقوى منافسيه إما بالاعتقال؛ مثلما الحال مع الجنرال المحنك، “سامي عنان”، رئيس أركان الجيش المصري السابق لأكثر من 7 سنوات، أو بالإجبار على الإنسحاب مثلما هو الحال مع، الفريق “أحمد شفيق”، الذي كاد أن يصل إلى منصب الرئيس أمام منافسه “محمد مرسي” عام 2012 !

لن أسمح بـ “يناير” جديدة أو الانقلاب عليَ !

أقسم “السيسي”، بـ”غلظة”، أكثر من مرة وتحدث بعامية مفرطة في أثناء إفتتاحة مشروع “حقل ظهر” الضخم لإنتاج الغاز الطبيعي، بأنه أبداً لن يسمح بتكرار ما حدث قبل 7 سنوات.. قاصداً هنا ثورة الـ 25 من كانون ثان/يناير من عام 2011، التي نجحت في التخلص من الرئيس الأسبق، “حسني مبارك”، وأعطت للجيش صلاحيات هي الأعلى منذ حقبة الرئيس الأسبق، “جمال عبدالناصر” !

مصير “صدقي صبحي” !

حديث “السيسي”؛ رأى فيه البعض كذلك رسائل “عسكرية”؛ بأنه لن يسمح بأي انقلاب عليه مثلما وقع الحال في 2011، على “مبارك” أو على “مرسي” في العام 2013، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بأنها رسالة المعني بها الفريق “صدقي صبحي”، وزير الدفاع، الموجود في منصبه بقوة الدستور لثماني سنوات إنقضى منها نحو 4 كاملة، فما الذي يمكن أن يحدث معه هو الآخر؛ بعدما أطيح برئيس الأركان، “صهر السيسي”، “محمود حجازي”، وكاد “صبحي” نفسه أن يغتال هو ووزير الداخلية، “مجدي عبدالغفار”، في سيناء كانون أول/ديسمبر 2017، على يد من قيل إنها جماعات مسلحة ربما تنتمي لتنظيم “داعش” هناك ؟!

“النجار” يدخل على الخط..

على لسان معارضيه، فإن “السيسي” يتخذ منحاً سياسياً عكس جميع التيارات السياسية في “أم الدنيا”، اللهم إلا بعض أحزاب ليست ذات شعبية.. للدرجة التي جعلت رئيس مجلس إدارة مؤسسة (الأهرام) الصحافية السابق – تولى إدارة (الأهرام) من 2014 إلى 2017 – “أحمد النجار”، يكتب منتقداً ومهاجماً خطابه الأخير على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، بعدة نقاط قد تكلف الرجل سمعته أو تعرضه للإيذاء والتشويه من إعلام الدولة الرسمي أو ذاك المحسوب عليها !

الدولة لا تدار بالتفويضات ومنصب الرئيس سياسي بالفطرة !

أولها أن الدولة لا تدار بالتفويضات، بل تدار وفقاً للدستور والقانون، وذلك رداً على ما ذكره “السيسي” بأنه قد يلجأ لطلب تفويض جديد لمواجهة من وصفهم بكل “الأشرار”؛ تكراراً للتفويض الذي طلبه في تموز/يوليو 2013 لمواجهة ما أسماه وقتها بالإرهاب المحتمل.

ثانياً: إن منصب رئيس الجمهورية هو منصب سياسي بطبيعته، وكل التصرفات الوظيفية للرئيس هي أعمال سياسية، وذلك رداً على قوله إنه ليس سياسياً، لكن فيما يبدو فإن الرجل أراد أن يبين لهؤلاء المعارضين له بأنه لا يزال يحكم قبضته العسكرية !

لسنا أشراراً ونحذر من الزج بالجيش في السياسة..

النقطة الثالثة، التي تطرق إليها “النجار”، تقضي بأن المشاركة والمقاطعة للانتخابات هي أفعال سياسية، ولا يحق لأحد وصف من يقومون بها بالأشرار.

رابعاً، فإنه ممنوع مطلقاً الزج بالجيش في أية تجاذبات مع القوى السياسية، وهنا يغاذل الرئيس السابق لمؤسسة (الأهرام)، المملوكة للدولة، الجيش المصري ويحاول إبعاده عن الخلاف مع “السيسي”.

الانتخابات في ظل الطواريء ومنع التظاهر “استفتاء” !

خامساً وهي نقطة يقر فيها، “النجار”، ببطلان انتخابات الرئاسة المقبلة من الأساس بقوله، “عندما تجري الانتخابات في ظل قانوني الطواريء والتظاهر، فإنها تتحول إلى استفتاء” !

قرارات الضرورة..

في المقابل، فإن المؤيدين لإجراءات “السيسي”، والقريبين منه، يرون فيما يتخذ من خطوات تبدو من وجهة نظر المعارضين وأداً للحريات، حماية لمصر وأمنها القومي الذي لا يتحمل تبعات التظاهر وتشكيل كيانات معارضة تنال من هيبة “السيسي” وتقلل من شعبيته.

وهو أمر مردود عليه من، “الحركة المدنية الديمقراطية”، التي تشكلت مؤخراً في مصر من شخصيات عامة وأحزاب مختلفة ترفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية وتدعو المصريين لمقاطعتها، إذ ترى إن هذه الحجة لهي الخطر عينه، وأن تلك التصريحات تؤكد على أن مصر أمام رجل يسعى بكل جهده للإستئثار بالسلطة !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب