20 أبريل، 2024 3:14 ص
Search
Close this search box.

في ظل المجتمع الدولي .. “إردوغان” يحتل سوريا لإستعادة الخلافة العثمانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (ميدا) العبري مقالاً تحليلياً للخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية والإسلام، “مردخاي كيدار”، تناول فيه التدخل العسكري التركي في سوريا بزعم محاربة الإرهاب, مؤكداً على أن الرئيس “رجب طيب إردوغان” يسعى لإحياء الإمبراطورية العثمانية.

تطهير عرقي ضد الأكراد..

يقول “كيدار”: “لقد بدأت الحياة تعود من جديد إلى الإمبراطورية العثمانية بعد سقوطها منذ مئة عام، حيث تقوم تركيا مُجدداً باحتلال أجزاء من العالم العربي، وهذه المرة من سوريا. فبذريعة الحرب على الإرهاب تقوم تركيا خلال الأسبوعين الماضيين بغزو الأراضي السورية، واحتلال قطاع من الأراضي بطول الحدود المشتركة بين البلدين من أجل قطع التواصل الجغرافي بين الأكراد”.

وتعتزم تركيا توسيع الحزام الأمني بطول الحدود الممتدة لمسافة 818 كيلومتراً وتوسيعها إلى 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية. وإذا نجح الجيش التركي في مهمته، فإن مساحة تلك المنطقة الأمنية ستبلغ أكثر من 24 ألف كيلومتر مربع – أي أكبر من المساحة المكتملة لدولة إسرائيل – ومن المفترض وفقاً للخطة التركية أن تصبح تلك المنطقة خالية تماماً من سكانها.

ولا يمكن وصف تلك الخطوة التركية إلا بأنها عملية تطهير عرقي. فهناك عشرات الآلاف من سكان قرى وبلدات تلك المنطقة، والتي يعود تاريخ وجودهم فيها إلى آلاف السنين، سيضطرون الآن إلى النزوح منها الى أي مكان آخر، لا لشئ سوى لأن “إردوغان” لا يريد أن يرى أي كيان كردي مستقل، أو حتى غير مستقل، في تلك المنطقة الواقعة جنوب الحدود التركية.

الصمت الدولي سيد الموقف..

لكن الأمر المفاجئ في ظل هذا السلوك التركي هو صمت المجتمع الدولي. حيث لم يجتمع مجلس الأمن الدولي لمناقشة هذا الاحتلال الجديد، بل ولم يصدر أي تنديد. وحتى الشوارع لم تشهد أي مظاهرات سواء في العالم العربي أو في أوروبا أو في أميركا الشمالية. ويبقى الصمت التام هو سيد الموقف.

تجدر الإشارة هنا إلى أن تركيا قد قامت، عام 1974، بالإستيلاء على 37 في المئة من مساحة “جزيرة قبرص” وأنشأت فيها دولة لا تعترف بها أي دولة في العالم, باستثناء تركيا بطبيعة الحال. وهذا ما يُطلق عليه “الاحتلال” في كل لغات العالم, ولكن هل هناك أحد يفكر في  مقاطعة تركيا أو فرض عقوبات عليها أو سحب الاستثمار منها بسبب ما اقترفته منذ 44 عاماً في قبرص ؟.. وها نحن الآن نشهد من جديد احتلال تركيا للأراضي الكردية في سوريا. فهل سيستيقظ العالم ليرى ما تقوم به تركيا ؟.. وهل سيتظاهر ؟.. أو سيشجب ؟.. أو سيقاطع ؟.. أو سيتخذ أي إجراء ؟

تاريخ طويل من الجرائم التركية..

يُضيف المحلل الإسرائيلي أن السلوك التركي الخاطئ لم يبدأ في عام 1974. فأي شخص صاحب ضمير حي ومتيقظ يعلم ويتذكر ما حدث للأرمن المسيحيين في تركيا، الذين تعرضوا لمذابح جماعية في نهاية القرن التاسع عشر وخلال الحرب العالمية الأولى. كما أباد الأتراك المسلمون بكل وحشية الملايين من الأرمن والمسيحيين الآخرين، وربما أن صمت العالم إزاء إبادة شعب الأرمن قد جعل “هتلر” يدرك، بعد ذلك بعدة سنوات، أن العالم سيبقى صامتاً بينما تُباد شعوب بكاملها.

بالطبع لا يبالي العالم بالآخرين ولا تحركه سوى المصالح، ويخشى المسؤولون في الولايات المتحدة  من أنه إذا غضب “إردوغان” المتهور، فإنه قد يطردهم من قاعدة “إنغرليك” الجوية ، التي تشكل حجر الزاوية في تنفيذ أي خطة عملياتية في منطقة الشرق الأوسط أو في آسيا الوسطى، بما في ذلك إيران. كما أن الرئيس التركي يمتلك في مواجهة أوروبا الورقة الرابحة المتمثلة في منع ملايين أخرى من المهاجرين الذين يريدون الإنتقال من الشرق الأوسط إلى القارة الأوروبية.

الأكراد منقسمون..

في الختام يتساءل “كيدار” عما يمكن أن يفعله أكراد سوريا في مواجهة التهديدات التركية. فهل سيلتزمون الهدوء والصمت حتى يُبادوا أم سيقاتلون وسيتصدون للجيش التركي ؟.. وهناك سؤال آخر ذو صلة، وهو ما الذي سيفعله ملايين الأكراد في تركيا نفسها في ضوء ما قد يحدث لأشقائهم في سوريا، هل سيجعلون “إردوغان” يدفع الثمن رغم قدرته على النيل منهم بشدة.

للأسف الشديد؛ فقد رأينا عندما تم إجراء الاستفتاء في “إقليم كردستان العراق”، عدم وجود تضامن كبير بين الأكراد الممزقين والمتناحرين بل والمتقاتلين أحياناً فيما بينهم. ولعل “إردوغان” يدرك حالة الإنقسام بين الأكراد؛ لذا فإنه يتصرف بوحشية ضد أكراد سوريا على إفتراض أن أكراد تركيا لن يهبوا لمساعدة إخوانهم.

غير أن أمراً جديداً قد طرأ في هذا الشأن: حيث أخذ كثير من التطوعين يتوافدون من أرجاء العالم لمساعدة الأكراد, ويجري تجنيدهم عبر شبكة الإنترنت بطريقة مشابهة لتجنيد المتطوعين الذين أنضموا لتنظيم “داعش”. ويأتي المتطوعون حالياً إلى سوريا عبر الطرق الجبلية في “كردستان العراق” بعدما تبنى بعضهم أسماء كردية وتعلموا اللغة الكردية. فإذا أتسعت تلك الظاهرة وسقط شهداء من المتطوعين الأجانب فإن الأتراك ربما سيجدون أنفسهم في مواجهة المجتمع الدولي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب