خاص : كتبت – نشوى الحفني :
يتبقى من الزمن أربعة أيام فقط على الانتخابات الرئاسية الوشيكة في الولايات المتحدة الأميركية، المقررة يوم الثلاثاء، الثالث من تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة؛ تضاؤل فرص الرئيس، “دونالد ترامب”، أمام المرشح الديمقراطي، “جو بايدن”، في الفوز بالسباق الرئاسي.
وحسب التقارير؛ فإن كل من الرئيسين المرشحين، “ترامب” و”بايدن”، يملكان ميليشيات محلية مسلحة، و”ترامب” توعد بأنه لن يسلًم الرئاسة بسهولة في حال خسر، و”بايدن” يقول بأنه سيزيح “ترامب” بأي ثمن عن السلطة .
على أبواب حرب أهلية..
تعليقًا على ذلك؛ قال رئيس تحرير جريدة (رأي اليوم) الإلكترونية، “عبدالباري عطوان”: “بتقديري، الولايات المتحدة، باتت فعلاً على أبواب حرب أهلية، بسبب بسيط لأن ترامب صرح بأنه لن يهزم إلا إذا جرى تزوير الانتخابات؛ وأكد أنه سيفوز فيها، هذا يعني أن هناك احتمالاً كبيرًا بعدم إلتزامه بنتائج الانتخابات، الأمر الذي قد يفتح الباب لمخالفة دستورية كبيرة ونزول أنصاره إلى الشارع لمنع، جو بايدن، من دخول البيت الأبيض. وضع الولايات المتحدة يشبه الوضع قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، وهي على أبواب تغيير كبير سيكون دمويًا؛ وربما يؤدي إلى حرب أهلية تفككها إلى عدة جمهوريات أو عدة دول مستقلة”.
مضيفًا أنه: “إذا نظرنا إلى الرئيس ترامب؛ نجد أنه أقرب إلى زعماء الشرق الأوسط وفي الخليج، على وجه التحديد، من حيث جشعه المالي واستهتاره بالآخرين وعدم إيمانه بالديمقراطية. هذا الرجل يؤمن بالقائد الأوحد لأطول فترة ممكنة ومن غير المستغرب أن يحاول الجلوس في ولاية ثالثة. الولايات المتحدة تعيش مرحلة قريبة من مراحل الاضطراب في الشرق الأوسط، وقد تواجه انهيارًا غير مسبوق في إمكانيتها وسمعتها وهيبتها بسبب عدة عوامل؛ من بينها بروز قوى عالمية أخرى كروسيا والصين، وتراجع الاقتصاد والفشل الذريع في مواجهة وباء كورونا. الولايات المتحدة باتت تخسر زعامتها في العالم بشكل متسارع”.
الديمقراطية الأميركية تواجه مخاطر جدية..
فيما تقول صحيفة (القدس العربي) اللندنية، في افتتاحيتها؛ إنه بغض النظر عن اسم الفائز بالانتخابات “قد يكون الأهم أن الديمقراطية الأميركية ذاتها تواجه مخاطر جدية غير مسبوقة، على رأسها تهرب ترامب من الإقرار بتسليم السلطة في حال خسارته، وكذلك التصريح بأنه لن يخسر الانتخابات إلا في حالة وقوع تزوير واسع النطاق”.
وتضيف الصحيفة: “استطلاعات الرأي تفيد بتقدم بايدن في التصويت الشعبي؛ وكذلك في المجمع الانتخاباتي ضمن الولايات المتأرجحة، غير أن صعود ترامب لم يكن ظاهرة عابرة منقطعة الجذور، ولهذا فإن احتمال خسارته قد لا تنطوي بالضرورة على إندثار منظومته، بل لعلها ستبقى وتتمدد”.
أزمة دستورية..
كما يؤكد “عبدالمنعم سعيد”، في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية؛ أن أحد السيناريوهات المتوقعة للانتخابات الأميركية يتمثل في وجود “فارق ضئيل في الأصوات يحتم أزمة دستورية وشرعية تصل، عبر الكونغرس، إلى المحكمة الدستورية العليا، وفي هذه فإن ترامب مؤكد الفوز؛ نظرًا لما حصل عليه الجمهوريون والمحافظون في عهده على تفوق يصل إلى 6 مقابل 3، بعد تعيين القاضية الأخيرة، إيمي كوني باريت”.
ويضيف: “أو أن الأزمة الدستورية قد تكون أكثر حدة مما يتوقع كل الأطراف السياسية، ويكون هناك تخوف من حرب أهلية يقرر بسببها عدد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ عقد صفقة مع ترامب، كتلك التي حدثت مع نيكسون، فيكون العفو مقابل الاستقالة”.
ويشدد “سعيد” أنه: “حتى إذا ما ذهب ترامب، وهو محض احتمال، فإن (الترمبية) لن ترحل؛ لأن الكتلة السياسية المعبرة عنها سوف تظل باقية وضاغطة، ولن تسمح بالعودة إلى الوراء من وجهة نظرها مرة أخرى”.
توقعات باشتعال العنف من اليمين المتطرف..
كما يرى “أمين مشاقبة”، في صحيفة (الرأي) الأردنية أن فوز “بايدن”، بفارق ضئيل، على “ترامب”: “سيدفع الأخير للطعن بالانتخابات والتزوير ويطالب بإعادة فرز الأصوات يدويًا، إما لولاية فلوريدا أو تكساس، وهذا سيؤدي إلى تأخير ظهور النتائج، ويمكن المطالبة بالمحكمة الفيدرالية للنظر بذلك، أو حتى الكونغرس (الشيوخ) بعد المحكمة”.
ويضيف الكاتب: “من المعلوم أن ترامب يرى نفسه منتصرًا أمام أضعف مرشح للرئاسة، كما يقول، ولا يمكن له أن يخسر هذا السباق، وهناك احتمالات اشتعال العنف من اليمين المتطرف يوم الانتخاب أو اليوم الذي يليه”.
خيارات “ترامب” للفوز صعبة ومحدودة..
من جهتها، تقول (العربي الجديد) اللندنية، في افتتاحيتها: “يبدو أن خيارات ترامب باتت صعبة ومحدودة للفوز بولاية ثانية، فهو لن يستطيع، خلال الأسبوع المتبقي للانتخابات، تقليص الفارق في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني مع بايدن، ومن الصعب عليه أيضًا تكرار الفوز الذي حققه في الولايات المتأرجحة عام 2016، فهناك الآن 13 ولاية متأرجحة”.
وتضيف الصحيفة: “تنحصر آمال ترامب حاليًا في انتزاع بعض الولايات الترجيحية من بايدن، بحيث تحصل كلتا الحملتين على 269 مندوبًا فقط في المجمع الانتخابي، أو أن يحظى بدعم من الجمهوريين في بعض تلك الولايات للتشكيك في نزاهة الإقتراع البريدي ومحاولة تعيين المندوبين في المجمع الانتخابي عبر المجالس التشريعية الولائية. في حال حصل ذلك، فإنه سيطلق معارك قضائية وقانونية، وقد يُدخل البلاد في أزمة دستورية غير مسبوقة”.
نتائج الانتخابات المبكرة غير مكتملة وعرضة للطعن..
كما يقول “عمرو أبوالعطا”، في صحيفة (الجزيرة) السعودية: “أثار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موجة غضب بعدما أشار إلى أنه قد لا يقبل بنتائج انتخابات، 3 تشرين ثان/نوفمبر، إذا تعرّض للهزيمة، وأصر في مناسبات مختلفة على أن الديموقراطيين سيستولون على عشرات الملايين من بطاقات الإقتراع المرسلة بالبريد لتزوير نتائج التصويت”.
موضحًا بالقول: “أتفق مع ترامب في هذه النقطة، نظرًا إلى الارتفاع الهائل في عدد الأصوات المرسلة عبر البريد بسبب فيروس كورونا؛ والأنظمة غير المختبرة مسبقًا للتعامل مع هذه الأصوات، قد تكون نتائج الانتخابات المبكرة غير مكتملة وعرضة للطعن”.
انقلاب الأمور ضد “ترامب” بسبب أزمة “كورونا“ !
كما يقول “ماجد العصفور”، في (الوطن) الكويتية إن: “تعامل الرئيس ترامب مع المرض؛ مادة دسمة لوسائل الإعلام وخصومه للنيل منه، وهو الذي خرج بصورة مهزوزة في أول مناظرة رئاسية له مع خصمه الديمقراطي بايدن، والتي وصفتها الصحافة بالأسوأ من حيث الهبوط بالألفاظ والشتائم منذ البدء في تنظيم هذه المناظرات مطلع الستينيات حيث كانت الأولى بين فورد وكنيدي”.
ويضيف الكاتب: “من الواضح أن الأوضاع أخذت منحى مغايرًا لترامب؛ الذي كان يتغنى بإنجازاته الاقتصادية، وخاصة خفض أرقام البطالة والحصول على عقود مليارية بالخارج، كدول الخليج العربي مثلاً، للنجاح والتي انقلبت عليه الأمور رأسًا على عقب بسبب المصاعب الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا في الآونة الأخيرة، ووضعت أحلامه بولاية ثانية في مهب الريح، ما لم تحدث تطورات دراماتيكية تعكس الوضع لصالحه أمام خصمه بايدن”.