8 أبريل، 2024 1:38 م
Search
Close this search box.

في “سورية” .. “الحرس الثوري” يعيد هيكلة قواته وتقارير عن عزل “المشهداني” من قيادة دير الزور !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

تتجّه قيادة (الحرس الثوري) الإيراني في “سورية”، في ضوء تصاعد التهديدات العسكرية ضدّها، لا سيما بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين، إلى التخلّي؛ في هذه المرحلة، عن القادة المحليين، والاستعاضة عنهم بقادة من جنسيات أجنبية، وذلك لدواعٍ أمنية فرضتها اعتبارات عدة، أبرزها التحسّب من وجود اختراقات أمنية باتت تُشكّل ثغرات خطيرة لتسّريب المعلومات وإحداثيات المواقع والمقار في المنطقة إلى الأعداء.

عزل “المشهداني”..

وبعد أقلّ من عام على اعتقاله لأيام عدّة ثم إطلاق سراحه بسبب موجة الغضب التي أعقبت ذلك، يبدو أنّ “أبو عيسى المشهداني”؛ قائد (الفوج 47)، اختير ليكون باكورة تنفيذ خطّة الاستبدال الإيرانية.

وقد أبلغت قيادة (الحرس الثوري) الإيراني في “سورية”، قبل يومين، “المشهداني”، بقرار عزله من منصبه، وأكّدت وجود تعليمات صارمة بمنعه من دخول المقار الرئيسة للميليشيات الإيرانية في المنطقة، وفق ما ذكر موقع (عين الفرات) السوري المعارض.

وفي تجاهل تامّ لطبيعة تكوين (الفوج 47)؛ الذي يضمّ عناصر معظمهم من عشيرة “المشاهدة” في مدينة “البوكمال”، والتي ينتمي إليها القائد المعزول، قرّرت القيادة تعيّين: “محمد شجاع السيد”، وهو من مواليد محافظة “حماة”، وسط “سورية”، كقائد موقت للفوج إلى حين تعييّن قائد جديد.

وكان “الحاج عباس” قد استهلّ خلافته لـ”الحاج عسكر”؛ في قيادة (الحرس الثوري) الإيراني في “البوكمال”، في الشهر الأول من العام الماضي، بقرار اعتقال “أبو عيسى المشهداني”، والذي أثار حينها موجة غضب عارمة في صفوف الميليشيا التي يقودها، إذ ترك العشرات من عناصر (اللواء 47) من أبناء عشيرة “المشاهدة” مقارهم ومناطق انتشارهم في بادية “البوكمال”، احتجاجًا على اعتقاله، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، الأمر الذي دفع نائب قائد ميليشيا (الحرس الثوري) في “البوكمال”؛ “الحاج سجاد”، وقادة آخرين، إلى التوسّط لدى “الحاج مهدي”، القائد العام للميليشيات الإيرانية في “سورية”، لإطلاق سراح “أبو عيسى المشهداني”، خشية حدوث انشقاقات داخلية في صفوف الميليشيات الموالية لـ”إيران” في “البوكمال”. وهو ما تمّ بالفعل، وعاد “المشهداني” إلى منصبه في قيادة (الفوج 47).

وصول 25 كادًا من “حزب الله” إلى دير الزور..

وتزامن قرار عزل “المشهداني” مع استقدام الميليشيات الإيرانية عشرات الكوادر من (حزب الله) اللبناني والميليشيات الأفغانية إلى مدن ومناطق محافظة “ديرالزور”؛ خلال الأسبوعين المنصرمين، في إطار خطة تقضي بالاستغناء عن القادة المحليين بسبب ما يحوم حولهم من شّبهات العمالة والتجسّس، وتعييّن قادة من جنسيات أجنبية مكانهم.

وفي هذا السّياق؛ وصل حوالى (25) كادرًا من (حزب الله) اللبناني إلى مدينة “ديرالزور”، والهدف من ذلك هو نشر هؤلاء في مناطق مختلفة من المحافظة بصفة قادة ميدانيين.

وأشارت المصادر إلى أنّ الميليشيات الإيرانية بصّدد توزيع القادة الجُدد في مدن: “الميادين والعشارة والبوكمال”، إضافة إلى مناطق التماس مع (قسد) في قرى وبلدات: “خشام ومراط وحطلة”.

ووصلت يوم الثلاثاء (05) سيارات محمّلة بكوادر أفغانية إلى منطقة “الحيدرية” في مدينة “الميادين”، وذكرت مصادر ميدانية، أنّ كل سيارة كان يتواجد فيها: (05) عناصر من الميليشيات الأفغانية. وتحوي منطقة “الحيدرية” العديد من الميليشيات أبرزها ميليشيا (لواء فاطميون) الأفغانية، وهو اللواء الذي يمتلك قطاعًا خاصًا، إلى جانب ميليشيا (حزب الله) اللبناني، ويُعتبر القطاع منطقة أمنية يُمنع على المدنييّن الدخول إليها، ويشمل المنع العناصر المحليين، لعدم ثقة الميليشيات الإيرانية بهم.

“أبو عيسى المشهداني”..

وكان “المشهداني”، واسمه الحقيقي: “يوسف محمود الحمدان”، يتولّى قيادة (اللواء 47)؛ التابع لـ (الحرس الثوري) الإيراني، إلى جانب إشرافه العام على الحواجز المنتشرة في مدينة “البوكمال” وريفها، وهو يُعتبر من الشخصيات المركزية التي أدّت دورًا بارزًا في ترسّيخ النفوذ الإيراني والعمل على إزالة العوائق من أمامه ليتوغل أكثر في عمق المجتمع الديري.

وبانتمائه إلى قبيلة “المشاهدة”، اكتسّب “الحمدان” نسّبًا أصيلاً يربطه مع “آل البيت النبوي”، الأمر الذي سهّل له الولوج إلى عتبة الولاء الإيراني في ما بعد. لكن الرجل كان يمتلك من الحنكة والدهاء ما مكّنه خلال سنوات الأزمة السورية، أن يحبك علاقات متناقضة ومركّبة مع أطراف وجهات عديدة، تختلف في ما بينها عقائديًا وسياسيًا وعسكريًا.

التحق “المشهداني”؛ في البداية بموجة (الجيش الحرّ)؛ الذي كان بمثابة حصان طروادة الموعود لإسقاط النظام السوري، وانتمى إلى فصيل عشائري حمل اسم عشيرته وهو (أحرار المشاهدة). ثم انتمى إلى (جبهة النصرة)؛ قبل أن ينتقل عام 2014 إلى تنظيم (داعش) ليُصبح من قادته الأمنيين البارزين في المنطقة.

وفي عام 2017؛ ومع تصاعد حملة القضاء على تنظيم (داعش) والبدء بتحرير محافظة “ديرالزور”، كان “المشهداني” على موعد جديد لتغيّير جلده، حيث ظهر كأحد قادة الميليشيات الإيرانية التي تُقاتل ضدّ تنظيم (داعش).

ويُصنّف “المشهداني” كأحد أهم أذرع “إيران” في شرق “سورية”؛ في ما يتعلق بعمليات الانتساب والتجنيد وتنظيم الحواجز، والإشراف على عمليات ورواتب (اللواء 47).

وهو يُقيم في حي “الجمعيات”؛ بالقرب من “مستشفى عائشة”، بعدما وضع يده على منزل أحد عناصر (الجيش الحر) السابقين، وهو من المقرّبين جدًا من الميليشيات الإيرانية و(الحشد الشعبي) العراقي بسبب ولائه الكبير لـ”طهران” واعتناقه المذهب الشيعي، ما جعله مصدر ثقة لهم.

ومن أبرز المقرّبين من “أبو عيسى”، المسؤول الأمني لـ (اللواء 47)؛ “محمد الذاكر”، ومسؤول التجنيد في الفوج؛ “زكي مشهداني”، ومنسّق المصالحة والانتسّاب للفوج؛ “أحمد نعمان”، ومدير بلدة السيال؛ “سامي الجدي”، والقائد الإيراني العام الملقّب: بـ”الحاج عسكر”، ومنسّق العلاقات العام الإيراني: “حاج كميل”، ومسؤول قطاع البادية ونهر الفرات في ميليشيا (فاطميون)؛ “حاج أمير الأفغاني”، إضافة إلى قيادات إيرانية وأفغانية أخرى.

ولم يكتف “المشهداني” بإعلان تشيّعه، بل سّارع إلى نسّج علاقات مصاهرة مع قيادات إيرانية مؤثرة، متخذًا من ذلك وسيلة للتقرّب والاستحواذ على مناصب قيادية فاعلة. في البداية زوّج ابنة عمه إلى: “الحاج سلمان”، الذي كان يشّغل منصب المسؤول الأول والقائد العام للميليشيات الإيرانية في “البوكمال”. وعندما تسلّم “الحاج عسكر”؛ هذه المناصب، قام “المشهداني” في العام 2019، بتزويج أخته: لـ”الحاج سجّاد” نائب “الحاج عسكر”، ثم سعى لتزويج اثنتين من بنات عمومته لبعض القيادات الأفغانية في (لواء فاطميون)؛ من: أبرزهم “أبو زينب الأفغاني”.

وكانت نتيجة ذلك؛ أنّ قيادة (الحرس الثوري) الإيراني في “البوكمال”؛ قرّرت عام 2020، تعيّين “المشهداني” في منصب القائد العام لـ (اللواء 47).

ولكن يبدو أنّ علاقات المصاهرة واللعب على حبال الولاءات لم تستطع في نهاية المطاف أن تتغلّب على الاعتبارات الأمنية والعسكرية التي تتحكّم بقرار قيادة (الحرس الثوري) الإيراني، فكان لا بدّ من عزل الرجل أخيرًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب