في الانتخابات الإيرانية .. تعدد قوائم أم إفتراق أسماء ؟

في الانتخابات الإيرانية .. تعدد قوائم أم إفتراق أسماء ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إنتهت مرحلة تسجيل أسماء المرشحين للانتخابات البرلمانية، في دورتها الحادية عشر. وعليه فقد أتضحت هوية المرشحين في “التيار الأصولي”، وما يعينهم الآن هو الوصول إلى قائمة واحدة. ويبدو أن هذه المسألة لن تتحقق رغم الجهود الأصولية المطولة. بحسب صحيفة (الأيام) الإيرانية الإصلاحية.

قضية الوحدة..

شكل الأصوليون، استعدادًا للانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية عشر، الجبهة الشعبية للقوى الثورية، (غمنا)، تلك الجبهة التي بدت مضيئة، لا سيما بعد مشاركة 3 آلاف شخص، مع هذا فقد عجزت بالنهاية عن توحيد الأصوليين حول مرشح واحد للانتخابات.

وبعد هذه التجربة الفاشلة، فكر الأصوليين في منظومة التحالف وشكلوا المحافل المختلفة مدة عام تقريبًا. ثم تمكن الأصوليون من تشكيل “مجلس الوحدة”، وهو عبارة عن محفل صغير، (بعكس غمنا)، من قدماء أعضاء التيار.

لكن ورغم تشكيل “مجلس الوحدة”؛ ما تزال (غمنا) قائمة؛ ويبدو أن “جمعية علماء الدين المناضلين” مستاءة، وكذلك لم تنضم جبهة الثبات. ومن المحتمل بقوة ألا تكون (غمنا) ولا “جمعية علماء الدين المناضلين”، أحد قواعد البنية التحتية لـ”مجلس الوحدة” والقائمة الموحدة، لكن “جبهة الثبات” أعلنت بوضوح أنها لا تستنكف عدم الشعور بالحاجة إلى الإجماع الكامل مع “مجلس الوحدة”.

ويمثل موقف “جبهة الثبات” الملاحظة الأهم التي ربما تهدد عموم الوحدة الداخلية للأصوليين. فقد شارك أعضاء “جبهة الثبات”، (من كافة المستويات)، في تسجيل أسماء المرشحين للانتخابات البرلمانية، من الشخصيات الرئيسة وحتى الشخصيات غير المشهورة، من الأعضاء الرسميين في اللجنة المركزية وغيرهم من مثل: “مرتضی آقات هراني”، و”محمد سلیماني”، و”محمود نبویان”، و”نصرالله پژمان فر”، و”أمیر حسین قاضي زاده هاشمي”، و”قاسم روانبخش”، و”فاطمة آلیا”، و”علي خضریان”، و”حمید رسایي”، و”علي أدیانیراد”، و”مهدی کوچکزاده”، و”جواد کریمي قدوسي”، و”مجتبي ذوالنور”، و”أحمد أمیر آبادي فراهاني”، و”الیاس نادران”، و”وحیدي امینپور”، و”علي رضا زاکاني”، و”بیژن نوباوه”، و”محمد جواد ابطحي”.

موقف “جبهة الثبات”..

صدرت عن “جبهة الثبات”، منذ بداية العام الجاري، التصريحات الرسمية والعلنية بشأن عدم التحالف مع الأصوليين. وأتضح تدريجيًا أن الجبهة لا تعتزم أن تكون في مؤخرة “مجلس الوحدة” لممارسة النشاط. وغرد “مرتضى آقات هراني”، أمين عام الجبهة: “بعون الله؛ وبعد اجتماعات متعددة تم تدوين موديل تحالف التيار الثوري في اجتماعات اللجنة المركزية، وسوف يعلن المتحدث باسم الجبهة هذه المسألة”.

وعليه رفضت الجبهة، رسميًا، النشاط في الإطار الذي حدده “مجلس الوحدة”. ثم شرع “مجيد متقي فر”، المتحدث باسم الوحدة، في شرح هذا الموديل، خلال حوار صحافي. وعدد مستويات تعامل الجبهة مع الأصوليين في أربعة مستويات..

أولاً: التعامل بمعنى أن توقف القوى الثورية عن تشويه بعضها. والمقصود بـ”القوى الثورية”، “جبهة الثبات” وبعض الفصائل السياسية المقربة من الجبهة، وباقي الأصوليين باستثناء أصحاب التوجهات الوسطية؛ مثل “علي لاريغاني”.

ثانيًا: التوافق على المعايير. بعبارة أخرى اتفاق “جبهة الثبات” مع “مجلس الوحدة” على معايير المرشحين في القوائم.

ثالثًا: التآزر دون الاتفاق الكامل. بمعنى الوصول إلى قائمتين تنطويان على الكثير من المشتركات.

رابعًا: الوحدة، أي الاتفاق على قائمة واحدة.

من الملاحظات المهمة الأخرى؛ التي تجذر للخلاف بين “جبهة الثبات” و”مجلس الوحدة”، عدم رغبة المجلس في التماهي، بل الأسوأ القبول بقائمة يرأسها، “محمد باقر قاليباف”، وهو احتمال مطروح بقوة مؤخرًا.

وكان “حسين الله كرم”، قد تطرق إلى هذا الموضوع، وقال: “مجلس التحالف يسعى حاليًا، إعتمادًا على الصبغة الجهادية للإسترشاد بالسيد قاليباف نوعًا ما، لكن نحن نتخوف بالنظر لمشاركة الأصوليين التقليدين في هذا التحالف، من مراعاة ثقل القوى الثورية”.

اختلافات متعددة الأوجه..

مما سبق؛ يتضح وجود اختلافات عميقة بين القوى الثورية ممثلة في “جبهة الثبات” والفصائل المحسوبة عليها، والقوى الجهادية برئاسة، “محمد باقر قاليباف”، والمقربون منه، لكنهما يشتركان في معارضة الأصوليون التقليديون.

وعليه من المحتمل أن تعتبر “جبهة الثبات” نفسها الأقوى والأكثر نفوذًا، وأن تشعر بالأقل في رغبة التعاون معها، لكن “قاليباف” لا يرى في نفسه هذه القوة، لا سيما وأنه لم يستمد نفوذه السياسي وقوته من “جبهة الثبات”. لذا من المقرر أن يفضل، رغم الانتقادات، البقاء بجانب الأصوليين التقليدين والاستفادة من إمكانياتهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة