خاص : كتبت – نشوى الحفني :
استمرارًا لمسلسل العداء الذي يكنه الديمقراطيون للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، صادق مجلس النواب لـ”الكونغرس” الأميركي، أمس، على مشروع قانون يقضي بإطلاق المرحلة العلنية للتحقيق في مسألة عزل رئيس البلاد، “دونالد ترامب”.
وعقد “مجلس النواب”، الذي يمثل الغرفة السفلى في “الكونغرس” ويهيمن فيه الديمقراطيون، أول جلسة تصويت حول عملية عزل “ترامب”، حيث أعرب معظم أعضائه عن دعمهم للتحقيق في هذه القضية، الذي تشارك فيه 6 لجان مختلفة.
وصوت 232 عضوًا في “مجلس النواب” لصالح تبني مشروع القانون، فيما عارض 196 مشرعًا هذه الوثيقة.
وينص التشريع على بدء عقد جلسات استماع علنية بشأن التحقيق في عزل “ترامب”؛ في إطار عمل لجنة الاستخبارات بـ”مجلس النواب”، وقواعد الكشف عن نتائج هذه الاجتماعات.
كما تنص الوثيقة على مواصلة 6 لجان بـ”مجلس النواب” التحقيقات في مسألة عزل “ترامب”، وهي: “الاستخبارات والخدمات المالية والشؤون الخارجية والمراقبة والإصلاح والنفقات والواردات واللجنة القانونية”.
وتوضح الوثيقة أن هدف هذا العمل يكمن في تحديد “ما إذا كانت توجد أسس كافية لاستخدام مجلس النواب صلاحياته الدستورية الخاصة بتعريض الرئيس الأميركي، دونالد جون ترامب، لعملية العزل”.
يتحدى مبدأ الفصل بين السلطات..
عقب التصويت، قالت رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية، “نانسي بيلوسي”، التي سبق أن انتقدت “ترامب” بشدة في إطار قضايا كثيرة: “هذا اليوم محزن. لا أحد يأتي إلى الكونغرس لعزل الرئيس”.
ومع ذلك، اتهمت “بيلوسي”، “ترامب”، بأنه يتحدى مبدأ الفصل بين السلطات بما يخالف الدستور ويجعل الديمقراطية الأميركية “على المحك”.
يعود مصيره بيد مجلس الشيوخ..
وفي حال دعم “مجلس النواب” نهائيًا، عزل “ترامب”، الذي أطلقه الديمقراطيون، سيكون مصير الرئيس بيد “مجلس الشيوخ” الذي يهيمن فيه الجمهوريون، ولن تتم إقالة سيد “البيت الأبيض” من منصبه إلا في حال دعم ثلثي الغرفة العليا بـ”الكونغرس” هذا الإجراء، الذي سيمثل، حال إقراره، أول سابقة من نوعها في تاريخ “الولايات المتحدة”.
اتهامات بسوء استخدام صلاحياته..
ويتهم الديمقراطيون في “مجلس النواب”، “ترامب”، بسوء استخدام صلاحياته وتعريض الأمن القومي لـ”الولايات المتحدة” للخطر عبر “ممارسة الضغط” على الرئيس الأوكراني، “فلاديمير زيلينسكي”، لإقناعه بإطلاق تحقيق مع “هانتر بايدن”، نجل نائب الرئيس الأميركي السابق، الديمقراطي، “جو بايدن”، الذي يعتبر من أبرز منافسي سيد “البيت الأبيض” الحالي في انتخابات 2020 .
ويحظر قانون الانتخابات الأميركية على المرشحين قبول مساعدات أجنبية في الانتخابات.
وفي إطار التحقيق يتحرى النواب ما إذا كان “ترامب” حجب مساعدات أمنية قدرها 391 مليون دولار إلى أن يعلن “زيلينسكي” إلتزامه بإجراء تحقيق؛ كما يتحرون صحة إفتراض بأن “أوكرانيا”، وليس “روسيا”، هي التي تدخلت في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016.
هذه الأزمة تعود إلى نشر وسائل إعلام أميركية تقارير أعتمدت على شهادات “مسرب” مجهول، قالت إن “ترامب” هدد “زيلينسكي”، خلال مكالمة جرت بينهما، يوم 25 حزيران/يوليو 2019، بقطع المساعدات العسكرية عن “أوكرانيا” حال عدم موافقته على فتح التحقيق في قضية فساد متعلقة بعمل “هانتر بايدن”، مديرًا لشركة “Burisma” الأوكرانية للطاقة.
إجراء مسبق للتحقيق..
وكان “مجلس النواب” الأميركي قد أقر، في وقت سابق، بالسعي وراء عزل “ترامب”.
وسبق وأن رفض “مجلس النواب” مشروع قانون تقدم به نواب جمهوريون، يمنع التحقيق الرسمي الخاص ببدء إجراءات مساءلة “ترامب” تمهيدًا لعزله، بحسب ما أعلنته صحيفة (الغارديان) البريطانية.
وكان نص التقرير قد قال فيه القائم بأعمال رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركي: “أشعر بقلق عميق من الإجراءات الموضحة أدناه، والتي تشكل إنتهاكًا صارخًا وخطيرًا للقانون، غير خاضع للاختلافات في الرأي، فهو أمر يتعلق بالسياسة العامة للدولة”، بحسب قوله.
مساءلة للتأخر في كشف التقرير السري..
ويتم حاليًا مساءلة القائم بأعمال رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية، حول سبب رفضه لأسابيع مشاركة التقرير السري مع “الكونغرس” الأميركي.
ويشترط قانون فيدرالي، ضرورة إرسال مثل تلك الشكاوى أو التقارير مباشرة إلى “الكونغرس” الأميركي، عقب إطلاع المفتش العام عليها، لكن “ماغوير” عطل التقرير لأسابيع.
هذا وينفي “ترامب” دائمًا تورطه في تلك القضية، مشيرًا إلى أنها مجرد حملة من الأعضاء الديمقراطيين في “مجلس النواب” من أجل عزله عن منصبه في الرئاسة.
أكبر مطاردة ساحرات في تاريخ أميركا..
وفي أول تعليق له على القرار الأخير، وصف “ترامب”، في تغريدات عبر حسابه على موقع (تويتر)؛ إجراءات عزله بأنها: “أكبر مطاردة ساحرات في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية”.
وتابع “ترامب”: “خدعة المساءلة والعزل التي يطرحها مجلس النواب تلحق الضرر البالغ بسوق الأوراق المالية الأميركي، لكن الديمقراطيون لا يهتمون”.
وكان “البيت الأبيض” قد علق على قرار “مجلس النواب” الأميركي؛ بقوله: “الديمقراطيون لم يفعلوا أي شيء، إلا الإنتهاك الصارخ غير المقبول للوائح وقوانين مجلس النواب، بمضيهم قدمًا في إجراءات العزل”.
البيت الأبيض نشر نص المكالمة..
وكانت إدارة “البيت الأبيض”، قد نشرت نص مكالمة الرئيس الأميركي مع رئيس أوكرانيا، التي قد تتسبب في عزل “دونالد ترامب”.
ونشر “البيت الأبيض” نص المحادثة مع الرئيس الأوكراني، “فلاديمير زيلينسكي”، التي وعد “ترامب” بنشرها على الملأ، والتي قال إنه بريء فيها من الاتهامات الموجهة له من “الكونغرس” الأميركي، والتي قد تتسبب في عزله.
وأظهر نص المحادثة، قول “ترامب”، لـ”زيلينسكي”، إنه يطلب منه “خدمة” بالتحدث مع محاميه، “رودي غولياني”، والمدعي العام، “ويليام بار”، من أجل فتح التحقيق مجددًا في قضية الفساد المتورط فيها نجل “جو بايدن”.
فيما لم يظهر في المحادثة تهديد “ترامب” للرئيس الأوكراني، بشكل واضح بإيقاف الدعم الأميركي، في حال رفض إجراء التحقيق، ولكن تضمنت المكالمة تلميحه إلى ضعف الدعم الأوروبي إلى “كييف”.
خيانة لمنصب الرئيس..
وفور وقوع ذلك الحادث، صرحت “بيلوسي”، أن المجلس سيبدأ تحقيقًا رسميًا بشأن مساءلة الرئيس، “دونالد ترامب”، تمهيدًا لعزله.
وقالت “بيلوسي”، في نداء خاص: “أعلن اليوم، بأن مجلس النواب سيبدأ تحقيقًا رسميًا في إطار مساءلة الرئيس وعزله”، مضيفة أن: تصرفات الرئيس الأميركي تظهر أنه “خان منصب الرئيس، الأمن القومي، وسلامة انتخاباتنا”.
استدعاء “بولتون” للشهادة..
بالتزامن مع ذلك، استدعت اللجان النيابية الأميركية، التي تتولى التحقيق الرامي لعزل الرئيس، “دونالد ترامب”، مستشاره السابق للأمن القومي، “جون بولتون”، للإدلاء بإفادته حول استغلال محتمل للسلطة من قِبل سيّد “البيت الأبيض”، وفق ما أورد الإعلام الأميركي، أمس الأول.
ودعي “بولتون”، الذي أقيل في أيلول/سبتمبر 2019، للإدلاء بإفادته في جلسة مغلقة، في 7 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، بحسب ما أفادت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.
وتفيد تقارير بأن “بولتون” حذّر سابقًا من جهود سرية تبذلها الإدارة الأميركية، ولا سيما المحامي الشخصي لـ”ترامب”، “رودي غولياني”، من أجل الضغط على “أوكرانيا” لفتح تحقيق بحق ديمقراطيين بينهم المرشح الأوفر حظًا لمواجهته في الاستحقاق الرئاسي المقبل، “جو بايدن”.
ولم يشأ محامي “بولتون” وأعضاء ديمقراطيون، في لجان التحقيق، الإدلاء بأي تعليق على إشعار الإدلاء بالشهادة أو القول ما إذا وافق “بولتون” على المثول أمام المحققين، وفق ما ذكرت (فرانس برس).
وأقال “ترامب”، “بولتون”، المعروف بمواقفه المتشددة حيال أعداء “واشنطن”، وفي طليعتهم: “إيران” و”كوريا الشمالية” و”فنزويلا”.