25 أبريل، 2024 4:20 م
Search
Close this search box.

في الذكرى الـ 70 لبدء العلاقات الدبلوماسية .. “أردوغان” يزور الأردن لتتريكها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في الذكرى الـ 70 لبدء العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والمملكة الأردنية، توجه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”, في زيارة رسمية الأثنين 21 آب/أغسطس 2017, إلى العاصمة الأردنية “عمّان” في زيارة لمدة يوماً واحداً، التقى خلالها بالملك “عبد الله الثاني”، تلبيةً لدعوة الأخير.

استمرارية العمل لمنع انتهاكات الأقصى..

خلال كلمة في اجتماعه مع ملك الأردن قال “أردوغان”، إن بلاده ستواصل العمل مع الأردن لمنع تكرار الاعتداءات والانتهاكات التي وقعت في الحرم الشريف بالقدس.

وأضاف “أردوغان”: “أدرك جيداً الحساسية التي يظهرها أخي العزيز (الملك عبد الله)، وتحديداً بخصوص فلسطين، وسنواصل دعم الدور الأردني فيما يتعلق بحمايتها للأماكن المقدسة الإسلامية في القدس”.

وتابع: “سنواصل العمل معاً لمنع تكرار الاعتداءات وانتهاكات الحقوق التي وقعت في الحرم الشريف الشهر الماضي”.

مضيفاً أن “العالم الإسلامي يعيش أياماً عصيبة، ويجب أن نستمر في تضامننا بمزيد من الدقة في هذه الفترة الحساسة التي يتشكل فيها مستقبلنا، وأن الطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو زيادة المشاورات، وتعزيز آليات التعاون فيما بيننا، وأنا على ثقة بأن اجتماعاتنا هذه ستكون مفيدة جداً”.

موقف صارم..

من جانبه، أعرب العاهل الأردني الملك “عبد الله الثاني” عن شكره للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” على موقفه الصارم في موضوع المسجد الأقصى، ودعمه الأخوي للأردن.

مشيراً إلى تناولهما المواضيع التي تهم تركيا والأردن, قائلاً: “تناولنا العلاقات التي تهم دولتينا في الذكرى السبعين لعلاقاتنا التاريخية. انه شرف لنا. سنواصل مسيرة تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والأمنية. لدينا العديد من الفرص في هذه المجالات”.

لافتاً الانتباه إلى تأثر الدولتين من التطرف والإرهاب, قائلاً: “كلا الدولتين تأثرتا من التطرف والارهاب، وهذا الأمر يعتبر فرصة لتعزيز العلاقات بين شعبينا”.

خطوة لبداية التحول في العلاقات..

تعتبر الزيارة خطوة لبداية تحول في العلاقات بين البلدين بعد فتور شديد، وبعد تباين في المواقف تجاه قضايا إقليمية حساسة خلال الأعوام الماضية، يشير الخبراء إلى أن زيارة أردوغان “تأتي في ظل التحولات التي شهدتها الساحة الإقليمية وبروز أرضية مشتركة بين الأردن وتركيا، خاصة فيما يتعلق بالحرب السورية”.

وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي الأردني الدكتور “لبيب قمحاوي”: إن “هناك شعورًا مشتركًا بين عمان وأنقرة بأهمية التنسيق بشأن أزمة الحدود مع سوريا”.

وكانت تفاهمات بين موسكو وأنقرة وعمان أسفرت عن هدنة في جنوب سوريا، حيث يسعى الأردن إلى تأمين تلك المناطق لإبعاد أي خطر محتمل عن حدوده الشمالية.

في المقابل أكد “أردوغان”، على “استعداد بلاده لعمل عسكري جديد شمال سوريا وإلحاق الرقة ومنبج بمنطقة مسؤوليتها ضمانًا لأمن الحدود التركية”.

الجليد بدأ يذوب..

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي الأردني، “محمد أبو رمان”: إن “الجليد بدأ يذوب عن العلاقات مع الأتراك, مع شعور الأردن بأن المقاربة التركية تجاه تنظيم “داعش” بدأت بالتحول والتغير، منذ العام 2015، إلى أن وصلت الأمور إلى تدخل الجيش التركي في سوريا عبر حملة “درع الفرات”، وقضائه على جزء كبير من نفوذ التنظيم شمال البلاد، ولاحقًا بانقلاب الأتراك على “جبهة النصرة” التي كانت تعد مقربة من أنقرة”، على حد تعبيره.

مضيفاً “أبو رمان”: أن “هذه التحولات تكاملت وتكرست بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ضد “أردوغان” العام الماضي، إذ دفعت نحو التقارب التركي الروسي، ما أصبح موازيًا لخط عمان موسكو، الذي أنتج هدنة جنوب سوريا”.

تفاهمات في ملف الأقصى..

المحلل السياسي الدكتور “عامر السبايلة”، يرى أن ما يريده الأردن من “أردوغان” في هذه المرحلة تحديدًا هو الوصول إلى تفاهمات في ملف المسجد الأقصى، خاصة مع تعاظم الدور التركي في هذا الملف على حساب الدور الأردني.

مضيفاً “السبايلة”: أن “التفاهمات التي يريدها الأردن من “أردوغان” تهدف للإبقاء على حضوره فيما يتعلق بالأقصى”.

ويولي الأردن اهتمامًا كبيرًا بالأقصى، بوصفه صاحب الولاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وكثيرًا ما يدخل في صدامات مع حكومة الاحتلال ردًا على انتهاكاتها المستمرة في المدينة.

تراجع الدور الأردني بشأن الأقصى..

لكن مراقبين ينوهون إلى تراجع الدور الأردني بشأن الأقصى، مشيرين إلى أن ما حصل في القدس قبل عامين، عندما طُرد رئيس المؤسسة الدينية الأردنية “أحمد هليل” من على منبر صلاح الدين بالأقصى، في الوقت ذاته الذي اعتلى فيه رئيس الشؤون الدينية التركي “محمد غورماز”، المنبر وخطب خطبة الجمعة وتجول في ساحات المسجد الأقصى.

وقال وزير الأوقاف الأردني آنذاك الدكتور “عبد السلام العبادي”، إن الاستقبال الحافل للمسؤول التركي من قبل أهل القدس والفلسطينيين, وصورة منع “أحمد هليل” من إكمال خطبة صلاة الجمعة في الأقصى, “رسالة لابد من الانتباه لها والتحذير منها”.

وعقد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، مؤتمرًا صحافيًا بمطار أتاتورك في إسطنبول، قبل مغادرته للأردن، جاء ليؤكد, فيما يبدو, على أن الأقصى سيكون محور مباحثاته خلال زيارته لعمان، قائلاً إن بلاده “تولي أهمية كبيرة لدور الأردن في حماية الأماكن المقدسة بمدينة القدس”.

مضيفاً: “أجرينا تنسيقًا مهمًا مع الأردن في إطار أزمة المسجد الأقصى، ولا نريد أن تتكرر مثل تلك الانتهاكات للحقوق مرة أخرى إطلاقًا”، في إشارة إلى أزمة البوابات الإلكترونية والكاميرات التي نصبها الاحتلال على بوابات الأقصى, وأثارت توترًا كبيرًا في المدينة.

وتأتي هذه الزيارة في ظل الأزمة القطرية، التي أعادت التوتر بين تركيا والسعودية، فيما يعتبر الأردن حليفًا مهمًا للأخيرة.

الموقف المتوازن عزز الأرضية المشتركة..

فيرى “أبو رمان” أن الموقف الأردني, الذي وصفه بالمتوازن تجاه الأزمة الخليجية، عزز وجود أرضية مشتركة بين عمان وأنقرة الداعمة للدوحة.

يذكر أنه قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بسبب دعم الأخيرة للإرهاب، فيما قرر الأردن خفض التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة، وأعلن سحب تراخيص مكتب قناة “الجزيرة” في عمان، لكنه لم يقطع العلاقات بشكل نهائي.

لن يلعب بورقة تركيا للضغط على السعودية..

يشير المحلل السياسي الأردني، “لبيب قمحاوي”، في هذا الإطار، إلى أنه “رغم التوتر الصامت في العلاقات بين الأردن والسعودية، تبقى عمان حريصة على ألّا يتطور الأمر إلى مرحلة القطيعة”.

مشدداً على أن الأردن “لا يمكن أن يلعب بورقة تركيا للضغط على السعودية”.

ورغم هذه المتغيرات “الإيجابية” في العلاقة بين الأردن وتركيا، يرى “أبو رمان” أن “هنالك فجوة لاتزال قائمة بينهما ترتبط أولًا بالتباين في علاقتيهما بالإمارات ومصر، فالأردن حليف للأخيرتين”، بعكس تركيا، إضافة إلى التباين في العلاقة مع السعودية.

كما ناقشت الصحف العربية، لاسيما الأردنية، أهمية زيارة “أردوغان” لعمان, وهي الزيارة الأولى له منذ أن أصبح رئيساً لتركيا, وما يحمله توقيتها من دلالات.

لا يوجد ترحيب إعلامي بحجم التطلعات..

فيقول “عمر عياصرة”, في موقع “سوالف” الإخباري الأردني, إن توقيت الزيارة هام، مضيفاً أن “الرئاسة التركية استجابت للدعوة بسرعة، فالبرود في العلاقات كانت الأردن هي السبب الرئيس فيه، وذلك لاعتبارات عدة أهمها التحفظ على المشروع التركي في المنطقة، وثانيها عدم رغبة عمان بإغضاب دول عربية بعينها من خلال التقارب مع انقرة”.

ثم يستدرك إن الإعلام الرسمي الأردني لم يتفاعل مع الزيارة بشكل كبير ما يعني، بحسب رأي الكاتب، إنها “تجري على استحياء وبدون ترحيب اعلامي يليق بحجم التطلعات”.

تتريك وتطوير..

في ذات السياق، تقول “فرح مرقه”, في “رأي اليوم” اللندنية: “عملياً لم تنقطع عمان عن أنقرة تماماً، وكان سفيرا البلدين طوال الفترة الماضية يمارسان أعمالهما ولكن بحذر، في ضوء التوجس الأردني من خسارة حلفائه الآخرين في حالة توطيد العلاقات الدبلوماسية مع الأتراك، خصوصاً السعودية”.

مضيفة: أن “تركيا اليوم آتية لعمان بمقترح أساس ورئيس على صعيد العلاقات بين البلدين، وفق معلومات من الجانبين، قوامه (تتريك وتطوير) تجربة الأردن في المجلس الاقتصادي التنسيقي السعودي الأردني، بمعنى أن تركيا ستحاول بكل جهدها الوصول لاتفاق أشبه بذلك السعودي, الذي هندسته عمان بدقة قبل سنتين للحليف السعودي، بينما هو مع الرياض لا يزال بانتظار “التفاتة” من ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، ولا يزال يراوح مكانه. أنقرة تعلم ذلك جيداً وتعد بالنسخة التركية ضمناً بحركة أسرع بين السوقين العماني والتركي”.

باتت ممكنة ومرحب بها..

أما “عريب الرنتاوي” فتقول, في صحيفة “الدستور” الأردنية: “ما كان للزيارة التي سيبدأها الرئيس التركي اليوم للأردن أن تتم قبل ثلاث أو أربع سنوات، حين كانت فجوة المواقف والرهانات بين الجانبين على اتساعها. الزيارة باتت ممكنة، بل ومرحب بها، بعد جملة التحولات التي شهدها الإقليم، وبعد سلسلة الاستدارات التي سجلتها السياسة الخارجية التركية خلال هذه الفترة”.

تخصيص الخيارات المستقبلية للأردن..

“زيارة أردوغان تسهم في تخصيص الخيارات المستقبلية للأردن”.. هكذا علقت صحيفة “غوردان تايمز” الأردنية، في نسختها الإنكليزية، على الزيارة، منوهة الصحيفة إلى العلاقات الدبلوماسية التي بدأت قبل 70 عاماً بين البلدين، في عام 1947، حين تم فتح السفارات في عاصمة كل بلد.

وتابعت أن الملك الراحل “عبد الله الأول”، زار تركيا 3 مرات: “في عام 1937، 1947، 1951″، على التوالي، كما زار ملك الأردن الثاني تركيا في عام 2004، مضيفة أن تلك الزيارات المستمرة للمسؤولين من البلدين دليل على ترابط ودفء العلاقات بينهما.

وتعتبر تركيا من أكثر البلدان قرباً للشعب الأردني، فبخلاف حقيقة أنه لا توجد متطلبات للحصول على تأشيرة دخول، فإن الأردنيين يفضلون السفر إلى تركيا لقضاء عدد الأوقات.

بالإضافة إلى ذلك يري العديد من الأردنيين أن مطارات تركيا، على الرغم من مطارات إسطنبول، مريحة للسفر إلى بلدان أخرى في العالم، ويعتبرون الخطوط الجوية التركية من بين أكبر وأكثر الخطوط الجوية كفاءة في العالم.

يبحث دائماً عن خيارات أخرى..

بدوره قلل الكاتب ورئيس مركز حماية الصحافيين الأردنيين، “نضال منصور”، من التحليلات التي تتحدث عن “قلق أردني من الدور التركي في القدس، لأسباب تتعلق بخلفيات تاريخية وقانونية وجغرافية, ومن أبرزها أن الوصاية الهاشمية على المقدسات منصوص عليها بالقوانين”.

زيارة إيجابية..

حول تأثير زيارة “أردوغان” على التحالفات الأردنية في المنطقة، يرى “منصور” أن “الأردن يبحث دائماً عن خيارات أخرى، ولا تقطع المملكة العلاقات بشكل كامل سواء مع أنقرة أو طهران، بحيث تبقى على خيط رفيع في علاقاتها”، واصفاً الزيارة بـ”الإيجابية، التي ستنعكس اقتصادياً وسياسياً على الأردن من خلال دعم وتعزيز الدور الأردني في الوصاية على المقدسات, وليس منافسته كما يروج البعض”.

بحاجة إلى انفتاح اقتصادي..

من جهته، يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية “جواد الحمد”, الزيارة في غاية الأهمية، “كونها تأتي في ظل ذكرى حريق المسجد الأقصى، اذ تُعني كل من تركيا والأردن بملف القدس، فللأردن دور أساسي واستراتيجي في الوصاية على المقدسات وتركيا داعم لهذا الدور”.

وقال “الحمد”: إن “المقدسات ليست الرابط الوحيد المشترك بين تركيا والأردن، حيث تواجه البلدان نفس التحديات الأمنية، بالإضافة إلى أن الأردن بحاجة إلى انفتاح اقتصادي على تركيا المتقدمة في هذا المجال مع وجود دعم سياسي وأمني لهذا الانفتاح”.

الملف السوري..

الملف الآخر المشترك بين تركيا والأردن, حسب الحمد، هو “الملف السوري؛ كون للبلدين قوات داخل سوريا إلى جانب القوات الأميركية، في مناطق خفض التوتر، وكلا البلدين متأثرين بشكل مباشر  بنتائج العمليات الأمنية أو الحل السلمي في سوريا، لذا أتوقع أن يكونا قد بحثا هذا الملف جيداً، واعتقد أن هناك مواقف متقاربة بين الجانبين في هذا الإطار”.

وشدد الملك “عبد الله الثاني”، والرئيس “أردوغان” على “أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، عبر مسار جنيف، وبما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية، وينهي العنف والمعاناة ويحقن دماء السوريين ويسمح بعودة اللاجئين.

مؤكدين “على الحاجة لوقف الأعمال العدائية على الأرض، من أجل دعم مسار جنيف وصولاً لحل سياسي في سوريا”، مثنيان على نجاح المحادثات الثلاثية بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، كونه يمثل خطوة باتجاه إقامة منطقة خفض التصعيد، وأكدوا على أن هذه الجهود تأتي ضمن مبادرة أشمل لإنهاء جميع الأعمال العدائية في سوريا والوصول إلى حل سياسي يقبله الشعب السوري.

هواجس خاصة..

في هذا الملف، يقول رئيس مركز حماية الصحافيين الأردنيين، “نضال منصور”، إن “إسقاط الأسد، لم يعد على أولوية أجندة تركيا أو الأردن، ولكل من الطرفين هواجس خاصة به فيما يتعلق في الملف السوري، إذ تتخوف تركيا من الأكراد وإعطائهم دور يهدد فكرة الدولة القومية التركية، أما باقي القضايا الأخرى فهي قابلة للتفاوض”.

وتعتبر زيارة الرئيس التركي للأردن هي الأولى منذ 9 سنوات، إذ زار الأردن عام 2008 عندما كان رئيساً للوزراء حينها، وبحث في ذلك الوقت العدوان الإسرائيلي على غزة مع الأردن والسلطة الفلسطينية، وتكتسب هذه الزيارة أهمية كونها تأتي في مستجدات عربية وإقليمية أبرزها الصراعات وخلافات التي تعيشها دول عربية وتباين الموقف التركي مع الموقف الأردني من بعض هذه الصراعات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب