4 مارس، 2024 6:07 ص
Search
Close this search box.

في إيران .. نقص المياه يهدد بإشعال “الصراعات العرقية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

نقص المياه، في “إيران”، لا يمثل أزمة؛ وإنما مشكلة تتطلب إدارة.. ويحذر خبراء البيئة منذ سنوات من مسألة نقص المياه، لكن لا أحد يصغي. في حين تتعلق حياة الناس بالمياه كلما إبتعدنا عن العواصم.

وإنعدام المياه دفع الفلاحون إلى حفر آبار مياه عميقة، ومن ثم نواجه اليوم مشكلة الإنهيارات الأرضية. وقد إنتهت مسألة الاستخدام الزائد عن الحد للمياه الجوفية إلى القضاء على الغطاء النباتي في عدد من المناطق.. ولا يمكننا تجاهل دور الجماهير في هذه المشكلة. إذ تسببت زيادة الكثافة السكانية على الكرة الأرضية، وكذلك تغيير أسلوب الحياة في الاستهلاك الزائد عن الحد للمياه الجوفية. أضف إلى ذلك أن نظام توصيل المياه غير المناسب في “إيران” ساهم في زيادة الفاقد من المياه.

إنعدام المطالبة الشعبية بالمحافظة على الماء..

بلغت مشكلة نقص الماء على الكرة الأرضية الحد الذي دفع الدول المختلفة إلى إعلان أن الحرب العالمية التالية ستكون حول “الماء”. مع هذا مانزال في بلادنا نقوم بمشروعات مثل بناء السدود ونقل المياه.

وحول مشكلة إنعدام المطالب الشعبية بالمحافظة على ما بقي من الماء يقول، “محمدعلي غهانبخش”، خبير الإنثروبولوجيا، في حوار إلى “آیدین پورخامنه”؛ مراسل صحيفة (آرمان) الإيرانية : “فقد شعبنا رؤيته التاريخية للماء. وكذلك لا يفتقر موقف الحكومات من المحافظة على البيئة للعمق والخبرة فقط، وإنما هي ملوثة بشدة بأغراض سياسية. من ثم لا يمكننا أن نتوقع سوى إنعدام المطالبة الشعبية في هذا الصدد… إذ يخلو المشهد الاجتماعي من المؤسسات الشعبية المستقلة والمؤثرة في الرأي العام”.

من جهة أخرى؛ لا يعبأ العوام بالمشكلة أساسًا، هم يدفعون فواتير المياه ويريدون الماء والحكومة تقوم بتوصيل الماء إليهم للحصول على أصواتهم السياسية.

وعليه؛ لا يطالب الشعب الإيراني، رغم الأوضاع الراهنة، بتحسين إدارة الموارد المائية، حيث يتعلق الجزء الأعظم من حياتهم بالماء. في حين ترتب على إنعدام الإدارة المائية الصحيحة، ارتفاع معدلات الهجرة في السنوات الأخيرة، وتفريغ القرى، وزيادة العشوائيات.

الحكومة تنافق العوام بإجراءات مؤقتة مُضرة..

وعن كيفية ترضية المواطنيين الذين تعتمد حياتهم على الماء بشأن إجراء تعديل على طريقة استخدام الماء، يقول “غهانبخش”: “التكنولوجيا الحديثة في مجال الاستفادة الصحيحة من الماء في قطاعات الزراعة والصناعة، وحتى المنازل، هي حل أساس للمشكلة. وهذه التكنولوجيا ليست رخيصة وتحتاج إلى المعرفة الديناميكية والمتنامية. والمشكلة تكمن في عدم استعداد الحكومة أو الشعب للإضطلاع بدفع التكلفة.

فالحكومة لا تفعل خوفًا من خسارة الشرعية ودعم العوام. والعوام بدورهم مستهلكون ولا يعبأون بشيء ويجهلون تمامًا الجغرافيا الطبيعية والاقتصادية لـ”الجمهورية الإيرانية”.

وعليه؛ تلجأ الحكومات إلى أسهل الحلول وهو بناء “السدود”، وإصدار المزيد من تراخيص حفر الآبار العميقة القانونية وغير القانونية، وإنشاء شبكات توصيل المياه للقضاء على المشكلة بشكل مؤقت. لأن الحكومة تحتاج، على المدى القصير، الأصوات السياسية للجماهير. وبالتالي مُحيت أصوات المنظمات والمراكز العلمية وكل المهمومين بالمشكلة.

وهذا المسلك الخاطيء أدى بالنهاية إلى أزمات أعمق وأوسع مثل الصراعات العرقية والهجرات الإقليمية الواسعة.

حرب المياه في إيران..

بلغ إنعدام المباديء الإدارية للمصادر المائية في البلاد؛ مرحلة تشكل خطرًا على تكامل الهوية الوطنية للإيرانيين.

وبحسب ما نقلت “نجمة غمشيدي”؛ مراسل صحيفة (القانون) الإيرانية الإصلاحية، عن الخبراء في هذا المجال: “فسوف نشهد سريعًا حرب المياه في إيران”.

ويتردد حاليًا الكثير من أنباء عن احتجاجات مواطنين بشأن مشاريع نقل المياه.. من ذلك تحطيم الفلاحون، شرقي “أصفهان”، خط مواسير نقل المياه من المدينة إلى “يزد”. كذلك يواجه المواطنون في “چهار محل” و”بختياري” مشكلة مع أبناء “أصفهان” على خلفية المياه. وبالتالي سواف يعاني أبناء “لرستان” و”قم” و”أصفهان” و”كاشان” و”يزد” و”كرمان” و”سيستان” من مشاكل المياه.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب