11 أبريل، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

في خطبة “خامنئي” .. المرشد ضد الشعب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أهم محور في خطبة الجمعة، التي ألقاها المرشد الإيراني، كان حديث، آية الله “علي خامنئي”، أربع مرات عن الشعب بشكل واضح ومفيد، إذ قال في المرة الأولى: “من يرفعون شعار: (لا غزة ولا لبنان) مخدوعون”. ثم قال بشكل ضمني: “من قاموا بتقطيع صورة (قاسم سليماني) لم يكونوا إيرانيين”. وفي المرة الثالثة؛ قال: “أولئك الذين أبدوا مشاعرهم في أعقاب حادث سقوط الطائرة، كانوا مخدوعين وتحت تأثير وسائل إعلام أجنبية”.

وأخيرًا؛ قام بتصنيف عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية، وتقدم بالشكر للعائلات التي لم تستسلم، كما قال، لوسوسة الأعداء. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

كان شديد الغضب والحزن..

والواقع لقد تحدث، “خامنئي”، في هذه الخطبة؛ عن المتظاهرين وضدهم قبل الحديث عن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، و”الولايات المتحدة الأميركية”، و”العدو”.

ويمكننا فهم صدور جزء من هذا الاستياء عن الغضب والحزن العميق على خسارة، الجنرال “قاسم سليماني”، والأهم نفسه هو. فقد كان شديد الغضب والحزن بسبب استهدافه هو شخصيًا في الشوارع.

وكان عضو مجلس خبراء القيادة، “أحمد خاتمي”، قد قص في إحدى ذكرياته؛ أنهم: “حين توجهوا، قبل سنوات، إلى المرشد لإستجوابه، أخبرهم آية الله خامنئي أنهم سوف يفهمون بعد عشرين عامًا ماذا كان السيد علي”.

لكن يبدو أن المتظاهرين يقولون، (قبل الموعد المحدد)، لقد إلتفاتنا إلى ماهية، “السيد علي”، وهذا الوعي مدعوم بالاحتجاجات والشعارات التي تهز الشوارع، وبالتأكيد لا “تسعد السيد”.

من هذا المنطلق، يبدو أن، آية الله “علي خامنئي”، سوف يتحول تدريجيًا من ثنائية، (المرشد-العدو)، إلى، (المرشد-الشعب).

لقد قال مرشد “الجمهورية الإيرانية”، قبل عشرين عامًا: “لو أن شخصًا ما قام بتقطيع صورتي، فألزموا الصمت، وسوف ينخرط أنصاره في البكاء”. واليوم يقول: “الشخص الذي قام بتقطيع صورة، قاسم سليماني، ليس إيرانيًا”. وذلك بغرض مضاعفة كراهية أنصاره على المتظاهرين.

هذه الرؤية التي تؤكد وتثبت استمرار انقسام المجتمع، (وهو الموضوع الذي أعلن مرشد الجمهورية الإيراني معارضته مرارًا)، لا معنى له سوى غضب، “خامنئي”، الكبير من المتظاهرين.

البحث الدائم عن “عدو” !

والواقع لقد شكّل “العدو” تشوهات عقل السيد، “خامنئي”، فهو يبحث عن أعداء خارج البلاد، بينما يبحث في الداخل عن عملاء العدو. وهو الآن يرى، في المتظاهرين الإيرانيين، أهم عملاء العدو.

وهو صاحب تجارب سابقة، حيث استخدم كلمة “النفوذ” في بحثه عن عملاء العدو، وكان يتقصى العملاء بين مسؤولي “الجمهورية الإيرانية”، لكنه الآن يُنقب عنهم بين الإيرانيين.

أولئك الذين هتفوا، في السنوات الأخيرة، وبأشكال مختلفة: “لا غزة ولا لبنان”، كانوا من مختلف فئات الشعب الإيراني؛ كانوا أولئك الذين خرجوا بحثًا عن أصواتهم، في صيف العام 2009، أولئك الذين خرجوا في أيلول/سبتمبر 2017 ضد الفساد والبطالة، هم الذين تظاهروا في تشرين ثان/نوفمبر 2019؛ احتجاجًا على رفع أسعار “البنزين” وسياسات النظام بشكل عام، وأخيرًا المتظاهرون، في كانون ثان/يناير 2020، ضد إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية؛ وهتفوا ضد النظام و”الحرس الثوري”.

كل هذه الجماهير، من شوارع مدينة “طهران” وحتى أزقة “سيرجان”، ومن جميع العشوائيات حول مدينة “الكرج” حتى الأزقة الترابية في “لرستان”، إنما شكلوا مختلف أطياف المتظاهرين الذين هتفوا: “لا غزة ولا لبنان”، بروايات مختلفة.

مع هذا كلهم متساوون حاليًا من منظور المرشد الإيراني. فلم يُعد مهمًا إلى أي الأطياف تنتمي أو أين تقييم في “إيران”، أو ما إذا كانت مطالبهم سياسية أم اجتماعية، لآن آية الله “علي خامنئي”، يقول: “هم ليسوا إيرانيين، ولا يفهمون المصالح الوطنية وأنهم مخدوعون”. ولقد أتضحت ردود أفعال المتظاهرين على سلوكيات، آية الله “خامنئي”، خلال السنوات الأخيرة.

إذ يتوافدون على الشوارع يوميًا بنسخ جديد من الشعارات المناوئة للمرشد؛ ويؤكدون ويركزون على مسؤولية، آية الله “خامنئي”، الأساسية عن الأزمات الإيرانية ويطالبونه بالاستقالة على الأقل.

وعليه وبشكل عام، فالتطورات الإيرانية تأخذ مسارها الطبيعي. والمرشد يعتبر المتظاهرين أهم “أعداءه”، وهو صامد في مواجهة هذا العدو. والحقيقة هذه ليست ثنائية جديدة، لكنها تنمو وسوف يكون بالتأكيد أكثر العوامل المحددة لثنائية السياسة الإيرانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب