7 مارس، 2024 2:20 م
Search
Close this search box.

في انتخابات “الكونغرس” .. فوز “الديمقراطيون” انتكاسة لـ”ترامب” وقد يعرضه للعزل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام يفوز “الديمقراطيون” بأغلبية مجلس النواب الأميركي من “الجمهوريين” الذين حافظوا على أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

جاءت نتائج الانتخابات لتضع “الولايات المتحدة” أمام كونغرس منقسم بين “الديمقراطيين” الذين استطاعوا انتزاع مجلس النواب؛ و”الجمهوريين” الذين حافظوا على تفوقهم في مجلس الشيوخ. ويكبل “الانتصار الديمقراطي” في مجلس النواب عمل إدارة “ترامب” في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2021.

محاسبة إدارة “ترامب”..

وتعهدت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب، “نانسي بيلوسي”؛ بـ”إعادة الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترامب”، واعدةً في المقابل بأن “كونغرس ديموقراطي سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعًا الانقسامات”.

واستعاد “الديمقراطيون” مجلس النواب لأول مرة، منذ العام 2010، فيما أحتفظ “الجمهوريون” بأغلبيتهم في مجلس الشيوخ مع احتمال زيادتها بمقعد أو مقعدين، بحسب شبكات التليفزيون الأميركية.

وبعد عامين على فوز رجل الأعمال بالرئاسة غير المتوقع، من دون أن تكون له أي خبرة سياسية أو دبلوماسية، تهافت الأميركيون بكثافة إلى مراكز الاقتراع.

فوز الديمقراطيون يقسم الكونغرس..

استعادة “الديمقراطيين” لمجلس النواب تضع “الولايات المتحدة”، في كانون ثان/يناير 2019، أمام كونغرس منقسم؛ على غرار مجتمع يشهد شقاقات عميقة حول شخص “ترامب”.

وغالبًا ما تكون انتخابات منتصف الولاية الرئاسية لغير صالح حزب الرئيس، لكن خسارة مجلس النواب على الرغم من المؤشرات الاقتصادية الممتازة تشكل إنتكاسة شخصية لـ”ترامب”؛ بعدما جعل من هذا الاقتراع استفتاءً حقيقيًا على شخصه.

وكانت الخريطة الانتخابية القائمة هذه السنة لصالح “الجمهوريين”، إذ كان ثلث مقاعد مجلس الشيوخ المطروحة للتجديد تتعلق بولايات ذات أغلبية محافظة.

ولا يمكن الحصول على أرقام دقيقة عن نسبة الإقبال لعدم وجود هيئة انتخابية موحدة تجمع المعطيات بصورة مركزية، لكن في ولايات “تكساس ونيويورك وماريلاند”، أبدى الناخبون والمراقبون، الذين أستجوبتهم (وكالة الأنباء الفرنسية)، دهشتهم لكثافة الإقبال على التصويت.

دخول مسلمتين للكونغرس لأول مرة..

وتضمنت هذه الانتخابات سوابق كثيرة. فقد أصبحت الديمقراطيتان، “إلهان عمر” و”رشيدة طليب”، أول مسلمتين تدخلان مجلس النواب عن كل من “مينيسوتا” و”ميشيغان”.

وفازت الديمقراطية من كنساس، “شاريس ديفيدز”، المحامية المولعة بالفنون القتالية، لتصبح أول أميركية من السكان الأصليين تدخل الكونغرس بفوزها في منطقة محافظة.

وفي “كولورادو” (غرب)، أصبح “غاريد بوليس”، أول حاكم ولاية، يجاهر بمثليته.

عكست الموقف من شخصية “ترامب”..

تعليقًا على نتائج الانتخابات؛ قال “رياض الصيداوي”، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية، إن نتائج الانتخابات النصفية في “الولايات المتحدة” عكست الموقف من الشخصية الجدلية للرئيس، “دونالد ترامب”، بسبب تصريحاته وحربه على الجميع، بما فيها الحرب التجارية مع “الصين” و”الاتحاد الأوروبي”، والجدار الذي ينوي إقامته مع “المكسيك”، إضافة لنقضه “الاتفاق النووي” مع “إيران”.

ولفت “الصيداوي” إلى أن “الناخب الأميركي أدرك أن ترامب تجاوز خطوطًا حمراء كثيرة، على المستوى الداخلي بمواقفه تجاه المرأة، وعلى المستوى الخارجي من خلال اصطدامه بالحلفاء التقليديين للولايات المتحدة”.

وشدد على أن حالة عدم الرضى تجاه “ترامب” ليست فقط لدى “الديمقراطيين”، بل وحتى لدى “الجمهوريين”، الذي لم يستطع عدد كبير منهم مجاراته.

لن يقلص صلاحياته وإنما سيقلل قدراته في ممارسة مهامه..

وقال “د. إدموند غريب”، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية، إن فوز “الديمقراطيين” لن يقلص من صلاحيات الرئيس “ترامب”، لكنه سيقلل من قدرته على ممارسة مهامه وتمرير القوانين التي كان يريد أن يمررها؛ وعلى الحصول على جزء من البرامج الاقتصادية من بين التشريعات التي كان “ترامب” يريد تمريرها هي وضع ضغوط وقيود على الهجرة، حيث أظهرت الانتخابات الخلاف في المجتمع الأميركي،  مشيرًا إلى أن “ترامب” ساهم في دعم “الجمهوريين”، وخاصة في المناطق الجنوبية، ولذلك حقق نجاحًا بارتفاع نسبة الأعضاء الفائزين من “الجمهوريين” في مجلس الشيوخ؛ بينما يسيطر “الديمقراطيون” على مجلس النواب، ولكن ليس بصورة كبيرة.

توقعات بانقسام الديمقراطيين لعزل “ترامب”..

وأشار “غريب” إلى أن وجود انقسام في أوساط “الديمقراطيين”، لأن “نانسي بيلوسي”، زعيمة “الديمقراطيين”، والتي ستصبح رئيسة للأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، لم تشر لعزل الرئيس بينما هناك أصوات تطالب بعزله، وخاصة مع رغبة الكثير من الأميركيين معرفة حجم الضرائب للرئيس وشركاته، وخاصة عندما كان “ترامب” رجل أعمال قبل أن يرشح نفسه للرئاسة.

انتصار حزين..

(واشنطن بوست) الأميركية علقت على النتائج بالقول؛ هل هو “نجاح هائل.. أم خسارة مقلقة”، بالإطلاع إلى النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي لـ”الكونغرس الأميركي”، تجد أنها لا هذا ولا ذاك. بل يمكن القول، أنه “انتصار حزين” للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وحزبه الجمهوري.

وضمن “ترامب” و”الجمهوريون”، في تلك الانتخابات، السيطرة على مجلس الشيوخ بنسبة 51%، فيما اكتفى “الحزب الديمقراطي” بنسبة 43% من أعضاء مجلس الشيوخ، بواقع 52 مقعدًا لـ”الحزب الجمهوري”؛ مقابل 44 مقعدًا لـ”الديمقراطي”.

لكن الرئيس الأميركي فقد الأغلبية المريحة في مجلس النواب الأميركي، لمصلحة “الديمقراطيين”، الذين باتوا يسيطرون على نسبة 50.3% من أعضاء مجلس النواب، بعد فوز 219 نائبًا تابعًا لهم، مقابل فوز 193 نائبًا جمهوريًا بنسبة 44.4% من أصل 435 مقعدًا.

مغرز في خاصرة “ترامب”..

ووصفت شبكة (إن. بي. سي. نيوز) الأميركية فوز “الديمقراطيين”؛ أنه يُعد بمثابة “مغرز” في خاصرة “ترامب”، وسيعيق بشكل قوي عددًا كبيرًا من سياساته وقوانينه التي يسعى إلى تمريرها.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن فوز “الديمقراطيين”، هو “تاريخي” بكل المقاييس، نظرًا لأنه الأول من نوعه منذ 8 سنوات بالنسبة لـ”الحزب الديمقراطي”.

وما يجعل الفوز مفاجأة أيضًا، هو فوز “الحزب الديمقراطي” بأصوات ولايات سبق وصوتت لصالح “ترامب” في الانتخابات الرئاسية، ومعروف ولاؤها لـ”الحزب الجمهوري” في انتخابات الكونغرس، مثل ولايات “أنديانا، وفرغينيا الغربية، ومونتانا، وداكوتا الشمالية”.

فرض رقابة مؤسسية على “ترامب”..

وسيمكن لـ”الديمقراطيين” بفوزهم بأغلبية مجلس النواب من “فرض رقابة مؤسسية” على “ترامب”، منهيًا السيطرة “الجمهورية” على مجلسي النواب والشيوخ، ما سيجعل تمرير الرئيس الأميركي للأجندة اليمنية أمرًا صعبًا، وفقًا لما نشرته شبكة (سي. إن. إن) الأميركية.

وقالت الشبكة الأميركية إن خسارة “ترامب”، ولايات كانت مؤيدة له ومؤيدة لـ”الحزب الجمهوري”، يرجع إلى اللغة “العنصرية” التي استخدمها “ترامب” ضد خصومه في “الحزب الديمقراطي”، وآرائه “العنصرية” تجاه مسائل شائكة، مثل قضايا “الهجرة” و”الاقتصاد”.

يمكنه التلويح بورقة العزل..

لكن مصدر القلق الأكبر؛ وفقًا لما ذكرته صحيفة (واشنطن بوست)، هو أن مجلس النواب يمكنه فعليًا تلك المرة أن يستخدم أدوات ترهيب كبرى ضد “ترامب”، وأن يلوح للمرة الأولى بورقة “العزل”.

والإقالة هي في الواقع عملية من خطوتين، منصوص عليها في دستور “الولايات المتحدة”. أولاً، ينظر مجلس النواب في الاتهامات الموجهة للرئيس. إذا صوتوا لصالح العزل، (يتطلب الأمر مجرد أغلبية بسيطة)، فهذا يعني أن الرئيس قد اتهم رسميًا. ولإخراجه فعليًا من منصبه، يجب على مجلس الشيوخ التصويت على إدانته بهذه الاتهامات، التي تتطلب أغلبية الثلثين. يمكن عزل الرؤساء دون أن يتم طردهم من “البيت الأبيض”، كما حدث لـ”بيل كلينتون”، عام 1998، ولكن مع عدم توفر أغلبية “ديمقراطية” في مجلس الشيوخ، سيتمكن فقط مجلس النواب من إحراج “ترامب” بطرح فكرة العزل مجددًا على الجمهور، وفقًا لما ذكره موقع (ذا هيل) الأميركي؛ المعني بأخبار الكونغرس.

​وينص الدستور الأميركي على أن صلاحيات مجلس النواب تصل إلى التصويت على الميزانية، وإقرار مشاريع القوانين، وتوجيه الاتهامات إلى الرئيس وقضاة المحكمة العليا والتحقيق معهم، والتي يمكن أن تصل إلى العزل من مناصبهم، علاوة على اختيار رئيس للبلاد، في حالة لم ينل أي مرشح أكثرية في انتخابات الرئاسة.

ولكن رغم صعوبة ملاحقة “ترامب”، إلا أنه يبدو أن أعضاء مجلس النواب الجدد من “الديمقراطيين”؛ يسعون إلى إحراج الرئيس الأميركي، مثل ما قاله نائب تكساس، “آل غرين”، من أن مُساءلة “ترامب” القانونية سيكون من أولوياته في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب