وكالات- كتابات:
في خضم الأحداث المتطورة في شمال “سورية”؛ والتي وصلت خلال (10) أيام، إلى وسط “سورية” سريعًا، لم يكن من المتوقع أن يكون التطور سريعًا أيضًا على الحدود العراقية، خصوصًا وأنها منطقة شديدة الثمن والأهمية لدى الجانب الإيراني و(محور المقاومة) عمومًا.
ما فقده “محور المقاومة” حتى الآن..
“نهر الفرات”؛ الذي كان الحد الفاصل بين القوات الكُردية؛ (قسد)، المدعومة من “أميركا”، وبين النفوذ للفصائل العراقية والجيش السوري والتواجد الإيراني، زال بشكلٍ سريع ومفاجيء، فالجيش السوري انسحب من “البو كمال” لتُسيّطر عليها قوات (قسد)، في تمدَّد قد يؤدي لتقليص مساحة الحرية لخط النفاذ والامداد لـ (محور المقاومة) من “إيران” إلى “العراق وسورية”.
بين مدخل “نهر الفرات”؛ قُرب منفذ (البوكمال/ القائم)، ووصولًا إلى المثلث الحدودي بين “العراق وسورية والأردن”، كانت تتمتع الفصائل العراقية بحرية الحركة، والآن أصبح المنفذ خارج سيطرة الجيش السوري؛ وبالتالي خارج سيطرة (محور المقاومة) والفصائل.
بدائل..
لكن وزير الخارجية الإيراني؛ قال إن: “إغلاق منفذ (البو كمال) لا يمكن أن يقطع طريق (محور المقاومة)”، وهو تصريح بالرُغم من أنه بديهي، لكنه شديد الأهمية.. فلماذا هو بديهي ؟ وماذا يمتلك (محور المقاومة) غير هذا الطريق ؟
بداية؛ فيما يخص المعابر النظامية، توجد (03) معابر نظامية بين “العراق وسورية”، الأول هو معبر (سيمالكا)؛ وهذا يقع في الشمال وتقابله منطقة سيطرة ونفوذ قوات (قسد) أساسًا، أما المعبر الآخر هو معبر (القائم/ البوكمال)، وإلى الجنوب حيث الحدود (العراقية-السورية-الأردنية)، يأتي معبر (الوليد)، وكلا المعبرين (الوليد) و(القائم/ البوكمال)، يقع على الجانب ال’خر منهما سيطرة الجيش السوري والفصائل.
لكن بغض النظر عن المعابر الرسمية، توجد (03) معابر غير رسمية وغير نظامية أيضًا يتم استخدامها لتنقل الفصائل ونقل الأسلحة والإمدادات وحتى البضائع، وهي معبر (السسك) ومعبر (الجغايفة) والمعبر النهري، وهذه جميعها بدائل عند النظر إلى حجمها وحجم انتشارها على الخارطة يتم استبعاد إمكانية تأثر خط امداد المحور بتسليم (البوكمال) بيد (قسد).
لكن في نظرة على خارطة انتشار المسلحين؛ فإن التقدم نحو “تدمر وحمص” ستُعرقل الطريق وتُضيق على ريف “دمشق” الشرقي؛ وبالتالي طريق المحور باتجاه “دمشق”، بالمقابل فإن (المحور) يمتلك فضلًا عن المعابر غير النظامية، يمتلك أنفاقًا تحت الأرض تبدأ من الأراضي العراقية وتخرج وسط مدينة “الميادين” في “سورية”.
خطورة سيطرات الفصائل على “محور المقاومة”..
لكن وسط كل هذا؛ من الضروري التطرق إلى العمليات العسكرية التي تجري في “دير الزور والبوكمال”، فهذه المناطق تحتوي العديد من المقرات التابعة للفصائل ومخازن للأسلحة والدعم اللوجستي؛ بل ومن بينها قاعدة (الإمام علي) العسكرية؛ التي تم افتتاحها عام 2019، شرق “البو كمال”.
وتنتشر القواعد في “أم الملك”، وفي منطقة “الرمانة والدغيمة”؛ فضلًا عن تواجد في “عكاشة ورأس الحرم والمشارية ومكر الديب”، بالإضافة إلى قاعدة ا(لإمام علي) العسكرية، وهي أكبر قاعدة وأكثرها مركزية تابعة لـ (المحور)، وفيها يتم تخزين الأسلحة، لكن من غير المعروف ما هو مصير هذه القاعدة وأين الفصائل العراقية بالضبط خصوصًا، وأن المنطقة أصبحت خالية من نفوذ الجيش السوري بالكامل وأصبحت بيد قوات (قسد) الكُردية المدعومة أميركيًا.
بل الأهم من ذلك؛ أن مناطق غرب “دير الزور والبوكمال” بدأت تخرج فيها عمليات مسلحة من المعارضة والمجاميع المسلحة، الأمر الذي يطرح الأسئلة الملحة عن دور ومصير وتواجد الفصائل العراقية ومقار الدعم اللوجستي التابعة لـ (المحور) ؟.
وكانت تقارير ومعلومات وردت خلال الـ (24) ساعة الماضية، أشارت إلى أن العديد من الفصائل العراقية انسحبت من هذه الأراضي في “دير الزور” و”البوكمال” متجهة نحو “العراق”، وهو أمر يتقاطع مع التساؤلات الملحة حول مصير تواجد (المحور) في هذه المناطق المهمة.