في إيران .. مؤسسة “خامنئي” تطلق تطبيقًا للزواج و”راديو الغد” يُحذر من الاستغلال الديكتاتوري !

في إيران .. مؤسسة “خامنئي” تطلق تطبيقًا للزواج و”راديو الغد” يُحذر من الاستغلال الديكتاتوري !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

قبل فترة؛ كشفت “مؤسسة تبيان الثقافية”، وتتبع “منظمة الدعاية الإسلامية”؛ بما لها من إرتباط مباشر مع بيت المرشد، عن تطبيق (همدم-الرفيق)، كأول منصة رسمية مرخصة خاصة بالعثور على شريك الحياة والاستشارات الزوجية.

ومن جملة أسباب صاحب الفكرة، كما يبدو؛ هو الترغيب والتأكيد على تصريحات المرشد، آية الله “علي خامنئي”، المتكررة، بخصوص زيادة حالات الزواج والرعب من تراجع معدلات الكثافة السكانية في “إيران”.

لكن القصة لم تتوقف عند هذا الحد، لأنه وكما يبدو تنطوي مراسم الكشف عن التطبيق على جوانب تنافسية أكثر من أي شيء آخر، والاستعراض أمام شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية. لأنه من المقرر أن تلبي المنصة احتياجات الشباب والأسر؛ فيما يخص مسألة الزواج، وتقديم الدعم والمساعدة للأسر في إطار تدعيم البناء الأسرى والزواج.

إذ تعاني البلاد من وجود 13 مليون عازب في سن الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، وتراجع مستويات الزواج، والإقبال على العزوبية. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

تحصين التطبيق ضد الاستغلال..

وتنشط المئات من المواقع الإلكترونية، غير القانونية، في مجال البحث عن شريك الحياة، وللأسف يقترن نشاط هذه المواقع بالاستغلال.

ووفق تصريحات المسؤولين؛ فقد تم حجب هذه المواقع، في حين يسعى بعض المواقع المقربة من السلطة للاستمرار في هذا العمل.

وبالتوزاي مع إطلاق التطبيق، قال “علي رضا دهفولي”، مساعد التحديث والتطوير في “مؤسسة تبيان”؛ تعليقًا على سُبل الوقاية من الاستغلال: “عمليات الاستغلال موجودة في محتلف المجالات؛ كالإعلام وأمن المعلومات. لكن تطبيق (همدم-الرفيق) يستعلم عن المصادقة بشكل موحد؛ عبر (سيستم) منظمة التسجيل. وبمجرد المصادقة لا يستطع أحد دخول المنظومة بحساب مزور، وبالتالي يكون كل شيء تحت الرقابة والفحص”.

ووفق تصريحاته؛ يقتضي أسلوب المنصة تمكين العملاء من المصادقة بأساليب مختلفة، ثم تُسرد بعد الاختبارات المختلفة قبل الحصول على المعلومات اللازمة تحت رقابة أستاذة علم النفس.

الاستغلال الديكتاتوري للتكنولوجيا..

لكن يثير بعض الخبراء مخاوف كثيرة بشأن التطبيق. لأنه من أكثر الأفكار السذاجة الترويج للزواج؛ أو كما يقول المسؤولون الثقافيون في “الجمهورية الإيرانية”: “إصلاح أسلوب الحياة”، على الفضاء المجازي.

وربما يكون (همدم) من جملة المساعي الفاشلة التي تستخدمها السلطة في تدعيم الديكتاتورية. وذلك لأنه ورغم شرط المصادقة، فسوف يحاول البعض العثور على شريك جنسي.

وتأتي هذه الفرضية في ظل احتدام مناقشات: “الزواج الأبيض”، خلال السنوات الماضية، وهو عبارة عن وجود رفيق في المنزل دون زواج.

يقول أحد المسجلين في المنصة، وقد طلب إلينا إخفاء هويته في التقرير: “بشكل عام؛ من يريد الزواج سوف يبحث في الغالب عن شريك حياة بالأساليب التقليدية، وبالتالي كيف يتمكن شخص من تقييم زوجته المستقبلية عبر الفضاء المجازي، في حين لا يستطيع في اللقاءات الحضورية العثور على شخص محل ثقة للحياة المشتركة ؟!”، وهو يعتقد أن إطلاق مثل هذه التطبيقات والمنصات إنما ينطوي على جوانب استعراضية، قبل أي شيء آخر، بحيث يضفي نوع من المرونة على وجه السلطة إزاء النمو التكنولوجي المتسارع.

والحقيقة أن شبكات التواصل الاجتماعي، في أي مكان بالعالم؛ تتعرض للتغيير وفق أساليب الحياة، وحتى أبسط الثقافات.

في غضون ذلك، فإن الأنظمة الشمولية والشعوبية، كما في “إيران”، تتعامل بضيق أفق مع هذه التغييرات وترى فيها قيودًا على معاييرهم المؤسسية المتجذرة.

والخلاصة؛ فإن تطبيق (همدم)، وإن كان رفيق مناسب للدعاية الإيرانية، فإنه لا يستطيع أن يكون رفيقًا مناسبًا للشباب الذي يعاني تحت وطأة الضغوط الاقتصادية، والتي تدفع الشباب للعزوف عن الزواج بالنظر إلى ارتفاع تكاليف المعيشة والزواج.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة