وكالات- كتابات:
أثار افتتاح “مجسر الأوقاف”؛ في وسط مدينة “الرمادي”، الذي تم تدشيّنه قبل أيام، موجة من الانتقادات الواسعة بين أهالي “الأنبار”، حيث اعتبر عددٍ منهم أن المشروع شوه واجهة “جامع الدولة الكبير”، الذي يُعدّ من أبرز المعالم التاريخية والدينية في المدينة.
وأشار عدد من المواطنين، إلى وجود سوء تخطيط في اختيار مكان المجسَّر وتصاميمه، ما أثّر سلبًا على المظهر الحضري للمنطقة، وبدلًا من أن يسَّهم المشروع في تطوير المدينة وتحسّين بُنيتها التحتية، كان له تأثير معاكس في تشويه جمال المعالم الإسلامية والحد من جاذبية الموقع.
في هذا الصدّد، قال الناشط المدني؛ “إياد الراوي”، لوسائل إعلام محلية؛ إن: “التصاميم الهندسية التي تم اعتمادها في محافظة الأنبار لاقت انتقادات حادة”، مُشيرًا إلى: “وجود مشكلات كبيرة في التخطيط واختيار الأماكن المخصصة للمجسَّرات والدوارات”.
وأكد “الراوي” أن: “المحافظة تُعاني من غياب خطة مدروسة تنظم وتحدَّد الأماكن بشكلٍ دقيق لتنفيذ هذه المشاريع الحيوية”.
وأوضح أن: “بعض التصاميم التي تم تنفيذها في المدينة، مثل تلك التي تتعلق بالدوارات الصغيرة والجسور، تشوه المنظر العام للمحافظة”، مشيرًا إلى أن: “أحد المشاريع الأخيرة في المدينة كان من المفترض أن يكون أكثر تناسقًا مع بيئة المدينة، إلا أن الاختيار السيء للموقع وطريقة التنفيذ كانا سببًا رئيسًا في هذه الانتقادات”.
وأضاف “الراوي”؛ أن: “هذا النوع من المشاريع لا يتناسب مع احتياجات المدينة ويفتقر إلى دراسة شاملة لتأثيراته على الحركة المرورية والمظهر الجمالي”.
وتابع أن: “التصاميم الحالية تركز فقط على الحلول المؤقتة دون النظر في التأثيرات الطويلة المدى على البنية التحتية والتخطيط العمراني للمدينة”.
من جانبه؛ رأى الصحافي؛ “عمر حسين”، أن: “مجسر الأوقاف في وسط مدينة الرمادي؛ شاهد على التشوه البصري والهندسي”، معبرًا عن: “استياءه من تصميمه الذي وصفه بأنه غير متوازن بين الجوانب العملية والجمالية”.
وأكد “حسين”، خلال حدثه؛ أن: “أي تصميم هندسي ناجح يجب أن يُحقق توازنًا بين وظيفته العملية وجماله البصري”، مشيرًا إلى أن: “غياب هذا التوازن يُظهر خللًا واضحًا”.
وأضاف: “إذا كان المشروع يؤدي وظيفته، لكنه يخلق تشوهًا بصريًا وتوترًا في الصورة النهائية، فهذا خلل، وإذا كان التصميم جميلًا لكنه بلا فائدة عملية، فهذا أيضًا خلل”.
وأشار “حسين” إلى أن: “الحكومة تخصص مبالغ كبيرة لتنفيذ مثل هذه المشاريع، إلا أن النتائج على أرض الواقع تُظهر تصاميم هندسية تفتقر إلى التفكير الشامل”.
وأعرب عن دهشته من أن: “هذه الإشكالات تُظهر في ظل وجود كفاءات هندسية في مواقع صنع القرار”، قائلًا: “نعيش اليوم في فترة تُعرف بحكومة المهندسين، ومع ذلك نرى مثل هذه المشاريع”.
وفي السيّاق؛ قال المواطن “أحمد صبار”، إن مشروع “مجسّر الأوقاف”؛ في محافظة “الأنبار”، ليس سوى استعراض عمراني، دون أن يُنظر في قيمته الحقيقية على مستوى خدمة المجتمع وتنميته.
ولفت إلى أن: “المشروع قد أدى إلى فقدان واجهة أحد أهم وأجمل الجوامع في الأنبار، وهو ما يعكس تجاهلًا للجوانب الثقافية والمعمارية”.
وأضاف “جاسم” أن: “المشروع كان يمكن أن يكون أكثر فائدة إذا تم تحويله إلى ساحة كبيرة أمام الجامع، ما كان سيوفر رؤية واسعة للمكان ويسمح بتطوير الجامع نفسه، وبذلك كان يمكن أن تتحول الساحة إلى مساحة حضرية رائعة تتماشى مع هوية المدينة وتاريخها، وتمتدّ مع الجامع بشّكل يعزز من مكانته في المجتمع”.
ولفت إلى أن: “الفكرة الأساسية للمشروع كان يمكن أن تسهم في تحسين المظهر العام وتحقيق تنمية حضرية متوازنة، ولكن التنفيذ على الأرض لم يكن متماشياً مع هذه الرؤية”.
يُشار إلى أن هذه الانتقادات لقيت صدى واسعًا بين سكان المدينة، حيث تمت مهاجمة هذه التصاميم بشكل كبير، بينما يُعتبر أي اعتراض على هذه المشاريع من قبل البعض بمثابة تهجم أو مؤامرة ضد المسؤولين.