27 أبريل، 2024 3:19 ص
Search
Close this search box.

في انتظار متحور جديد .. العالم أمام “كوفيد طويل الأمد” بسبب استمرار نشاط الأجسام المضادة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن العالم بات أمام مأزق مستمر؛ حيث تتوالى التقارير المحذرة من استمرار متحورات جائحة فيروس (كورونا) المستجد، ففي تقرير لشبكة (سي. إن. بي. سي)، حذر خبراء من احتمال استمرار ظهور متحورات جديدة لفيروس (كورونا)، إلى أن يتم تطعيم العالم بأكمله ضد (كوفيد-19)، قائلين إن مشاركة اللقاحات ليس مجرد عمل إيثاري؛ ولكنه عملي.

وقال “أندرو فريدمان”، أكاديمي في الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة “كارديف”: “حتى يتم تطعيم العالم بأسره، وليس فقط الدول الغربية الغنية، أعتقد أننا سنظل في خطر ظهور متحورات جديدة؛ وبعضها قد يكون أكثر ضراوة من (أوميكرون)”.

وأضاف “فريدمان” أن الفيروسات: “تميل إلى أن تُصبح أكثر اعتدالاً” مع تطورها، لكنه حذر من أن هذا: “ليس هو الحال دائمًا، قد يكون الأمر جيدًا مع المتحورات المستقبلية أنها أكثر عدوى، وقد تكون أكثر اعتدالاً، لكن لا يمكننا قول ذلك على وجه اليقين”.

وحتى الآن، تلقى: 58.6% من سكان العالم؛ جرعة واحدة على الأقل من لقاح (كوفيد)، حيث أعطيت: 9.28 مليار جرعة للسكان في جميع أنحاء العالم، وفقًا لبيانات (أور ورلد إن داتا).

وحول مشاركة اللقاحات؛ قال “داني ألتمان”، أستاذ علم المناعة في “إمبريال كوليدغ” لندن، في وقت سابق من هذا الأسبوع: “لا يمكنني التأكيد بما فيه الكفاية على أنه لا مفر من هذا المنطق”.

وأضاف: “هذا ليس إيثارًا أو مساعدة أو أي شيء، هذه هي إستراتيجية الهروب العالمية من شيء نُعاني منه جميعًا معًا، ما لم نتمكن من مشاركة اللقاحات وإنتاج لقاحات كافية للجميع، فإن المتحور التالي قاب قوسين أو أدنى”.

تحذيرات من المرض المزمن “كوفيد الطويل”..

كما حذرت دراسات جديدة من أنه حتى العدوى ذات الأعراض الخفيفة، التي تُشكل أحد أبرز سمات (أوميكرون)، يمكن أن تؤدي إلى المرض المزمن الذي يُطلق عليه اسم: (كوفيد الطويل).

ووجد باحثون في مستشفى “سيدرز سيناي” الأميركي، أنه في بعض حالات الإصابة: “الخفيفة”، بقيت تظهر مؤشرات على فرط نشاط الجهاز المناعي بعد أشهر من المرض.

ويشعر الخبراء بالقلق من أن الإصابات الهائلة بـ (أوميكرون)؛ في الوقت الحالي، يمكن أن تؤدي إلى معدلات هائلة من الإصابة بـ (كوفيد الطويل)؛ على مدى الأشهر والسنين المقبلة.

وتلعب الأجسام المضادة دورًا مهمًا جدًا في الاستجابة المناعية الفعالة، فهذه الخلايا المناعية هي بمثابة: “الشرطي” في الخطوط الأمامية، الذي يقوم: بـ”دوريات” في الجسم، ويبحث باستمرار عن مسببات أمراض معينة.

وعندما يعمل جهاز المناعة لدينا كما ينبغي، يمكن لهذه الأجسام المضادة أن تتعرف بسهولة على الخلايا السليمة وتتجاهلها، لكن في بعض الأحيان تتعطل هذه الأجسام المضادة وتتعلم كيفية استهداف الجزيئات غير المهددة: (مثل بعض الأطعمة)؛ أو الأنسجة الطبيعية. وتُعرف هذه البروتينات التي تُهاجم نفسها: بـ”الأجسام المضادة الذاتية”.

توجد علاقة بين شدة المرض ومستويات الأجسام المضادة..

وتلعب الأجسام المضادة دورًا في العديد من أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة. كما تم ربط هذه الخلايا المناعية بالإصابة بفيروس (كورونا) الحاد، حيث أكدت دراسة أجريت في جامعة “ييل” الأميركية مؤخرًا، وجود علاقة بين شدة المرض ومستويات الأجسام المضادة الذاتية.

وبالعودة إلى الدراسة الخاصة بمستشفى “سيدرز سيناي”، فقد قامت لأول مرة، بمتابعة مستويات الأجسام المضادة الذاتية لدى مرضى (كورونا) المتعافين، حتى: 06 أشهر بعد إصابتهم، وفق ما ذكر موقع (نيو أتلاس).

ووجد الباحثون علامات على ارتفاع الأجسام المضادة الذاتية في جميع المتعافين، حتى أولئك الذين عانوا في البداية من عدوى خفيفة أو دون أعراض.

وقالت المؤلفة الرئيسة المشاركة في الدراسة، “سوزان تشينغ”: “لقد وجدنا إشارات لنشاط الأجسام المضادة الذاتية؛ التي ترتبط عادة بالإلتهاب المزمن والإصابة التي تنطوي على أعضاء وأنسجة معينة، مثل المفاصل والجلد والجهاز العصبي”.

استمرار نشاط الأجسام المضادة وراء “كوفيد الطويل”..

وتم الافتراض سابقًا بأن نشاط الجسم المضاد الذاتي المستمر بعد عدوى فيروسية حادة، يلعب دورًا في متلازمة “التعب المزمن”، (CFS)، والمعروفة أيضًا باسم: “إلتهاب الدماغ والنخاع العضلي”، (ME).

واقترح بعض الباحثين أيضًا أن استمرار نشاط الجسم المضاد قد يُفسر الأعراض الكامنة وراء: (كوفيد الطويل).

وأوضحت المؤلفة الرئيسة المشاركة في بحث “سيدرز سيناي”، “غوستينا فيرت بوبر”: “تُساعد هذه النتائج في تفسير ما يجعل (كوفيد-19) مرضًا فريدًا بشكل خاص. يمكن أن تكون هذه الأنماط من الخلل المناعي تقف وراء أنواع مختلفة من الأعراض المستمرة؛ التي نراها في الأشخاص الذين يواصلون تطوير الحالة التي يُشار إليها الآن باسم (كوفيد الطويل)”.

وأكدت النتائج الجديدة، أن نشاط الجسم المضاد الذاتي، يمكن أن يُنتج عن عدوى خفيفة أو حتى دون أعراض لفيروس (كورونا).

وقدمت مقابلة حديثة مع مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، “آنتوني فاوتشي”، تذكيرًا وثيق الصلة بأن حتى الحالات الخفيفة من (كورونا)، يمكن أن تؤدي إلى (كوفيد الطويل).

وقال في مقابلة مع (Spectrum News): “يجب أن نُدرك دائمًا؛ أنه عندما يُصاب الأشخاص بأعراض العدوى، فإن الأعراض ستسمر لدى: 10 إلى 30 بالمئة منهم”.

انتشار القوات البريطانية في مستشفيات “لندن” !

وبات الوضع شديد الصعوبة في “بريطانيا”، حيث انتشرت قوات بريطانية في مستشفيات في “لندن”؛ التي تُكافح للتعامل مع نقص “استثنائي” في الموظفين، وسط زيادة كبيرة بمصابي المتحور (أوميكرون).

وقالت “وزارة الدفاع” البريطانية؛ إنها ستُرسل حوالي: 40 طبيبًا عسكريًا و160 من أفراد الخدمة العامة لسد النقص في موظفي الرعاية، وفق (آسوشيتد برس).

وتُعاني الخدمة الصحية الوطنية في “بريطانيا” من نقص كبير في الموظفين؛ الذين يُعانون إما من المرض أو في عزلة ذاتية وسط الارتفاع في حالات الإصابة بفيروس (كورونا) في العاصمة.

وقال رئيس الوزراء؛ “بوريس جونسون”، في وقت سابق من هذا الأسبوع؛ إنه يأمل في أن تتمكن البلاد من: “تجاوز” الوباء بدون مزيد من القيود، حتى في الوقت الذي حذر فيه من أن البلاد تواجه أيامًا صعبة قادمة بسبب متحور (أوميكرون)؛ القابل للإنتقال بشكل كبير.

ويُسلط الانتشار العسكري الضوء على تأثير الجائحة، التي أصابت ما يقرب من: 180 ألف شخص، الخميس، وحده، في البلاد على الخدمات الصحية في “بريطانيا”، ما أجبر العديد من العمال والموظفين على البقاء في منازلهم.

وقال وزير الدفاع؛ “بن والاس”: “رجال ونساء قواتنا المسلحة يتقدمون مرة أخرى لدعم زملائهم المتفانين في الخدمات الصحية؛ وهم يعملون جنبًا إلى جنب لحماية الأمة من (كوفيد-19)”.

وأضاف: “لقد أظهروا جدارتهم مرارًا وتكرارًا خلال هذا الجائحة، سواء كانوا يقودون سيارات الإسعاف أو يقدمون اللقاحات أو يدعمون المرضى في المستشفيات، ويجب أن يفخروا بمساهمتهم في هذا الجهد الوطني الحقيقي”.

وذكر قادة الخدمات الصحية أن الانتشار العسكري سلط الضوء على كيفية مكافحة البلاد للسيطرة على الجائحة.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب