29 مارس، 2024 10:37 ص
Search
Close this search box.

في ضربة مخزية .. “الاتحاد الأوروبي” يلعب على الوجهين ويفرض عقوبات على “إيران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في مفاجأة مدوية.. فرض “الاتحاد الأوروبي” عقوبات على “إيران”؛ في الوقت الذي تضغط فيه من أجل تسريع الآلية المالية بينهما لفتح الطريق التجاري للتحايل على “العقوبات الأميركية”، حيث أضاف “الاتحاد الأوروبي”، الأربعاء الماضي، أفرادًا إيرانيين ومؤسسة أمنية إيرانية لقائمته للإرهاب ردًا على إحباط إعتداءات إرهابية في “أوروبا”؛ اتهمت “إيران” بالوقوف وراءها.

قائلاً مجلس “الاتحاد الأوروبي”، في بيان، إن: “المجلس أضاف فردين إيرانيين، بالإضافة إلى مديرية الأمن الداخلي بوزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، لقائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب ضمن رد المجلس على الهجمات التي جرى إحباطها مؤخرًا على الأراضي الأوروبية”.

وتشمل العقوبات تجميد أموال وأصول مالية أخرى تابعة لـ”وزارة الاستخبارات الإيرانية” وأفراد تابعين لها، وفق ما أفاد مسؤولون.

اتهام بتخطيط إعتداء على أحواز في كوبنهاغن..

وكان رئيس جهاز الاستخبارات الدنماركية، “بورش أندرسن”، قد اتهم الاستخبارات الإيرانية، في 30 تشرين أول/أكتوبر 2018، بـ”التخطيط لإعتداء في كوبنهاغن على أشخاص يشتبه في إنتمائهم لحركة تسعى لاستقلال منطقة الأحواز، جنوب غربي إيران، التي تسكنها غالبية ذات أصل عربي”، ولفت، وقتذاك، إلى أنه من أجل إحباط العملية، تم إغلاق الجسور والمواصلات البحرية إلى الدول المجاورة كـ”ألمانيا” و”السويد”.

وفي اليوم التالي مباشرة؛ أعلنت “وزارة الخارجية الإيرانية”، استدعاء السفير الدنماركي في “طهران” للاحتجاج على اتهامها بالتخطيط لإعتداء على الأراضي الدنماركية.

كما وجهت “هولندا” أصابع الاتهام إلى “المخابرات الإيرانية” في قتل شخصين، في مدينة “ألميرا” عام 2015، وفي “لاهاي” في عام 2017، لتصفية شخصين من المعارضين لنظام الحكم في “إيران”.

حجج واهية دون أساس.. وسنرد بالمثل..

واستنكرت “الخارجية الإيرانية”، فرض العقوبات على “إيران” من قِبل “الاتحاد الأوروبي”، قائلاً المتحدث باسم الخارجية، في بيان؛ إن “الاتحاد الأوروبي” فرض عقوبات على عدد من المواطنين الإيرانيين “بحجج واهية وبدون أساس”.

وأشار الناطق باسم الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”؛ إلى أن الإجراء “غير منطقي ومفاجيء”، و”هذا يظهر بأن الدول الأوروبية غير صادقة في ملف مواجهة الإرهاب”.

وتابع “قاسمي” أن: “الدول الأوروبية بدلاً من أن تضع جماعات مثل المجاهدين، (مجاهدي خلق)، والأحوازية في قائمة عقوباتها، تعطي هذه الجماعات الحرية الكاملة لممارسة إجراءاتها غير الإنسانية والإرهابية؛ وأيضًا تدعم هذه الجماعات، لكنها تتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي كانت في الصف الأول لمواجهة الإرهاب في المنطقة، وأوروبا مدینة لإيران بأمنها”.

وأكد “قاسمي” بأن: “إيران سوف تتخذ الإجراءات اللازمة في إطار المعاملة بالمثل؛ ردًا على هذه الخطوة”.

لن ننتظر أوروبا..

وقال “جواد ظريف”: “سنواصل التعاون مع أوروبا حول الآلیة المالیة الخاصة، (SPV)، لكننا لن ننتظر أوروبا وسنتشاور مع شركائنا التقلیدیین لخدمة مصالح الشعب الإیراني”، وأوضح “ظريف”: “إننا نوسع تعاوننا من خلال قنوات مختلفة مثل الهند، وسنواصل التعاون مع أوروبا بشأن (SPV)، لكننا لا ننتظرهم، وسنعمل مع شركائنا التقلیدیین، مثل الهند والصین وروسیا”،

وأكد أیضًا، على أنه بالتعاون مع “الهند” یتم طرح مجموعة من القضایا. في “القطاع المصرفي”، بدأ “بنك یوكو” الهندي و”باساركارد” الإیراني تعاونها في مجال الأعمال.

قد تؤثر على محاولة إنقاذ الاتفاق النووي..

وقد تزيد هذه الخطوة من إنعدام الثقة بين الطرفين، وتلقي بظلالها على محاولتهما إنقاذ “الاتفاق النووي”؛ بعد الانسحاب الأميركي أحادي الجانب.

ومن جانبه؛ أعلن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أن “الولايات المتحدة” تؤيد القرار الأوروبي بناءً على ما قامت به “إيران” من إرهاب، منذ عام 1979.

وقال “وزير الخارجية الدنماركي”، إن الاتحاد تمكّن من إحداث “اختلاف واضح” بين دفاعه عن “الاتفاق النووي” وتدبير رد على الإعتداءات.

وقال وزير الخارجية الهولندي، “ستيف بلوك”: “عندما أُعلن عن العقوبات، اجتمعت هولندا إلى جانب كل من، المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والدنمارك وبلجيكا، بالسلطات الإيرانية”.

وأفاد “بلوك”، في رسالة موجهة إلى البرلمان وقعتها كذلك وزيرة الداخلية، “كايسا أولونغرن”، أن الاجتماع أشار إلى “قلق جدي بشأن تورط إيران المحتمل في هذه الأعمال العدائية على أراضي الاتحاد الأوروبي”.

وجاء في الرسالة: “ينتظر من إيران أن تتعاون بشكل كامل في تبديد بواعث القلق الحالية والمساعدة في التحقيقات الجنائية عند الضرورة”.

وأضاف “بلوك”: “في حال لم يتم تعاون من هذا النوع في الوقت القريب، فلا يمكن استبعاد، (فرض)، عقوبات إضافية”.

الإجراءات غير مرتبطة بالاتفاق..

وتعامل “الاتحاد الأوروبي”، في الماضي، بحذر مع “إيران”؛ في وقت كان يسعى لإنقاذ “الاتفاق النووي” المُبرم مع “طهران”، بعدما انسحبت “الولايات المتحدة” منه وأعادت فرض العقوبات على “الجمهورية الإسلامية”.

وقال الوزيران الهولنديان إنه تم التأكيد، خلال لقاء مع مسؤولين إيرانيين، على إن “الإجراءات غير مرتبطة” بـ”الاتفاق النووي” الإيراني.

وورد في الرسالة؛ أنه: “مع ذلك، ستحاسَب إيران على جميع الأمور التي تؤثر على الاتحاد الأوروبي والمصالح الأمنية الدولية”، بما في ذلك عمليتا الاغتيال في “هولندا”، عامي 2015 و2017.

تحركات مشكوكة..

تعليقًا على الخطوة الأوروبية، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، “عماد ابشناس”، إن: “الأوروبيين لديهم تحركات مشكوكة بالنسبة للإيرانيين، هم يريدون أن يرضوا الأميركان والإسرائيليين من جهة، وأن يبقوا في الاتفاق النووي من جهة أخرى”، موضحًا أن “التعاون الإيراني الأوروبي لا يستطيع أن يستمر بهذا الشكل”.

وأشار إلى: “تأخر الأوروبيين في الحزمة المالية المقرر تقديمها إلى إيران ويتعللون في تقديمها”، إضافة إلى أنهم “يتأثرون بالتحركات الأميركية والإسرائيلية والسعودية ضد إيران وأعلنوا عقوبات الآن على الاستخبارات الإيرانية بدلاً من إعطاء أي جواب على إيوائهم الإرهابيين في أوروبا”.

عقوبات لا تأثير لها..

فيما قال “محمد رجائي بركات”، خبير الشؤون الأوروبية، إنه: “جرت العادة على أن يتخذ الاتحاد الأوروبي عقوبات على أشخاص ومؤسسات تقوم بإرتكاب أعمال إرهابية أو تحاول ذلك، ولكن هذا بشكل عام لا يؤدي إلى نتائج هامة بوضع هذه المؤسسة الاستخبارية الإيرانية أو شخصان مشتبه بهم بحرمانهم وتجميد أموالهم الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي”.

موضحًا أن: “العلاقات الإيرانية الأوروبية ما زالت مستمرة ويجري التفاوض داخل دول الاتحاد من أجل إيجاد آلية لتجنب تطبيق العقوبات الاقتصادية الأميركية على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب