خاص : ترجمة – لميس السيد :
كشفت صحيفة (هاأرتس) الإسرائيلية عن أن الدوحة تسعى حالياً للتأثير على النخب السياسية في واشنطن، ولكنها بدلاً من أن تستهدف الكونغرس أو وسائل الإعلام الأميركية، قامت بإستهداف اليمينيين، المؤيدين ليهود إسرائيل.
تقول الصحيفة العبرية أن قطر حالياً تحاول شن هجوماً ساحقاً يهدف إلى إقناع الأميركيين بعدم دعم جهود السعودية في عزل الإمارة دولياً، ولكن ذلك لم يكن عبر قنوات الكونغرس أو وسائل الإعلام الأميركي وإنما، ركز فريق العلاقات العامة في قطر على كسب قلوب وعقول قادة الرأي ممن لا يحظون باهتمام كبير، من المؤيدين لإسرائيل بشكل عام واليهود اليمينيين بصفة خاصة.
نوعاً من الحرب الأهلية..
لم يجني هذا الفوائد للقطريين فحسب، بل أطلق أيضاً درباً من الحرب الأهلية ضد اليمين المؤيد لحجج الإمارة والمعارض لها على أساس دعم الإرهاب، ولكن اللوبي اليهودي بالنسبة لقطر في النهاية هو من يملك “أذني ترامب”، ويستطيع أن يجعل الرئيس الأميركي يصغي لقراراته.
إن التفسير الواضح لاستراتيجية قطر الجديدة في التأثير على القرار الأميركي تأتي من الأهمية المتزايدة لأصحاب الرأي المؤيد لإسرائيل في إدارة “ترامب”، وخاصة بالمقارنة مع إدارة “أوباما” السالفة، التي كانت على عكس ذلك تماماً، ويتضح ذلك من خلال تعيين الإدارة الأميركية، لأنصار حركة الإستيطان، في وظائف مثل سفير الولايات المتحدة في إسرائيل وتنصيب “غاريد كوشنير”، زوج ابنة “ترامب”، كمساعد رئاسي، وهو ما يجعل كفة اليهود في أميركا راجحة دائماً.
تشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن تلك الاستراتيجية لقطر من شأنها أن ترفع من أهمية المنظمات المؤيدة لإسرائيل، التي قد يفترض أن تكون معادية لأية دولة خليجية، ولا سيما “إمارة قطر”، التي تستضيف شبكة (الجزيرة) المعادية لإسرائيل، والتي يعتقد أنها لعبت دوراً رئيساً في تمويل “حماس”.
وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الدعوات إلى الشخصيات المؤيدة لإسرائيل لزيارة قطر لإثبات حسن النوايا بأنها أوقفت تمويل جماعات الإرهاب، حتى أن بعض المجموعات الإسرائيلية عادت من قطر وهي تكاد تجزم أن الإمارة لم يعد لديها علاقات مع “حماس”.
“ديرشويتز”: قطر “إسرائيل دول الخليج”..
ذكرت الصحيفة العبرية أن أحد أبرز المتحولين إلى الجانب المؤيد لقطر، هو المحامي والمؤلف الأميركي، “آلان ديرشويتز”، وهو ديمقراطي ليبرالي قديم، ومن مؤيدي المجتمع الإسرائيلي، حيث أعجب “ديرشويتز” بجهود قطر الرامية إلى التعاون مع اليهود، مشيراً إلى أن الرياضيين الإسرائيليين كان مرحب بهم في منافسات الدوحة، بينما تم لفظهم من السعودية، على الرغم من العلاقات السرية بين الرياض وتل أبيب، لدرجة جعلت “ديرشويتز” يطلق على قطر لقب “إسرائيل دول الخليج”.
أحدثت محاولات قطر لكسب ود مؤيدي إسرائيل، شقاق كبيراً بين أفراد اللوبي اليهودي في واشنطن، حيث اتهم الباحث، “غوناثان شانزر”، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، المحامي “ديرشويتز” بأنه غير ملم بالأمور جيداً ويصدق أعذار قطر، بينما وصفه الحاخام، “شمولي بوتيتش”، بأنه “خائن” !
من جانب آخر، تعتقد الصحيفة الإسرائيلية أن مساعي قطر لتجنيد المجتمع اليهودي في أميركا لصفوفه، لن يكون مجدياً لأنهم مجموعات لديها بالفعل صوتاً عالي ومؤيدين مؤثرين، لكن تأثيرهم على الأحداث محدود.
وأضافت (هاأرتس) أن كراهية السامية في العالم العربي والإسلامي قوية بشكل لا يرجح نجاح خطط قطر في تحويل مسار القرار الأميركي من معارض إلى مؤيد لقطر، وحتى وعود الدوحة مؤخراً بمنع نشر تحقيقات (الجزيرة) حول اللوبي الصهيوني في واشنطن، هو مجرد “عبث”، بحسب وصف الصحيفة، لأن الأميركيين لا يتخذون مزاعم الشبكة القطرية على محمل الجد.