28 أبريل، 2024 10:09 ص
Search
Close this search box.

في تظاهراتهم المؤيدة لـ”غزة” .. الشباب الأميركي يدق جرس الإنذار من باب الجامعات ليستعيد شبح “فيتنام” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

مع استمرار موجة الاحتجاجات المؤيدة لـ”فلسطين” في الجامعات الأميركية لليوم الحادي عشر على التوالي في مختلف الولايات، بينما يُحاول الإداريون في حرم الجامعات من “كاليفورنيا” إلى “كونيتيكت” التعامل مع المتظاهرين، وسّط اعتقال الشرطة للمئات.

الجامعات في “الولايات المتحدة”؛ اتخذت منحّى أكثر صرامة في التعامل مع تلك الاحتجاجات الطلابية، خاصة وأن تقارير إعلامية كشفت عن حالة من الصدمة شُعرت بها الإدارات المختلفة بسبب توسّع التظاهرات وشّدتها.

اعتقال 600 شخص..

وذكر موقع (أكسيوس) الأميركي؛ أنه حتى 26 نيسان/إبريل الجاري، تم اعتقال قُرابة: (600) شخص في (15) حرمًا جامعيًا في أنحاء البلاد؛ خلال أقل من عشرة أيام.

(أكسيوس) كشف أن إدارات الجامعات اتجهت لقمع المتظاهرين بطرقٍ غير مسّبوقة مع تزايد حجم الاحتجاجات وكثافتها.

غالبية الاعتقالات وقعت في المعسكرات والاعتصامات؛ فيما تشهد العشرات من الاحتجاجات الجامعية الصغيرة مشّاحنات بين المتظاهرين والشرطة.

توافق مع رؤى النواب..

وبعد أن أدلت رئيسة جامعة (كولومبيا)؛ “مينوش شفيق”، وهي أميركية من أصل مصري، بشهادتها أمام “الكونغرس”، والتي اتخذت موقفًا ينسّجم مع النواب الذين يشّجبون الاحتجاجات رد الطلاب بإقامة معسكر للاعتصام في حرم الجامعة؛ منذ 17 نيسان/إبريل، ما دفعها في اليوم التالي لطلب الشرطة بهدف تفكيك المعسكر.

ومنذ ذلك الحين؛ ظهرت مخيمات واعتصامات تضامنية للطلاب ضد الحرب في “غزة”؛ في جميع أنحاء البلاد، وهي مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر، لكنها تصاعدت مع أحداث الأسبوع الماضي.

اعتقالات وتهم جنائية..

وبحسّب وكالة (آسوشيتد برس)؛ يتفاوض المسؤولون في “كولومبيا” وبعض الكليات والجامعات الأخرى مع الطلاب المتظاهرين الذين رفضوا التفاوض مع الشرطة.

وفي جامعة (إنديانا بلومنغتون)، اقتحمت الشرطة بالدروع والهراوات تجمعات المتظاهرين واعتقلت (33)، وبعد ساعات في جامعة (كونيتيكت)، مّزقت الشرطة الخيام واعتقلت شخصًا واحدًا، وفي جامعة ولاية “أوهايو”، اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين بعد ساعات فقط من تجمعهم مساء الخميس.

وقال المتحدث باسم الجامعة؛ “بنغامين جونسون”، إن الذين رفضوا المغادرة بعد التحذيرات تم اعتقالهم ووجهّت إليهم تهم جنائية بالتعدي على ممتلكات الغيّر، مستشهدًا بالقواعد التي تحظر الأحداث الليلية.

تفكيك الاعتصامات والمخيمات..

وفي “كولومبيا”؛ أقام المتظاهرون مخيمًا، حيث من المقرر أن يتخرج الكثيرون أمام عائلاتهم في غضون أسابيع قليلة، وقال مسؤولو (كولومبيا) إن المفاوضات أظهرت تقدمًا مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددّته الجامعة في وقتٍ مبكر من يوم الجمعة للتوصل إلى اتفاق بشأن تفكيك المخيم.

تُجري جامعة ولاية “كاليفورنيا” للفنون التطبيقية، مفاوضات مع الطلاب المحاصرين داخل مبنى الحرم الجامعي منذ يوم الاثنين، رافضة محاولة الشرطة إخراجهم والتقى أعضاء هيئة التدريس مع المتظاهرين يوم الخميس لمحاولة التفاوض على حل، حيث يظل الحرم الجامعي مغلقًا على الأقل خلال عطلة نهاية الأسبوع.

مطالب المتظاهرين..

ويُطالب المتظاهرون؛ الذين يقيُّمون مخيمات في الجامعات في جميع أنحاء البلاد، بقطع العلاقات المالية مع “إسرائيل” وسّحب استثماراتها من الشركات التي يقولون إنها تسُّاعد في الصراع.

اتهامات بمعاداة السّامية..

في المقابل؛ يقول بعض الطلاب اليهود إن الاحتجاجات انحرفت إلى معاداة السّامية وجعلتهم خائفين من دخول الحرم الجامعي، الأمر الذي أدى جزئيًا إلى دعوات لتدخل الشرطة.

وعلى الطرف الآخر من الولاية؛ أعلنت جامعة (جنوب كاليفورنيا) إلغاء حفل تخرج المدرسة؛ المقرر في 10 آيار/مايو، جاء الإعلان بعد يوم من اعتقال أكثر من: (90) متظاهرًا في الحرم الجامعي.

وفي كلية مدينة (نيويورك)؛ يوم الخميس، انطلق مئات الطلاب في حرم (هارلم) الجامعي وسّط الهتافات بعد انسّحاب فرقة صغيرة من ضباط الشرطة، وقالت إدارة شرطة “لوس أنغلوس” إن: (93) شخصًا اعتقلوا ليلة الأربعاء خلال احتجاج في الحرم الجامعي بتهمة التعّدي على ممتلكات الغيّر، وتم القبض على شخص بتهمة الاعتداء بسلاح.

وفي كلية (إيمرسون) في “بوسطن”، تم القبض على: (108) أشخاص في مخيم في أحد الأزقة بحلول وقت مبكر من يوم الخميس، وفي جامعة (تكساس) تم اعتقال ما لا يقل عن: (57) شخص واتهامهم بالتعّدي على ممتلكات الغيّر.

واعتقلت الشرطة الأميركية، عددًا من الأساتذة وطلابًا من جامعة (إيموري) في “آتلانتا”؛ بولاية “جورجيا”، خلال تظاهرة تضامنية مع “قطاع غزة”، وسّط اعتداءات وإطلاق رصاص مطاطي وغاز مدُّمع، واعتقلت رئيسة قسم الفلسفة في جامعة (إيموري): “نويل مكافي”،  وبروفيسورة في الاقتصاد.

شبح “فيتنام” يُطارد ولاية “بايدن” الثانية !

بالتزامن مع تلك التظاهرات؛ استعادت صحيفة (نيويورك تايمز) ذكرى الاحتجاجات الطلابية المناهضة لـ”حرب فيتنام” عام 1968، في ظل الاحتجاجات الحالية في الجامعات على “حرب غزة”، خاصة مع استدعاء الشرطة لتفريق المعتصمين في كلتا الحالتين.

ووفقًا لـ (نيويورك تايمز)، هناك جيلين من الشباب في كلتا اللحظتين مسّتعدان للاحتجاج، أولهما أنضجته حركة الحقوق المدنية والحداد الوطني بعد اغتيال؛ “جون كينيدي”، والسيناتور “روبرت كينيدي”، والقس الدكتور “مارتن لوثر كينغ”، والثاني نشأ مع الحركات الاحتجاجية، مثل: “احتلوا وول ستريت” و”حياة السود مهمة” وحملة (باركلاند) بولاية “فلوريدا”، وحملة “السّيطرة على الأسلحة الطلابية”.

وقالت الصحيفة إن جيل 1968 انسّاق في حركة بدأت في حرم الجامعات ونمّت، وراء قناعة أخلاقية كأساس لغضبه بشأن “حرب فيتنام”، التي تمكّن الأميركيون من رؤية أهوالها في الوقت الحقيقي تقريبًا، والتي جنّد لها خلال عامين مليون أميركي، أما الجيل الثاني فهو الذي يُتابع “حرب غزة” الآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي والكثيرون منهم يشعرون بالرعب مما يرونه؛ ما كان الشرارة لبدء الاحتجاجات المناهضة للحرب من حرم الجامعات.

وفي هذا السيّاق؛ دعا أكثر من ألف قس من أصحاب البشرة السمراء؛ الرئيس “بايدن”، إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في “غزة”، كما كان “مارتن لوثر كينغ جونيور”، قد أعلن معارضته للحرب في “فيتنام”، قائلاً إنه مضطر إلى رؤية الحرب كعدو للفقراء ومهاجمتها على نحوٍ ما.

وأشارت الصحيفة إلى أنه كما حدث عام 1968؛ ستنتهي الفصول الدراسية ويعود الطلاب إلى منازلهم لفصل الصيف، ولكن معارضتهم لن تنتهي كما لم تنّتهِ في ذلك الوقت، إذ تُخطط الجماعات المناهضة للحرب لتنظيم احتجاجات كبيرة أثناء “المؤتمر الوطني الديمقراطي”؛ ما يُشّكل تحديًا للرئيس “بايدن”؛ خلال سّعيه للحصول على ولاية ثانية في “البيت الأبيض”، في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها تشرين ثان/نوفمبر المقبل.

بايدن” وحرية التعبير..

وبين اعتقال العديد من الطلاب وتهديد الجامعات لهم بتعليق حضور كل من يُشارك بها مؤقتًا ومنعه إداريًا من دخول الحرم الجامعي، وبين توسّع الاحتجاجات الطلابية تنديدًا بالحرب، خرجت المتحدثة باسم البيت الأبيض؛ “كارين جان بيير”، الأربعاء الماضي، في تصريحات صحافية قائلة إن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، يؤمن بأن حرية التعبير والنقاش وعدم التمييّز أمور مهمة في الحرم الجامعي.

“نتانياهو” يُدّين..

ولم يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، وصفًا للاحتجاجات التي اندلعت بين ليلة وضحاها وسّط فشل ذريع لقوى العالم لوقف إطلاق النار ومنع قتل المدنيّين، سوى أنها: “غير معقولة”، قائلًا: “ما يحدث في حرم الجامعات الأميركية أمر مروع، لقد استولت حشود معادية للسّامية على جامعات رائدة، إنهم يدعون إلى إبادة إسرائيل، ويهاجمون الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود”، داعيًا إلى إدانة الاحتجاجات بشكلٍ لا لبّس فيه، وحثّ على وقفها.

انتهاك الحقوق الفردية..

في المقابل؛ اتهمت “حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية”؛ (حماس)، الإدارة الأميركية، بانتهاك الحقوق الفردية للطلاب، وحقهم في حرية التعبير، إذ قال عضو المكتب السياسي للحركة؛ “عزت الرشق”، إن الإدارة الأميركية اعتقلت المتظاهرين دون أدنى شعور بالخجل من القيمة الأخلاقية التي يُمثلها هؤلاء الطلاب وأساتذة الجامعات.

غضب الشباب إزاء سياسة “بايدن”..

المراقبون يرون إن موجة الاحتجاجات الطلابية تسُّلط الضوء على أن العديد من الشباب الأميركي غير راضين عن سياسة؛ الرئيس “جو بايدن”، تجاه “إسرائيل”.

الجدير بالذكر أن “الولايات المتحدة”؛ على مر التاريخ، تُعد الحليف القوي لـ”إسرائيل” مع  دعمها المستمر للدولة العبرية.

ومع بدء “إسرائيل” عملياتها العسكرية الوحشية في “غزة”، أكد “بايدن” على أن “الولايات المتحدة” الحليف الأكثر ولاءً لـ”إسرائيل”، لكن مع سقوط قتلى كُثر في صفوف المدنييّن بـ”غزة”، أعربت شخصيات ليبرالية وشبابية في “الولايات المتحدة” عن الغضب إزاء استخدام أموال الضرائب لتمويل “إسرائيل”. وتحُّث هذه الشخصيات “بايدن” على الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار في “غزة” ووقف جميع المساعدات لـ”إسرائيل”.

وفي إشارة إلى احتمال تغيّر السياسة الأميركية بشأن “غزة”، قال “بايدن” في بيان مطلع الشهر الجاري؛ إن الدعم المقدم للعمليات العسكرية الإسرائيلية في “غزة” مرهونًا بخطوات ملموسّة تتخذها “إسرائيل” لضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنييّن .

وقالت (رويترز) إن التحذير جاء خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، في أعقاب هجوم إسرائيلي على قافلة كانت تابعة لمنظمة (ورلد سنترال كيتشن)  الخيرية أسّفر عن مقتل سبعة من موظفي المنظمة، وأقرت “إسرائيل” بأن ذلك حدث عن طريق الخطأ.

وعلى وقع البيان الأميركي؛ أعلنت “إسرائيل” على الفور اتخاذ  خطوات تهدف إلى زيادة تدفق المسّاعدات إلى “قطاع غزة”؛ بما في ذلك موافقة “إسرائيل” على إعادة فتح “معبر إيريز”؛ (بيت حانون)، المؤدي إلى شمال “قطاع غزة”، والاستخدام المؤقت لـ”ميناء أسدود”؛ في جنوب “إسرائيل”، والموافقة على زيادة الإمدادات القادمة من “الأردن” مباشرة إلى “غزة” من خلال “معبر كرم أبو سالم”؛ (كيرم شالوم).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب