16 نوفمبر، 2024 8:39 م
Search
Close this search box.

في تحدٍ للهيمنة الأميركية .. إنطلاق مناورات “روسية-صينية-إيرانية” بشمال المحيط الهادي !

في تحدٍ للهيمنة الأميركية .. إنطلاق مناورات “روسية-صينية-إيرانية” بشمال المحيط الهادي !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بدأت صباح أمس المناورات البحرية الكبرى بين “إيران وروسيا والصين” في شمال “المحيط الهندي”، حسبما أعلن مساعد قائد القوة البحرية الإيرانية لشؤون العمليات الأدميرال، “غلام رضا طحاني”.

تأتي هذه المناورة بعدما أصبحت المياه المحيطة بـ”إيران” محورًا للتوترات الدولية، حيث تُمارس “الولايات المتحدة” ضغوطًا لوقف مبيعات “النفط الإيراني” وقطع غيرها من العلاقات التجارية.

وتنطلق “الصين”، في هذه المناورات، من عقيدة تأمين احتياجاتها من “النفط” بعدما تحولت إلى أكبر مستورد لـ”النفط” في العالم؛ وأزاحت “الولايات المتحدة” عن هذا المركز.

وتعني هذه المناورات، في القاموس العسكري، وضع سيناريوهات “روسية-صينية-إيرانية” لمواجهة أي قوى خارجية تحاول السيطرة والتحكم في “مضيق هرمز”.

كما أنها تُعد نقطة تحول؛ لأن “واشنطن”، ومنذ شهور وهي تحاول تشكيل قوة بحرية لتأكيد الحضور في الخليج و”المحيط الهندي”، لكنها فشلت في استقطاب الدول الأوروبية.

أهداف الدول الثلاث من المناورات..

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، (إرنا)؛ قال “طحاني” إن الهدف من إقامة هذه المناورات هو ترسيخ الأمن وأركانه في المنطقة. وأضاف: “أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد انتصار الثورة الإسلامية، بإقامة مناورات مشتركة مع القوتين البحريتين الكبيرتين في العالم، (روسيا والصين)، وفي هذا المستوى..”.

وكان الناطق باسم الجيش الإيراني، البريغادير جنرال “أبوالفضل شكارجي”، قد أعلن الأربعاء الماضي، أن المناورات البحرية المشتركة سوف تستمر أربعة أيام في شمال “المحيط الهندي” و”بحر عُمان”، مضيفًا أن هذه المناورات هي لتبادل الخبرات بين القوات المسلحة للدول الثلاث، وكذلك من أهدافها الأخرى مواجهة الإرهاب والقرصنة البحرية، بحسب (إرنا).

وتابع “شكارجي”؛ أن “المحيط الهندي” و”بحر عُمان” من المناطق التجارية المهمة عالميًا؛ وأن الكثير من الدول مطلة عليها، لذلك فإن استقرار الأمن والسلام في هذه المنطقة الحيوية مهم جدًا.

ردًا على خطط أميركا..

ولـ”خليج عُمان” حساسية خاصة؛ لأنه يرتبط بـ”مضيق هرمز”، الذي يمر عبره خُمس “النفط العالمي” ويرتبط بدوره بالخليج.

بينما يقول مراقبون إن هذه المناورات تأتي ردًا من الدول الثلاث على خطط “الولايات المتحدة الأميركية” في القيام بمهمة بحرية لحماية السفن في مياه الخليج.

وسبق وأن اقترحت “واشنطن” مهمة بحرية بقيادتها؛ في أعقاب عدة هجمات، في آيار/مايو وحزيران/يونيو 2019، على سفن تجارية دولية، بما في ذلك ناقلات سعودية، في مياه الخليج. وأنحت “الولايات المتحدة” باللائمة على “إيران”، التي تنفي الاتهامات.

المثلث الذهبي بالمنطقة..

ومن جانبه؛ قال “طحاني” إن “المحيط الهندي” يُعد ثالث أكبر محيط في العالم؛ وتُطل عليه دول مهمة جدًا ويتضمن المضائق المهمة الثلاث، وهي “باب المندب” و”مالاغا” و”هرمز”، التي تُعد بمثابة المثلث الذهبي بالمنطقة.

وتابع؛ أن من أهداف المناورات تعزيز أمن التجارة البحرية الدولية ومواجهة قراصنة البحر والإرهاب البحري وتبادل المعلومات في مجال الإغاثة والإنقاذ البحري وتبادل الخبرات العملانية والتكتيكية.

وحول تكتيكات التمارين في المناورات البحرية المشتركة، قال “غلام رضا طحاني”؛ إن التمرينات التكتيكية متنوعة من ضمنها إنقاذ السفن المتعرضة لحريق وتحرير السفن التي تتعرض للإعتداء والرمي على أهداف محددة.

إنتهاء مرحلة إنفراد أميركا بالمنطقة..

من جهته؛ أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي، “علاء الدين بروجردي”، أن المناورات البحرية المشتركة بين “إيران وروسيا والصين”، قد أثبتت أن مرحلة إنفراد “أميركا” بالمنطقة قد إنتهت.

وقال “بروجردي”، في تصريح لمراسل وكالة أنباء (فارس)؛ حول أهمية المناورات البحرية “الإيرانية-الروسية-الصينية” المشتركة؛ في شمال “المحيط الهندي”: نظرًا لأهمية الحفاظ على الأمن في “الخليج الفارسي” و”بحر عُمان” و”المحيط الهندي”، وبما أنه طيلة العقود القليلة الماضية، كان الأميركيون يقوضون عمليًا الأمن الإقليمي ويسببوا الأزمات في المنطقة، فإنه إقامة هذه المناورات مهمة وضرورية.

وأضاف: بالنظر إلى أن إستراتيجية جميع الدول الثلاث، “الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا والصين”، هي إستراتيجية سلمية في المنطقة وإحلال الأمن المستديم، فإن هذه الخطوة قد تم إتخاذها أيضًا في “سوريا” و”العراق”، من خلال التعاون العملي بين “إيران والعراق وسوريا وروسيا”، حيث تم تأسيس غرفة عمليات مشتركة في كل من “دمشق” و”بغداد”.

وأوضح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي، إن رسالة هذه المناورات المشتركة هي أن الدول ذات النفوذ والمقتدرة حريصة على تعزيز أمن هذه المنطقة الحساسة، وأن عهد إنفراد “أميركا” بالمنطقة قد إنتهى.

وتابع “بروجردي”، قائلًا: لقد قام الأميركيون بمثل هذه المناورات مع حلفائهم الأوروبيين والإقليميين حتى الآن، ويعكس هذا الإجراء الجديد حقيقة أن مرحلة إنفراد “أميركا” بالمنطقة قد إنتهت، وقد دخلت قوى مهمة فعليًا، مثل “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” و”الصين” و”روسيا”، مرحلة جديدة، من أجل الحفاظ على أمن هذه المنطقة الحساسة.

البنتاغون” يتابع..

من جانبه؛ أعلن (البنتاغون) أنه سيتابع المناورات البحرية بين “روسيا وإيران والصين” في “بحر العرب”، مؤكدًا استعداده لـ”ضمان حرية الملاحة في المياه الدولية”.

وقال المتحدث باسم “وزارة الحرب” الأميركية، “شون روبرتسون”، في بيان: “نحن على علم بتدريبات متعددة الأطراف تجريها، إيران والصين وروسيا، في بحر العرب. نتابع ذلك وسنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لضمان حرية الملاحة وحركة البضائع عبر الممرات المائية الدولية”.

ترفع مكانة إيران في المنطقة..

تعليقًا على تلك المناورات؛ أكد رئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية والنقيب البحري المتقاعد، “كنستانتين سيوكوف”، بأن المناورات البحرية المشتركة بين “إيران وروسيا والصين”؛ تعزز استقرار المنطقة.

وقال “سيوكوف” أن المناورات البحرية المشتركة بين “إيران وروسيا والصين”؛ مبادرة مهمة جدًا تعزز استقرار المنطقة، خاصة في هذه الظروف التي تصاعدت فيها التوترات المختلفة من قِبل “أميركا”، خلال الأشهر الأخيرة.

وأضاف، أن هذه المناورات المشتركة، المقامة تحت عنوان: “الحزام الأمني البحري”، غير مسبوقة إذ لم تجر الدول الثلاث مناورات مشتركة بهذا المستوى لغاية الآن.

وتابع الخبير الروسي؛ إن “روسيا” و”الصين” تقيمان مناورات مشتركة كل عام إلا أن مشاركة “إيران” معهما مؤشر لمستوى التعاون بين الدول الثلاث ومن شأن ذلك رفع مكانة “إيران” في المنطقة.

خطوات إيران مدروسة..

واعتبر إجراءات “إيران” بأنها مدروسة ومحسوبة؛ إلا أن “أميركا” تستغل كل الظروف لإثارة التوتر في “بحر عُمان” و”الخليج الفارسي”، وتسعى لإيجاد “تحالف دولي” في مياه “الخليج الفارسي” و”بحر عُمان” لمواجهة “إيران”.

وأكد رئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية الروسية، إن المناورات المشتركة بين “إيران وروسيا والصين” ليست ضد أي دولة أخرى؛ إذ إنها تقيم هذه المناورات بهدف تطوير هيكلية التعاون الأمني وتعزيز الأمن في “المحيط الهندي” ومكافحة الإرهابيين.

وأوضح بأن المناورات المشتركة بين الدول الثلاث تمهد للتعاون فيما بينها مستقبلًا في هذا المجال؛ ومن المحتمل بعد تقييم النتائج استمرار هذا التعاون؛ ولربما تشارك دول أخرى أيضًا، منها “الهند”.

خطوة جيدة نحو تعزيز الاستقرار..

اعتبر “جميل الظاهري”، رئيس تحرير صحيفة (كيهان العربي)، أن المناورات العسكرية البحرية المشتركة، “الروسية-الإيرانية-الصينية”، هي “خطوة جيدة ومباركة وتعزز الاستقرار العالمي والإقليمي”.

“الظاهري” لفت إلى أن المناورات تأتي في وقت تتعرض فيه البلدان الثلاث إلى إرهاب اقتصادي أميركي، يتمثل في عقوبات متواصلة لا تستند إلى أسس قانونية.

كما أوضح أن المناورات ستشكل خطوة مهمة على طريق تعزيز التعاون بين “روسيا وإيران والصين” لمواجهة الهيمنة و”العقوبات الأميركية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة