خاص : ترجمة – محمد بناية :
بدأ بعض المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة استعداداتهم بالأنشطة الخيرية والإنسانية. وبالنظر إلى اتساع دائرة الفقر والمشكلات المعيشية، في “إيران”، يأمل هؤلاء المرشحون في الحصول على عضوية البرلمان وثقة الجماهير بنشر التعليقات عن المساعدات الخيرية للأسر الفقيرة والمؤسسات الخيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، (إينستغرام)، ولا يخفى على أحد اختفاء الكثير من هذه الأعمال الخيرية والشعبية بعد الانتخابات.
وكان “سيد حسن موسوي”، رئيس جمعية الإغاثة الاجتماعي، قد حذر من سوء استغلال بعض المرشحين المحتمل للجمعيات الخيرية وسائر مراكز الخدمات الاجتماعية، وقال: “من الموضوعات المهمة في قطاع الإغاثة الاجتماعي، عدم الاستفادة السياسية من الجمعيات المعنية بالمساعدات الخيرية والاجتماعية، للظلم الذي يقع على المستفيدين من هذه الجمعيات. وعادة في الانتخابات يقوم بعض المرشحين بمراجعة هذه المراكز الخيرية والتقاط الصور الدعائية أثناء تقديم المساعدات”. بحسب صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.
يقظة الجمعيات الخيرية..
أحيانًا يتوسل بعض المرشحين بأساليب من مثل تحرير السجناء أو تقديم المساعدات للمرأة المعيلة، (وهو عمل صحيح في ذاته)، بغرض جمع الأصوات. ونحن نتوقع من الجمعيات الخيرية عدم السماح لأمثال هؤلاء بتحقيق الاستفادة.
من جهة أخرى، لا يجب أن نمنح المصالح السياسية الأولوية على حساب مشاعر وكرامة المستفيدين من الجمعيات الخيرية، والاستفادة من صور تقديم المساعدات للمحتاجين كأداة في تحريك مشاعر الجماهير.
وطالب “موسوي”؛ باليقظة إزاء مثل هذه الإجراءات وأضاف: “هذا التحذير لا يعني أن تلتزم الحوزة الاجتماعية الصمت في تلك الفترة؛ وإنما تنظيم المطالب. فإذا كان للمرشحين اهتمام اجتماعي فسيكون التنصيص على ذلك في برامجهم أكثر تأثيرًا، بحيث يمكننا التركيز على مرشح خاص. ولو يطرح جميع النواب الموضوعات الاجتماعية، فلن تكون هناك أهمية بعد ذلك للحزب السياسي الذي ينتمي إليه المرشح”.
ما هي مصادر أموال مساعدة الفقراء ؟
عاد الحديث عن استخدام الأموال القذرة في الانتخابات؛ بعد تصريحات وزير الداخلية، “رحمان فضلي”، وكذلك المتحدث باسم “مجلس صيانة الدستور”، حيث عبر الكثير من الخبراء في المجالات السياسية والاجتماعية عن قلقهم البالغ إزاء تداعيات هكذا موضوع.
على سبيل المثال؛ قال “إسماعيل گرامي مقدم”، المتحدث باسم “حزب اعتماد ملي”، حسبما نقلت وكالة أنباء (إيرنا): “لو كنا نشاهد استفادة المرشحين من فقر الجماهير وإجتهادهم لشراء الأصوات من خلال توزيع الطعام والملابس وخلافه، فهذا لأن نظامنا الانتخابي ليس حزبيًا وما من أحد يسأل هؤلاء المرشحين عن مصدر هذه الأموال”.
وهو يعتقد أن خلق فجوة طبقية هو أولى الخسائر المرعبة والمدمرة في الحوزة الاجتماعية جراء هذه الأموال القذرة.
الفقراء ضحايا الأنشطة الشعبوية..
لم ينسى الناس حتى الآن؛ قصة البطاطس وزيادة الدعم المادي في انتخابات رئاسة الجمهورية، للأعوام 2005 و2009. ولم تُنشر منذ سنوات إحصائيات دقيقة عن كتلة الفقراء والأسر التي تعجز عن توفير المستوى المعيشي الأدنى، في حين يطيب للمسؤولين الحديث فقط عن تحسن الأوضاع بشكل عام.
لكن واستنادًا للإحصائيات غير الرسمية، يصارع على الأقل حوالي 30 مليون نسمة ضد الفقر، وهذه الكتلة قد تلعب دورًا مهمًا في الانتخابات المقبلة. ورغم تفاؤل الكثير من هؤلاء الفقراء في تحسن حياتهم بحصول مرشحيهم على عضوية البرلمان، لكن الحقيقة أن الكثير من المرشحين قلما يقدم، ولو إجراء بسيط، لتلكم الفئة المجتمعية الضعيفة ومجتمعهم.
من جهة أخرى، في ظل الأوضاع الاقتصادية المضطربة تزداد في العادة ميول معظم أبناء الشعب، وبخاصة الطبقات الفقيرة والضعيفة، للشعارات الشعبوية، ويسيء الكثيرون من السياسيين والمرشحين استغلال هذه الأجواء في تحقيق مصالح شخصية.
وفي هذا الصدد؛ يقول “سيد مسعود موسوي”، عضو الهيئة العملية في مركز أبحاث الدراسات الإستراتيجية: “تزداد خطورة ظهور الشعبوية في انتخابات الدول ذات الأنظمة الحزبية. وبالنظر إلى الماهية الإقليمية والعرقية للانتخابات البرلمانية الحادية عشر، فإن الاستفادة من المطالب الشعوبية للحصول على الأصوات من المخاطر التي قد تستدعي تكاليف باهظة. مع العلم أن من مؤشرات الشعبوية في الانتخابات البرلمانية المقبلة ترشح عدد كبير من المشاهير، لذا يبدو أن البرلمان الحادي عشر سيكون من الظواهر الانتخابية ذات التبعات الخاصة”.