18 أبريل، 2024 9:17 ص
Search
Close this search box.

في المكسيك .. اسئلة محظورة قد تجرك إلى القبر

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

يعيش الشعب المكسيكي فترة صعبة، فلم يعد غريباً أن يختفي قريب لك أو صديق دون أن تستطيع العثور على مكانه، خوفاً من القتل أو الاختطاف أو التشريد، وتنشط الحركات التي تعمل في تهريب المخدرات والاختطاف هناك بكثرة، حتى أنهم يقضون على كل من يحاول الوصول إلى أصل الأزمة.

الاختفاء القسري .. كرة من النار..

يعد الاختفاء القسري في المكسيك أزمة تشبه كرة من النار، تحتاج إلى حل سريع وعاجل، حيث تقوم العناصر الخارجة عن القانون بعمليات اغتيال في المنازل والشوارع، حيث يقتلون من يريدون قتله ويختطفون من يريدون اختطافه.

30 ألف مختفي قسرياً..

يوجد في المكسيك 30 ألف مختفي قسرياً، منهم 5500 في ولاية تاموليباس فقط، ودشنت عائلات منطقة “سان فرناندو” حركة احتجاجية، للمطالبة بكشف مصير ابناءهم المفقودين ومعاقبة المجرمين.

نزاعات بين العصابات المسلحة..

كانت عصابة “لوس زيتاس”، ثاني أكبر تنظيم للاتجار بالمخدرات في المكسيك، تسيطر على ولاية “تاموليباس” خاصة الجانب الشمالي منها.

وكانت “لوس زيتاس” تتقاتل مع عصابة “الغولفو” أو “الخليج” من أجل السيطرة على الممر الشمالي الذي يضم ولاياتي نويبو ليون وتاموليباس، أما ولاية فيراكروز فكانت تحت سيطرتها ولم تشهد نزاعات.

إغتيال مريم رودريغز وابنتها..

من بين من قتلوا بسبب بحثهم عن ذويهم المفقودين، “مريم رودريغز”، التي قتلت لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه طرح الأسئلة عن الأزمة.

وكانت مريم ناشطة تقود مجموعة من الأشخاص أقارب آخرين اختفوا قسرياً في مدينة سان فرناندو التابعة لولاية تاموليباس، شمال شرقي المكسيك.

وكانت ابنتها قد اختطفت منذ عام 2012، وبعد عامين عُثر على بقايا جثتها في مقبرة سرية، فبدأت الأم حربها لتعرف من وراء قتل فلذة كبدها، وعندما وصلت إليه لم تسكت حتى تعاملت السلطات معهم.

وتم سجن المتورطين في جريمة القتل، ومنذ ذلك الوقت تحولت مريم إلى مثال لكل العائلات التي لها فقيد.

وفي آذار/مارس الماضي، هرب أحد المسؤولين عن قتل ابنة مريم من السجن، وبعد وفاة الناشطة، قامت العائلات الأخرى بربط الأحداث ببعضها البعض، ولم تنفي الحكومة الأمر.

وصرح النائب العام، “إرفينغ باريوس”، بأن السلطات قامت بإعادة اعتقال الهارب، موضحاً أنه لا يمكن أن يكون قاتل الأم والابنة هو نفس الشخص.

مقتل مارسيليا إسكوبيدو وابنتها..

تكرر السيناريو نفسه مع “مارسيليا إسكوبيدو”، حيث نزل رجل يدعى “سرخيو باراثا” من سيارة بيضاء مساء يوم 16 تشرين ثان/نوفمبر عام 2010، وحاول قتلها، فهمت بالهرب، وعبرت الطريق إلى الجانب الآخر لكن القاتل لحق بها وقتلها.

وأظهرت كاميرات المراقبة المشهد من أعلى، ولا يعلم إذا ما كان قال لها شيئاً قبل إطلاق الرصاص، أو إذا تعرفت عليه أم لا.

وكانت قد اختطفت ابنتها وقتلت في 2008، وظلت “إسكوبيدو” تعتصم أمام قصر حكومة شيواوا، ترفع لافتات تتهم فيها القضاة بالسماح لقاتل ابنتها بالهروب، وتحولت مارسيليا إلى رمزاً للكفاح ضد العنف.

وفي 2010، تم اغتيال 306 سيدات من “سيوداد خواريز”، أهم مدينة في “تشيواوا”، وفي عام 2008، سجلت 87 حالة اختفاء قسري.

وظلت مارسيليا تقدم دعوات ضد قاتلي ابنتها، وتخرج في الشوارع حاملة لافتات تطالب بتحقيق العدل.

وكان عليها أن تحكي في أكثر من مناسبة تفاصيل موت ابنتها التي اختفت في آب/أغسطس وعُثر على عظامها محترقة في أيلول/سبتمبر، ولم يتم سجن القاتل المحتمل مرة أخرى.

تصفية خيسوس خيمينيس وابنته..

كما اختفت “جيني إيزابيل خيمينس” منذ 21 آيار/مايو عام 2011، ولم يتم العثور عليها حتى الآن، حيث خرجت للعشاء في أحد المطاعم بصحبة 3 أصدقاء ولم يعرف عنها شيئاً بعدها.

ومع مرور الوقت وكثرة الحالات مع تكرار نفس السيناريوهات، بدأت العائلات في التجمع والتعاون فيما بينها للبحث عن ذويهم، وتم تشكيل حركة احتجاجية كبيرة تضمهم، كان السيد “خيسوس خيمينيس” والد الفتاة عضواً فاعلاً فيها.

وقتل “خيمينيس” على أيدي عصابة “لوس زيتاس” في حزيران/يونيو الماضي بطلق ناري، دون ذنب سوى أنه طرح أسئلة مفادها معرفة من يعارض البحث عن المختفين قسرياً، وهي الأسئلة التي أودت بحياته.

ولا تزال قضية الاختفاء القسري والنزاعات بين عصابات الاتجار في المخدارات أنفسها، وهذه التنظيمات مع قوات الأمن من جانب آخر مستمرة، ما يعيق أي محاولات لتنمية أو تقدم البلد اللاتيني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب