خاص – كتابات :
الحرب من أجل ظهور “المهدي”.. ليست بدعة أو كلمات ضمن أساطير، بل تبين أنها دين وعقيدة في عقل ليس فقط القوات الرديفة غير النظامية، بل في وجدان قادة الجيوش في سوريا؛ بعد أن تأكدوا أنها خير وسيلة للحشد وتثبيت الحماسة لدى المقاتلين على أهم الجبهات اليوم في “الغوطة” بمحيط العاصمة السورية، “دمشق”، بعد أن حققت تلك العقيدة نجاحات سابقة.
لا إنتهاء للحرب إلا بظهور “المهدي” !
ذاك ما بينته التسريبات الواردة من محيط “الغوطة الشرقية” بسوريا، عندما أقسم أحد قادة الجيش السوري في الأول من آذار/مارس 2018؛ على أنه لا تراجع عن حرب المعارضين المسلحين إلى أن يأذن الله أو بظهور “المهدي”..
كلمات تعني ببساطة أننا لسنا بصدد عقيدة عسكرية لقوات جيش نظامي، صنفته آخر التصنيفات العسكرية ضمن العشر جيوش الكبار في الشرق الأوسط، بل بات واضحاً أن عدوى حرب العقيدة الإيرانية قد انتقلت إلى، ليس فقط عناصره البسيطة من العساكر والجنود، وإنما إلى قادة الجيش نفسه.
جيش ديني يشعل حماسته “النمر”..
فالحيش السوري، الذي قوامه نحو 200 ألف ضابط وجندي بقطاعاته المختلفة سواء في القوات البرية أو الجوية أو البحرية أو الحرس الجمهوري أو القوات الخاصة، فضلاً عن ما يملكه من احتياطي قد يصل إلى 350 ألف جندي، يبدو أنه تحول إلى جيش ديني، فما قصة “المهدي” الذي تبحث عنه إيران، وردد ذكره الضابط العميد، “سهيل الحسن”، صاحب الـ 48 عاماً الملقب بـ”النمر”، على مسامع جنوده.. !
هو كما تقول أحاديث المسلمين، رجل صالح يأتي في آخر الزمان يخوض المعارك لتطهير الأرض من ظلم قد انتشر في ربوعها.. وإن كان.. كيف تأكد قادة الجيش السوري أنها معركة آخر الزمان ؟!
لقد أقسم الرجل، الذي بات الرئيس السوري، “بشار الأسد”، يعتمد عليه كثيراً في الميدان الحربي لنجاحه في صناعة حالة معنوية مرتفعة لدى الجنود، فضلاً عن تشكيله ما يعرف بـ”قوات النمر النخبوية”؛ التي أثبتت تفوقاً في قتال المعارضة المسلحة في “إدلب وحلب”؛ وحان الوقت الآن في “الغوطة الشرقية” بعد نصيحة القادة الروس بالاعتماد عليه، أمام مساعديه بأنه لا عودة إلى منزل.. أو إلى أب أو أم إلا أن ينتصر الحق ويخرج “المهدي” !
حجة إيران للسيطرة على عقول المقاتلين وتطويعهم..
حجة تسيطر بها إيران على عقول جنودها وضباطها لكي تقنعهم، مثلما كان الحال في الحملات الأوروبية، “الصليبية”، القديمة، بأن تلك الحرب حرب دينية مقدسة من أجل، “المهدي”، نبي آخر الزمان الذي يملأ الدنيا عدلاً وينتصر على جميع الأعداء !
لذلك نجد أن أسماء الفرق والفصائل العسكرية التي تستعين بها طهران، والتي تقاتل تحت إمرة وإشراف “فيلق القدس” الإيراني بزعامة الجنرال “قاسم سليماني” في سوريا، تحمل عناوين مذهبية مثل: “فاطميون” و”زينبيون”، وكلها تحت صبغة دينية من أجل إشعال حماس المتطوعين ومحاربتهم تحت ضغط العقيدة ومغازلة مشاعرهم الدينية وتدينهم؛ بأنها الحرب المقدسة التي ستسارع في ظهور “الإمام المهدي” مثلما في عقيدتهم !
التوجيه المعنوي لإخضاع المقاتلين طوال الوقت..
في كل الجيوش، توجد إدارة يصطلح عليها “التوجيه المعنوي” أو “الشؤون المعنوية”؛ مهمتها العمل طوال الوقت على رفع الحالة المعنوية للجنود والضباط والتأكد أنهم على قلب رجل واحد يطيعون ما يلقى عليهم من أوامر وتعليمات، فضلاً عن إخضاعهم لكافة الضغوطة الميدانية للمعركة والعمل على عدم تأثرهم بأي أخبار أو أنباء حول خسائر هنا أو هناك في صفوف زملائهم، وإرجاع الأمر إلى كونها مجرد شائعات وأن الجنود على هذه الجبهة أو تلك يحققون نجاحات ثم نجاحات !
“قاسم سليماني” وجه بدعم “النمر”..
ذات الحال في سوريا؛ كانت أفضل نصيحة قدمها الجنرال “قاسم سليماني” إلى الرئيس السوري، “بشار الأسد”، هي ضرورة البحث عن قائد عسكري يتمتع بالشجاعة والقدرة على الإقناع وإشعال حماسة وغضب المقاتلين، على أن يتمتع بنبرة صوت “رخيمة” تٌحدث أثراً في قلوب المقاتلين، على أن يمنح صلاحيات واسعة وترقيات وميزات مادية ومعنوية لمن يتبعه ويقاتل في صفوفه، فكان أن وقع الاختيار على، “سهيل الحسن”، الذي سار على الدرب تماماً مثلما تفعل قوات “فيلق القدس” الإيرانية، بأنها حرب مقدسة من أجل السماء لا علاقة لها بمكاسب الأرض !