خاص : ترجمة – بوسي محمد :
لم تأتِ حركتا (#TimesUp) و(#MeToo) المناهضتا للتحرش الجنسي، والتي ظهرت في أعقاب اتهام المنتج السينمائي الأميركي، “هارفي واينشتاين”، من فراغ.. فهذه الحركات كانت من الممكن أن تحدث بدون عقود طويلة من العمل المضني والثوري الذي قامت به النساء.
بهذه الكلمات استهلت صحيفة (الغارديان) البريطانية تقريرها الذي كشفت فيه نضال المرأة الأوروبية، ورحلة صعودها حتى وصلت لما هي عليه الآن.
يأتي “يوم المرأة العالمي”، هذا العام، بعد خمسة أشهر من كشف النقاب عن الحملة التي اقامتها عدد من النساء لمعاقبة “هارفي واينشتاين” على سلوكه المنافي للأخلاق تجاه النساء، ونجحن في تصدر حملاتهن المشهد الإعلامي، حيثُ أعتلت عناوين الصحف الأخبارية العالمية والمحلية على حد سواء.
بعد مرور عدة أعوام على تلك الحوادث، كشفت حركتا (#TimesUp) و(#MeToo)، لأول مرة عن أسماء نجوم كبار، يعتبرون من مؤسسي صناعة الترفيه في هوليوود، تورطوا في حوادث التحرش الجنسي بزميلاتهن في العمل، يمكنك أن تقول أن هناك سدًا قد إنكسر، بعد أن كشفت عدد من الفنانات عن تاريخهن مع التحرش الجنسي على أيدي رموز السينما العالمية.
ووفقاً لـ(الغارديان)، لم يتوقف الأمر عند فضح عدد كبير من نجوم هوليوود يحظون بشعبية كبيرة، ولم تروي النساء فقط عن تجاربهن مع الهجوم والإساءة فحسب، فقد فقد المعتدون والمهاجمون وظائفهم وسمعتهم وشركاتهم، إذ قامت “أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة” بشطب عضوية “واينشتاين” بعد تورطه في الإعتداء الجنسي.
غالبًا ما يضع الناس الثورة والتدرجية كمضاد، ولكن إذا كانت الثورة هي الشيء الذي يغير الأشياء فجأة، فإن التدرجية غالباً ما تضع الأساس الذي يجعلها ممكنة، كي يحدث شيء ما فجأة، موضحة أن الحركات التي ظهرت لمناهضة التحرش الجنسي في هوليوود كانت نتاج نضال طويل استمر لسنوات وأشهر وعقود، ويمكننا القول أن لولا نضال الماضي لما حدث نضال في المستقبل.
زواج المثليين..
وصل زواج المثليين فجأة في الولايات المتحدة الأميركية إلى محطة النصر؛ عندما شرّعته المحكمة العليا في جميع أنحاء البلاد، باستثناء أن العديد من الولايات قد شرعته بالفعل، وقد جاء ذلك نتيجة للعمل الشجاع لعدد لا يحصى من الناس غير المستقلين وحلفائهم.
قبل هذا القرار كان زواج المثليين مسموحاً بـ 38 ولاية، كان من بينِها “ألاباما، كانساس، وميزوري”، التي كانت ما تزال تفرض قيوداً على هذا الزواج. كانت ولاية “ميزوري” تعترف بالزواج المثلي، الذي يُقام خارج الولاية، وكان الزواج مُرخصاً في مدينة “سانت لويس”. كما أصدرت مَحاكم الولايتين الأخرتين مِثل هذه التراخيص كذلك. في ولاية “كانساس”، كانت تراخيص الزواج مُتاحة للأزواج من نفس الجنس في معظم المقاطعات، ولكن الولاية لم تَعترف بصِحتها. وأصدرت بعض المقاطعات في ولاية “ألاباما” تراخيص الزواج للمثليين لمدة ثلاثة أسابيع حتى أمرت المحكمة العليا في الولاية وقف ذلك. حيثُ أن المحكمة لم تتطرق للإعتراف بالزواج للمثليين بالفعل في ولاية “ألاباما”، ولكن تُعرف بإسم “تراخيص الزواج الإفتراضية”.
وهنا يمكننا القول (#TimesUp / # MeToo) ثورة نستعد لها منذ عقود.
البيروقراطية لم تمنع الفتيات من الحديث عن الاغتصاب..
بحلول عام 2012، لن يمنع البيروقراطية ولا الحياء من تطرق الشابات في الحديث عن الاغتصاب في الحرم الجامعي، فنظمن وقفة احتجاجية داخل الحرم بالتنسيق مع عدد كبير من وسائل الإعلام كي تكون مرآة للواقع، وأخذن ينددن بالاغتصاب، والعنف ضد النساء، وطالبن بالمساواة بين الجنسين.
ونقلاً عن لسان الصحافية، “شارون واكسمان”، إنها عندما كانت تعمل في صحيفة (نيويورك تايمز) حاولت كشف فضائح “واينشتاين” الجنسية في عام 2004، إلا أن رئيس التحرير آنذاك رفض نشر التحقيق. وتوالت الأيام حتى جاء اليوم الذي تم فيه الكشف عن فضائح “واينشتاين”.
الحركة الإفروأميركية لمنح المرأة حق الإقتراع..
عانت السيدات الإفروأميركيات من التمييز على أساس الجنس ومن العنصرية من قبل المدافعين عن حق التصويت ذوي البشرة البيضاء. ولم ينتهِ نضالهن بالتصديق على التعديل التاسع عشر للدستور الأميركي، إذ لم تتمكن الإفروأميركيات من ممارسة حق التصويت حتى نهاية الستينيات، ولم تثنيهن هذه الصعوبات عن موقفهن. ففي العام 1980 اتحدت الجمعيتان القومية والأميركية لمنح المرأة حق التصويت لتشكلا الجمعية القومية الأميركية لمنح المرأة حق التصويت، لكنها لم تعترف بحق الإفروأميركيات في التصويت، وعانين من الاضطهاد.
لم يملن أو يسأمن، تفوقت سيدات مثل “هاريت توبمان”، و”سوغورنر تروث”؛ اللواتي شكلن الرعيل الأول للحركة ضدهن، وانضمت للحركة “إيدا ويلز”، “ماري تشرش تيريل”، “إيلا بيكر”، “روزا باركس” و”أنغيلا ديفيس”، ووقفن وقفة امرأة واحدة لا تعرف الهزيمة ولا الإستسلام تنادي بحقوقهن.