26 أبريل، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

في “سوريا” .. هؤلاء أعادوا البسمة إلى وجوه الأطفال !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

من المؤكد أنك تبتسم عند رؤية صورة تخطف قلبك أو تسمع لحن يحمل في طياته ذكريات سعيدة أو أحلام وردية، قد يغير مشهد مبهج على المسرح مزاجك، إنه تأثير الفن، لذلك يمكن ترجمة الفن بأنه السعادة.

في “سوريا”، ورغم أن السوريين لن ينسوا يومًا آلام ومعاناة الحرب والنزوح أو اللجوء والتشريد، إلا أن بعضهم بدأ أولى خطوات إعادة الإعمار على المستوى الثقافي من خلال توظيف تأثير الفن على النفس البشرية.

أجرت صحيفة (كلارين) الأرجنتينية حوارات مع عدد من المشاركين في جلب السعادة إلى “سوريا”.. إلى الحوار:

“غني” يعلم الأطفال العزف..

قال الشاب “غني”، الذي يعلم الأطفال العزف على الآلات الموسيقىة، إن الموسيقى أمر شديد الأهمية بالنسبة إلى الشعب الكُردي، لأنه يرى أن الفن ليس وسيلة  لمساعدة اللاجئين على تخفيف حدة الشعور بالقلق والإحباط فقط، وإنما يمكن اعتباره أيضًا جزءًا من عملية إعادة الإعمار الثقافي والنفسي لشعب عانى ولا يزال يعاني.

نُفى “غني” إلى “إسبانيا”، عام 1993، لكنه عاشق للوطن؛ لذا قرر العودة من جديد وجلب معه، بالتعاون مع منظمة “موسيقيون بلا حدود”، مجموعة من الآلات الموسيقية إلى “منطقة الإدارة” الكُردية في شمال “سوريا”.

ويتعاون معه صديقه، “قاسم”، الذي قرر توظيف فنه من أجل زرع الأمل من جديد في الصدور، بعدما سلبته الصراعات ألوانه وأقلامه ولوحاته وسرقت أيضًا اللحن السوري الذي يخطف القلوب وقضت على مشاعر السعادة حتى باتت القلوب عطشى، لذا ينظم حفلات في مخيم “الجولان” حيث يقيم.

“صفوان” يقوم بتصنيع الآلات الموسيقية..

أما “صفوان”؛ فيعيش وسط طبوله في أفقر أحياء مدينة “القامشلي”، إذ يقوم بتصنيع الطبول وتلوينها ويدرب الشباب على إتقان هذه الحرفة بعدما تمكنت ورشة “صفوان” من الصمود في ظل الفوضى والبؤس الذي تشهده “سوريا”.

وصرح للصحيفة الأرجنتينية؛ بأنه يعمل في تصنيع الآلات الموسيقية منذ زمن بعيد، وحكى أنه عندما كان عمره 15 عامًا أهدى له ابن عمه “بزق” عزف عليه لفترة طويلة؛ ثم احتاج إلى تصليح فبحث في كل مكان ولم يجد من يمكنه إصلاحه، لذلك عزم على محاولة إصلاحه بنفسه وتمكن بنجاح، ثم فكر في تصنيع “بزق” شبيه به وأخذ يحاول حتى أصبح يصنعها بسهولة وإتقان، وبات يمكنه إصلاح كل أنواع الآلات وتصنيع “البزق” و”العود”، بالإضافة إلى “الطبول” يدويًا بدون استخدام الماكينات، كما يمكنه تصنيع “الغيتار” و”الكمان”.

وذكر “صفوان” أنه في البداية لم يصدق أنه تمكن من فعل ذلك، لكن الأمر بات الآن بالنسبة له مشروعه الخاص، مشيرًا إلى أنه تأثر كثيرًا بالحرب إذ ينقطع التيار الكهربائي كثيرًا ولم تعد المواد الخام المستخدمة في الصنيع متوفرة كما أن جودتها ضعيفة.

وقال: “يسعدني كثيرًا أن أرى الأطفال وهم يحملون آلات موسيقية، وأحاول مساعدتهم في تعلم العزف وأقدم كلهم كل ما في وسعي تقديمه، وأعتقد أنه من الأفضل أن يحملون هذه الآلات بدلاً من الأسلحة، لا نريد أن يصبح هذا الجيل عنيفًا”.

ذاكرة الشعب وكلمته..

قالت مدرسة الأدب والموظفة بالمركز الثقافي في مدينة “كوباني”، “بروين”، إن المركز كان محتلاً من جانب “نظام البعث”، لكنه لم تكن هناك الكثير من الفعاليات تقام فيه، وبعد تحريره من قبضة (داعش) قام مجموعة من الفنانين بإعادة إعماره وبات ملتقًا للراغبين في تعلم فنون الرسم والرقص والأداء المسرحي أو العزف على الآلات الموسيقية الحديثة والكلاسيكية، كما يوجد به استوديو تسجيل، كما يقدم دورات في الأداء الإعلامي.

وأضافت أن المركز يُعد مساحة تسمح بحفظ ذاكرة وكلمة الشعب السوري.

وذكرت أن 90% من المدينة وقع تحت سيطرة (داعش)؛ وقامت العناصر المتطرفة بإحراق كتب وآلات موسيقية، وكل ما أعتقدوا بأنه محرم، وكانو يقولون إنهم مسببات للذنوب، وأضافت أنه حتى بعد استردادها من أيدي الدواعش نشبت الكثير من الصراعات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب