8 مارس، 2024 4:12 م
Search
Close this search box.

في احتفالات عاشوراء .. ظهور “النذور المختلفة” مواكبة للحالة الاقتصادية للمجتمع الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تضفي “النذور” في شهر “المحرم” لون ونكهة مختلفة على المدن الإيرانية. و”النذر” في قاموس معين معناه: “ما يفرضه المرء على نفسه في سبيل الله”.

ويمكننا تنظيم عهودنا وعقودنا من أجل “النذور”، بحيث تكون المنفعة خالدة لأهلنا وجيراننا والثقافة التي من أجلها تعلن الأزقة والشوارع الحداد. فاستضافة المعزيين وتوزيع الطعام؛ هي عملية قيمة تتيح للمشاركون بالجلسات المعنوية الحضور بشكل أفضل دون التفكير في إعداد الطعام، ناهيك عن بركات تلكم العملية على الحياة المادية والمعنوية لأصحاب “النذور”. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية؛ المحسوبة على “الحرس الثوري”.

لكن لأن الجميع ربما لا يملكون إمكانية نذر الطعام أو يريدون تغطية الجوانب المغفولة، فسوف نسعى في هذا الملف إلى التعريف بـ”النذور” الأخرى غير العامة؛ ربما أمكننا تقديم أفكار مختلفة وعملية عن موضوع “النذر” وثقافة “عاشوراء” وطبيعة “المحرم”.

و”النذور الثقافية” في الحقيقة بمثابة فرصة جديدة للمشاركة، إن كانت أوضاعنا الاقتصادية سيئة، لكن القلب يريد.

1 – نذور التطوير العلمي والمهارات..

في هذا النوع، يقدم صاحب “النذر” عملاً فكريًا، وإبداعيًا للآخرين. ويشمل “النذر الثقافي”؛ القيام بعمل ثقافي وعام المنفعة للآخرين. وهذه الفكرة قد تجلي روح ونفس الأخيار وتوفر لهم رضا البال، وفي الوقت نفسه تحقق للمحتاج النشاط والأمل.

وفيما يلي نماذج عن هذه النوعية من “النذور” خلال السنوات الأخيرة..

– “نذر التدريس”: بحيث يخصص صاحب “النذر” جزء من وقته، بشكل مجاني، للطلبة في المناطق المحرومة. ولا يملك الكثيرون الإمكانيات والقدرات اللازمة لإقامة مثل هذه الفصول، لكن بمقدورهم تقديم الدعم المالي والمعنوي.

– “نذر الكتاب”: يمكن تخصيص مبلغ من المال، على سبيل “النذر”، يُستخدم في شراء أدوات التعليم والكتابة للفئات المحرومة، أو أن تتكفل بالتكاليف الدراسية السنوية لأبناء إحدى الأسر الفقيرة. أو يمكنك تجهيز المدارس في المناطق المحرومة بالمكتبات والأدوات التعليمية. وهذا النوع انتشر في الفترة الأخيرة وحظي بالقبول.

– “نذر الاستشارات”: تقديم الخدمات الاستشارية بالمجان، وفي العادة يشارك الخبراء بشكل تطوعي في هذه المجالس التي تُعقد في المساجد.

2 – نذور المحافظة على البيئة..

انتشر “نذر التشجير”، في السنوات الأخيرة، بغرض المحافظة على البيئة. ورغم صعوبة هذا النوع؛ إلا أن النتائج مفرحة.

على سبيل المثال؛ في “عاشوراء”، العام الماضي، رفض أحد نشطاء البيئة الاستفادة من الأكياس النايلون ووزع عدد 400 كيس قماش على جيرانه؛ ووعد بتغيير الأكياس المستعملة مجانًا بعد فترة.

من أنواع “النذور الثقافية-الاجتماعية” الأخرى، الإعتناء بتنظيف المدينة، وإعادة تدوير القمامة وتسليمها إلى إدارة النفايات بالبلدية، خلال أيام “المحرم”.

ويهدف هذا النوع للمحافظة على البيئة والتأسيس لثقافة المواطنة الصحيحة وغيره. وخلال العام الجاري؛ يطلق نشطاء البيئة في “عربستان”، للعام الرابع على التوالي، مشروع “محرم المدينة النظيفة”، بعد ارتفاع معدلات الاستفادة من الأواني البلاستيكية خلال شهر “المحرم”، بهدف إشاعة ثقافة عدم الاستفادة من البلاستيك بين المعزيين، وثقافة لا للأواني المستعملة.

في سياق متصل؛ قامت إدارة النفايات في “بابل” بتوزيع ملصقات “مختلفون هذا المحروم”؛ بغرض تحفيز المواطنين على “نذر الفناجين” بدلاً من الأكواب ذات الاستخدام الواحد. ومن هذه المراسم أيضًا نذر “الغسيل”؛ ويقتضي غسيل أواني وأدوات المواكب المشاركة في العزاء والقدماء يعتبرونه ثوابًا عظيمًا وعليه إقبال.

نذور مختلفة :

هيئات تتقبل “البيتزا” وحتى الغسيل الجاف للقمصان السوداء..

تنتشر، منذ القدم، “قيمة المحرم” في مراسم العزاء، وهي أكلة كربلائية شائعة في “إيران” و”العراق”. لكن بالطواف على المواكب المختلفة سوف تجد مأكولات مختلفة مثل “شله مشهدي” و”حليم نيشابوري”.

ومع إزدياد أعداد المواكب فقد إزداد التنوع الغذائي أيضًا. فقد شوهد المواطنون أكثر من مرة يقدمون “نذور الحليب”، و”العدس”، و”الشوربة” إلى محطات الخدمة.

وقبل سنوات؛ وزع أحدهم “عصير الموز” على المعزيين. من ذلك وزع أحدهم “البيتزا” بمناسبة افتتاح المحل. ويقال إن أحد سكان المدن الشمالية نذر توزيع مزيج الفاكهة مع “عصير الرومان” على الأطفال.

من النذور الطريفة أيضًا توزيع “سندويشات البيض” و”البطاطس”، و”اللوبيا”، وزجاجات المياه المعدنية، و”البطيخ”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب