خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
لا تزال مشكلة الفصل بين النساء والرجال بالجيش الإسرائيلي قائمة.. فالمتدينون يرفضون مشاركة المجندات في النشاطات العسكرية, بدعوى أن تواجد المجندات في الوحدات المختلطة يؤدي لانتشار الإثم والرزيلة.
وتُعد إسرائيل من بين الدول التي تلزم النساء بأداء الخدمة العسكرية. ولقد أُثيرت المشكلة من جديد بعدما أعلن، هذا الأسبوع، الحاخام “شلومو أفينر” – الذي يُعد من أهم الحاخامات في التيار الصهيوني الديني – إنه يجوز للشاب المتدين رفض التجنيد إذا أصبح مُضطراً للالتحاق بوحدة عسكرية مختلطة بالجيش الإسرائيلي.
التوراة تنهى عن الاختلاط..
بحسب صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، فقد أكد الحاخام “أفينر” على أنه إذا تم إجبار الشاب المتدين على أداء خدمته العسكرية في وحدة مختلطة تضم الفتيات، فيجب عليه أن يتهرب من التجنيد. وجاء ذلك رداً على سؤال وجهه له أحد طلاب المعاهد الدينية اليهودية يوشك على مرحلة التجنيد للجيش الإسرائيلي. وأشار “أفينر” إلى أن “الالتحاق بالجيش هو شرف عظيم، ولكن ينبغي أيضاً الإمتثال لحكم التوراة؛ الذي يوجب عدم الاختلاط بين الرجال والنساء والفصل التام بينهما”.
إما وحدة بلا مجندات وإما رفض التجنيد..
عندما عقب الطالب قائلاً: “يكاد جميع طلاب المدارس الدينية أن يفشلوا في النأي بأنفسهم عن لمس المجندات أو معانقتهن”، فأجاب الحاخام بأنه ينبغي على المرء أن يطلب أداء الخدمة إما في وحدات قتالية ليس بها مجندات، أو في وحدات المخصصة لمجندي التيار “الحريدي”.
وزعم الشاب أنه ليس من المتاح دوماً الالتحاق في صفوف وحدات “الحريديم”. فرد الحاخام قائلاً: “إذا كان الأمر كذلك، عندئذ للأسف لا ينبغي الإلتحاق بالجيش. فإما تأدية الخدمة في وحدة بلا مجندات, وإما عدم التجنيد في تلك الحالة. حيث لا يجوز تأدية للخدمة العسكرية طالما أنها ستؤدي لإرتكاب معصية”.
الحروب لن تنتهي..
أضاف الحاخام “أفينر”: “إننا نحب جيش الدفاع الإسرائيلي حباً جما، ومن المؤكد أننا سوف نُقدم على الخدمة العسكرية عندما يتم تدارُك المشكلة”. وماذا يجب أن نفعل الآن ؟، سأل الطالب، فقال الحاخام: “على الشباب أن ينتظروا”, وحكى عن صديق سافر في مهمة إلى الولايات المتحدة الأميركية في نفس توقيت انطلاق عملية “الدرع الواقي” العسكرية ضد قطاع غزة، فقال له الصديق: “أصدقائي يشاركون في الحرب وأنا أمكث في أميركا ؟!”.. فأجاب الحاخام: “عندما تعود من أميركا ستندلع حروب أخرى, وربما ستكون أيضاً في عهد ابنك وحفيدك”.
الوحدات المختلطة إفساد للأخلاق..
أكد الحاخام على “أن الفتيات اللائي يلتحقن في صفوف الجيش الإسرائيلي تفسد أخلاقهن، مثلما تفسد أخلاق الفتيان”، فرد الطالب قائلاً: “يزعم قادة الجيش أنه ينبغي تجنيد الفتيات لعدم وجود ما يكفي من الفتيان”, فقال الحاخام: “إن هذه مشكلة بالفعل، ولكن لا ينبغي حلها بإرتكاب إثم. والأدهى من ذلك أن الجيش الإسرائيلي لديه غاية يعمل من أجل تحقيقها؛ ألا وهي الخلط بين الرجال والنساء في الوحدات العسكرية. إنهم يزيدون الطين بلة بإنشاء وحدات مختلطة وإجبار الجنود المتدينيين على الإلتحاق بتلك الوحدات. وهذا لا علاقة له بالجيش، بل هو توجه يفرضونه على الناس من خلال الجيش حتى أصبح الوضع الآن أسوأ من أي وقت مضى. ونحن نجد الفتيات أيضاً أثناء خدمة الإحتياط, يتجولن بين الجنود بملابس غير محتشمة، وهذا إفساد جديد. وحتى لو بمقدور كل أحد أن يفعل في بلدنا ما يشاء، فلا يمكن إكراه الجنود على إرتكاب الإثم أثناء خدمتهم العسكرية. والعجيب أن هناك من يشكوا بسبب الإكراه الديني, فلماذا لا يشكو أحد من الإجبار على إرتكاب الإثم ؟!.. والآن ينبغي علينا التحلي بالصبر، وعندما يتم تدارك الوضع، فسوف نلتحق في صفوف الجيش ونتفانى في خدمته”.
تجاوز الخط الأحمر..
في رد لحركة “أوفياء للتوراة والعمل” على تصريحات الحاخام، “أفينر”، قيل: “إن دعوة الحاخام للتهرب من أداء الخدمة في الجيش الإسرائيلي هي تجاوز للخط الأحمر. إذ يجب حل الخلافات مع الجيش عبر الخطاب المتحضر – مثلما حدث في السابق من اتفاق مع حاخامات الصهيونية الدينية – وليس بطريق الإساءة دون حق أو الإضرار بالعلاقة الحرجة بين الجيش والشعب.
وأضافت الحركة: “إن الجيش الإسرائيلي له قدسيته في نفوسنا من خلال إدراكنا بضرورة المشاركة في مهمة الحفاظ على الوطن والدولة، وليس من خلال الإدراك الخاطيء بأن الجيش بكامله ينبغي أن يسير وفق المطالب المتشددة للحاخام (أفينير). ونحن نأسف لأن حاخاماً يتحدث بهذا الأسلوب بدلاً من المشاركة في الخطاب البناء والإصلاحي الذي يتبناه رئيس الأركان والقيادة الدينية”.