19 أبريل، 2024 6:57 ص
Search
Close this search box.

في الذكرى الـ 40 للثورة الإسلامية .. “هويزه” ضربة إيرانية جديدة لـ”واشنطن” و”أوروبا” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تحديًا للمجتمع الدولي بأكمله، استغلت “إيران” ذكرى ثورتها الأربعين وأعلنت عن إجراء تجربة ناجحة على صاروخ عابر جديد يصل مداه إلى أكثر من 1350 كلم.

وقال وزير الدفاع، “أمير حاتمي”، إن: “تجربة الصاروخ، (هويزه)، نفذت بنجاح على بُعد 1200 كلم، وأصاب الهدف المحدد له بدقة”، كما نقل عنه التليفزيون الرسمي؛ الذي بث مشاهد من عملية الإطلاق.

وأضاف أنه: “يمكن أن يكون جاهزًا في أقصر وقت ممكن ويحلق على علوٍ منخفض جدًا”.

ووصف “حاتمي”، الصاروخ (هويزه)، بأنه: “الذراع الطولى لجمهورية إيران الإسلامية”.

والصاروخ من مجموعة صواريخ، (سومار)، وكشف عنه للمرة الأولى، في 2015، بمدى يصل إلى 700 كلم، وفقًا للوزير.

وجاء الإعلان عن الصاروخ (هويزه)؛ خلال معرض أسلحة بعنوان: “40 عامًا من الإنجازات الدفاعية”، أقيم في “طهران”.

وبدأت “إيران”، الجمعة الماضي، احتفالات تستمر 10 أيام في ذكرى “الثورة الإسلامية”، التي أطاحت بـ”الشاه” الموالي للغرب.

وحددت “إيران” طوعًا مدى صواريخها بألفي كيلومتر، ما يكفي لتصل إلى “إسرائيل” والقواعد الغربية في الشرق الأوسط.

واتهمت “واشنطن” وحلفاؤها، “طهران”، بالعمل على تعزيز قدراتها الصاروخية التي تُشكل تهديدًا لـ”أوروبا” كذلك. لكن “الجمهورية الإسلامية” تنفي ذلك وتُصر على أن برنامجها الصاروخي “دفاعي بحت”.

تحذير لأوروبا في حال منعها من تطوير صواريخها..

بعد يوم واحد من الإعلان عن الصاروخ الجديد، حذر نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، العميد “حسين سلامي”، أوروبا، من دفع “الجمهورية الإسلامية” إلى تعزيز مدى صواريخها عبر محاولة منعها من تطويرها.

وقال “سلامي”، عبر التليفزيون الرسمي: “في حال سعي الأوروبيون أو غيرهم إلى التآمر من أجل نزع صواريخ إيران، فسيجبرنا ذلك على القيام بقفزة إستراتيجية” في هذا المجال، مضيفًا: “على كل من يسمعني اليوم إدراك الواقع الجديد بشأن قدرات إيران الصاروخية: لا توجد عقبات أو قيود تقنية تقف في طريق زيادة مداها”.

موضحًا أن “إيران” تطور التكنولوجيا المرتبطة بصواريخها بناءً على “إستراتيجية دفاعية” تتغير حسب الحاجة.

وكانت “إيران” قد جمدت الجزء الأكبر من برنامجها النووي بموجب اتفاق تاريخي أبرمته، عام 2015، مع دول كبرى، لكنها واصلت تطوير التكنولوجيا المرتبطة بصواريخها (الباليستية).

وانسحبت “واشنطن” من الاتفاق، في آيار/مايو الماضي، وأعادت فرض العقوبات على “إيران”؛ مبررة ذلك بعدة أمور بينها برنامج “طهران” الصاروخي.

من جانبها؛ سعت الحكومات الأوروبية للمحافظة على الاتفاق رغم أن بعضها طالب باتفاق تكميلي يتطرق إلى برنامج “إيران” للصواريخ (الباليستية) وتدخلاتها في النزاعات الإقليمية؛ بما في ذلك في “اليمن”.

ويستمد الصاروخ الذي تم اختباره، السبت الماضي، اسمه من مدينة في محافظة “خوزستان” تدمرت خلال الحرب التي اندلعت بين “إيران” و”العراق”، من عام 1980 حتى 1988، في عهد الرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”.

تحذير من السعي لمفاوضات جديدة..

وحذر “سلامي”، قوى العالم، من “السعي إلى مفاوضات (جديدة) أو تقديم توصيات أو مطالب تتعلق بقدرة إيران الصاروخية”.

مضيفًا: “لا يفهم أعداؤنا إلا لغة القوة. إذا لم تتمكن من مخاطبتهم بهذه اللغة، فسيستخدمونها هم لدى مخاطبتك”.

وكانت “إيران” قد أطلقت، في أيلول/سبتمبر وتشرين أول/أكتوبر الماضي، صواريخ موجهة بإتجاه مواقع خارج أراضيها؛ واستهدفت ضواحي “أربيل” في “إقليم كُردستان العراق” و”شرق الفرات”.

ودعا قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2231)، الذي رافق الإعلان عن “الاتفاق النووي” عام 2015، “طهران”، إلى الإحجام عن العمل المتعلق بالصواريخ (الباليستية) القادرة على حمل رؤوس نووية لمدة تصل إلى ثمانية أعوام. إلا أن “إيران” قالت إن هذه الدعوة ليست أمرًا مُلزمًا؛ ونفت أن تكون صواريخها قادرة على حمل رؤوس نووية.

وطلبت و”اشنطن” أيضًا، من “طهران”، التوقف عن تطوير تكنولوجيا إطلاق الأقمار الصناعية، مشيرةً إلى أنها تشعر بالقلق من أن نفس هذه الأساليب يمكن أن تستخدم في إطلاق رؤوس حربية.

وقال المساعد المُقرب من المرشد الأعلى، “علي شمخاني”، إن “إيران” ستواصل العمل على التكنولوجيا “لتحسين حياة المواطنين وزيادة قدرة البلاد التكنولوجية”.

رفض الضغوط المؤثرة على تطوير الصواريخ..

ورفضت “إيران”، اليوم، ضغوطًا من جانب “فرنسا” وقوى أوروبية أخرى لإجراء محادثات بشأن برنامجها للصواريخ (الباليستية)، لكنها قالت إنها لا تعتزم زيادة مدى تلك الصواريخ.

وأعلنت “فرنسا”، الأسبوع الماضي، عن استعدادها لفرض المزيد من العقوبات على “إيران”؛ ما لم يتم إحراز تقدم في المحادثات بشأن الصواريخ التي تصفها “طهران” بأنها “ذات طبيعة دفاعية”، لكن الغرب يعتبرها عامل زعزعة استقرار في منطقة مضطربة.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، (إيرنا)، عن مستشار كبير للزعيم الإيراني الأعلى، علي خامنئي، “حسن فيروز أبادي”، قوله: “المفاوضات بشأن صواريخ إيران وقدراتها الدفاعية غير مقبولة بأي شكل من الأشكال”.

تتحايل على العقوبات الأميركية..

وكان مركز بحوث أميركي قد أفاد، في تقرير أعده خلال شهر كانون ثان/يناير الماضي، بأن “إيران” تسعى للتحايل على “الاتفاق النووي”، الموقع مع 6 دول كبرى عام 2015، من خلال تطوير صواريخ (باليستية) قادرة على حمل رؤوس نووية.

وقال معهد “واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”؛ إن صاروخ (خرمشهر)، الذي كشفت عنه “إيران”، في شهر أيلول/سبتمبر عام 2017، يشكل أساس البرنامج الصاروخي (الباليستي) القادر على تزويد صواريخ بعيدة المدى برؤوس نووية.

وأضاف أن تجربة صاروخية جديدة أجرتها “إيران”، مؤخرًا، دفعت بوزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، إلى تحذير “طهران”، بضرورة وقف التجارب الصاروخية، خاصة التي تشمل صواريخ يمكن التحكم بها عن طريق الأقمار الصناعية.

وكشف التقرير أن ميزات الصواريخ، التي أشار إليها “بومبيو”، تتطابق مع صاروخ (خرمشهر) الذي يمكن أن يصل مداه إلى 2000 كلم، ويحمل رؤوسًا حربية يصل وزنها إلى 1800 كلغ، ما يجعله أكبر صاروخ في الترسانة الصاروخية الإيرانية.

وقال التقرير: “الحقيقة أن ضخامة وزن الرؤوس الحربية، التي يحملها هذا الصاروخ، تعني أن مهمة إنتاج الجيل الأول من الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية سهلة نسبيًا، على الأقل من الناحية النظرية، خاصة أن الخبراء يؤكدون أن الصواريخ القادرة على حمل رأس حربي بوزن 500 – 1000 كلغ، يمكن معايرتها مع رؤوس نووية”.

وأضاف أنه: “من الواضح أن إيران تواصل سعيها لإمتلاك قدرات صاروخية نووية.. والحقيقة أن قدرات صاروخ (خرمشهر) بحمل عدة رؤوس حربية تجعل من السهل اختراق الدفاعات الصاروخية للعدو، فيما يمكن لرأس حربي واحد أن يتسبب بدمار كبير في منطقة واسعة، حتى وإن لم يصب أهدافه بدقة”.

ولفت التقرير إلى تصريحات المسؤولين في “الحرس الثوري” الإيراني بأنه بالإمكان إنتاج صواريخ يصل مداها إلى أكثر من 2000 كلم، في حين كشف مدير البرنامج الفضائي في “الحرس الثوري” بالوكالة، الجنرال “ماجد موسوي”، عام 2014، بأنه تم تطوير منصات صواريخ عبر الأقمار الصناعية، ما يتيح تجاوز مسافة 2000 كلم.

وأوضح التقرير بأن صاروخ (خرمشهر) يشكل خطرًا على مناطق في جنوب أوروبا، وأن تطوير صاروخ يصل مداه لأكثر من 2000 كلم يعني أنه يمكن أن يطال القارة بأكملها.

وقال التقرير: “ينبغي على الدول الغربية الاستعداد لقيام إيران بالكشف عن صواريخ جديدة في الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية الشهر القادم، كما يجب على المجموعة الدولية عدم تجاهل حقيقة أن البرنامج الصاروخي يُشكل أساس إستراتيجية إيران للهيمنة على المنطقة. وعلى الرغم من أن طهران أصبحت أكثر تحفظًا في الكشف عن صواريخها الجديدة، إلا أنه في الحقيقة ليس هناك أي تجميد في البرنامج الصاروخي”.

وختم التقرير الأميركي، قائلًا: “ما يثير القلق أكثر هو أن الحرس الثوري يواصل برنامجه لتحسين وتطوير صاروخ (خرمشهر)، ما يجعله قادرًا على حمل رؤوس حربية ضخمة، وإرسالها إلى أهداف في أية منطقة بالشرق الأوسط أو جنوب أوروبا”.

ردًا على العقوبات الأميركية..

عن الخطوة الإيرانية؛ قال “قاسم قصير”، الباحث في الشؤون الإيرانية، إن إعلان “إيران” عن إمتلاكها صواريخ طويلة المدى، جاء للتأكيد على أنه بالرغم من “العقوبات الأميركية” المفروضة على “إيران” إلا أنها مستمرة في تأمين أسلحتها الدفاعية وللرد على أي احتمال لإستهداف “إيران” من قبِل “أميركا”.

وأضاف أن إعلان “إيران” عن برنامجها الصاروخي لا علاقة له بـ”الإتفاق الإيراني النووي”، الذي أبرم قبل 3 سنوات؛ فهما موضوعان منفصلان، هذه الأنظمة الصاروخية هدفها الأساس الدفاع عن “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب