23 أبريل، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

في “اليوم العالمي للمرأة” .. قصص لم تنشر عن بطولات نساء إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

الثامن من آذار/مارس من كل عام، هو يوم جميع النساء حول العالم.. هو يوم أولئك الذين لا يسمع أحد أصوات نضالهم أو يكتب عن قصصهم. هو يوم الصمود النسوي اللائي أحيانًا ما تكون الشفاه حدودهن ولا تُظهر أي خرائط الطريق إلى منازلهن.

وينقل “ماهرخ غلامحسین پور”، مراسل موقع (إيران واير) الإيراني المعارض، قصص بعضهن؛ وهي فصول قصيرة من أحداث وقعت..

القصة الأولى : أمي.. رمت وشاحها بإتجاهي..

كانت أمي سيدة جميلة، قوامها كأشجار السرو، مضيئة كقرص الشمس، قوية وشجاعة بحسب تعبير رجال العائلة، تحمل هموم الجميع، والجميع من أهل المنطقة والعائلة مدين لها بشكل أو بآخر.

هكذا يقدم نجل السيدة، “ف. د”؛ التي خضعت لعقوبة الرجم عام 1996، لحواره عنها ساردًا قصة بطولة أمه..

كانت تصارع مشكلات الحياة كالأسد. كانت أمي كالأم العطوف مع شقيقاتها، لا سيما الصغرى والتي كانت مدرسة، لكنها تزوجت من صاحب نزوات هو السيد، “م”، أو السيد مدمن أو المؤذي للنساء.

وكان له رفيق يُدعى، السيد “ج”، ولم يكن شخصًا عاديًا؛ وإنما كان يرأس إدارة مكافحة المخدرات ومجلس أمن المحافظة. ومرح الاثنان واحد، حيث يقطعان الطريق على الجميلات ويجبرونهن على ركوب السيارة.

وكانت أمي تستاء بشدة لما رأت من حياة شقيقتها الصغرى، وذات يوم فاض الكيل وأقتحمت منزل خالتي، الذي استحال وكرًا لإدمان المخدرات والمتعة، وجلبت أبناء خالتي إلى منزلنا. ومن ثم أكل الحقد قلب زوج خالتي وقال لأمي: “سوف أسحقك”.

ولا أعلم لماذا جاء زوج خالتي بصحبة صديقه السيد، “ج”، في اليوم التالي وأخذا أمي. جريت وشقيقي الأكبر البالغ من العمر، آنذاك، 13 عامًا، وشقيقتي الصغيرة خلفهما، فقالا: “ساعة وسوف تعود”. لكنهما كانا يكذبان فلم تعد مطلقًا.

بعد أسبوع عرفنا أن أمي في مبنى إدارة مخابرات المحافظة مصابة ولا تقوى على الحركة. ضربوها بشدة حتى تعترف بأنها على علاقة مع زوج خالتي. وأثناء المحاكمة إنخرطت في البكاء؛ وقالت: “في هذه الغرفة كنت لأعترف بقتل جميع القتلى حول العالم”.

كانت أمي تخبرنا، أثناء الزيارات، أنها بريئة، وتمسك أيادينا الصغيرة وتقبلها. كانت تقول: “كبرتم وتفهمون”. لكن لم تجري القضية بحسب المعتاد، حيث نُفذ حكم الرجم في أمي بعد 49 يومًا فقط.

كنت أحتضن شقيقتي بينما وقف أخي إلى جواري. بكت مع أول حجر وكانت تناشدهم أن يتركوها تقبل أطفالها. لكنهم لم يفعلوا. فخلعت وشاحها ورمته بإتجاهنا. كانت تشبه تمثال العذراء “مريم”. ولم أعرف ماذا أفعل فوضعت يدي على عيني شقيقتي. لم يفارقني هذا الكابوس مدة سنوات. كنت أؤمن بقلبي الطفولي الصغير أن أمي بريئة وأنها ماتت أمام عيني بشكل مفجع.

مع هذا لم يمت كل شيء بوفاة أمي، حيث استمرت جراح الكلمات الباردة ونظرات الشماتة. ولم يكد يمر عام على الحادث حتى تخلى عنا والدي وتزوج من فتاة صغيرة وترك الديار. وفي كل عام عندما تحل ذكرى “يوم المرأة” أتذكر أمي، أتذكر كيف كانت سيدة واقعية حرة.

القصة الثانية : الإنجاب للآخرين !

أما القصة الثانية؛ فقد جاءت على لسان سيدة من “بني كعب”؛ رفضت الإفصاح عن هويتها الحقيقية وإتخذت اسم، “حلاوت”..

كانت المرة الأولى التي أسمع أن النساء بالقرى العربية، في محافظات “خوزستان”، يحملن لأجل أعضاء آخرين بالعائلة مصابون بالعقم، دون عائد مادي أو مصلحة معنوية أو حتى إبداء الرأي، وإنما نزولاً على رأي كبار العشيرة !

وبالتالي هن أمهات ولسن أمهات. يشاهدن نمو أبناءهن، لكن لا يستطعن مطلقًا أن يظهرن ماهيتهن الحقيقية وإنما لا يتعدين العمة أو الخالة. وفي العادة يحملن هذا السر معهن إلى القبور ويلتزمن بالإبتعاد عن أبناءهن لصالح امرأة أخرى لم تلدهن.

كان شقيق زوج السيدة، “حلاوت”، يبلغ من العمر 10 سنوات عندما تزوج. ولم تكن زوجته الأولى ولود، ولذا تزوج من أخرى، لكن المشكلة لم تكن في تجديد الفراش.

وهو من عشيرة “بني كعب”، وشقيق زوجته يسكن قرية “طرفايه” الفقيرة على الحدود العراقية.

ذات يوم جاء أحد كبار السن وعقد اجتماع لكل أفراد العائلة. واستضاف السيد، “عزيز”، زوج السيدة، “حلاوت”، الاجتماع. تقول “حلاوت”: “لم يسألني أحد في الجلسة عن رأيي، وإنما قالوا: يجب أن تلدي طفل لأجل السيد، “إدريس”، على أن يستلم الطفل بمجرد الولادة ولا تسألي إطلاقًا عن الطفل. وما من حاجة لإخبار الطفل بعد ذلك. قالوا: “من الأفضل أن تبتعدي عنه”.

تضيف: “أفكر حاليًا أن أخبر ابني، بعد بلغ 17 سنة، بكل شيء. لقد إتخذت القرار بالاعتراض. إذ لا يتم الإفصاح عن هذا التقليد مطلقًا وقلما يُكتب عنه شيء في وسائل الإعلام”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب