25 أبريل، 2024 10:32 ص
Search
Close this search box.

في الإحتجاجات الإيرانية .. لماذا ناصرت تركيا النظام الإيراني ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعدما أندلعت الإحتجاجات الإيرانية التي تسارعت وتيرتها بشكل كبير، ونفخ في نارها الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، وحسم أمرها مجلس الأمن بإعتبار أن ما يحدث شأناً داخلياً لا علاقة للهيئة الأممية به.

الأمر المستغرب هو الموقف التركي من الإحتجاجات الإيرانية.. حيث لم تعلن أنقرة موقفها مباشرة بعد إندلاعها، وإنما أنتظرت قرابة الأسبوع لتخرج وتعلن عن مساندتها لإيران ورفضها التدخل من قبل بعض الدول وفي مقدمتها أميركا وإسرائيل !

فخرج أول بيان تركي، الثلاثاء 2 كانون ثان/يناير 2018، تعبر فيه أنقرة عن قلقها إزاء الأنباء حول سقوط قتلى وتدمير المباني العامة في الإحتجاجات الشعبية والإشتباكات بين المحتجين والشرطة في إيران خلال الأيام الماضية.

نؤمن بحق الشعب الإيراني في التظاهر..

جاء في البيان، الذي صدر عن وزارة الخارجية التركية: “نؤمن بضرورة تجنب العنف وعدم الإنجرار وراء الإستفزازات، مع الأخذ بعين الإعتبار، تصريحات الرئيس حسن روحاني في هذا الإطار، التي أقر فيها بحق الشعب في التظاهر السلمي، لكن دون إنتهاك القوانين والإضرار بالممتلكات العامة”. وعبرت الوزارة عن أملها بألاّ تكون هناك تدخلات أجنبية في الشأن الإيراني.

وأكد البيان على إيلاء تركيا أهمية كبيرة للسلم الاجتماعي والإستقرار في “إيران الصديقة والشقيقة”.

وأبدت الخارجية تمنياتها في أن يسود الهدوء البلاد بأسرع وقت، ويتم تغليب الحكمة، للحيلولة دون تصاعد الأحداث، وتجنب الخطابات والتدخلات الخارجية المحرضة.

نرفض التدخلات الخارجية التي تقوض الأمن والسلام..

ثم دافعت تركيا بقوة عن النظام الإيراني، إذ أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن”، الخميس 4 كانون ثان/يناير الجاري، على أن “بلاده ترفض التدخلات الرامية إلى تقويض أمن وسلام المجتمع الإيراني من خلال تصريحات خارجية وتغريدات”.

وأوضح، في مؤتمر صحافي عقده بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، أن الأمن والإستقرار والسلام في إيران، أمر مهم بالنسبة لبلاده.

وأضاف قائلاً: “الأمن والإستقرار والسلام في إيران، قضية مهمة للغاية بالنسبة لنا، وإذا كانت هناك أطراف من الخارج تريد إحداث فوضى في إيران، فإنه ينبغي علينا التذكير بأن ذلك سوف ينقلب عليها”.

تعامل بشكل ملائم وصائب..

من جانبه، أعرب الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، “حسن روحاني”، الأربعاء 3 كانون ثان/يناير، عن أمله في إنهاء الإحتجاجات في إيران خلال أيام.

وبحسب التليفزيون التركي، فقد أكد “إردوغان” إيلاء بلاده أهمية كبيرة للمحافظة على الإستقرار والسلام في إيران، قائلاً: إن “بلاده تولي أهمية كبيرة للمحافظة على السلام والإستقرار الاجتماعي لإيران”.

وأعتبر “إردوغان” أن تعامل نظيره الإيراني، “حسن روحاني”، مع الإحتجاجات في بلاده كان “ملائماً وصابئاً”، مؤكداً أن “إستقرار إيران مهم لتركيا”، آملاً بانتهائها “خلال أيام”.

وقال “إردوغان”، لروحاني، إن تصريحاته عن ممارسة الحق في الإحتجاج السلمي مع الحرص على عدم إنتهاك القانون كانت “ملائمة”.

إستقرار إيران مهم لتركيا..

قال وزير الخارجية التركي، “مولود جاويش أوغلو”، إن “إستقرار إيران مهم لنا. ونحن ضد التدخل الخارجي … إذا كانت القيادة ستتغير في إيران فإن الشعب الإيراني هو الذي سيقوم بهذا”.

ونقلت قناة (سي. إن. إن. ترك)؛ تصريحات للوزير التركي كرر خلالها ما قاله “روحاني”، عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما من أثارتا الإضطرابات في إيران، وقال “جاويش أوغلو”: إن “هناك إثنين يؤيدان المظاهرات في إيران، هما (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) و(الرئيس الأميركي دونالد ترمب)”.

ترفض تغيير السلطة في إيران..

ركزت أنقرة على رفض تغيير السلطة في إيران؛ “عبر التدخلات الخارجية أو بطرق غير دستورية”.

وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، “بكير بوزداغ”، إن بلاده “تعارض تولي السلطة في بلد ما أو تغييرها عن طريق التدخلات الخارجية أو استخدام العنف أو الطرق المخالفة للدستور والقوانين”.

مشيراً إلى أن تركيا “تتابع عن كثب الأحداث، وتولي أهمية لحفظ الهدوء والسلم والإستقرار في إيران”.

وأضاف: أن “وقوع أزمات أو فوضى أو نزاعات في إيران سيلحق الضرر بها وبشعبها وبالمنطقة”.

ودعا الحكومة والشعب الإيراني إلى “التحرك بحكمة وحذر أمام التحريض والإستفزازات المخطط لها، بهدف المحافظة على الهدوء والسلم والإستقرار في البلاد”.

يجب تغليب الحكمة..

كما أجرى وزير الخارجية التركي اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني، “محمد جواد ظريف”، لبحث آخر التطورات. وعبرت الخارجية التركية عن أملها في أن “يسود الهدوء إيران في أسرع وقت، وأن يتم تغليب الحكمة للحيلولة دون تصاعد الأحداث وتجنب الخطابات والتدخلات الخارجية المحرضة”.

وتحظى التطورات في إيران بإهتمام إعلامي تركي واسع، مع تحذيرات تدعو إلى الإنتباه جيداً لما يجري في إيران، والتلويح بوجود مؤامرة وتدخلات خارجية، لا سيما من واشنطن.

هذه التصريحات المتلاحقة من جانب تركيا تجاه إيران وشعبها أثارت تساؤلات عديدة حول الأسباب الداعية إلى إتخاذ أنقرة هذا الموقف من جانبها .

لا تريد أن تعامل إيران بالمثل..

فقد أعتبر البرفسور والأكاديمي التركي، “سمير صالحة”، أن القيادات السياسية التركية بدأت تعلن موقفها الواضح من التطورات في الداخل الإيراني، وذلك بعد تريث أستمر حوالي الأسبوع.

مشيراً، في مقاله المنشور على موقع (العربي الجديد)، إلى أن تركيا لا تريد أن تعامل إيران بالمثل، حيث لم يتردد الإعلام الإيراني، أو المحسوب عليه، و”إلتزاماً بنقل المعلومة والمتابعة الدقيقة” المباشرة لأحداث “غزي بارك”، التي إندلعت في إسطنبول قبل أربع سنوات، في نقل معلومات غير صحيحة، عن سقوط قتلى، وأنتقال “الربيع العربي” إلى تركيا.

وأنقرة ملزمة برد الجميل إلى طهران، بسبب موقفها الداعم للحكومة بعد ساعات على إندلاع المحاولة الانقلابية في منتصف تموز/يوليو 2016، والمبادرة بإرسال وزير خارجيتها إلى أنقرة، ليأخذ مكانه في الصف الأول للمهنئين والمؤيدين لحكومة “العدالة والتنمية” بعد إطاحتها بالمحاولة.

التقارب في الملف القطري والسوري..

تطرق البروفيسور التركي إلى التنسيق التركي الإيراني في الوقوف إلى جانب “قطر” في موضوع الأزمة الخليجية، الذي قرب بينهما أكثر فأكثر. هذا إلى جانب التفاهمات التركية الإيرانية الجديدة في “الملف السوري”، تحت سقف “آستانة”، وفي إطار خطط مناطق تخفيض التوتر.

لا تريد أن تعرض علاقاتها الاستراتيجية مع إيران في الأعوام الأخيرة للإنهيار..

قال: “قد لا تعترض القيادة السياسية التركية على خضات سياسية في الداخل الإيراني، تضعف موقع إيران ودورها الإقليمي، وتدفعها إلى الشعور أكثر فأكثر بحاجتها إلى أنقرة، وسط هذه الظروف الصعبة، كما حدث مع تركيا في العامين الأخيرين. لكنها تعرف تماماً أن عليها أن تأخذ في الإعتبار حسابات خط الرجعة في علاقاتها مع إيران، وعدم التسرع في تحديد موقفها، والإنحياز إلى جانب الشارع الإيراني، خصوصاً إذا ما فشلت في رهانها وتقديراتها، ما يعرض ما بنته من علاقات استراتيجية مع إيران في الأعوام الأخيرة للإنهيار.

بنتا تحالفاً يراعي المصالح الأمنية ومسار العلاقات التجارية والاقتصادية..

عرج “صالحة”، في مقاله، إلى جملة من المسائل الحساسة تؤثر على إعلان أنقرة لموقفها النهائي حيال ما يجري في الداخل الإيراني، مبيناً أنها ستأخذ في الإعتبار جملة من المعايير أبرزها أنه على الرغم من تعارض المصالح التركية والإيرانية، وتباعد المواقف في التعامل مع ملفات ثنائية وإقليمية كثيرة، إلا أن أنقرة وطهران بنتا تحالفاً يراعي تراتبية المصالح الأمنية في مواجهة المساس بوحدة الدول وسيادتها، والتصدي لخطط التفتيت الإقليمي، ثم حماية مسار العلاقات التجارية والاقتصادية، وبعدها تأتي القضايا السياسية في تقاطع العلاقات بين البلدين.

وأيضاً، القلق من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في المناطق الحدودية التركية الإيرانية التي قد تفتح الطريق أمام موجات لجوء بإتجاه الداخل التركي.

وكذلك، أرتباط الموقف التركي حيال ما يجري في إيران بمواقف إيران نفسها في التعامل مع ملف الأزمة السورية، الذي يغضب المعارضة السورية، ويترك أنقرة أمام مشكلة إرضاء حليفها، وعدم تعريض علاقاتها بإيران إلى التراجع والتدهور في الوقت نفسه.

وهاجس مصير 20 مليار دولار من التعاون التجاري بين تركيا وإيران، المعرض للتراجع أكثر فأكثر، في حال تبني أنقرة مواقف تغضب طهران.

قد تحاصر أنقرة بإتخاذ موقف معين..

إضافة لذلك، إحتمال تدهور علاقات إيران بدول عربية عديدة، وتحديداً الخليجية التي ستتوحد مواقفها مرة أخرى، في دعم حراك الداخل الإيراني، ما قد يحاصر أنقرة في ضرورة إتخاذ مواقف تراعي ما تقوله هذه البلدان، إذا ما كانت تبحث عن حماية علاقاتها السياسية والتجارية معها.

وختم “صالحة” بالقول: “قناعة تركية في صفوف قلة من المعارضين؛ أن الأحداث ستكبر وتنتشر، وتتسع دائرتها، في الأيام المقبلة، لأن مصدرها هو أزمة اجتماعية اقتصادية سياسية، تنبعث من العمق، وتتحول تدريجياً إلى موجة جارفة، تكبر وتزداد خطورة”.

حسابات ومواءمات سياسية..

المتخصص في الشأن الإيراني، “د. بشير عبدالفتاح”، يقول أنه في البداية، يلاحظ على الموقف التركي الصادم والمثير، أنه جاء متأخراً بعض الشىء، بعدما أدركت الإحتجاجات الإيرانية يومها السادس، وشهدت مقتل 22 إيرانياً بين متظاهر وعسكري وشرطي، فضلاً عن مئات غير قليلة من المصابين والمعتقلين.

وبينما يمكن إرجاع التأخر في إعلان الموقف التركي بهذا الصدد، إلى حسابات ومواءمات سياسية ليس أقلها إيثار التريث حتى تتضح ملامح المشهد الإيراني، شأنه في ذلك شأن مواقف أطراف إقليمية ودولية عديدة، إلا أن التصرف التركي لم يسلم من أعراض إرتباك وتخبط جراء المفاجأة.

رفض إتخاذ جانب المعارضة وأتهم الاجندات الخارجية..

مضيفاً “عبدالفتاح” أنه خلافاً لموقفه السابق، الداعم لما كان يعرف إعلامياً بـ”الربيع العربي” الذي إجتاح عدداً من الدول العربية مطلع العام 2011، أبى الرئيس التركي، الذي أستحضر نظرية المؤامرة في جميع التظاهرات الإحتجاجية التركية التي إندلعت رفضاً لسياساته، كما هاجم المعارضة وأنتقد بعض وسائل الإعلام غير الموالية له، ليرجعها إلى مؤامرات خارجية من تدبير جماعة “فتح الله غولن” وخصوم تركيا في داخل المنطقة وخارجها، إلا أنه تماهى مع المرشد الإيراني في تبني سرديته الممجوجة بشأن المؤامرة الخارجية في الإحتجاجات الإيرانية.

وبناء عليه، أنبرت الصحف التركية، المحافظة، في تصدير أولى صفحاتها بالإعراب عن القلق البالغ إزاء الإحتجاجات الإيرانية، التي وصفتها صحيفة (ستار) على صفحتها الأولى بـ”اللعبة القذرة التي تتم حالياً في إيران”، فيما أوردت صحيفة (يني أكيت) أن “الغرب يقف وراء الفتنة في إيران”.

قلق من نقاط التلاقي بين تركيا وإيران..

موضحاً أنه برغم أوجه الخلاف والتمايز العديدة بين الجارتين، خصوصاً لجهة المستوى المقبول من الممارسة الديمقراطية القلقة وغير المستقرة لدى تركيا، أو ما يتصل بوضعها الاقتصادي المستقر نسبياً، فقد أستبد قلق شديد بـ”إردوغان” جراء نقاط التلاقي العديدة بين حالة بلاده وإيران في مواضع شتى، لعل أبرزها ذلك السمت الفسيفسائي الإثني ذو الإمتدادات الإقليمية، والذي تتسم به التركيبة المجتمعية لكلا البلدين، فيما لا يبدو قسط الديمقراطية القلق في تركيا، ولا النهج الإيراني الذي يمزج ما بين القمع المفرط وحملات التعبئة والدعاية المؤدلجة المتواصلة لإستجداء الإلتئام والتوحد في مواجهة مؤامرات الأعداء المتجددة ضد إيران وثورتها، كفيلين بإستبقاء التعايش السلمي طويلاً ما بين مكونات وأطياف ذلك الموزاييك الإثني الملتهب.

إنحسار شعبية “إردوغان”..

مستطرداً، “عبدالفتاح”، أنه بقدر ما تتسع رقعة الرفض الشعبي للنظام الإيراني الحالي، بدأت شعبية “إردوغان” تعاني إنحساراً لافتاً خلال الآونة الأخيرة، على نحو ما ظهر جلياً في مناسبات وإستحقاقات سياسية بارزة، من أشهرها تظاهرات “غيزى بارك”، في آيار/مايو من العام 2013، والتي تمخض عنف الشرطة في التعاطي معها عن قتل ستة متظاهرين وإصابة الآلاف، عن تداعيات سلبية للغاية فيما يخص شعبية “إردوغان”، خصوصاً بعدما طالب المتظاهرون، للمرة الأولى منذ العام 2002، بإسقاط النظام، فيما عمد “إردوغان” إلى إعتبار ما جرى مؤامرة دبرتها جماعة “خدمة” بزعامة، “فتح الله غولن”.

وجاءت نتائج الإستحقاق الرئاسي، الذي أجري في آب/أغسطس 2014، وحصل خلاله “إردوغان” على 53.2 بالمئة فقط من الأصوات، لتؤكد عدم رغبة قرابة نصف الأتراك في أن يكون رئيساً لهم. كذلك، أظهر الإستحقاق البرلماني، الذي أجري في شهر حزيران/يونيو 2015، عجز “حزب العدالة والتنمية”، وللمرة الأولى منذ العام 2002، عن حسم الإنتخابات لمصلحته بعدما حصل على 41% فقط من الأصوات، ليخسر بذلك الغالبية المطلقة التي تخوله تشكيل الحكومة منفرداً. وجاءت نتائج الإستفتاء على التعديلات الدستورية في نيسان/إبريل الماضي، والتي تضمنت تعديل ثماني عشرة مادة، أهمها تلك التي تضمن إنتقال نظام الحكم من البرلماني إلى الرئاسي، والتي تم تمريرها بنسبة 51% فقط من الأصوات، وبفارق لا يتعدى المليون صوت بين مؤيدي التعديلات ورافضيها، لتفجر تساؤلات مثيرة حول شرعية التعديلات، وشعبية “إردوغان”، الذي يتطلع بشغف بالغ إلى الفوز بالإستحقاقين البرلماني والرئاسي المزمع إجراؤهما بالتزامن خلال العام المقبل، كيما يعلن تدشين الجمهورية التركية الثانية في العام 1923.

مخاوف من تقسيم المنطقة جيواستراتيجياً..

على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة التي أقضت مضاجع “إردوغان” في صيف العام 2016، والتي ساورته الشكوك بشأن تورط دول، يفترض أنها صديقة أو حليفة لبلاده في تدبيرها، وقر في ذهن الرئيس التركي يقين بأن ثمة مؤامرات تحاك ضده، ومشاريع قد أعدت للمنطقة بغية إعادة هندستها جيواستراتيجياً بما يستتبع عبثاً بالوحدة الترابية واللحمة الوطنية لبعض دولها، بما فيها تركيا وإيران، ضمن سياق ما يمكن أن يطلق عليه مجازاً “اتفاقية سايكس بيكو الثانية”، والتي تستدعي في المخيال التركي معاهدة “سيفر” لعام 1920، التي قسمت الإمبراطورية العثمانية وفرضت على الأتراك التخلي عن جميع الأراضي والبلدان التي يقطنها غير الناطقين باللغة التركية، كما أتاحت للحلفاء الإستيلاء على أراض تركية، ومن بعدها معاهدة “لوزان” عام 1923، التي ألغت معاهدة “سيفر” وحلت محلها، وتم على إثرها تسوية وضع الأناضول والقسم الأوروبي من تركيا، ليعلن “أتاتورك” الجمهورية التركية الحديثة، التي إعترف بها العالم وريثة للإمبراطورية العثمانية.

فوبيا الانقلابات العسكرية..

من شأن التوتر الذي شاب علاقات أنقرة بمحيطها الإقليمي وحلفائها الغربيين، خلال الآونة الأخيرة، لأسباب شتى، يتصدرها تقاربهم المستفز مع أكراد المنطقة، والذي تزامن مع المآلات المفجعة التي آلت إليها دول “الربيع العربي”، وأنعكست أصداؤها السلبية على تركيا، أن تغذي مخاوف الرئيس التركي، المسكون بفوبيا الانقلابات العسكرية، من وقوع انقلاب يطيح به ويبدد أحلامه، أو إندلاع “ربيع” جديد يضاعف معاناة تركيا، خصوصاً إذا ما ألقى بظلاله على دولة جوار أخرى بوزن الجار الإيراني، الذي سرعان ما ستنتقل العدوى الثورية منه إلى تركيا، التي يكون بوسع كواهلها المثقلة بالأعباء تحمل التبعات المرهقة لأية أعاصير أو تداعيات “ربيعية” موجعة.

إن نجحت المؤامرة ستكون تركيا المقبلة..

لافتاً “عبدالفتاح” إلى أنه من رحم تلك المخاوف والهواجس، تداعى التحول المثير في الموقف التركي ما بين تأييد الإنتفاضات الشعبية العربية قبل سنوات، ومؤازرة النظام الإيراني اليوم في مواجهة الإحتجاجات التي يراها فتنة ومؤامرة من تدبير الأعداء، في الوقت الذي تصدر صحيفة (يني أكيت) التركية، أولى صفحاتها، بعبارة: “إذا نجحت المؤامرة الغربية الحالية ضد إيران، فستكون تركيا هي الهدف المقبل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب