وكالات- كتابات:
شهدت الطرق المؤدية إلى جنوب “لبنان”؛ منذ ساعات ليل أمس الثلاثاء، توافدًا كبيرًا لعوائل “الضاحية الجنوبية” و”البقاع” للعودة إلى منازلهم فور الإعلان عن صفقة وقف اطلاق النار، وقبل ساعات من بدء دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وأظهرت مشاهد مصورة زحامات كبيرة للعجلات المحملة بالعوائل والمتوافدة باتجاه جنوب “لبنان” لغرض العودة إلى المنازل حتى مع وجود آثار تدمير كبيرة.
واعتبر أهالي جنوب “لبنان” العودة إلى الجنوب بمثابة التحدي بعد الأحاديث التي انتشرت في الأشهر القليلة الماضية حول سيناريو: “تهجير الشيعة من جنوب لبنان”، أو ما يُعرف لبنانيًا: بـ”ترانسفير الشيعة” إلى “العراق”.
من جانبه؛ طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي العوائل اللبنانية بالتريث لحين الانتهاء من انسحاب الجيش الإسرائيلي بغضون (60 يومًا) وفق الاتفاق.
من جانبه؛ دعا الجيش اللبناني المواطنين إلى التريثُ في العودة للبلدات الأمامية التي توغلت فيها قوات العدو بانتظار انسحابها، مشيرًا إلى أنه: “نعمل على اتخاذ الإجراءات لاستكمال انتشارنا بالجنوب مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ”.
وسارع اللبنانيون؛ منذ ساعات الصباح الأولى، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، للعودة إلى مناطقهم في الجنوب والبقاع (شرقًا)، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لـ”بيروت”.
وبدأ عند الساعة الرابعة فجر اليوم الأربعاء؛ بتوقيت “بيروت” (الثانية بتوقيت غرينتش)، سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين (حزب الله) والاحتلال الإسرائيلي لينُهي أكثر من سنة من المواجهات العسكرية عبر الحدود وشهرين من الحرب المفتوحة بين الطرفين.
في الضاحية الجنوبية، بدأ المواطنون بالتوجه بسياراتهم عبر “جسر الحازمية”، حيث يُشكل هذا المدخل طريقًا رئيسًا يؤدي إلى مناطق “حارة حريك، الشياح، وبرج البراجنة”، التي تعرضت لدمار كبير خلال الغارات الإسرائيلية.
وعلى الرُغم من إعلان وزير الأشغال اللبناني أن عمليات رفع الأنقاض ستبدأ عند الساعة السابعة صباحًا، إلا أن السكان لم ينتظروا أي إشعارات رسمية، بل بادروا بالعودة بشكلٍ فوري.
وقد أفاد العائدون بأن حجم الدمار يفوق ما شاهدوه خلال حرب تموز 2006، إذ استهدفت الغارات الاحتلال الإسرائيلي مناطق أوسع ودمرت عددًا كبيرًا من المنازل والمباني.
حتى الآن؛ لا توجد أرقام رسمية توضح حجم الدمار، لكن المشاهد التي رُصدت خلال الجولات الميدانية تظهر كارثة كبيرة.
وإلى الجنوب؛ ازدحمت الطرقات بالسيارات الممتلئة بالعائلات العائدة إلى قراها، رغم تحذيرات جيش الاحتلال الصهيوني السابقة بضرورة الإخلاء. ومع بدء سريان الهدنة، تجاهل الأهالي هذه التحذيرات وعادوا إلى منازلهم التي غادروها بسبب الحرب.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ “أفيخاي أدرعي”، قد نشر بيانًا عبر منصة (إكس) حذر فيه من العودة إلى الجنوب، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية ستبقى متمركزة في مواقعها جنوبًا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن تدفق النازحين العائدين يعكس رغبة قوية في استعادة حياتهم رغم المخاطر والدمار.
وقبل بدء سريان الاتفاق صعّد (حزب الله) اللبناني والاحتلال الإسرائيلي من هجماتهما المتبادلة؛ حيث أعلن الحزب قصف مناطق في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة بالصواريخ، في حين استبَقت “إسرائيل” وقف إطلاق النار بشن سلسلة غارات واسعة النطاق على العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية وعدة قرى وبلدات جنوب وشرق “لبنان”.
وجاءت الهجمات بالتزامن مع تأكيد الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين (حزب الله) و”إسرائيل”، وذلك بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، موافقة الحكومة الأمنية عليه.
بنود الاتفاق..
وقالت القناة (13) الإسرائيلية إن (حزب الله) وكل التنظيمات المسلحة بـ”لبنان” ستتوقف، بموجب الاتفاق، عن مهاجمة “إسرائيل” في البداية.
وفي مقابل ذلك تتوقف “إسرائيل” عن تنفيذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في “لبنان” جوًا وبرًا وبحرًا.
وأضافت القناة أن الاتفاق ينص على أن قوات الأمن والجيش اللبناني هما الوحيدان اللذان يسمح لهما بحمل السلاح جنوبي “لبنان”.
كما ينص الاتفاق على أن استيراد السلاح وصناعته وكل ما يتعلق به ستكون في إطار سيطرة حكومة “لبنان”.
حسّب القناة الصهيونية؛ يؤكد “لبنان وإسرائيل”، بموجب الاتفاق، أهمية قرار “مجلس الأمن”؛ (1701).
يُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وسّع منذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي؛ نطاق حربه على “لبنان”، الذي بدأ منذ تشرين أول/أكتوبر 2023، ليشمل معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة؛ “بيروت”، عبر غارات جوية، كما بدأ اجتياحًا بريًا في جنوبه.
ويرد (حزب الله) يوميًا بصواريخ وطائرات مُسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، وقصْف مناطق وأهداف وسط “إسرائيل”.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية إجمالًا عن نحو: (3800) شهيد وأكثر من (15) ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو: مليون و(400) ألف نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.