29 مارس، 2024 7:50 ص
Search
Close this search box.

في الأزمة “الإيرانية-الأميركية” .. الهند عالقة بين شقي الرحى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

عندما انسحبت “الولايات المتحدة” من “الصفقة الإيرانية”، استعدت الاقتصادات في جميع أنحاء العالم لعواقبها، فيما عدا “الهند” التي ظلت عالقة في مشهد لتبادل إطلاق التصريحات النارية بين الدولتين، بسبب اعتمادها على النفط الإيراني من جهة ومصالحها الأميركية المتنامية من جهة أخرى.

في هذا الإطار؛ يقول موقع (Money Control) الهندي أن “الهند” يجب عليها الآن، بشكل قاطع، أن تبحث عن مصادر بديلة للنفط وتقلل من اعتمادها على “إيران”، وفقًا للسفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، “نيكي هالي”، في زيارة استغرقت يومين للهند.

وبما أن الولايات المتحدة لم تعد جزءًا من صفقة النفط الإيرانية، فإنها ستعيد فرض عقوبات اقتصادية على إيران، الأمر الذي سيؤثر على جميع الدول في الأعمال التجارية مع الدولة الغنية بالنفط.

وتابعت “هالي”، خلال لقاءها: “أنا أفكر أيضًا في مستقبل الهند، ومستقبل قدرة الحصول على الموارد وأشجعهم على إعادة التفكير في علاقتهم مع إيران. يجب على الهند أن تقرر ما إذا كانت إيران دولة يريدون الاستمرار في التعامل معها”.

على خلفية ذلك؛ كان لا بد من أن يكون القطع مع “إيران” تدريجيًا لأن النفط الإيراني يعتبر ثالث أكبر مورد للبلاد. وطلبت الحكومة، في آيار/مايو الماضي، من مصافي تكرير النفط الاستعداد لإجراء تخفيضات كبيرة في الواردات الإيرانية. وخوفًا من فرض عقوبات من الولايات المتحدة، وجد أن الواردات الهندية من إيران انخفضت بنسبة 16 في المئة في حزيران/يونيو الماضي.

و”الهند”؛ هي ثاني أكبر عميل لـ”إيران”، بعد “الصين”، وهي ليست البلد الوحيد الذي تتطلع “الولايات المتحدة” إلى أن تنجح في ابتعاده عن “إيران” كدولة مصدرة للنفط.

تحذير إيران..

في وقت سابق من اليوم الأربعاء، انتقدت إيران، “الهند”، لعدم وفائها باستثماراتها الموعودة في توسيع ميناء “تشابهار” الإستراتيجي الخاص بها. ومضت تقول أيضًا أن “نيودلهي” ستفقد “امتيازات خاصة” إذا خفضت الاستيراد من “إيران”.

كما حذرت إيران أيضًا من تعويض التخفيضات النفطية عن طريق الاستيراد من دول أخرى مثل “السعودية وروسيا والعراق”.

ويعتبر ميناء “تشابهار” مهم من الناحية الإستراتيجية بالنسبة للهند، وقد استثمرت “نيودلهي” بالفعل حوالي نصف مليار دولار في إنشاء بنيته التحتية، حيث يمكن “تشابهار”، الهند، من الوصول إلى “أفغانستان”، وتجاوز “باكستان”، لذا، عندما يتم فرض العقوبات الأميركية، فإن استيراد المعدات إلى إيران لمشروع مشترك سيكون مشكلة.

كيف ستفاضل الهند بين البلدين ؟

علاقات الهند مع إيران كانت ودية منذ وقت طويل. وفي الوقت نفسه، أيدت الهند، “الولايات المتحدة”، في إثارة المخاوف بشأن برنامج طهران النووي. وتعتبر الولايات المتحدة حليفًا رئيسًا للهند في منطقة “المحيط الهاديء-الهندي”. لذلك، من المهم للغاية بالنسبة للهند أن تعطي الأولوية لعلاقاتها الثنائية مع واشنطن..

ويعتقد البعض أن الهند يجب أن تثبت موقفها ولا تدع الولايات المتحدة تملي عليها القضايا ذات الاهتمام الوطني، حيث إن الاستثمار في مشاريع إيران؛ مثل “ميناء تشابهار”، سيساعد الهند في التآخي مع جيران “باكستان” الغربيين وتعميق العلاقات التجارية مع “أفغانستان”.

وقد يكون أكبر دليلاً على ذلك هو تمويل الولايات المتحدة لحرب “باكستان” على الإرهاب، على الرغم من عجز الأخيرة عن مكافحة الإرهاب. وعلى الرغم من موقف الهند الصارم ضد جارتها المعادية، تواصل الولايات المتحدة الحفاظ على علاقات ودية مع “باكستان”. لذلك، من أجل تجارة الأنانية ومصالحها الوطنية، يجب على الهند أن تواصل علاقاتها الودية مع “إيران”، وفقاً لبعض الآراء التي نقلها الموقع.

كما يمكن القول إن استمرار الواردات من “إيران” سيضر “الهند” بشدة، لأن أسعار النفط سوف ترتفع، كما دخلت الهند في العديد من مشاريع الدفاع الإستراتيجية والهياكل الأساسية مع “الولايات المتحدة”.

وعندما تم رفع القيود عن إيران، في عام 2016، وصفها وزير الشؤون الخارجية، “سوشما سواراغ”، ورئيس الوزراء، “نارندرا مودي”، بأنه انتصار للدبلوماسية. ولكن بعد عامين، وعندما انسحبت الولايات المتحدة من الصفقة، نصحت الهند “جميع الأطراف بالمشاركة البناءة”.

ومع انخفاض الواردات من إيران؛ والتخلف عن الوفاء بوعدها فيما يتعلق بميناء “تشابهار”، يبدو أن الهند تميل إلى دعم الولايات المتحدة في لعبة شد الحبل. ومع ذلك، لم تبد “نيودلهي” أي دعم صريح لأي طرف، ولم تصدر بعد بيانًا رسميًا حول الوضع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب