خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
فُتحت صباح، اليوم الثلاثاء، صناديق الإقتراع في “إسرائيل” للمرة الثانية خلال خمسة أشهر، في انتخابات تشريعية، يسعى خلالها رئيس الوزراء الحالي، “بنيامين نتانياهو”، إلى تمديد فترة ولايته كرئيس للوزراء؛ أمام منافس قوي وهو رئيس هيئة الأركان السابق، “بيني غانتس”، وتحالفه الوسطي المُسمى، “أزرق أبيض”، على لون علم “إسرائيل”.
تحديات إقليمية..
تُجرى تلك الانتخابات الإسرائيلية الحالية في ظل تطورات إقليمية خطيرة، لا سيما بعد استهداف منشآت “أرامكو” البترولية في “السعودية” بطائرات مُسيرة مجهولة المصدر، وبعد ما جرى من استهداف لمواقع “الحشد الشعبي” العراقي بغارات منسوبة لـ”إسرائيل”؛ بالإضافة إلى استمرار التوتر في منطقة الخليج العربي بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”.
ولعل كل تلك التطورات كفيلة بصرف الأنظار عن متابعة الانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها على مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، “نتانياهو”. لكن كثيرًا من المحللين والمراقبين الإسرائيليين يرون أن زعماء الدول العربية يتابعون الانتخابات الإسرائيلية ويترقبون نتائجها، لما لها من تداعيات على مستقبل حكومة “نتانياهو” والأحداث الإقليمية.
القادة العرب لا يتدخلون..
تقول المحللة الإسرائيلية، “سمدار بري”، خبيرة الشؤون العربية في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، من المؤكد أن قادة الدول العربية يتابعون الانتخابات الإسرائيلية، لكنهم في هذه المرة لا يتدخلون بشكل أو بآخر في مجرياتها.
فرغم الاهتمام الشديد من جانب قادة الحكومات العربية بتلك الانتخابات، إلا أنهم لم يوجهوا الدعوات لقادة الأحزاب الإسرائيلية لزيارة بلدانهم، ولم يُجروا اتصالات هاتفية للحديث معهم. كما لم يُجري رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي أي لقاء مع الملك الأردني في “عمَّان”، ولم يَقُم أي مسؤول من “حزب العمل” بزيارة “القاهرة”.
كما لم يتصل أي زعيم عربي بـ”بيني غانتس”، الذي هو أقرب المرشحين لخلافة “نتانياهو”. بل إن أحدًا من الزعماء العرب لم يتصل بـ”أيمن عودة” أو أحد شركائه في القائمة العربية المشتركة.
القاهرة تفضل فوز “نتانياهو”..
فيما أشارت المحللة الإسرائيلية إلى أن الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، لم يلتقي، حتى اليوم، بـ”بيني غانتس”؛ أقرب المنافسين على منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
مُضيفة أن “السيسي” يفضل فوز رئيس الوزراء الحالي في الانتخابات الحالية، لأن “نتانياهو” يسمح له بإدخال مزيد من القوات المصرية إلى “سيناء”؛ وكثيرًا ما يتصل به هاتفيًا للتشاور معه حول التطورات في “غزة” و”شبه جزيرة سيناء”.
عَمَّان مستاءة من “نتانياهو”..
وبحسب “بري”؛ فإن الوضع في “الأردن”، تجاه “نتانياهو”، أصبح معقدًا بعدما تحول إلى شخصية منبوذة لدى القصر الملكي الهاشمي، جراء مواقفه وتصريحاته المستفذة لـ”عَمَّان”؛ رغم التنسبق والتعاون الأمني القوي والسري بين الدولة العبرية و”المملكة الأردنية”.
لذا يود المسؤولون في “الأردن” انتخاب قيادة إسرائيلية جديدة بدلًا من “نتانياهو”.
“نتانياهو” و”بن سلمان” في خندق واحد..
تضيف “بري”؛ أن القيادة السعودية تتابع باهتمام بالغ سير الانتخابات الحالية في “إسرائيل”، زاعمة أن رئيس الوزراء الحالي، “نتانياهو”، هو الشخصية المفضلة لدى السعوديين نظرًا لتطابق المواقف تجاه العدو المشترك المتمثل في النظام الإيراني.
ويمكن القول إن ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، يتبنيان نفس المواقف العدائية تجاه “إيران”، فالأول يعادي “طهران” بسبب الأزمة الحالية في “اليمن”، والآخر يتحدث في كل مرة عن خطر القنبلة النووية الإيرانية؛ وكلاهما يرفضان اللقاء الوشيك المحتمل بين “ترامب” و”روحاني”.
جدير بالذكر؛ أن الانتخابات التشريعية التي تُجري، اليوم الثلاثاء، تُعدُّ هي الثانية في “إسرائيل” خلال خمسة أشهر، بعد فشل “نتانياهو” في تشكيل ائتلاف حكومي، فيما تُعد الهزيمة الأكبر في حياته السياسية.
ومنذ الانتخابات الأولى، في نيسان/إبريل من العام الجاري، لم يتوان أقرب المنافسين، “غانتس”، عن الإجهار بطموحاته السياسية؛ ويبدو أنه مصمم على تولي سدة الحكم في “إسرائيل” بعد أن يتمكن من هزيمة “نتانياهو”.