17 أبريل، 2024 5:55 ص
Search
Close this search box.

في ثاني زيارة مفاجئة له إلى روسيا .. “الأسد” أمام خيارات صعبة تجعله جزء من التسوية القريبة في سوريا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة مفاجئة غير معلن عنها مسبقاً، استقبل الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، نظيره السوري “بشار الأسد”، في سوتشي، الإثنين 20 تشرين ثان/نوفمبر 2017، وبحثا المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية.

وقال الكرملين، في بيان نشره على موقعه الرسمي الإلكتروني، إن “بوتين” هنأ “الأسد” بالنتائج التي حققتها سوريا في الحرب ضد الإرهاب، مضيفاً أن الشعب السوري يقترب تدريجياً من هزيمة الإرهابيين، التي هي نتيجة حتمية.

التوصل لتسوية سياسية..

مؤكداً “بوتين” أنه بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، مشيراً إلى أن “الأسد” مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار في سوريا.

مضيفاً “بوتين”: “أنتم تعرفون أنه من المقرر أن التقي في سوتشي (الأربعاء)، بنظيريّ، الرئيس التركي والرئيس الإيراني. وأن نجري نحن أيضاً مشاورات إضافية، خلال اجتماعنا. المسألة الأهم، هي مسألة ما بعد هزيمة الإرهابيين، وهي مسألة التسوية السياسية، التسوية طويلة الآمد للوضع في سوريا”.

نتواصل مع الشركاء..

معلناً “بوتين” خلال استقباله “الأسد”: “بالإضافة إلى الشركاء الذين ذكرتهم، (تركيا وإيران)، أنتم تعرفون، أننا نعمل كذلك من دول أخرى؛ كالعراق، والولايات المتحدة، ومصر، والسعودية، والأردن، ونحن على تواصل مستمر مع شركائنا”.

وقال الرئيس الروسي: “أود أن أناقش معكم المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، ومؤتمر الحوار السوري، الذي تساندوه. أود أن استمع إلى تقييمكم للحالة الراهنة، وآفاق تطور الوضع، بما في ذلك رؤيتكم للتسوية السياسية، التي حسب ما تبدو لنا، ودون شك، في نهاية الأمر ينبغي أن تتم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة. نحن نعوّل على مشاركة نشطة لمنظمة الأمم المتحدة في المسار نفسه، وكذلك في المرحلة النهائية”.

حققت نتائج..

من جانبه قال الرئيس السوري “بشار الأسد” إن العملية العسكرية الروسية الداعمة للجيش السوري في مواجهة الإرهاب، التي بدأت قبل عامين وبضعة أسابيع، حققت نتائج كبيرة عسكرية، وسياسية، وإنسانية، مشيراً إلى أن تراجع الإرهابيين في كثير من المناطق أدى إلى عودة الكثير من المواطنين السوريين إلى مدنهم وقراهم وباتوا يعيشون حياتهم الطبيعية.

سيقود السوريون المسار السياسي..

مؤكداً “الأسد” أهتمام دمشق بتقدم العملية السياسية، بعد أن تحقق الإنتصار على الإرهاب، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تعوّل على دعم روسيا لضمان عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية، وأن يدعموا فقط المسار السياسي، الذي سيقوده السوريون أنفسهم.

معبراً الرئيس السوري عن إمتنان الشعب السوري لروسيا، التي لعبت دوراً هاماً في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها.

وتحاول روسيا تحقيق توافق دولي حول اتفاق سلام في سوريا بعد عامين من بدء التدخل العسكري الروسي الذي حول دفة الصراع لصالح “الأسد”.

وكان “بوتين” قد التقى بالأسد آخر مرة في 20 تشرين أول/أكتوبر في 2015؛ بموسكو بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سوريا، تغلبت على مسلحي المعارضة المناهضين للأسد ودعمت قوات الحكومة السورية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن “ديمتري بيسكوف”، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن الاجتماع الذي عقد في “سوتشي” دام لمدة أربع ساعات؛ وحضرته مجموعة من كبار القادة العسكريين جاءوا خصيصاً إلى مقر “بوتين” في “سوتشي”.

روسيا تقتل المدنيين..

يتهم معارضو “الأسد” والحكومات الغربية، روسيا، بقتل عدد كبير من المدنيين السوريين بضرباتها الجوية، وهي ادعاءات تنفيها موسكو، التي تقول إنها لا تستهدف سوى الإرهابيين ومواقعهم في سوريا.

بسبب تنحية الدور السوري..

مصادر دبلوماسية قالت أن القيادة الروسية أن إستدعاء الرئيس السوري “بشار الأسد” للقاء نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، جاء تعبيراً عن غضب “الكرملين” لمسارعة إيران وأنصارها، يتقدمهم “حزب الله” اللبناني، مع صمت سوري، الإعلان عن دحر الإرهاب في سوريا والعراق من دون أي ذكر للدور الروسي، لهذا سيعبر “الأسد” صراحة عن دور الجيش الروسي في إنقاذ سوريا من الجماعات الإرهابية ودحر تنظيم (داعش).

وسيعبر الرئيس الروسي عن موقفه أيضًا في دور جنرالاته خلال القمة التي ستجمعه، الأربعاء، في “سوتشي” مع الرئيسين الإيراني، “حسن روحاني”، والتركي، “رجب طيب أردوغان”.

وضع اللمسات الأخيرة..

في صحيفة (الحياة) اللندنية قال الكاتب “رائد جبر”، إن توقيت الزيارة ومجرياتها عكست توجهاً روسياً لوضع اللمسات الأخيرة على الجهود المبذولة حالياً لطي صفحة العملية العسكرية في سورية؛ وإطلاق المسار السياسي.

وفي زيارته السابقة قبل عامين وضع “الأسد” أمام خيار صعب.. التدخل الروسي لإنقاذ “السلطة الشرعية” ثمنه ترتيبات واسعة لوجود عسكري روسي دائم في سورية، إضافة إلى أن موسكو أرادت فرض رؤيتها الخاصة لمسار الصراع الميداني. حتى لو تعارض أحياناً، كما ظهر لاحقاً في أكثر من موقع، مع خطط النظام والحليف الإيراني.

خيارات صعبة..

مضيفاً “جبر”، أنه على رغم أن العملية العسكرية الروسية أنجزت “غالبية أهدافها” في سورية وفق الكرملين، فإن “الأسد” بدا في زيارته الثانية أمام خيارات صعبة أيضاً.. وعبارات الشكر التي ردّدها خلال لقائه “الجنرالات الذين أنقذوا سورية”؛ لا تغطّي حقيقة إنحسار نفوذه ودرجة تأثيره في تطورات الأحداث إلى أضيق مساحة منذ اندلاع الأزمة في سورية، إلى درجة أن تعليقات الخبراء ووسائل الإعلام الروسية قلما تذكر اسم الرئيس السوري عند الإشارة إلى “المنتصرين”.

إستعجال رسم ملامح المرحلة المقبلة..

موضحاً “جبر” أن توقيت ترتيب الزيارة، عشية القمة الحاسمة لرؤساء البلدان الضامنة وقف النار في سورية، عكس إستعجال موسكو رسم ملامح المرحلة المقبلة؛ التي سيكون عنوانها الأساس الإعلان عن إنتهاء الجزء النشط من العمليات العسكرية في سورية والإنتقال إلى مسار سياسي.

إعلان موقف واضح يؤيد التريبات الروسية..

مشيراً “جبر” إلى أن المطلوب من “الأسد” إعلان موقف واضح يؤيد الترتيبات الروسية لعقد مؤتمر الحوار السوري، ويؤكد الاستعداد للتعامل في شكل إيجابي مع نتائجه. وهذا يوفر لموسكو مساحة أوسع للتأثير في إيران باعتبارها الطرف القادر على وضع عراقيل أمام التوجه الروسي.

تأجيل طرح ملف مصير “الأسد”..

في المقابل، لا تمانع موسكو في تقديم ضمانات بتقليص تأثير “اللاعبين الخارجيين” في مسار المفاوضات السورية – السورية. كما أنها ستواصل الضغط لتأجيل طرح ملف مصير “الأسد” خلال المرحلة الإنتقالية.

لافتاً “جبر” إلى وجود أسباب داخلية للإستعجال الروسي لدفع الترتيبات المقبلة على رغم التعقيدات الكبرى التي تواجهها، إذ يحتاج الكرملين بشدة، وهو يستعد لإطلاق حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلى الإعلان قبل حلول نهاية العام عن نصر حاسم على الاٍرهاب، وتقديم إنجازات كبرى تبرّر للناخب الروسي قرار التدخل في سورية.

عقبات يجب تجاوزها..

لكن العقبات التي تسعى موسكو إلى تجاوزها؛ وهي تضع ترتيبات المرحلة المقبلة، لا تقتصر على ضمان إنخراط النظام في المسار المرسوم، إذ تبدو المهمة الأصعب الحفاظ على توازن العلاقات مع الشريكين التركي والإيراني. كما أن غياب التنسيق مع واشنطن يزيد من تعقيدات المسار الروسي للتسوية. ناهيك بغموض الفكرة التي تسعى موسكو إلى تثبيتها حول “تكامل” مسارَي “جنيف” و”سوتشي”.

الطرف السوري هو الأسهل..

بهذا المعنى، فإن الطرف السوري بمكوّنَيه، الموالي والمعارض، بات الحلقة الأسهل في المعادلة الروسية مهما بدت هذه العبارة غريبة. إذ لم تخفِ روسيا وهي تستقبل “الأسد” بهذه الطريقة وهذا التوقيت، ارتياحها لما وصفته: إبتعاد “العناصر المتشدّدة” في المعارضة السورية عن تشكيلة الوفد المفاوض. المعضلة التي تواجه موسكو باتت تقتصر، وفقاً لقناعة نخب روسية، على آليات إدارة توازنات المرحلة المقبلة مع الأطراف الإقليمية والدولية.

“الأسد” هو رجل روسيا في سوريا..

من جانبه، يقول المتخصص في الشأن السوري، “د. مصطفى أمين”، لـ(كتابات)، أن زيارة “الأسد” لروسيا توضح إنسياق “بشار الأسد” خلف الرئيس الروسي في القضية السياسية، وبمعنى أصح هو ذاهب لتلقي أوامر من الروس حول شكل التسوية القادمة، والتي ستتم في الاجتماع الروسي التركي الإيراني، والذي سيشكل حجم وشكل التسوية السياسية في سوريا، فزيارة “الأسد” تعني أنه مازال يتمتع بالدعم الروسي سياسياً، حيث كان الدعم عسكري، والدعم السياسي هذا يبعث برسالة للغرب أن “بشار الأسد” يعتبر الرجل الرئيس لروسيا في سوريا، وأنهم يحاولون المحافظة عليه، وبالتالي فإن تحدث تسوية ما في الغالب سيكون “الأسد” جزء منها في المستقبل القريب فيما يخص الأزمة، وأرى أن الزيارة متوقعة مثلما التي حدثت في 2015، والتي تم من خلالها الاتفاق على شكل التدخل الروسي العسكري في سوريا بوضع حماية ومظلة خاصة لتدخل العسكريين الروس في الداخل السوري.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب